هلا وغلا وردة غلا ^^
لعيونك........هذي هي التكمله
[صح طويلة بس صدجيني ما بتندمي....كل مرة تحلو أكثر ونهايتها أحلى
كنت ناويه أجزأها بس ألحين بحطها كاملة.......وبحط نسخة جوال فالملفات المرفقة للي يبي يقرأها براحته فالموبايل]
• • •
~٣~
الذي قال أنه اتخذه بعد استخارة واستشارة، وهو أن يدعها لعل الله أن يكتب لها خيراً منه، نزل عليها قراره كالصاعقة رغم كل ما جرى؛ فالأمل فيها كان عظيماً بزوال ما سبب لهما كل هذه المعاناة، أخذت تبكي وهو يبكي لبكائها!!
ثم مسح على رأسها وقال: ندى الله وحده يعلم ماذا تعنين لي، لكني سأكون لئيماً لو تركتك هكذا، مضى الآن أكثر من ثلاث سنين و نحن على هذه الحالة، ومن العقل والكياسة والدين أن أكرم من أكرمني وأرحم من تأذى بسببي، أنت حلم جميل قدر الله ألا أعيشه واقعاً، لكن سأكون سعيداً وربما جبر بعض مصابي أن تعيشي حياتك سعيدة قارة العين ولو مع غيري، وإن لم يقدر الرحمن اجتماع قلبينا كزوجين فنحن أخوين، وسأبقى لكِ أخاً مخلصاً ما حييت..
فقط شيء واحد أتمناه منكِ أن لا تلتفتي للماضي، وامضِي في دنياك بنفس أحلامك و علوك الذي أعرفه، أما أنا فسأنتقل لمدينة رسول الله -صلى الله عليه و سلم-؛ لأكمل دراستي هناك وقد قدمت أوراقي طالباً نقلي للعمل في تلك المدينة التي ستعوضني بعض فقدي!
- سامي.. ما تقول؟ مجنون أنت؟ ألا تعلم من أنا، أنا لا أبدل خيارات قلبي كما تريد، قلبي ليس بيتاً للإيجار يتعاقب عليه الخلق، أتظن أنه من السهولة أن أبحث عمن يشغله ويسكن ألمه..؟؟
أتفهم موقفك تماماً، لكن تأكد أنني سأبقى كما أنا، أترقب أملاً قادماً، وحتى ذلك الحين سأبقى أختك المحبة وروحك الأخرى الوفية، لن أضعك حتى في أحلامي موضع الزوج حتى يقضي الله في أمرنا بالحق، و ستبقى بالنسبة لي سامي الأخ الحبيب، الطاهر الذي لم أشعر يوماً بأنه أناني، يقدم له مصلحة على غيره فكيف على روحه الأخرى،
سامي.. صدقني أنت عندي شامخ شموخ الجبال وسامٍ سمو السحاب، حتى أخطاؤك لها عندي ما يبررها، لم تجرحني يوماً ولو كنت جارحاً، حتى في فضاضتك مع والدي الذي لا يستحق منك ذلك وأنت المقرب لديه كنت ألتمس لك عذراً.. صدقني حياتي من الخير أن تنتهي إن لم تكن معك..
- وأحلامك وأمانيك؟ والقادة العظماء الذين ستنجبينهم؟
- دعك من هذا الآن، فالمرأة تحب بقلب واحد وبلون واحد، ولن أتأخر عن مشروعي لو تغيرت مشاعري يوماً، ثم أنا الآن مشغولة بتعليم نشء جديد سأغرس فيه القيم التي أريد، و سأقضي بقية وقتي في طلب العلم.. فلا تحمل همي..
فقط لي طلب، أن تبقيني كما أنا، لا تنو طلاقي بقلبك فأنا إن ثبت يوماً زور ما قيل سأكون زوجتك..
لم يستطع سامي أن ينطق حرفاً، و قام وقد صرف وجهه للناحية الأخرى وهو يتمتم: لكِ ما أردتِ، لكن بشرط؛ أن تستشيري والديك..
- لن أشاور أحداً الآن؛ فقد استخرت ربي كثيراً و دعوته راجية أن يشرح صدري لما يحب، وأجد راحة لما طلبت..
