يا خاطب الحور الحسان وطالبا ** لوصالهن بجنة الحيوان ِ
لو كنت تدري من خطبت ومن ** طلبت بذلت ما تحوي من الأثمان ِ
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت ** السعي منك لها على الأجفان ِ
أسرع وحث السير جهدك إنما ** مسراك هذا ساعة لزمان ِ
اياصاح هذا الركب قد سار مسرعاً ** ونحن قعودٌ ما الذي أنت صانعه
أترضى بأن تبقى المخلف بعدهم ** صريع الاماني والغرام ينازعه
على نفسه فليبكي من كان باكياً ** ايذهب وقتاً وهو باللهو ضائعاً
اليك وجهةٌ يامولاي آمالي فاسمع ** دعائي وارحم ضعف احوالي
ارجوك مولاي لانفسي ولاولدي ** ولاصديقي ولا اهلي ولامالي
فلا تكلني الى من ليس يكلاني ** وكني كفيلي فانت الكافل الكالي
انا الفقير الى مولاي يرحمني ** في بطن لحد وحيش مظلم خالي
قد مضى العمر وفات يا أسير الغفلات ** حصل الزاد وبادر مسرعاً قبل الفوات
فإلى كم ذا التعامي عن امور واضحات ** والى كم انت غارق في بحار الشهوات
لم يلي قلبك اصلاً بالزواجر والعظات ** بينما الانسان يسأل عن اخيه فقيل مات
وقفت ببابك ياخالقي ** أقل الذنوب على عاتقي
أجر الخطايا وأشقى بها ** لهيباً من الحزن في خافقي
يسوق العباد إليك الهدى ** وذنبي إلى بابكم سائقي
بذكرك يا مولى الورى نتنعموا ** وقد خاب قوم عن سبيلك قد عموا
شهدنا يقيناً ان علمك واسعاً ** فانت ترى مافي القلوب وتعلموا
إلهي تحملنا ذنوباً عظيمة ** أسأنا و قصرنا و جودك اعظموا
سترنا معاصينا عن الخلق غفلة ** وأنت ترانا ثم تعفوا و ترحموا
مررت على المقابر ذات يومٍ ** بسفح الحصن كي أبكي الجدودا
فسالت أدمع العينينِ حزنا ** وتحنانا فبللت الخدودا
سلاما معشر الأموات أنا ** لقينا بعدكم عيشاً نكيدا
وكيف يطيب للمكلوم عيشٌ ** وأحبابٌ له سكنوا اللحودا
سل المحاريب كم ضجت بمبتهلاً ** وكم ترقرق فيها الدمع مسبولا
تاقت إلى الحور والفردوس أنفسهم ** فذللوا دربهم للخلد تذليلا
قد ادخلوا جنة الدنيا فوالهفي ممن ** يقاسي لغو الحرمان مغلولا
والله والله ايماناً اصيح بها لا ** والذي نزل القران تنزيلا
من لم ينل جنة الدنيا فحاجبه عن ** جنة الخلد قلب بات سجيلا
شتان بين النور والظلماتِ ** نزلت بذاك محكم الآياتِ
يا غافل والموت يطلبه أما ** فكرت فيما تمضي الساعاتِ
اقبل على الرحمن وأطلب عفوه** فعسى المهيمن يغفر الزلاتِ
أقصاك ليل الجهل والرال الذي ** أغشى فؤادك حالك الظلماتِ
[
عهدتك واعظاً في كل خطب ** وأنت اليوم أوعظ منك حيا
تشيعك القلوب وانت فيها ** حبيباً طاهراً عفاً نقيا
رحلت وفي الحشا مليون جرحاً ** على فرقاك تدمى جانبيا
حبيب مودتي ورفيق دربي ** اما كنا على الدنيا سويا