موعد مع غرام الطفولة
دق جرس المدرسة معلناً انتهاء
يوم دراسي حافل بالجد ولا يخلو من
المرح..كان جرس مدرستنا ناقوساً
يدوياً من النحاس...تراه يتدلى من
أعلى غرفة المعلمين .. نتسابق
اليه لنظفر بسحب الحبل المتلي منه ... وكأننا ملكنا الدنيا في براءة الطفولة...
ولا نقف الا عند صراخ المدرس
المصري ( فوزي) قاءلاً ( انتا يالا منك لوه)..
فترانا نهرب مذعورين..ليس كطلاب هذه الايام ..
كنا نحسب للمعلم ألف حساب..
أركض أنا الى البيت وارمي حقيبتي
المتواضعة التي لا تشبه ابدا حقائب اطفال اليوم ...
لم تحتوي على رسومات بن تن او
سبايدرمان او صور الجاسوسات وسبونج بوب ...
كانت حقيبة مهترئة عفا عليها الزمن
ولكنني كنت اراها ( ولا حقائب جيفينشي)
ولكنني فخور بانني كنت احملها ...
فقد كانت ملاذا لي وسلوة لخاطري
عن كيد الزمان... فلي معها ذكريات
جميلة لا ابيعها بالذهب ... ما ان
اصل الى البيت حتى نلتم انا واخوتي
على المائدة البسيطة نكيل منها ماشاء
البطن ... واعود ادراجي الى المدرسة ..
فقد حانت ساعة الفسحة عند الطالبات ..
كنا نتشارك المدرسة صباحي ومسائي ...
بيننا وبين الطالبات... وحان معها موعد لقائي
مع
( غرام الطفولة ) ...
كان قلبي يقودني الى تلك النافذة ذات
القضبان الحديدية التي تشبه قضبان السجون ....
ما ان وصلت حتى وجدتها بانتظاري...
لا زلت الى اليوم اتذكر ابتسامتها الساحرة ...
لا زلت اتذكرها رغم مرور 18 عاماً ...
كانت في الصف الثالث وكنت اكبرها بسنه..