6. ضع جدولاً زمنياً للتغيير. (استثمار الوقت)
دون أن تضع لنفسك جدولاً زمنياً للوصول إلى الأهداف فلن تصنع شيئاً.
* والجدول الزمني هو " القابلية للقياس " التي ذكرناها من قبل .
* حدد السلوك المطلوب ( كثرة الصلاة ) .
* حدد الكمية المطلوبة من السلوك ( السنن الرواتب ، و 3 ركعات قيام الليل).
* ضع جدولاً متدرجاً بذلك . ( أبداً بجزء من السنن الرواتب وبركعة واحدة في قيام الليل لمدة أسبوع ، وفي الأسبوع الثاني : السنن الرواتب و 3 ركعات ، في الأسبوع الثالث : السنن الرواتب و5 ركعات) .
سأل أحد رجال الأعمال صحفياً : ما هدفك .
قال : أن أشتري بيتاً على البحر في يوم من الأيام .
قال له : هذا ليس هدفاً .. الهدف أن تقول : أشتري بيتا في منطقة كذا ، صفته كذا ، وسعره الحالي كذا ، ثم تحسب دخلك الشهري ، وما يمكن أن تدخره منه لتحقيق هذا الهدف ، ثم تحسب مقدار التضخم في السنوات القادمة ، وتحدد : كم سنة يكفيك لتحصل على المبلغ الكافي للحصول على هذا البيت .
بهذه الصورة .. يكون لك هدف محدد قابل للقياس .
في دراستك .. عملك .. حياتك الأسرية .. علاقاتك الاجتماعية .. علاقتك بالله تعالى .. تعلم أن تكون أهدافك قابلة للقياس .. وإلا فستكون كمن يظن أنه يسير بينما هو واقف في مكانه .. والقطار هو الذي يسير به .
القاعدة : ضع لكل هدف تدرجاً زمنيا تصل من خلاله إليه .
7. ابدأ التنفيد ولا تتهاون . ( الفعالية ) .
قال تعالى " وشاورهم في الأمر ، فإذا عزمت : فتوكل على الله ، إن الله يحب المتوكلين " . ومن أشد آفات الفكرة : أن تظل دائرة في عقل صاحبها دون الانتقال من التفكير إلى التنفيذ .
وإذا بدأت العمل بعد إمعان الفكر فيه .. فلا تتراجع عنه .
حين بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسير كفار قريش إلى أحد ، استشار الناس في الخروج إليهم أو البقاء في المدينة ، فأشار عليه عدد من الشباب ممن لم يحضر بدراً أن يخرج إليهم .. فاستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم رغم أنه كان يميل إلى غير رأيهم ، ثم ندموا على ذلك فاعتذروا إليه ، وسألوه أن يعود إلى الرأي الآخر - البقاء في المدينة- ، فأرسى صلى الله عليه وسلم قاعدة العزيمة بقوله : " ما كان لنبي إذا لبس لأمته (أي لباس الحرب) أن يخلعها حتى يقضي الله في أمره .
وإذا ظللت دائراً مع أفكارك تنتقل من فكرة إلى فكرة .. دون أن تتجاوز التفكير إلى العمل .. فستميت في الفكرة قوتها ، وتحولها إلى " خيالات " و " أوهام " .. وباعتيادك على هذا تتحول إلى " عاجز " يظن أنه غير قادر على الفعل .
قاعدة : إذا عزمت فتوكل على الله .
8. تدرج في التطبيق ولا تقفز. ( التدرج) .
آفة كل برنامج هي : الحماس في البدايات ، والفتور بعد ذلك .
وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ ، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن يكون العمل "دِيمةً " ، وإذا هجمت على العمل كله في البداية فماذا تركت لنفسك بعد ذلك ؟؟
* اجعل كل أعمالك متدرجة في الوصول إلى النتيجة الكاملة.
* اقنع بالقليل في البداية .. ولكن .. لا تتهاون مع نفسك إن تخلت عنه.
* كلما وصلت إلى مستوى معين من التطور كافئ نفسك عليه ، وثبت نفسك فيه.
* انتقل بهدوء إلى المستوى الذي يليه .
* راقب التطور ، واحمد الله على كل تطور حتى ولو كان قليلاً ، ما دام ضمن الخطة الزمنية له .
قاعدة : إذا كان الله جل وعلا قد خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهو الخالق القدير ، فينبغي أن لا تظن قدرتك على تحقيق مرادك في لحظة وأنت العبد الضعيف .
9. ضع قانوناً جنائياً لنفسك (قانون العقوبات والمثوبات).
لابد من وضع آلية لإثابة نفسك على تحقيق الهدف ، ولمعاقبتها على التقصير فيه.
ودون الثواب والعقاب لا يمكن للسلوك أن ينمو .
* ضع لنفسك جدولاً للتعزيز الذي يناسبك .
* قسم هذه المعززات إلى مستويات ، واجعل أعلى مستوى من التعزيز مرتبطاً بالوصول إلى الهدف الأسمى .
* ضع جدولاً آخر بالمعززات السلبية (سلب المعزز الإيجابي .. الحرمان من أشياء تحبها ) أو العقوبات ، واقرنها بالتدريج بتقصيرك عن فعل ما خططته لنفسك .
* كن صارماً مع نفسك في الثواب والعقاب .
* حبذا لو أشركت غيرك معك في ذلك.
قاعدة : حين تحدد أنت لنفسك مقدار الثواب والعقاب فستلتزم به . ولا دافع إلى عمل لا ثواب له أو لا عقوبة عليه .
10. طور آلياتك حسب نتائج الواقع . (التطور بالانفتاح على الواقع )
قد يضع الإنسان لنفسه أهدافاً ويحدد لها أفكاراً وسلوكيات ، غير أن التطبيق الواقعي يثبت له أن هناك بعض الخطأ في آلياته السلوكية أو أفكاره ، وعلى الإنسان أن يكون منفتحاً على الواقع ، مرناً ، قابلاً للتغيير في خطته حسبما يراه ملائماً للوصول إلى هدفه .
والمرونة لا تعني النكوص عن الفعل ، وإنما تعني : تغيير الخطة غير الملائمة إلى خطة ملائمة للوصول إلى هدفٍ صحيح .
وهذه القاعدة بالغة الأهمية .. وهل الفرق بين المنفتح ذي القدرات المتميزة في التعامل مع الحياة ، والمنغلق الذي يظن أن أفكاره لا تقبل التبديل .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يأتيه خبر السماء ، يغير من أفعاله (الدنيوية ) إذا رأى أنها غير مجدية في الواقع .. فها هو في بدر قد أنزل الناس منزلاً .. ثم جاءه الحباب بن المنذر رضي الله عنه فسأله إن كان الأمر وحياً لا يملك معه إلا الطاعة ، أو فكرة قابلة للتغيير ، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم أنه : الرأي والحرب والمكيدة .. فأشار عليه بموقع آخر .. واستجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأيه .
وحياة المبدعين في كل مجال ملأى باختبارهم لأفكارهم وأهدافهم في تربة الواقع .. واستجابتهم للنتائج بالتبديل والتغيير .
قاعدة : كن مرناً .. وإذا لم تكن خطتك مناسبة لتحقيق هدفك فلا ضير عليك من تغييرها .
يتبع