تمكن منتخب العراق لكرة القدم من الأنتقال للمباراة النهائية لدورة العاب غرب آسيا الثالثة بعد أن حقق الفوز في المباراة شبه النهائية التي جرت مساء اليوم الخميس في العاصمة القطرية الدوحة وعلى ستاد نادي قطر الرياضي, على المنتخب السعودي بهدفين نظيفين سجلهما كل من لؤي صلاح في الدقيقة 34, ورزاق فرحان في الدقيقة 85.
نزل الفريقان لأرض الملعب وصورة المباراة الماضية التي جمعت الفريقين في الدور التمهيدي للبطولة يوم الأثنين الماضي والتي انتهت بنتيجة كبيرة للعراق بخمسة أهداف مقابل واحد ما زالت ماثلة في اذهان اللاعبين والملاكين التدريبيين للمنتخبين, السعودي بقيادة الأرجنتيني كالديرون, والعراقي بقيادة المدرب العراقي أكرم سلمان. إذ كشفت المباراة الماضية عن ثغرات عديدة في خطوط المنتخب السعودي الذي يغيب عنه مجموعة كبيرة من لاعبيه الاساسيين المنشغل معظمهم مع نادي أتحاد جدة المشارك في بطولة كأس العالم للأندية التي تنطلق الأحد المقبل في العاصمة اليابانية طوكيو. وأدت هزيمة المنتخب السعودي في تلك المباراة الى تهديد استمرار المدرب كالديرون على راس الجهاز الفني للمنتخب السعودي وخصوصاً وهو يستعد بشكل جدي لنهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006. لذلك حاول كالديرون في هذه المباراة بعد أن راي تفوق المنتخب العراقي في منطقة الوسط الى زيادة الكثافة العددية للاعبيه في هذه المنطقة للحد من خطورة لاعبي وسط العراق على حساب وجود مهاجمين صريحين للمنتخب السعودي. بدأ كالديرون بتشكيلة قوامها الحارس سعيد الحربي, واللاعبون نايف القاضي, أحمد البحري, سليمان عبده, محسن القرني, محمد العنبر, نواف التمياط, وليد عبد ربه, خالد عزيز, محمد المولد وتيسير الجاسم. فيما بدأ منتخب العراق بتشكيلته المعتادة, حيث لعب نور صبري لحراسة المرمى, واللاعبون حيدر عبد الأمير, سامال سعيد, علي حسين رحيمة, ياسر رعد, قصي منير, هيثم كاظم, نشأت أكرم, هوار ملا محمد, عماد محمد, ولؤي صلاح.
لم يشهد الشوط الاول للمباراة الكثير من الهجمات أو تهديد حقيقي للمرميين بسبب التحفظ الدفاعي الذي ساد أداء الفريقين والصراع القوي الذي كان يجري للسيطرة على منطقة وسط الملعب, وبرز من الفريق السعودي الكابتن نواف التمياط الذي تمكن بخبرته من ادارة العديد من الهجمات , ولكن كان ينقص المنتخب السعودي وجود مهاجمين خطرين يمكن أن يهددوا المرمى العراقي. في المقابل فأن المنتخب العراقي حاول تهدئة اللعب من أجل أمتصاص الأندفاع السعودي الذي وقف بوجهه خط الدفاع العراقي بكل صلابة بقيادة القشاش علي حسين رحيمة. ولم يشهد هذا الشوط الا الهدف الذي سجله منتخب العراق في الدقيقة 34 عندما توغل بالكرة اللاعب العراقي هوار ملا محمد وسدد الكرة من خارج منطقة الجزاء باتجاه المرمى السعودي, ولكنها ذهبت ضعيفة, وقبل وصولها للحارس سعيد الحربي أنبرى لها القناص لؤي صلاح وسددها أرضية على يمين الحارس السعودي محرزاً هدف التقدم الاول للعراق , وانتهى الشوط الأول بهذه النتيجة.
