الشياب هنا والشياب هناك ! قصة غريبة
بسم الله الرحمن الرحيم
أنهم أصحاب الجلود المجعدة ! والظهورالضعيفة الملتوية! يمشون على عكاز أو عصى ! والأبدان منهكة ! والعيون ضيقة !والرموش ساقطة ! والشعر أبيض ! تراهم ضعيفين البصر!وقليلين السمع ! بادت عليهم ملامح الشيب ورحل الجمال مودعاً ! هم غزيرين الحكمة ! وخشنين الصوط !
قومٌ ودعوا الطفولة والشباب ...وصرنا نناديهم بمصطلح ( الشياب )
قوم فقدوا القوة بعد ماملكوها !وأحتفظو بالحكمة بعدما جمعوها
تلين قلوبهم علينا.. وعلمونا عن الحياة وأدبونا ونصحونا ووجهونا
ودعو لنا و قدموا التضحيات لنا وأحبونا حتى آخر أعمارهم..فكيف يكون الوفاء لهم؟ !
وهل تكفيهم وردة حمراء في سنة ؟! أو ابتسامة في لحظة ؟! أو قبلة في ثانية ؟! لكي نبين لهم مدى حبنا لهم !
فالحمد لله على نعمة الاسلام والحمد لله الذي كرم الإنسان
عجبت من مقارنة ! وشكرت ربي من رحمة ! وتذكرت أن سيكون هناك مفارقة ...
(الشيبة) المسلم و(الشيبة) الغير مسلم ! موضوع أذهلني ..وفار الدم في بدني
مفارقة غريبة وأغرب بكثير ، ظلم ومعاملة قاسية من شباب وبنات لم يعرفوا معنى الرحمة للوالدين،
قبل فترة أشاهد الاخبار فأسمع بخبر غريب وعجيب! ولم أتخيل أن هناك أناس نُزعت الرحمة من قلوبهم .. وانسلخت الإنسانية من صدورهم
فإذا بدولة اليابان التي تفتخر بتطورها وحضارتها تقوم بحملة (لكبار السن ) كي تحميهم وتنتشلهم من الظلم ، فالغريب في الحملة أنها وجدت جثث كثيرة من كبار السن وهم في بيوتهم ولا يعلم بهم أحد ولم يسأل عنهم الابناء ! ولا الجيران !
رموهم بعد كل مافعلوا لأجلهم وبعد تضحياتهم لهم ...فأين الوفاء ياشباب اليابان ؟! أم أن تطوير المصانع أهم من الانسان ؟
نعم فإن شياب اليابان يموتون كما يموت الحيوان في جحره . وحين يموت المسن يتخلصون من جثته كي يحصلوا على المعاش التقاعدي وتتملكهم الأنانية والبلادة بتفكيرهم المادي كما قيل !
متشتتين ! غريبين ! شرسين ! قاسين القلوب ! متوحشين !أشباه الرجال ! ومحبين المال !
وكذلك اذكر قصة امرأة عجوز مسيحية كانت سعيدة جدًا وتقول أن ابنها في كل عيد أم يزورها ويبرها وتثني على هذا العاق لدينا والبار لديهم ....فقط يوم في السنة وهي مسرورة وفرحة ....والجانب الآخر من المأساة هناك أمهات يرمون ويركنون من دون سؤال ! وقد يموتون ولا يعلم بهم أحد !
أما نحن نطور الانسان ونهتم به ثم المصانع ورحمك الله يازايد ... مقولة في ذاكرتي دوما ... (( الرجال هي اللي تصنع المصانع, الرجال هي اللي تصنع سعادتها, الرجال هي اللي تصنع حاضرها و ماضيها و مستقبلها, لا المصانع))
فأين اليابان بذلك التطور وتلك المصانع التي صنعتها أعقل خالية من المشاعر متبلدة لا تعرف رحمة للإنسانية، وأقلها مسن يموت عندهم
وأم تتوق لرؤية أبنها,دون ان يأتي لزيارتها أو يرميها دون شفقة.
شيابنا اليوم نحن المسلمين ...نقول لهم (عمي أو الوالد ) ونختار لهم أنسب المصطلحات ! لهم هيبة !ولهم الكلمة !ولهم كل الاحترام
نقبل أياديهم ونقبل رؤوسهم ! نطلب رضاهم ! نعزهم نجلهم ...ونحزن على فراقهم ..
الحمد لله على نعمة الاسلام
|