منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - ملف تفسير سور القران الكريم
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 04-01-2012, 10:48 PM
مشرفه جعلان للشعر


المشاركات
4,713

+التقييم

تاريخ التسجيل
Jul 2007

الاقامة
مملكة القلب

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
4270

شاعرة بلا هوية is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)


سنقذف في قلوب الذين كفروا أشدَّ الفزع والخوف بسبب إشراكهم بالله آلهة مزعومة- ليس لهم دليل أو برهان على استحقاقها للعبادة مع الله- فحالتهم في الدنيا: رعب وهلع من المؤمنين- أما مكانهم في الآخرة الذي يأوون إليه فهو النار- وذلك بسبب ظلمهم وعدوانهم- وساء هذا المقام مقامًا لهم.



وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)


ولقد حقق الله لكم ما وعدكم به من نصر- حين كنتم تقتلون الكفار في غزوة "-أُحد"- بإذنه تعالى- حتى إذا جَبُنتم وضعفتم عن القتال واختلفتم: هل تبقون في مواقعكم أو تتركونها لجمع الغنانم مع مَن يجمعها؟ وعصيتم أمر رسولكم حين أمركم ألا تفارفوا أماكنكم بأي حال- حلَّت بكم الهزيمة من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر- وتبيَّن أن منكم مَن يريد الغنائم- وأن منكم مَن يطلب الآخرة وثوابها- ثم صرف الله وجوهكم عن عدوكم- ليختبركم- وقد علم الله ندمكم وتوبتكم فعفا عنكم- والله ذو فضل عظيم على المؤمنين.



إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)


اذكروا -يا أصحاب محمد- ما كان مِن أمركم حين أخذتم تصعدون الجبل هاربين من أعدائكم- ولا تلتفتون إلى أحد لِمَا اعتراكم من الدهشة والخوف والرعب- ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت في الميدان يناديكم من خلفكم قائلا إليَّ عبادَ الله- وأنتم لا تسمعون ولا تنظرون- فكان جزاؤكم أن أنزل الله بكم ألمًا وضيقًا وغمًّا- لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من نصر وغنيمة- ولا ما حلَّ بكم من خوف وهزيمة. والله خبير بجميع أعمالكم- لا يخفى عليه منها شيء.



ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)


ثم كان من رحمة الله بالمؤمنين المخلصين أن ألقى في قلوبهم من بعد ما نزل بها من همٍّ وغمٍّ اطمئنانًا وثقة في وعد الله- وكان من أثره نعاس غَشِي طائفة منهم- وهم أهل الإخلاص واليقين- وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة- وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم- وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه- وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله- وأن الإسلام لن نقوم له قائمة- ولذلك تراهم نادمين على خروجهم- يقول بعضهم لبعض: هل كان لنا من اختيار في الخروج للقتال؟ قل لهم -أيها الرسول- : إن الأمر كلَّه لله- فهو الذي قدَّر خروجكم وما حدث لكم- وهم يُخْفون في أنفسهم ما لا يظهرونه لك من الحسرة على خروجهم للقتال- يقولون: لو كان لنا أدنى اختيار ما قُتِلنا هاهنا. قل لهم: إن الآجال بيد الله- ولو كنتم في بيوتكم- وقدَّر الله أنكم تموتون- لخرج الذين كتب الله عليهم الموت إلى حيث يُقْتلون- وما جعل الله ذلك إلا ليختبر ما في صدوركم من الشك والنفاق- وليميز الخبيث من الطيب- ويظهر أمر المؤمن من المنافق للناس في الأقوال والأفعال. والله عليم بما في صدور خلقه- لا يخفى عليه شيء من أمورهم.



إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)


إن الذين فرُّوا منكم -يا أصحاب- محمد عن القتال يوم التقى المؤمنون والمشركون في غزوة "-أُحد"-- إنما أوقعهم الشيطان في هذا الذنب ببعض ما عملوا من الذنوب- ولقد تجاوز الله عنهم فلم يعاقبهم. إن الله غفور للمذنبين التائبين- حليم لا يعاجل من عصاه بالعقوبة.