-قال: اللهم إن كان فيصل وأمه كذبوا فأرني فيهم ما يشفي قلبي ويريحه من عذابهم..
- لا.. لا تدع إلا بخير.. ما الذي ستستفيده من عذابهم؟ الله عالم و مطَّلع عليهم؛ فكل الأمر له، و لا تدع على مسلمٍ إلا بخير.. أسأل الله أن يهديهم إن كذبوا، ويغفر لنا إن صدقوا ويتولانا جميعاً برحمته!
خرج سامي من بيت ندى وهو يجر قدميه جراً لثقل الهم الذي يحمله؛ فهو بين همِ حبس ندى وضياع مستقبلها المعلق هكذا وبين همَّ تركها الذي يكرهه ..
وقد شاع بين الناس بأن سامي وندى فرق بينهما الرضاع
واتجه كل منهما لطريق..
وفي يوم من الأيام أتتها رسالة من سامي بعد استقراره بالمدينة النبوية بمدة يطلب استشارتها في أمرٍ يخصه..
فعلى الفور اتصلت به:
- السلام عليكم ورحمة الله.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
هلا بالغالية، كيف حالك طمنيني عليك!
- بخير الحمد لله، كيف حالك أنت؟
عسى ما شر؟
- لا أراك ربي شراً.. فيه أمر مشغل بالي منذ مدة ولم أرَ أقرب من أستشيره فيه منك!
- تفضل..
- لي زميل دراسة ذكر لي قصة أطارت النوم من عيني، ووجدت في قلبي من الألم تجاهها ما لم يفقه إلا ما أصابنا.. والمحروم يحن للمحرومين والمظلوم يرق للمظلومين!!
- أكمل..
- ذكر لي قصة جار لهم كفل ابنة أخيه بعد أن توفي أهلها في حادث سير ولم يبق سواها، وذكر لي من الظلم الواقع عليها في بيت عمها ما لم يخطر لي ببالِ يوماً، كما تحدثه أخواته وأمه.
حتى أنها تقضي أغلب الليل تبكي في فناء المنزل بسبب طرد زوجته لها من البيت!
- يا الله.. يا رب لا تترك لظالم على ضعيفٍ سبيلاً..
أليس لها أقارب آخرون؟
أخوالها وباقي أعمامها في منطقة أخرى، والعلاقات بينهم ضعيفة نوعاً، ويقول بأنها كما يذكر أهله مصابة برهابٍ، فلا تستطيع الحديث مع الآخرين وبث ما تجد من عمها وزوجته، وحتى الدراسة تركتها بعد رسوبها المتكرر!
- يا رب رحمتك بها وبكل ضعيف مظلوم يا رباه..
أسأل الله أن يرسل لها من ينقذها من هذا الظلم..
- ندى تراودني فكرة خطبتها لأنقذها من عذابها لعل الله أن يرحمني وينقذني مما أعاني ويمن علي بما أحب!
- هاه....
- ندى يشهد الله لا إرب لي بالنساء ولا حاجة.. ولو عرضت علي نساء الأرض ما كن كشعرة ساقطة من رأسك، لكني أبتغي بعملي هذا وجه الله وإكرام مسلمة ضعيفة ورفع الظلم عنها..
وحتى والله ما سألت ولن أسأل عنها، فلا فرق عندي سواء كانت سوداء أو بيضاء قبيحة أم جميلة.. وأنت..
- حفظك ربي يا سامي الخصال.. قالتها وهي لا تكاد تبينها من البكاء..
- ندى.. هل يضرك قراري هذا؟
- لا.. لو كنت زوجتك التامة لزهيت في نظري بهذا النبل.. فكيف وحالنا ما تعلم؟
أسعد الله قلباً لا يحوي إلا الخير والرحمة..
- ندى.. أحقاً ما تقولين؟
- نعم.. وفخورة والله بك أنا.. ذكرتني بالسلف الذين عاشوا للآخرة وسعوا لها سعيها، ولم يسجنوا أنفسهم في دنيا ظالمة حقيرة، أهلها عبيد شهواتهم ورغباتهم..
