الشاعر : بشار بن برد
هو أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي فارسي الأصل ويعتبر رأس الشعراء المحدثين
ولد سنة 91هـ وهو شاعر مخضرم أدرك بني أمية وبني العباس ،
قال الشعر في سن مبكرة فما بلغ العاشرة حتى تفجرت موهبته
قال عنه الجاحظ : ليس في الأرض مولّد يُعَدّ شعره في المحدث
إلا وبشار أشعر منه .
خُلق أعمى أكمه ولكنه يشبه التشابيه التي لم يسبَق إليها مما
لايدركه البصير قال فيه الأصمعي : " غوّاص نظّار يصف الشيء ولم يره
كأنه رآه ، ويجمع في البيت الواحد مافرقته الشعراء في عدة مثل قوله :
كأنها روضة منوّرة === تجمع طيبا ومنظرا حسنا
وقوله:
أنا والله أشتهي سحر عينيك === وأخشى مصارع العشاق
*قيل له يوما وقد أنشد قوله :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ==== وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
ماقال أحد أحسن من هذا التشبيه ! فمن أين لك هذا ولم ترَ الدنيا قط
ولاشيئا نها ؟ فقال : إن عدم النظر يقوي ذكاء القلب ويقطع عنه الشغل
بما ينظر إليه من الأشياء فيتوفر حسه وتذكو قريحته ثم أنشدهم قوله :
عميت جنينا والذكاء من العمى === فجئت عجييب الظن للعلم موئلا
*كان أبو معاذ سريع الغضب والهجاء يتجاهر بالسكر ويحب اللذات والتنعم
ويدهشنا مانشاهد في شعره من صفات إنسانية رائعة
أوليس القائل :
إذا كنت في كل الأمور معاتبا === صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه === مقارف ذنب مرة ومجانبه
* أراد بشار أن يختبر جارية زعمت له أنها تنظم الشعر فقال لها :
أتقرضين الشعر ؟ قالت : نعم قال بشار :
* أحمــــــــــد الــلــــه كــــثيـــــــــــرا *
فأجابته الجارية على الفور :
* حيــــــث أنـــــــشــأك ضــــــــريـــرا *
فبُهت بشار وأعجب بها وضحك .
*قالت امرأة لبشار : أي رجل أنت لو كنت أسود اللحية والرأس ؟
قال بشار ك أما علمت أن بيض البُزاة أثمن من سود الغربان
فقالت له : أما قولك فحسن في السمع . ومَن لك بأن يحسن شيبك
في العين كما حسن قولك في السمع ؟ فكان بشار يقول :
ماأفحمني قط غير هذه المرأة .
*قال الأصمعي : قلت لبشار :
ياأبا معاذ إن الناس ليعجبون من أبياتك في المشورة :
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن === برأي نصيح أو نصيحة حازم
ولاتجعل الشورى عليك غضاضة === فإن الخوافي قوة للقوادم
فقال لي ياأبا سعيد : إن المشاور بين صواب يفوز بثمرته
أو خطأ يشارَك في مكروهه . فقلت له : انت والله في قولك هذا
أشعر منك في شعرك
* كان لبشار مجلس وكان النساء يحضرنه ، إذ سمع كلام امرأة
يقال لها عبدة في المجلس فعشقها
فدعا غلامه فقال له : إني تعلقت امرأة فإذا تكلمت فانظر من هي
واعرفها وإذا انقضى المجلس اتبعها وكلمها وعرفها أني لها محب
وأنشدها هذه الأبيات وعرّفها أني قلتها :
ياقومي أذني لبعض الحي عاشقة=== والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قالوا بمن لاترى تهذي ؟فقلت لهم === الأذن كالعين توفي القلب ماكانا
هل من دواء لمشغوف بجـــــــارية === يلقى بلقيانها رَوحاً وريحــــــــانا
فأبلغها الغلام الأبيات فهشّت له . وكانت تزوره مع نسوة يصحبنها
فيأكلن عنده ويشربن وينصرفن بعد أن يحدثها وينشدها ولاتطمعه في نفسها .
* قال أبو معاذ يهجو واسطا :
على واسطٍ من ربهـــــا ألف لعنة == وتسعة آلاف على أهل واسط
أيُلتمس المعروف من أهل واسط == وواسط مأوى كل علجٍ وساقط
وإني لأرجـــــــو أن أنال بشتمهم == من الله أجــرا مثل أجر المرابط
واسط : مدينة في العراق
علج : جمع علوج وأعلاج : حمار الوحش السمين القوي / الرجل الضخم
القوي من كفار العجم . وبعضهم يطلقه على الكفار عموما
منقول
الشـــــــفره