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)


يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، لا تُشابهوا الكافرين الذين لا يؤمنون بربهم- فهم يقولون لإخوانهم من أهل الكفر إذا خرجوا يبحثون في أرض الله عن معاشهم أو كانوا مع الغزاة المقاتلين فماتوا أو قُتِلوا: لو لم يخرج هؤلاء ولم يقاتلوا وأقاموا معنا ما ماتوا وما قُتلوا. وهذا القول يزيدهم ألمًا وحزنًا وحسرة تستقر في قلوبهم- أما المؤمنون فإنهم يعلمون أن ذلك بقدر الله فيهدي الله قلوبهم- ويخفف عنهم المصيبة- والله يحيي مَن قدَّر له الحياة -وإن كان مسافرًا أو غازيًا- ويميت مَنِ انتهى أجله -وإن كان مقيمًا- والله بكل ما تعملونه بصير- فيجازيكم به.



وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157)


ولئن قُتِلتم -أيها المؤمنون- وأتم تجاهدون في سبيل الله أو متم في أثناء القتال- ليغفرن الله لكم ذنوبكم- وليرحمنكم رحمة من عنده- فتفوزون بجنات النعيم- وذلك خير من الدنيا وما يجمعه أهلها.



وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإٍلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)


ولئن انقضت آجالكم في هذه الحياة الدنيا- فمتم على فُرُشكم- أو قتلتم في ساحة القتال- لإلى الله وحده تُحشرون- فيجازيكم بأعمالكم.



فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)


فبرحمة من الله لك ولأصحابك -أيها النبي- منَّ الله عليك فكنت رفيقًا بهم- ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب- لانْصَرَفَ أصحابك من حولك- فلا تؤاخذهم بما كان منهم في غزوة "-أُحد"-- واسأل الله -أيها النبي- أن يغفر لهم- وشاورهم في الأمور التي تحتاج إلى مشورة- فإذا عزمت على أمر من الأمور -بعد الاستشارة- فأَمْضِه معتمدًا على الله وحده- إن الله يحب المتوكلين عليه.



إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)


إن يمددكم الله بنصره ومعونته فلا أحد يستطيع أن يغلبكم- وإن يخذلكم فمن هذا الذي يستطيع أن ينصركم من بعد خذلانه لكم؟ وعلى الله وحده فليتوكل المؤمنون.



وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (161)


وما كان لنبيٍّ أن يَخُونَ أصحابه بأن يأخذ شيئًا من الغنيمة غير ما اختصه الله به- ومن يفعل ذلك منكم يأت بما أخذه حاملا له يوم القيامة- ليُفضَح به في الموقف المشهود- ثم تُعطى كل نفس جزاءَ ما كسبت وافيًا غير منقوص دون ظلم.



أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)


لا يستوي من كان قصده رضوان الله ومن هو مُكِبٌ على المعاصي- مسخط لربه- فاستحق بذلك سكن جهنم- وبئس المصير.



هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)


أصحاب الجنة المتبعون لما يرضي الله متفاوتون في الدرجات- وأصحاب النار المتبعون لما يسخط الله متفاوتون في الدركات- لا يستوون. والله بصير بأعمالهم لا يخفى عليه منها شيء.



لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (164)


لقد أنعم الله على المؤمنين من العرب- إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم- يتلو عليهم آيات القرآن- ويطهرهم من الشرك والأخلاق الفاسدة- ويعلمهم القرآن والسنة- وإن كانوا من قبل هذا الرسول لفي غيٍّ وجهل ظاهر.



أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)


أولما أصابتكم -أيها المؤمنون- مصيبة- وهي ما أُصيب منكم يوم "-أُحد"- قد أصبتم مثليها من المشركين في يوم "-بدْر"-- قلتم متعجبين: كيف يكون هذا ونحن مسلمون ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا وهؤلاء مشركون؟ قل لهم -أيها النبي- : هذا الذي أصابكم هو من عند أنفسكم بسبب مخالفتكم أمْرَ رسولكم وإقبالكم على جمع الغنائم. إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد- لا معقِّب ‌‌‌‌‌‌لحكمه.



وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166)


وما وقع بكم مِن جراح أو قتل في غزوة "-أُحد"- يوم التقى جَمْعُ المؤمنين وجمع المشركين فكان النصر للمؤمنين أولا ثم للمشركين ثانيًا- فذلك كله بقضاء الله وقدره- وليظهر ما علمه الله في الأزل؛ ليميز المؤمنين الصادقين منكم.



وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167)


وليعلم المنافقين الذين كشف الله ما في قلوبهم حين قال المؤمنون لهم: تعالوا قاتلوا معنا في سبيل الله- أو كونوا عونًا لنا بتكثيركم سوادنا- فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون أحدًا لكنا معكم عليهم- هم للكفر في هذا اليوم أقرب منهم للإيمان- لأنهم يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم. والله أعلم بما يُخفون في صدورهم.




الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (168)


هؤلاء المنافقون هم الذين قعدوا وقالوا لإخوانهم الذين أصيبوا مع المسلمين في حربهم المشركين يوم "-أُحد"-: لو أطاعَنا هؤلاء ما قتلوا. قل لهم -أيها الرسول- : فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين في دعواكم أنهم لو أطاعوكم ما قتلوا- وأنكم قد نجوتم منه بقعودكم عن القتال.



وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)


ولا تظنَّنَّ -أيها النبي- أن الذين قتلوا في سبيل الله أموات لا يُحِسُّون شيئًا- بل هم أحياء حياة برزخية في جوار ربهم الذي جاهدوا من أجله- وماتوا في سبيله- يجري عليهم رزقهم في الجنة- ويُنعَّمون.



فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)


لقد عَمَّتهم السعادة حين مَنَّ الله عليهم- فأعطاهم مِن عظيم جوده وواسع كرمه من النعيم والرضا ما تَقَرُّ به أعينهم- وهم يفرحون بإخوانهم المجاهدين الذين فارقوهم وهم أحياء- ليفوزوا كما فازوا- لِعِلْمِهم أنهم سينالون من الخير الذي نالوه- إذا استشهدوا في سبيل الله مخلصين له- وأن لا خوف عليهم فيما يستقبلون من أمور الآخرة- ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.



يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)


وإنهم في فرحة غامرة بما أُعطوا من نعم الله وجزيل عطائه- وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين به- بل ينمِّيه ويزيده من فضله.



الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172)


الذين لبُّوا نداء الله ورسوله وخرجوا في أعقاب المشركين إلى "-حمراء الأسد"- بعد هزيمتهم في غزوة "-أُحد"- مع ما كان بهم من آلام وجراح- وبذلوا غاية جهدهم- والتزموا بهدي نبيهم- للمحسنين منهم والمتقين ثواب عظيم.



الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)


وهم الذين قال لهم بعض المشركين: إن أبا سفيان ومن معه قد أجمعوا أمرهم على الرجوع إليكم لاستئصالكم- فاحذروهم واتقوا لقاءهم- فإنه لا طاقة لكم بهم- فزادهم ذلك التخويف يقينًا وتصديقًا بوعد الله لهم- ولم يَثْنِهم ذلك عن عزمهم- فساروا إلى حيث شاء الله- وقالوا: حسبنا الله أي: كافينا- ونِعْم الوكيل المفوَّض إليه تدبير عباده.



فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)


فرجعوا من "-حمراء الأسد"- إلى "-المدينة"- بنعمة من الله بالثواب الجزيل وبفضل منه بالمنزلة العالية- وقد ازدادوا إيمانًا ويقينًا- وأذلوا أعداء الله- وفازوا بالسلامة من القتل والقتال- واتبعوا رضوان الله بطاعتهم له ولرسوله. والله ذو فضل عظيم عليهم وعلى غيرهم.



إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)


إنَّما المثبِّط لكم في ذلك هو الشيطان جاءكم يخوِّفكم أنصاره- فلا تخافوا المشركين- لأنّهم ضعاف لا ناصر لهم- وخافوني بالإقبال على طاعتي إن كنتم مصدِّقين بي- ومتبعين رسولي.




توقيع شاعرة بلا هوية






اللهم لك الحمد .. كما ينبغي لجلالروجهك وعظيم سلطانك


سبحان الله وبحمدة ... سبحان الله العظيم