منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - 23 يوليو المجيد هنا التهاني ومنجزات جلالته
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 07-17-2009, 09:26 PM
جعلاني ماسي


المشاركات
31,833

+التقييم

تاريخ التسجيل
Feb 2005

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
147

جعلاني للابد is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
انجازات القائد


*مساجد السلطان قابوس

تحضى بيون الله عزوجل بالإهتمام اللامحدود من لدن حضرة صاحب ‏الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله . ‏

فبالإضافة إلى إنشاء وزارة الأوقاف والشئون الدينية التي تقوم ببنائها ‏وترعى شؤونهت ، فقد أمر جلالته ببناء العديد من الجوامع والمساجد على ‏نفقته الخاصة ، حيث يصل عددها إلى أكثر من 100 جامع منتشرة في ‏ولايات السلطنة . ‏

وتتسم هذه المساجد بطابع مميز في السعة والشكل المعماري ‏والهندسي بالإضافة إلى الزخارف والنقوش الإسلامية الرائعة في الداخل ‏والخارج التي تتفاوت في التصميم جامع لآخر ، حيث تصل المآذن في بعضها ‏إلى خمس مآذن والقباب إلى 22 قبة . ‏

وقد ألحقت بهذه المساجد مدارس قرآنية ، كما تم تزويدها ‏بالمكتبات اللازمة بالإضافة إلى إنشاء وقف خاص لهذه الجوامع والمساجد ‏للصرف على صيانتها ورعاية شؤونها وإمدادها بكل اللوازم والمتطلبات . ‏

وفي إطار إهتمام جلالته بإعمار بيوت الله ورعاية شؤونها والقيام ‏بواجباتها كمراكز إشعاع للثقافة الإسلامية ، فقد صدر في 4 يوليو 2000م ‏المرسوم السلطاني رقم 53/2000 بإنشاء مركز السلطان قابوس للثقافة ‏الإسلامية آلت إليه إختصاصات كل من معاهد السلطان قابوس للثقافة ‏الإسلامية والمديرية العامة للمساجد والمدارس لديوان البلاط السلطاني ، ‏وهو يتمتع بالشخصية الإعتبارية ويتبع وزير ديوان البلاط السلطاني ، ‏ويشرف على العديد من الجوامع والمساجد في محافظة مسقط ومحافظة ‏ظفار . ‏

بالإضافة إلى العديد من الجوامع الكبيرة المنتشرة في الحواضر العُمانية ، ‏والتي بنيت على طراز معماري فريد ومنها جوامع السلطان قابوس في كل من ‏نزوى وصحار والبريمي وعبري وإبراء والرستاق وبهلاء وغيرها . ‏

وجميع هذه الجوامع والمساجد تجد الإهتمام الكامل من لدن جلالة ‏السلطان المعظم ، الأمر الذي يعكس حرص جلالته على الإرتقاء بالثقافة ‏الإسلامية ودعم مراكز الإشعاع الديني ممثلة ف الجوامع والمساجد ومدارس ‏تحفيظ القرآن الكريم ومعاهد الثقافة الإسلامية وطباعة القرآن الكريم ‏ومسابقة القرآن الكريم . ‏



*جامع السلطان قابوس الاكبر

في عام 1412هـ (1992م) أصد حضرة صاحب الجلالة السلطان ‏قابوس بن سعيد المعظم تعليماته السامية بإنشاء أكبر جامع في السلطنة ، ‏والهدف من إقامة هذا الجامع لا يقتصر على توفير مكان للصلاة والتعبد ‏فحسب بل ليكون مركزا للتفاعل مع روح الإسلام دينا وعلما وحضارة ‏وثقافة . وتم الشروع في بناء عمارة الجامع في عام 1415هـ (1995م) ‏وانجزت عمارته عام 1422هـ (2001م) . ‏

وقد اختير موقع الجامع في ولاية بوشر على مقربة من الطريق الرابط ‏من السيب إلى قلب العاصمة مسقط بحيث يسهل الوصول إليه من ضواحي ‏المدينة الممتدة ومركزها . ويحتل الموقع مساحة إجمالية قدرها 416000 ‏متر مربع وتغطي مساحة أرضية الجامع ما يقرب من 40000 متر مربع . ‏
تم تشيد الجامع على أرضية متسعة ومرتفعة عن سطح الموقع بمقدار ‏‏1.8 متر ، وفي هذا التخطيط إبقاء على النهج العماني السائد في رفع عمارة ‏المساجد التقليدية القائمة في أحياء وقرى المدن القديمة عن مستوى العمارة ‏السكنية أو العامة وأيضا عن مستوى أرض الوديان . ‏