- الحمد لله.. يشهد الله إني لم أفكر إلا بك، خشيت أن يجرحك قراري ويزيد ألمك..
- على بركة الله.. عجِّل عليها بالفرج عجَّل الله عليك بسعدك..
و سأكون معك أعينك بما أستطيع، فأنا أختك يا سامي!
- بل أنت روحي وحلمي الذي لن أيأس منه.
أعتذر ندى.. خرجت والله بلا شعور مني..
- سامي.. منذ حدوث ما حدث وأنا متوقفة فيك حتى في أحلامي.. لم أضعك موضع الزوج أبداً رغم أن كل شيء في مرتبط بك، خشية أن تكون أخوتنا ثابتة..
آه.. رددتني لما أحاول أن أدعه نائماً حتى يأتي أجله..
توكل الله، وعجل في خطبتها..
- سأحاول..
وبعد أسبوع اتصل عليها ليخبرها بأنه خطبها، ولم يرض عمها إلا بثمانين ألفا وبعد مشقة كبيرة..
واتفقوا أن يكون العقد والزواج معاً بعد ثلاثة أسابيع من الآن..
-تصدقين ما سألني عن بيت ولا عمل.. فقط المهر هو ما يريده!!
- نقول مبارك إذن؟
- أسأل الله أن يبارك لي ولك..
- والشقة جاهزة يا سامي؟
- الله يسامحك.. لا تجرحيني بهذه الأسئلة، أنا حريص على إبعادها عن الظلم فقط..
- لكنها ستكون زوجتك.. ولها عليك حقوق..
- أعلم.. ولن أغمطها حقها.
- هل رأتها إحدى أخواتك؟
نعم.. ذهبت ريم معي، وذكرت لي من حالها ما جعلني أستعجل الأمر، يا رب أعني على بلوغ رضاك..
كتمت ما بقلبها ندى من حب استطلاع ما رأت أخته خشية أن تؤذي سامي، أو تؤذي قلبها..
وطلبت من أهلها أن يحضروا زفاف سامي، فوافقوا لظنهم بأنها نسيته وأن زواجه سيكون باباً لانصرافها التام عنه، ولعله يكون فألاً لأن يخطبها غيره، فمنذ حصول ما حصل بعد زواجها من سامي لم يخطبها إلا فيصل الذي تقول بأنها لو بقيت أيماً ما تزوجته..
ونزلوا صبيحة الزواج على سامي في بيته لينتقلوا لأهل العروس ثم يذهبوا للفندق الذي حجزوا به بجوار الحرم..
كانت ندى محملة بأكياس معها.. و قد أعادت ترتيب بيت سامي من جديد ورتبت غرفة نومه.. وبكت حين رأت أن أغراض العروس لم تحضر بعد، بكت رحمة بها و حزناً على حبيب لم يكتب لها الفرح به..
وفي بيت عمِّ العروس، رأت وجوهًا لم تعظم الله كما ينبغي له أن يعظم، إذ كيف تعظمه وقد نسيت بطشه بالظالمين؟
كيف تعظمه وقد أساءت لمن أمرت بالإحسان له؟
كانت وجوهاً شائهة ردها الرحمن إليه ردَّاً جميلاً..
ودخلت تسلم على العروس التي منذ رأتها وهي لا تملك لدموعها حبساً، حتى خشيت أن يظن من يراها بأنها تبكي على سامي، وهي والله تبكي رحمة عليه وعلى هذه المسكينة التي لا يبدو عليها الفرح حتى في هذه الليلة..
كانت نحيلة لدرجة اتضاح عروق جسدها وتجلي عظامها.. تتلون أطرافها بآثار حروق، وندبات ظاهرة.. غير يديها التي لم تجد لها تشبيهاً إلا بيد امرأة في أحد سفراتهم صافحتها فسحبت يدها من شدة خشونتها.
-يا الله.. أيوجد ظلم في ديارنا لهذه الدرجة؟
طيب وأين مهرها؟ لمَ لمْ يزينوها كما ينبغي كأقل واجب تجاهها وهي تودعهم!!؟
تذكرت سامي فرقت لتلك اليتيمة وله!!
