إيجابيات وسلبيات لمعرفة الجينوم
لا شك في أن إدراك أسرار الجينات يحقق مصالح كبيرة للبشرية، ولكنه مع ذلك إذا أُطلق عنانها دون ضوابط فسوف تتخلق مشكلات كثيرة وخطيرة، منها أنه لو اشترطت جهات العمل الكشف الجيني لأدى ذلك إلى أن المصابين بالأمراض المحققة أو المحتملة لن يتم تعيينهم، والأمر أشد في التأمين الصحي، أو التأمين على الحياة، ومنها كشف أسرار الإنسان، وغير ذلك من السلبيات؛ لذلك لا بدَّ من وضع ضوابط دينية وأخلاقية في هذا المجال.
وقد صدرت توصية من الندوة الحادية عشرة للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية التي عقدت في الكويت في 23 ـ 25 من شهر جمادى الآخرة 1419هـ الموافق 13 ـ 15 من شهر أكتوبر 1998م نصت على: "أن مشروع قراءة الجينوم البشري، وهو رسم خريطة الجينات الكاملة للإنسان، وهو جزء من تعرف الإنسان على نفسه، واستكناه سنة الله في خلقه، وإعمالٌ للآية الكريمة: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم" (فصلت: 53)، ومثيلاتها من الآيات الأخرى.
ولما كانت قراءة الجينوم وسيلة للتعرف على بعض الأمراض الوراثية أو القابلية لها، فهي إضافة قيمة إلى العلوم الصحية والطبية في مسعاها لمنع الأمراض، أو علاجها مما يدخل في باب الفروض الكفائية في المجتمع.
ويتوقع العلماء أن هذا المشروع يستهدف تحقيق الغايات التالية:
1. التعرف على أسباب الأمراض الوراثية.
2. التعرف على التركيب الوراثي لأي إنسان من حيث خريطته الجينية ومن حيث القابلية لحدوث أمراض معينة كضغط الدم والنوبات القلبية والسكر ونحوها.
3. العلاج الجيني للأمراض الوراثية.
4. إنتاج مواد بيولوجية وهرمونات يحتاجها الإنسان للنمو والعلاج.