وتؤدي ثلاثة معابر من منطقة الوصول إلى أرضية الجامع عبر ثلاثة ‏مداخل يلي كل منها صحنه الخاص والمرتبط بدوره بسلسة من العقود . ‏ويقع المدخل الرئيسي على المحور الأفقي للمخطط منتهيا بالمئذنة التي تقف ‏شامخة على ارتفاع 91.3 متر أو 300 قدم والى الشرق والغرب من المدخل ‏الرئيسي يقع المدخلان الثانويان وجميعها يؤدي إلى الصحن الخارجي المحيط ‏بقاعات الصلاة ويمتد الصحن على مساحة 24400 متر مربع . ‏

ويأخذ المصلى الرئيسي شكلا مربعا أبعاده الخارجية (74.4 في ‏‏74.4 متر) بقبته المركزية التي ترفع عن سطح البلاط بخمسين مترا وتشكل ‏مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع . ويقع إلى الشرق من المصلى ‏الرئيسي مصلى النساء مشكلا امتداد للمصلى الرئيسي عبر الصحن ‏الداخلي وتحيط بالصحن الداخلي ومصلى النساء مجموعة من الأروقة ‏المعقودة وست قباب تبرز على مدخل مداخل الواجهات . وقد تم تصميم ‏المصلى الرئيسي ليضم أكثر من 6500 مصل وتبلغ سعه مصلى النساء 750 ‏مصلية ومع إمكانية احتواء الصحن الخارجي لثمانية آلاف مصلى بالإضافة ‏إلى الصحن الداخلي والأروقة فان السعة الإجمالية للجامع تصل إلى إمكانية ‏احتواء 20000 مصل ومصلية . ‏

وتشكل الأروقة الشمالية والجنوبية الفضاء الانتقالي الفاصل بين أماكن ‏العبادة ومرافق الجامع الأخرى ويمتد كل منها على مساحة داخلية طولها ‏‏221 مترا . ‏

وتسقف فضاءات الأروقة سلسة من القباب الهندسية المستلهمة من ‏قباب مسجد بلاد بني بو علي الفريدة معماريا الواقع في المنطقة الشرقية من ‏السلطنة . ‏

وتكوّن جدران الرواق الجنوبي ساترا مرئيا مزدوجا يضم مجموعة من ‏مرافق المجمع الوظيفية ومنها المكتبة التي تضم 20 ألف مجلد مرجعي في ‏شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية وتقع قاعة الاجتماعات والندوات ‏‏(سعتها 300 شخص) إلى الغرب من الرواق بينما تم تصميم أماكن الوضوء ‏في الوسط على طول خلفية الرواق المحاذية للصحن الخارجي . ‏

وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع حيث تختتم بالمآذن ‏الأربع التي ترسم حدود الموقع بارتفاعها إلى 45 مترا وتجتمع المآذن الخمس ‏في الجامع لترمز إلى أركان الإسلام الخمسة . وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة ‏مجموعة من الأقواس والكوّات المفتوحة والصماء مع دعامات تستهل واجهة ‏المصلى الرئيسي وهذه الدعامات لها وظيفة إنشائية فضلا عن أنها ملاقف ‏للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة في العمارة ‏المحلية (البراجيل) .‏

وتتوج جدران المصلى الرئيسي شرفات يتأصل طرازها في عمارة ‏القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموما . أما ‏جدار القبلة فيتميز بكوّة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة كما هو ‏التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العُمانية . ‏

وقد استخدمت مجموعة غنية من الزخارف الإسلامية في تصميم ‏النقوش المحفورة في أبواب المصلى الخشبية التي تعلو كلا منها آيات قرآنية بخط ‏الثلث . أما الأبواب الخشبية المحفورة التي تربط الصحن الداخلي بمصلى ‏النساء فانها تحتوي على مشربيات مبطنة بألواح الزجاج الملون لتؤكد على ‏تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة . وتقتصر تفاصيل عناصر ‏الجدران الخارجية على تقاسيم الزخارف المحفورة بأنماطها الهندسية ‏والنباتية والآيات القرآنية الكريمة المكتوبة بخط الثلث . ‏

