
04-20-2012, 09:57 PM
|
استيقظت من نومها على غصة بقلبها ودمعة سالت على جانب عينها اليمنى .. فمدت يدها لتمسحها وهى تزفر بأسى .. حتى الأحلام أبت أن تمنحني السعادة .. الحمد لله يارب على كل حال
قامت لتغسل وجهها وتتوضأ .. مرت في طريقها بحجرة أبنائها .. دخلت لتتمم إحكام الغطاء عليهم ووقفت تتأملهم لبرهة وهى ترسم شبح ابتسامة على شفتيها وكأنها تستمد منهم القوة لبدأ يومها وإكمال حياتها .. لا تدرى حقا كيف كانت حياتها ستصبح بدونهم
مر شريط حياتها بكامله في خيالها وهى لا تزال واقفة وكأن الحزن يكبلها ويفقدها الإحساس بالزمان والمكان .. تذكرت كم تألمت .. ولا زالت تتألم .. وكأنها ودعت فرحها وابتسامتها مع ملابسها القديمة في منزل أسرتها حين دخلت هذا البيت كعروس فرحة مستبشرة .. ربما حقا كانت آخر فرحة فرحتها من قلبها .. حتى عندما أنجبت .. لم تشعر بخوفه عليها وحرصه على راحتها
كم انكوى قلبها ألما وتحطمت أحلامها وباتت باكية حزينة في كثير من الليالي دون أن يشعر بها .. كيف تحملت كل هذه السنين .. وكل هذا الألم والجفاء وبرودة المشاعر ؟؟
لا تنكر أن به صفات كثيرة تحبها .. بل وتحبه هو أيضا .. بمميزاته وعيوبه .. بصفائه وجفائه .. ولا تتخيل أبدا حياتها بدونه .. لكن ما يفعله بها هذا يفوق احتمالها .. يدمى قلبها .. يمزقها إربا إربا .. يكاد يميتها قهرا .. يبعدها عنه يوما عن يوم .. ويصنع حاجز نفسي بينهما يزداد سمكا مع كل مرة يؤذى فيها مشاعرها رغم محاولاتها المستمرة للتناسي والتعايش ..لكن الذكريات المؤلمة تطاردها وكانها تأبى ان تتركها لبرهة تنعم بالهدوء اللحظى
ذهبت إلى الصلاة ثم بدأت واجباتها المنزلية اليومية
في موعد حضوره تزينت كعادتها ورسمت الابتسامة على شفتيها وهى تفتح الباب
توقيع شاعرة بلا هوية |

اللهم لك الحمد .. كما ينبغي لجلالروجهك وعظيم سلطانك
سبحان الله وبحمدة ... سبحان الله العظيم
|
|