تسللت في جنح الظلام...
إنها الواحدة إلا عشر دقايق بعد منتصف الليل...
كانت ليلة شتوية قاسية البرودة...
اختبئ القمر فيها خلف سحب متفرقة هنا وهناكــ في كبد السماء...
انتظرت هناكــ...
في أخر الطريق...
لا يوجد أحد إلا صوتا لنسمات مابين الجدران...
ما هي إلا دقائق حتى جاءني عطرها يسابقها...
كانت ترتجف...
لا أدري مما...
اهو البرد...أم الشوق...أم هو الخوف كالعادة...!!!
همست لي ببرودة أعصاب... هل تأخرت..؟!!
واسترجعت أنفاسها... فقد جاءت مهرولة... تتلفت يمنة ويسرة...
سرنا ما بين البيوت القديمة...
لنجتاز الشارع الهادئ من سباقات الموت... ولهفة الدنيا...
اتجهت بها للصديق قديم... لطالمـــــا اشتقنا إلية... وأشتاق لنا...
فقد طال بعدنا عنه... ولم نزره منذ السنتين...
أنه مردم الهموم... وملتقى المشاعر...
أنه الــــــبحر ...
فقد تعودنا على الذهاب اليه كلما هجدت الناس ونامت...
لنلقي إليه بشي من أحزاننا وهموم يومنا...
جلسنا على الرمل... مرت اللحظات بدون همس...
كانت شاردة تنظر إلى أخر البحر...
دمعت عينيها...
حاولت أخفاء ذلكــ...
ولكن سبقتها يدي بمسحها عن خدها الندي...
احتضنت يدي... لتسمعني دقات قلبهـــــا...
كان يخفق بسرعة...
أقتربت بي من الشاطئ...وعينيها قد تلالئت وانعكس نور القمر فيها...
بأدرتني... أتذكر أخر مرة جاءنا الى هنا...!!!
كيف لي أن أنسى ... هكــــذا أجبتها...
عاودت البكـــاء... ولكن بصوت عالي... حاولت تهديتها... ولكن دون فائدة...
وفي خضم ذلكـــ... سمعتها تردد ...
دعني أبكي...
فربما تكون زيارتي الأخيرة للبحر وأنت بجانبي...
أحتضنتها... وانا أهمس في أذنها اليمنى...
سنرجع ولو بعد حين ...
ومن يومها... وأنا اتردد على ذلكـــ الشاطي...
ولكني وحيداً... فقد صدق حدسها...