وتزداد كثافة الزخارف ودقة إيقاعها تدريجيا مع الانتقال من قضاء ‏عمارة الخارج إلى داخل الجامع وحرمه . وفي جدران المصلى تعتلي ‏شبابيك الزجاج الملون بتقاسيم هندسية ونباتية رائعة التصميم والدقة . ‏

ويحزم قمة جدران المصلى والصحن الداخلي شريط غني بالآيات ‏القرآنية الكريمة بخط الثلث الممشوق . وتملأ الزخارف الهندسية الإسلامية ‏أطر أقواس الأروقة والمتوجة بحزام من السور القرآنية عند العقود . وطبيعة ‏التشكيل الفني هذه تنتشر إلى جميع أقواس المداخل الرئيسية . أسماء الله ‏الحسنى تحتل موقعها بين أقواس واجهات الأروقة وغيرها وهي محفورة بالخط ‏الديواني . أما قاعدة المئذنة الرئيسية فتحتوي الواجهة الجنوبية منها على ‏نص الأذان , فيما حفر اسم الجامع على واجهتها الشمالية .‏

ورصفت أرضية الجامع بكاملها ببلاط الرخام بترتيب ونمط هندسي ‏متناسق وصممت قطع بلاط الصحن الخارجي والداخلي الرخامي بمقياس ‏وحدة سجادة الصلاة . ووضعت هندسة الجنائن في حديقة صممت شرق ‏الجامع بما يقترن بمدأ تصميم الحديقة الإسلامية حيث بنيت مقصورة بصحن ‏وأروقة وإيوان في وسطها بركة رخامية بمجرى مائي (فلج) يربط المقصورة ‏وسط الحديقة . ‏

وقد صمم على الصحن الداخلي مظلة متحركة لتمد حين تدعو ‏الضرورة لتوفير الظل داخل الفضاء المكشوف . ‏

وجدران قاعة المصلى الرئيسية مكسوة بكاملها من الداخل بالرخام ‏الأبيض والرمادي الغامق وبها جداريات مشغولة بزخارف مورقة بنمط ‏هندسي يغلب على تصميمها أسلوب الفن الصفوي والقاعة مصممة بمخطط ‏مفتوح ذي أربعة أعمدة رئيسية حاملة لهيكل القبة الداخلي ويمتد بمحاذاة ‏كل من الجدار الشمالي والجنوبي رواق ينفتح على قاعة المصلى بأقواس ‏مزودة بزخرفة كما في العمارة المملوكية . ‏

وقد تم تصميم المحراب بإطار مرتفع يضم كوّتين بتقاسيم متراجعة في ‏عمق الجدار بمقرنصات وعقود ويحيط بإطار المحراب حاشية من الآيات ‏القرآنية الكريمة وثنية خرفية تاتئة على شكل حبل مفتول مصنوع من الخرف ‏المطلي بالذهب وتعتلي فتحات الجدران الجانبية شبابيك الزجاج الملون ‏بزخارف مكملة في تصميمها لطبيعة ونمط زخارف الجدران . ‏

إن منظومة كل عنصر معماري في الداخل تجمع أنماطا من الفنون ‏والحرف الإسلامية الأصيلة ولكن في بنية حديثة ومعاصرة لسياق عمارة ‏الجامع وأفضل دليل متكامل على هذا يكمن في تصميم وصناعة القبة ‏الداخلية للمصلى والسجادة حيث كان كل منهما مشروعا فنيا ضخما ‏ومستقلا بحد ذاته مشكلا تحديا على صعيد التصميم والابتكار والتنفيذ ‏الإنشائي . ‏

القبة مجمعة بمقرنصات تشكل مثلثات كروية هندسية ضمن هيكل من ‏الأضلاع والأعمدة الرخامية الخالصة المتقاطعة بأقواس مدببة مرصعة في ‏جميع عناصرها بألواح من القيشاني وتمتد الألواح الخشبية من السقف بطراز ‏ينبثق عن تطوير السقوف العُمانية الأصيلة . ‏

