وأصبح تقديم الذبائح والعطايا للرب الإله تقليداً ثابتاً في التراث الديني اليهودي مع مرور السنين .
ولاريب في أنه تجرد من مفهومه القديم بعد مجيء النبي موسى فأمسى يعبر عن امتنان اسرائيل للرب الاله على رابطة العهد التي خصَّه الله بها . ويرمزالى المسيح المسيّا الذبيحة الالهية التي ستفتدي شعب الله المختار كما جاء في وحي الأنبياء . ولكنه لم يخلُ تماماً من معاني الخضوع والطاعة لله الخالق . وهاتان الصفتان الطاعة والخضوع ليستا غير مظهرين من مظاهر العبودية .
كان علينا أن ننتظر المسيح حتى نفرغ نهائياً من فكرة العبودية ببعديها المادي والرمزي كعلّةٍ موجبة لخلق الانسان . وكذلك لكي نحظى بتفسير جديد لوجود الانسان الذي هو المحبة والخير . فالله أحب الانسان ولذلك خلقه . وعلى هذا التفسير لم يعد الإنسان عبداً لله كما كان في السابق وإنما ابناً حراً شريكا له في الابداع . ولم يعد الإنسان بعد هذا مطالباً بتقديم الذبائح . فقد أغنته عنها ذبيحة المسيح .
ثم جاء الاسلام بعد المسيحية بقرون وكان يفترض أن يعمّق فهمنا لاسباب وجود الانسان على الارض ولكنه للأسف لم يتقدم خطوة واحدة في هذا المجال , بل إننا لنراه ينكفئ عائداً إلى التصورات القديمة فيتبنى فكرة العبودية لله بأوضح معالمها : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ..) . ويرسي للعبودية قواعد صارمة كالصلوات والحج وشروط الطهارة والجهاد والأضاحي في العيد .. الخ . فيفقد الإنسان بذلك علاقته بالله القائمة على البنوة والتي نشرتها المسيحية . ويتحول الله في الدين الجديد إلى كائن مستبد كشيخ قبيلة يمارس فرائضه وأوامره على أتباعه وعبيده بقسوة وشدة وتهديد ووعيد