بدأ الفريقان الشوط الثاني دون إجراء تغيير في تشكيلتهما, ولكن بدأ كلاهما بالتخلي عن تحفظه الدفاعي وشهد هذا الشوط سجالاً بين المنتخبين, حيث حاول السعوديون العودة للمباراة بتسجيل هدف التعادل, بينما حاول العراقيون تسجيل هدف الأطمئنان الثاني. تعرض لاعب وسط منتخب العراق هيثم كاظم للاصبة فخرج من الملعب في الدقيقة 57 ودخل بدله اللاعب أحمد صلاح المهاجم أصلا, الا ان أكرم سلمان يبدو أنه قد وجهه للعب في خط الوسط, وقد اسهم دخول هذا اللعب في زيادة القابلية الهجومية للمنتخب العراقي الذي أخطر المرمى السعودي في عدة مناسبات, أبرزها الكرة التي سددها قصي منير في الدقيقة 63 وردها القائم الايمن للمرمى السعودي, والأختراق الذي نفذه عماد محمد في الدقيقة 68 ومطالبته بركلة جزاء بعد أن تم اعثاره داخل منطقة الجزاء السعودية من قبل اللعب تيسير الجاسم. ثم يعود عماد محمد ويسجل هدفاً في الدقيقة 74 يلغيه الحكم بعد اشارة من مراقب الخط لوجود حالة تسلل. يجري المنتخب العراقي تغييراً بخروج المهاجم لؤي صلاح ودخول اللاعب رزاق فرحان الذي اسهم بتحركاته في أخطار المرمى السعودي. من الجانب الأخر لم يتمكن هجوم المنتخب السعودي من تشكيل خطورة حقيقة على مرمى نور صبري عدا في مناسبة واحدة عندما أنقذ هذا الأخير مرماه من كرة قريبة من اللاعب خالد عزيز في الدقيقة 72. كان المنتخب السعودي بحاجة لأجراء تغيير وخاصة في الخط الأمامي بعد أن بدات المباراة تقترب من النهاية والمنتخب السعودي ما يزال متأخرا ًبهدف, ولكن كالديرون يتأخر في أجراء التغييرات حتى الدقيقة 75 حين يدخل سعد االعبود بديلاً محسن القرني ثم في الدقيقة 79 حين يدفع باحمد الصويلح بدلاً عن محمد العنبر, ثم عيسى المحياني بديلاً لمحمد المولد في الديقة 83. حاول هؤلاء اللاعبون من عمل شيئ في هذا الوقت القصير, الا ان المنتخب العراقي يتمكن من الأستفادة من هجمة مرتدة تصل فيها الكرة على الجناح اليمين للمتألق عماد محمد الي يرفعها عرضية أمام المرمى ليتصدى لها رزاق فرحان براسه محرزا هدف التقدم الثاني للمنتخب العراقي في الدقيقة 85 من المباراة. بعد الهدف يطمئن المنتخب العراقي للنتيجة ويقوم المدرب بأخراج اللاعب عماد محمد وأدخال المدافع حيدر عبد الرزاق بديلا له للمحافظة على النتيجة. وبالفعل تنتهي المباراة بفوز المنتخب العراقي بهدفين نظيفين وتأهله للعب على الميدالية الذهبية يوم السبت القادم مع الفائز من مباراة أيران وسوريا التي ستجري مساء اليوم. أما المنتخب السعودي فسيلاعب يوم السبت ايضاً الخاسر منهما على الميدالية البرونزية.
ادار اللقاء الحكم الصيني تاي الذي أخرج الكارت الاصفر في عدة مناسبات للفريقين, حيث أنذر من العراق كل من قصي منير (د.28), هوار ملا محمد (د. 60), نشا أكرم (د. 93), ومن المنتخب السعودي كل من نايف القاضي (د. 63), سليمان عبده (د. 76).