وتم استيحاء أشكال العمارة العمانية في العناصر الزخرفية والهندسية ‏المستخدمة في تصميم الجدران والسقوف والشمسيات المغشاة بالزجاج ‏الملون . والسجاد إحدى مقومات التصميم الداخلي والتي تفرش بلاط ‏المصلى بقطة واحدة تغطي مساحة 4263 مترا مربعا وهي مؤلفة من ‏‏1700 مليون عقدة وتزن 21 طنا استغرق صناعتها وانتاجها أربع سنوات ‏ولقد جمعت هذه السجادة في تأليفها ونوعية تصميمها سجادة تبريز وكاشان ‏واصفهان الأصلية . ‏

واستخدم في نسج السجاد 28 لونا بدرجات متنوعة تم صناعة ‏غالبيتها من الأصباغ النباتية والطبيعية . وتم تصميم السجاد في وحدات ‏من خانات الصلاة تفصل بينها حواشي زرقاء وبيضاء بزخارف مستمدة من ‏النسيج العماني . ‏

وصممت مجموعة من الثريات وعددها 35 خصيصا للمصلى ‏الرئيسي مصنوعة من (كريستال سوروفسكي) ومعادن مطلية بالذهب ‏وتتدلى حول قاعة المصلى . أما الثريا المركزية فتتدلى من قمة القبة بقوام يبلغ ‏طوله 14 مترا وقطر 8 أمتار وهي تشمل 1122 مصباحا وتزن 8 أطنان ‏وصممت ثريات مصلى النساء التسع بطراز عثماني وهي مصنوعة من ‏‏(الكريستال) التركي . وتضم الأروقة الشمالية والجنوبية مجموعة من ‏القاعات إجمالي عددها 12 قاعة صممت كل قاعة بكوّات تحمل طرازا ‏معماريا فنيا خاصا يعود إلى حقبة تراثية مميزة . وانتقاء الأعمال الفنية في ‏القاعات جاء ليمثل نماذج تطور وتعدد أشكال الزخارف المعمارية وثقافتها ‏التي انتشرت بأنماط غنية من الأندلس إلى الصين فيحتوي الرواق الشمالي ‏على قاعة لفنون سلطنة عمان والجزيرة العربية يتبعها قاعة الفن العثماني ثم ‏فن عمارة المماليك يليها قاعة من الزليج المغربي ثم فنون بلاد ما بين النهرين ‏ومصر القديمة وأخيراً الفن البيرنطي . ‏

أما قاعات الرواق الجنوبي فتبدأ بفن بلاد الحجاز ثم الفن الإسلامي ‏الهندي يتبعه قاعة الفن التيموري في آسيا الوسطى ثم الفن الإيراني الصفوي ‏والفن الإسلامي المعاصر وأخيرا نموذج من أعمال إسلامية فنية حديثة . ‏

وبذلك يكون الجامع تحفة معمارية إسلامية بديعة ومركزا دينيا ثقافيا ‏ينهل منه المتلقون العلم ويؤدون في جنباته العبادة . ‏
لقد كان يوم حفل افتتاح الجامع حدثا إسلاميا مشهودا باركه حضور ‏صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ وبمعيته ‏عدد من علماء المسلمين . ‏

إن إنشاء هذا الصرح الديني الشامخ على تراب هذه الأرض الغالية ‏من بلاد المسلمين والتي دخلت الإسلام طوعا ودعا لها الرسول (ص) في ‏حديثه الشريف حين قال ( ديني دين الإسلام ، وسيزيد الله أهل عُمان ‏خصباً وصيدا ، فطوبى لمن آمن بي ورآني ، وطوبى لمن آمن بي ولم يراني ، ‏ولم ير من رآني ، وسيزيد الله أهل عُمان إسلاما ) لهو هدية جليلة تضاف ‏إلى مكارم عهد المسيرة المباركة بقيادة الباني الحكيم صاحب الجلالة ‏السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ أعزه وأبقاه الله . ‏