كل رجل يتمنى أن تكون ليلته الأولى مع زوجة جميلة هو محب لها.. ترى هل سيظلمها سامي بمقارنتها بغيرها؟
"لا لا سامي أرفع من هذا".. هكذا كانت تردد في نفسها،
وبعد انتهاء الفرح المحزن توجهت مع أهلها للفندق الذي حجزوا به بجوار الحرم، وتوضأت ونزلت لمسجد النبي صلى الله عليه و سلم تقضي بقية ليلها في رحابه مع إحدى أخواتها..
أما سامي، فقد أخذ عروسه التي لم يرها إلا الليلة وكاد يبكي رحمة بها حين رآها، وشعر بأنها ابتلاء جديد له سأل الله أن يوفقه لاجتيازه.. فقد ذكرته بالبؤساء الذين كانت تجري عيونه لمرآهم وهو الذي لم يسح دمعاً إلا على فجيعته بندى!!
ولما دخل بيته فوجئ بترتيبه بطريقة غير ما تعودها، ولما دخل غرفة النوم كانت أكبر مفاجأة...
• • •
~٤~
حيث كانت الغرفة مرتبة بطريقة في غاية الجمال والرومانسية. وقد نثرت الورود على السرير وبخِّر بأطيب الروائح والعطور، ونسقت التسريحة بطريقة جذابة، ووضعت عليها مجموعة من الهدايا المغلفة، كانت قد وضعتها ندى لتبدو كأنها من سامي لعروسه، لأنها خجلت أن تذكره بذلك و علمت بأن الرجل يتصرف تجاه زوجته بما تمليه عليه مشاعره تجاهها لا بما يفترض أن يكون، كما هو حال الأنثى!
فهو إن كان محباً لها فرحاً بها تفنن في إبداء حبه بما يترجمه كل بحسب تربيته و ثقافته، وإن كان مشفقاً عليها راحماً لها فقط بلا حب وشوق ووله كان همه وفق مشاعره وأهمل وجوب إظهار ما يستوجبه الموقف!!
وحمدت الله أنها أحضرت بعض ملابسها الخاصة بالعرائس والتي كانت تشتريها لها والدتها كلما ذهبت للسوق ووجدت ما يناسب العروس منذ خطبها سامي؛ فالعروس يتيمة عند أعداء لا يهمهم أمرها وليس لديها كما يبدو من تعينها في تجهيزها فلعلها تؤدي زكاة حبها لسامي وحبه لها بفرح تدخله على قلب هذه اليتيمة!
كانت بتغليفها الذي تمنته وقد حشيت بعطور وأطايب لم تضع منها عليها يوماً، لكي لا تربط بينها وبين زوجته أو يتذكرها بها..
وكتبت ورقة إهداء وضعتها بين تلك الأغراض وكأنها من سامي، ختمتها بعبارة: (أحبك، وإن لم تقع عيني عليك)..كانت تعلم بأن هذه اليتيمة ربما لم تسمع هذه الكلمة من قبل رغم حاجة القلب لها وافتقاره للإحساس بها.. وتخشى ألا تسمعها من سامي الذي تعلم يقيناً أنه يحبها هي.. لذا ربما وجد من الصعوبة أن يقول لها ذلك، خصوصاً أن الرجل لا يترجم عواطفه بكلمات إلا عندما تفيض ويصعب عليه ترجمتها لفعل!!
وبعد أن فرشت السرير ونثرت الورود والعطور عليه، كانت تبكي من قلبها، ولكن ترجو من الله أن يرحمها ويصرف قلبها عن سامي إن كان ما بينهما رضاعة حقاً بإدخال الفرح في قلب هذه اليتيمة المسكينة..
علِم سامي أن ندى هي من صنع هذا إلا أنه لم يفطن لما وضع في الخزانة ولم ينتبه له، وحتى الهدايا التي على التسريحة لم ينتبه لها ليلاً وفي الصباح ظنها من جهاز زوجته!
بعد أيام من الزواج شعر بارتياح لكون زوجته بدأت تشعر بإنسانيتها، كانت تشعره بالضعف كلما نظر إليها فيملأ هذا الضعف قلبه لها رحمة!
