تخلصوا من القلق.. وإلا
إعداد: محمد حنفي
ما أكثر الأسباب التي تدعونا إلى القلق هذه الأيام: الأزمة المالية العالمية، انهيار البورصة، إنفلونزا الخنازير، امتحانات الأبناء، الوضع الوظيفي.. فإما أن نصبح فريسة سهلة له فيخرج الأمر عن السيطرة ونصاب بأمراض أخرى يسببها القلق مثل اضطراب النوم ومشاكل الجهاز الهضمي وارتفاع ضغط الدم، وإما أن نتصرف بشجاعة ونوقف هذا الوحش الذي يسمى القلق.. إليك عدة طرق تساعد على ذلك.
تذكر الأشياء الجيدة
أحضر ورقة وسجل عليها الأشياء الجيدة في حياتك مثل: «أنا بصحة جيدة»، «أنا سعيد في حياتي الزوجية»، «أولادي متميزون»، «حالتي المادية على ما يرام».
ضع هذه الورقة في مكان بارز بجوار السرير أو على الحائط المواجه لمكتبك، انظر إليها كلما استبد بك القلق، وستكون ممتنا بلا شك لأن الله منحك كل هذه الأشياء الجيدة، وستساعدك على وضع توقعات أكثر تفاؤلا.
حدد أسوأ السيناريوهات
الخطوة الاولى لكي نتوقف عن القلق هي أن نحدد أولا الأشياء التي تسببه لنا. اكتب قائمة بالأشياء التي تقلقك: الخلافات الزوجية، امتحانات الأبناء، وضعك المالي، الخوف من التسريح من العمل، الخوف من حوادث المرور، الطقس السيئ، وتعامل مع كل شيء على حدة.
فرّق بين منطقتي القلق والنفوذ
لدى كل منا منطقتان: الأولى منطقة القلق، والثانية منطقة النفوذ أو التأثير، المنطقة الأولى تشمل الأشياء التي تدعونا إلى القلق ولا نستطيع أن نسيطر عليها كأحوال الطقس والاحتباس الحراري مثلا، أما الثانية فتشمل الأشياء التي تسبب لنا القلق لكنها تقع ضمن نطاق نفوذنا ونستطيع أن نسيطر عليها مثل العلاقات الشخصية والمسائل المالية.
كلما كان تركيزنا أكبر على المنطقة الأولى (القلق) كان الشعور بالقلق أكبر، وكلما كان التركيز على المنطقة الثانية (النفوذ) أكبر تضاءل شعورنا به.
عليك الاختيار بين تركيز انتباهك على تلك الأشياء التي تدخل ضمن منطقة نفوذك وتستطيع التأثير فيها لتحد من قلقك، أو بين تركيز انتباهك على التي لا يمكن أن تفعل شيئا حيالها وتصبح فريسة للقلق.
النشاط البدني
النشاط البدني طريقة رائعة للتخلص مما في رأسك من أفكار سيئة تشعرك بالقلق، فهو يحدث فرقا كبيرا ويؤدي إلى الاسترخاء والشعور بالهدوء ويقلل من الإجهاد العقلي ويحسن من المزاج. ممارسة المشي أو الركض أو غسل السيارة او الأطباق في المنزل تبدو أفكارا مثالية لبذل هذا النشاط البدني.
ابحث عن زاوية إيجابية
نحن لا نستطيع السيطرة على الأشياء التي تحدث لنا، لكننا نملك السيطرة على كيفية التعامل معها. إذا كنت تركز على بعض الأشياء السيئة وتبدو التوقعات قاتمة حاول البحث عن زاوية ايجابية للنظر إليها، فبدلا من القلق بشأن الوصول متأخرا إلى موعد مهم قرر الذهاب مبكرا بعض الوقت. الزوايا الإيجابية في كل موضوع ستشعرك بأنك أكثر تفاؤلا وتبدد قلقك.
شبكة الأصدقاء
عدد كبير من الدراسات يؤكد ان الأشخاص الذين يملكون شبكة من الأصدقاء ليسوا أقل تعرضا للقلق وحسب، وإنما أكثر سعادة وصحة. عندما يساورك القلق حول موضوع ما ابحث عن أصدقائك، وتذكر أن المكالمات الهاتفية ليست بديلا عن رؤيتهم. وجّ.ه الدعوة إلى أصدقائك المقربين وتشاطر معهم الآراء حول الموضوع الذي يسبب لك القلق، هذا سيساعدك على رؤية الموضوع من زوايا مختلفة.
تعلم كيف تتنفس
التنفس أمر ضروري للحياة، لكن الكثيرين لا يعرفون كيف يتنفسون بطريقة صحيحة، التنفس يمد الجسم بالأوكسجين الذي ينشط الخلايا ويطرد ثاني أوكسيد الكربون الضار بها، كما يساهم التنفس الصحيح في الاسترخاء والحد من التوتر والقلق.
كلما شعرت بالقلق تنفس بطريقة صحيحة، اختر مكانا هادئا واستلق. على الأرض أو اجلس على كرسي، خذ نفسا عميقا وعدّ إلى ثلاثة، احتفظ بالهواء قليلا ثم أخرجه ببطء عن طريق الفم. كرر هذا التدريب لمدة دقائق فهو يساعدك على الحد من القلق.
اطلب المشورة
في حالات كثيرة يخرج القلق عن السيطرة ويصيبنا بالتشويش في حياتنا اليومية ولا نعرف كيف نتصرف حياله، في هذه الحالة لا تتردد في طلب المشورة، هناك العديد من الكتب التي تساعدك على التعامل مع القلق، كما يمكن أن تطلب المشورة المتخصصة من الطبيب النفسي.
عالج القلق بالطعام
لطالما ربط العلماء بين تناول الطعام الصحي والصحة الجيدة ومنها الصحة العقلية بالطبع، إن كنت ممن يعصف بهم القلق فأنت تحتاج إلى تناول الاطعمة التي تجعل السكر منتظما في دمك مثل الخبز الأسمر والحبوب.
كما تحتاج إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة «التريبتوفان» التي تعمل على الحد من القلق والكآبة والأرق، هذه المادة توجد في الموز والدجاج والديك الرومي والتونة والمكسرات والبذور.
*نقلاً عن القبس الكويتية