*الجولات السامية

على إمتداد ثلاثين عاماً من مسيرة النهضة المباركة في عمان شهدت السيوح والفيافي في ‏مدن وقرى السلطنة من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها لقاءات وجلسات بين قائد دولة رسم ‏لنفسه عناء الوصول اليهم ، ويتطلع شعبه الوفي دوما إلى الالتقاء بقيادته ليستمد منها روح العمل ‏والإبداع التفاني ويجدد العهد والولاء لقائد المسيرة المباركة .. إنها الجولات السنوية السامية ‏لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في محافظات ومناطق وولايات السلطنة ‏المختلفة والتي تمثل حدثاً وطنياً عمانياً يحتل مكانة متميزة وشديدة الخصوصية في قلوب ونفوس ‏أبناء الشعب العماني .. وصيغة فريدة للحوار والتحاور وضعها صاحب الجلالة السلطان ‏المعظم مع بدايات النهضة العمانية الحديثة بشكل دائم ومنتظم لتكون حضارية وعلامة مميزة ‏لمسيرة التنمية في هذه البلاد . ‏

وفي جولاته السامية يقطع جلالة السلطان المعظم آلاف الكيلومترات متنقلاً بين مناطق ‏وولايات السلطنة المختلفة متكبداً وعورة الطريق وتقلبات الطقس من أجل أن يعايش أبناءه ‏المواطنين على الطبيعة وحيث يقيمون ويتلمس بيديه الكريمتين نبض المواطن وإهتماماته وحياته ‏اليومية ، وحينها يشعر المواطن بقدرته على الحديث إلى جلالته في كل ما يخطر له على بال ‏وعلى نحو مباشر ودون حواجز أو مسافات في مشهد يعبر عن عمق الإرتباط بين جلالته ‏والمواطنين من ناحية وما حققته مسيرة النهضة المباركة من قوة وترابط وتكافل وأمن وأمان في ‏ربوع هذه الأرض الطيبة من ناحية أخرى . ‏


*موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية


حرصت السلطنة على إثراء الحياة الثقافية وإغناء المكتبة العربية بإضافة هامة ، تمثلت ‏في صدور موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية وذلك بمبادرة شخصية من حضرة صاحب ‏الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ ، وقد بدأ في تنفيذ المشروع إعتباراً من ‏أكتوبر 1985م ، والموسوعة نتاج أبحاث مكثفة قام بها أكثر من 150 باحثاً من مختلف البلدان ‏العربية في مجالات علمية عديدة شملت التحليلات اللغوية والإجتماعية والتاريخية والسياسية ‏والإدبية تركزت على ما يقارب سبعة ملايين أسم عربي عن طريق إستخدام أحدث الوسائل ‏العلمية والإحصائية . ‏

وهو ما يعد سبقاً تاريخياً ويسد فراغاً في المكتبة العربية ، كما قدم نموذجاً للتعاون ‏المتميز بين عشرات الباحثين في مختلف مجالات ومن شتى أنحاء الوطن العربي . ‏

فقد تم جمع المادة العلمية للموسوعة من 12 دولة عربية بمعرفة خبراء في العلوم اللغوية ‏والإجتماعية من : سلطنة عمان ــ مصر ــ المملكة العربية السعودية ــ تونس ــ المغرب ــ الجزائر ــ ‏العراق ــ اليمن ــ الأردن ــ الكويت ــ البحرين ــ قطر . ‏

وتنقسم الموسوعة إلى جزئين : معجم أسماء العرب ويعالج أكثر من 18 ألف إسم من نواح ‏إحصائية ولغوية وإجتماعية وتاريخية وسجل أسما العرب ويتناول الأسماء من حيث أصولها ‏

ومن النواحي الإحصائية جاء إسم محمد أول الأسماء المائة الأكثر شيوعاً بين الرجال ، ‏وإسم أمل في مقدمة الأسماء المائة المنتشرة بين النساء العربيات . ‏

وقد تم في 1995م في إحتفال أقيم في باريس إهداء منطقة اليونسكو نسخة من الموسوعة ‏لتودع في المكتبة العامة للمنظمة العالمية . ‏

وقد لاقت الموسوعة صدىّ طيباً لدى القارئ العربي ، وكذلك المهتمين والباحثين في ‏مختلف العلوم الإنسانية ، كما أفردت لها بعض الإذعات العربية حيزاً في دوراتها البرامجية . ‏

والموسوعة تعتبر تجربة فريدة لم يسبق لها مثيل في التاريخ العربي الحديث وتعد أحد ‏الروافد الثقافية للمكتبة العربية . ‏