لم تكن تتقن الحديث ولا الكلام، لكنها خادمة متميزة!!
أدخلها إحدى حلقات المسجد النبوي لتحفظ القرآن الكريم، وأصبحت تتحدث معه قليلاً، شعر بأنه بنى بها إنسانة جديدة وإن كانت بسيطة الأفكار والأهداف، أخذا عمرة بعد شهرين من زواجهما وكانت لهما زيارة لأهل ندى، وبعد خروجهم من تلك الزيارة التي لم تخرج له فيها ندى ولم تكلمه أو ترسل له منذ زواجه إلا رسالتين كانت رداً على رسالة له يسألها عن بعض أحوال النساء والتعامل معها..
ومنذ ركبت زوجته معه وهي تدعو لندى وأهلها! مما أشعل في قلبه ما كان يهرب منه قبلاً!
فأخبرها بالحقيقة كاملة وذكر لها قصته مع زوجته الأولى مع وقف التنفيذ ندى!
لكنه لم يذكر أنه لم يدخل بها..
فأخذت زوجته تبكي، مما عصر قلبه ألماً خشية أن يكون جرحها بذلك، لكن لابد أن تعلم من هي ندى، سأعاملها كما لو كانت زوجتي التي أحبها حقاً، وكما لو كنت سأعامل ندى، لأن لها واجباً علي وحقاً ولأني أخذت على نفسي ألا أريها إلا الخير ما بقيت حيَّاً، لكن هذا لا يعني أن أكون حكراً عليها فلو ظهر ما أرجوه من كذب فيصل وأمه ستكون ندى شريكتها في رجلٍ لولا القدر لما كان لسواها!!
عاد من سرحانه ولمس يد زوجته: ما يبكيك يا أسماء؟
- معقول ما ذكرته؟ هل ندى زوجتك حقيقة؟
- نعم.. لكن ما ذكر من رضاع لم يتأكد بعد.. لذا اجتنبتها حتى نتأكد من الأمر..
- هل تحبك؟
- نعم.. وأنا أحبها، واكتشفت أيضاً أني أحبك، ففيك ما يدعوني لحبك، وفيها ما يدعوني لحبها، ثم نحن مسلمون لنا غاية من كل عمل، وغاية المؤمن يجب أن تكون سامية بسموه، طبعاً لا علاقة لاسم سامي بالأمر..
- سأبوح لك بشيء.
- ما هو؟
- ندى غريبة جداً، شعرت بحبها لك لكن لم أكن أظنها زوجتك وتعجبت لأنها أخبرتني عمّا تحب وما تكره، وكانت تتحدث عما ينبغي أن تفعله الزوجة مع زوجها لتكسب رضاه..
ثم فاجأته: لم تزوجتني إذن؟
- لأنك مسلمة وجب علي أن أقف بجوارك بعد أن عرفت حالك، ولا سبيل لي إلا بالزواج منك.. واكتشفت لاحقاً بأنك جوهرة حزتها في خزينتي!
- سامي.. لا تجامل وكن صريحاً، فأنا لا أقارن مع زوجتك لا شكلاً ولا ثقافة، صحيح كثر الله خيرك وبارك في عمرك أن أنجيتني من جحيم بيت عمي، لكن نظرة الرحمة والشفقة فقط مؤلمة!!
- وهل أشعرتك يوماً بما يظهر أنني لا أحمل لك إلا الشفقة؟
زواجي منك كان رحمة وشفقة وواجباً أراه على الحر لازم.. لكن أوجد الله في قلبي لك ما يمكِّن لك به منزل الزوجة المحبوبة..
الرجل يا أسماء عنده استطاعة يحب أكثر من امرأة ربما ليس بالمنزلة الواحدة، لكن المرأة بحسن تعاملها قد تبلغ من قلب زوجها مكاناً تحوزه خاصاً بها، ثم الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم أخبرنا بأنه لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر.. وكل بشر به مزايا ليست بغيره وعيوب كذلك!
- أنت صاحب فضل علي، وخلقك كريم و قلبك واسع، ولن أستطيع أن أؤدي شكر فضلك مهما حصل..
- بالعكس يا أسماء، أنت أيضاً كنت على بركة، و...
