البارات تنافس الطرقات من ناحية التلوث
قد يواجه أحدنا السؤال التالي: أيهما أكثر ضررا لصحتك، ملهى ليلي تعبأ أجواءه بدخان الساهرين، أم شارع في مدينة مكتظة لا ترى منها غير السحب السوداء جراء وقود السيارات؟ على الأكيد وبعد قراءتك أحدث دراسة في هذا الخصوص، ستفضل ربما عدم إمضاء سهراتك في الملاهي، ولو كانت لا تزيد عن ساعة من الوقت المتوفر لديك. فقد كشفت دراسة حديثة أن الملاهي والكازينوهات المملوءة أجواءها بدخان السجائر تحتوي نسبة 50 بالمائة من المكونات المسببة لمرض السرطان، أكثر من هواء الطرق السريعة وشوارع المدن المكتظة بعربات السير في ساعة الذروة. كذلك كشفت الدراسة أن الهواء الملوّث في الأماكن المقفلة تختفي عمليا ما إن يمنع التدخين فيها.
الدراسة التي نفذها باحثون أمريكيون في جامعة "تفتس" للطب في بوسطن، كشفت أن الإصابات بسرطان الرئة والوفيات هي بالآلاف بين الأمريكيين من الأفراد المعرضين بطريقة غير مباشرة، لدخان المدخنين، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
ووجدت الدراسة أن موظفي الكازينوهات والبارات معرضون لتلوث محدد وعلى مستويات عالية جدا، مما تسمح بها الحكومة الأمريكية في الأماكن المفتوحة، أو الخارجية. وقال كاتب الدراسة والباحث في مركز استشاري لأضرار التدخين على غير المدخنين جيمس ريبس إن الدراسة ستساعد في تمرير قوانين تمنع التدخين.
وقام ريبس بفحص الهواء في أحد الكازينوهات، وفي مسبح داخلي وفي ستة بارات في ولاية ديلاوير في نوفمبر /تشرين الثاني 2002 وفي يناير /كانون الثاني 2003، وبعد شهرين من قيام الولاية بمنع التدخين في الأماكن المغلقة او الداخلية.
وكشف أن المسح بيّن مادتين وراء الإصابات السرطانية المتعلقة بالتدخين.وقال ريبس إن الدراسة كشفت أيضا أن أنظمة التهوية لا يمكنها تبديل الهواء الملوث بآخر أنظف وبشكل سريع بسبب كثافة الدخان.