بسم الله الرحمن الرحيم
آللهمَ صل على محمد وآلِ محمد
حوارٌ بينَ آدم وحواء !
حواء : لماذا تطالعني بهذا الشكلِ الغريب ؟
آدم : لا شيء ... فقط مجردَ استغراب .
حواء : استغراب ؟ ومما الإستغراب يا ترى ؟
آدم : مما أرى فيكِ من تبدلِ أحوال .
حواء : أوا تقصدُ هذا التغيير في المظهر ؟
آدم : بل أعني ما يكمنُ وراءَ هذا التغيرُ المفاجئ .
حواء : لا شيء ... لاشيءَ سوى التغير .
آدم : كثيراً ما يكونُ وراءَ أقل التغيراتِ كبرى الأسباب .
حواء : ربما نعم ... وربما لا .
آدم : وهل يا ترى هناكَ أسبابً خلفَ هذا التغيير ؟
حواء : تقريباً ... هناكَ دوماً أشياءً تحدثُ لنا فجأة .
آدم : وما هوا السببُ هنا يا ترى ؟
حواء : يمكنكَ أن تقولَ أنهُ الملل .
آدم : من الطبيعي أن يشعرَ المرءُ منا في حياتهِ بشيءٍ من الملل .
حواء : بل هوا الكثير ... ألكثيرُ من الملل .
آدم : إذاً لهذا السبب قد أحدثتِ هذا التغيريِ الكبير على شكلكِ الخارجي ؟
حواء : أنتَ ترى أنهُ خارجي ، ولكنهُ تغييرٌ أشمل مما تتوقع .
آدم : أهوا يشملُ جوانبَ عدةَ غيرَ الخارج ؟
حواء : هوا كذلك ... فأنا أنوي تغيرُ حياتي بالكامل .
آدم : ولكن لما يسعى المرء لتبديلِ ما اعتادَ بينَ ليلةٍ وضحاها ؟
حواء : ألم أقل لكَ بأنهُ الملل ؟ فما أصعبُ أن نشعرَ في أيامنا المتتاليةِ بالملل .
آدم : وكيفَ تنوينَ إذن أن تحدثِ هذا التغيرِ المفاجئ ؟
حواء : ألعمليةُ أبسطُ مما تتصور يا عزيزي .
آدم : هناكَ على الدوامِ أشياءً في حياتنا قد نرى أنها صغيرة وبسيطة ، ولكنها قد
تكلفنا أغلى الأثمان .
حواء : ربما ... ولكن هذا لن يحدثَ معي ، أنا واثقةٌ كلَ الثقة .
آدم : ولكن لم تعلميني بعد مالذي سوفَ يتضمنهُ هذا التغيرِ الضروري ؟
حواء : سوفَ يشملُ أشياءً قد لاتخطرُ ببالكَ على الإطلاق .
آدم : هل تنوينَ بعدَ أن غيرتِ من شكلكِ وملامحَ وجهكِ أن تبدلِ اسمكِ ؟
حواء : بالطبعِ لا ، فمثلُ هذهِ الأشياءِ السطحية لا تزعجني ولا تشغلُ من تفكيري
أدنى اهتمام .
آدم : على ما يبدوا أنكِ جادة للغاية فيما تقولين .
حواء : وهلَ اعتدتَ مني ألا أكونَ كذلك ؟
آدم : يبدوا لي أنكِ تنوينَ أن تستبدلينَ في حياتكِ أشياءً رئيسية .
حواء : هذا هوا ... فمنذُ اليوم قد قررتُ أن أصححَ وأبدلَ أشياءً بأخرى أفضلُ منها ،
وكما قلتُ لكَ فالسببُ وراءَ ذلكَ هوا الملل .
آدم : وهل سوفَ يشملني أنا أيضاً هذا التغير المفاجئ ؟
حواء : ربما نعم ... وربما لا ، فلم أتخذَ بعد قرارً في هذا الشأن .
آدم : إذن لا تتعبي نفسكِ أيتها الغالية ... فقبلَ أن تبدليني بآخر سوفَ أفعلُ أنا ذلك
وأستبدلكِ بامرأةٍ أخرى لا تميلُ إلى تغيرَ شكلها كُلما غزاها بعض الملل !!!