وصـلاً أحبــُّك ..!
بقلم انستازيا " كاتبة في الساخر "
عن ظهرِ وجه قلب .. أصلاً أحبُّك .. فأنتَ لم تكن رجلاً عادياً ..!
كنتَ طوفاناً يجرفُ أمامه كل ما على أرض حياتى، يحرثُ الفراغ ، ويزرع مصابيحَ الضوء ..!
كنتَ رحالة حب ، يبسط خريطتى أمامه ليرسم قارة عشق بحياة جديدة ، ولغة جديدة ،
ويُشيّد حضارة ويُغير تاريخى .. باختصار .. كنتَ تعجننى من جديد.
عن وجهِ قلب .. تزرعُ الأسئلة فى عقلى خناجر ! وأنا لا أفهم .. ولا أفهمكَ .. !
مرهونة بين يديكَ بقدرٍ ناقص يرفضُ أن يكتمل ..
قدرٌ يتلذّذ باشعال شكوكنا ثم ينسحب ويتركنا نطفئ النار بمياه مآقينا !
لماذا أحببتكَ وأنا أعىّ تماماً أنَّ هذا الحب خافت .. صعلوك يتسكع على طرقاتِ القدر ،
يبحث عن فرجة باب يلج منها .. وعندما يرهقه البحث .. يُخرج قلمه الصغير - الأسود - ليتمرد فى الجدار ؟
قُلت لىّ ذات مرة : أنتِ تُشبهيننى !
فحاولتُ تقليدكَ فى كلِ ما تحب وكل ما تفعل .. وأشتهى كل ما تشتهى عن وجه قلب !
وشوقاً على شوق .. أتسلقُ ملامحكَ .. تفصيلة تفصيلة، فيتضحم غروركَ ، وكنتُ أعشق فيك الغرور !
عن وجه قلب .. وحدى أنا والليل .. ودفتر ، وديوان شعر يضُم بين دفتيه قوالب جاهزة للعشاق ، مكتوبة بلغة المنكوبين ! أعجنُ فيها قهرى وفقدى ، وأسأل الصباح أن يسعفَ خيبتى بخبرٍ جديد
فلا يأتينى إلا بوجوه ، وأصداء ، وأحلام موؤدة تحت وسادة غباء !
فأهرشُ عقلى بطيفك وأتثاءب بكاءً !
كيتامى الطرقات .. أجوبُ مُدن الشتاء بلا مظلة .. !
تطعننى الأمطار من كل جانب، مستغلة أنّى فقدتُ درعى ذات نزالٍ غير مُتكافئ الحب ..!
فأهرعُ لأختبئ خلف أعمدةِ الإنارة لأجدها تبكي ضوءا ، ألتقطُ حبات ضوئها فى كفىّ لأمزجها بحباتِ عرق يدىّ المتعبة من تسوّل يدكَ البخيلة الدفء ؛ أترك الأعمدة وأمضى لأتوارى فى ظلِ شجرة مضمومة الفروع تحتضن ثماراً لم تولد بعد !
كلّ شئ يتعملق أمامى بجنون .. !
المسافة بينى وبينك ، والأمنيات المشنوقة على جدار اللا ممكن ؛
وغيم الإنتظار الذى لا يمطر غير لقاءاتٍ وهمية أخيطُ بها ثقوب اصطبارى ، بإبر الأعذار التى تشكّنى وتزيد شكوك وشقوق الثقوب !
حتى حُبّى يتعملق ويلتهمنى !
كيّف أنفضُ قلبى منك؟
كيّف أستردُ عينىّ التى تعلقت بأطرافِ معطفك عند الرحيل؟
هل من سبيلٍ إلى ذلك غير فقدان قواي العقلية؟
إنّى أتصَّنمُ أمام أسمك وأتكسّر على ظِلك ، وأحتاجُ أنْ يُربت على كتفىّ أى شئ .. حتى لو كان هواء .. لأتماسك وأرمُم قلبى الآيل للسقوط خوفاً وفزعاً من الموت حباً .
قُل لى - بالله عليك - من أىِّ الأحجارِ تَقتات ، حتى أصبح قلبك بهذه القسوة ؟
هذا السؤال يؤرقنى كثيراً وأنا أجرُّ عربة الذكرى أمامى ، وأتفقدُ أشياءك التى زرعتها كالعملاء فى حياتى .. !
كيف أشترى ولاء هذه الأشياء وأجعلها تعمل ضدك؟
لا أظنّنى أستطيع ذلك .. طالما مازلتُ آبتاع عطركَ كلما اشتقت إليك
منقوووول ..!!