قاطعته:
تلك العلبة الرائعة التي وجدت بها ما كنت يائسة منه أن يحصل لي في زواجي وكنت أقرأ أن العرائس يحتجنه وجدته فيها وبطريقة لم أحلم بربعها!!
- أي علبة؟
- علبة الهدية الغالية التي وضعت بها رسالة لي!
- أي رسالة وأي علبة؟
بدأت تحكي له ما وجدت فعرف أنها ندى! ولكن لم يرد أن يجرح كبريائها فقال: الحمد لله أنها أعجبتك أردت أن أعرف رأيك بها و أطربني أنها وقعت منك هذا الموقع..
ظننت أنها لم تعجبك كونك لم تذكريها قبلاً!!
- بالعكس بكيت والله فرحاً منها ولا زلت أقرأ ما كتبت وأضمه لقلبي، فلم يكتب لي من قبل أحد بهذا!
حاول أن يخفي دمعة ذرفت من عينه، وقال: أما زلت محتفظة بها؟
- نعم وستبقى ما حييت مهما حصل، وسأبقى أحبك حتى ولو عدت لزوجتك الطيبة.. ربما قاومت نفسي لأقول عنها أنها طيبة، ولكن هذا ما لمسته؛ فقد كانت تحدثني حديث الأخت لأختها!!
- سبح عقله مع ندى، وردّد قلبه: آه لو تعلمين أنها هي من كتب لك ما أحببت! طيبة كلمة قليلة في حق ندى، واعتصر قلبه أسى أنه لم يرها هذه المرة، هل كانت مجروحة؟ أم لم ترد أن تحيي الجروح في قلبي! لكنها والله ما اندملت بل يزيدها تعلق زوجتي بي!! وقلبي هناك لا يبرح ندى رغم ما أشعر به لزوجتي!
يا رب لا تحرمني فضلك يا كريم.. ردّدها مرتين!
وكانت زوجته تظنه يعني ما تدندن حوله..
في البيت أظهرت له الرسالة. بكى واحتضنها قائلاً: أحبك.. أحبك، اعذريني إن لم أرددها على مسامعك فأنا أترجم حبي لأفعال..
مضت ستة أشهرٍ على زواجه بأسماء، وتطورت وحفظت عشرة أجزاء من القرآن، لكن ندى حبٌ لا يندمل جرحه، تذكرها فاشتاقت نفسه لها وروحه، فاستأذن من زوجته وخرج يتمشى في الشارع العام الذي أمام منزله حتى وصل حديقة صغيرة جلس على مقعد فيها، و أخرج جواله، واتصل على ندى بعد كل هذه المدة.. كان قلبه يدق مع كل نغمة حتى كاد ينفجر بعدم ردها عليه.. كرر المحاولة، وتكرر عدم الرد!
أرسل رسالة قال فيها: أشتاق لك والله
يا أغلى من عرفت، أريدك قليلاً لو تكرمتِ..
وعاود الاتصال فأتاه صوتها كريح باردة في لفح الهجير..
- نعم..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام ورحمة الله.
- هلا ندى كيف حالك، وكيف الأهل؟
- بخير الحمد لله بشرنا عنك وعن أسماء؟
- الحمد لله.. ندى هل من جديد؟
- لا..
- ندى أنا لم أتغير شعرة والله أنت بالقلب كما أنت! فلمَ تغيرت علي!؟
-ما تغيرت.. لكن استجد أمر جعلني لا أدري كيف أتصرف، سبحان مقدر الأقدار..
- ندى.. ماذا جرى؟ أرجوك شغلت قلبي..
- سأخبرك لاحقاً، ترى ما حصل هو سبب عدم مجيئي إليك للسلام حين زيارتي..
- ندى أنت تعلمين طبعي.. أرجوك ماذا حصل؟
- أعدك أني سأخبرك غداً إن شاء الله، أما الآن فلا أرى الوقت مناسباً.. أعتذر سامي مضطرة لقطع المكالمة الآن..
- حفظكِ الله..
- تصبح على برٍّ وطاعة وخيرٍ من ربك..
- وأنتِ كذلك..
• • •