أحبـابـــــــي ...
ممـااستفـدتـه مـن تجـارب الأديـب الكبيـر الأستـاذ الشيـخ علـي الطنطـاوي ـ رحمـه اللـه ـ :
أن أتخـذ لـي دفتـرا ، أدون فيـه كــل عشيـــة مـارأيـت فـي يـومـي ، لا أن أكتـب مـاذا أكلــــت وشـربـت ، ولا كـم ربحـت وكـم أنفقـت .....
بـل أسجـل مــا خطـر علـى بـالـي مـن أفكـار ، ومـا اعتلـج فـي نفســي مـن عـواطـف ، وأثـر مـا رأيـت أو سمعـت ، فـي نفسـي ...
ومـا ذاك إلا لأجــــــد فيهــا يـومـا ( نفســــي التـــــــي فقـدتهــــــا
لا تعجبـوا مـن هـذا الكـلام ، فنحـن فـي تبـدل مستمـــر ، كـل يـوم يمـوت فـيّ شخـص ، ويـولــد شخـص جـديـد ، والميـت ( أنـا ) ، والمـولـود ( أنــــا ) ....عـواطـف نفسـي تتبـدل ... فـأحـــب اليـوم مـا كنـــت أكـره بـالأمـس ، وأكــــــــره مـا كنـــت أحــــب ....
عـزيـزي القـاريء ....
صـدقنــي لقـد مـر فـي حيـاتـك عشـرات مـن النـاس ، كلهــم يحمـل اسمـك ، وكلهــم ( أنـت ) .. ومـا منهـم إلا واحـد هـو ( أنـت ) بـإحسـاسـك وعـاطفتـك وأفكـارك ..
خـذ ـ حبيبـي ـ مثـلا .....
قـف علـى الجسـر وراقـب مـاء النهـر يجـري تحـت رجليـك ، هـل تـــرى قطـرة تقـف ، أليـس كـل مـا تـراه قطـرات يـدفـع بعضهـا بعضـا ؟ واحـدة تــروح فـلا تـــــرجع أبـدا ، وواحـدة تـأتـي علـى أثـرهـا فـلا تقـف أبـدا .
إنـه فـي تبـدل مستمــر ، لا يمكـن مهمـا أطـلـت الـوقـوف علـى الجسـر أن تـرى قطـرة واحـدة مـرتيـــــن . ( وكـذلـك الإنســـان ) .
ولكـن هـذا التبـدل لا يفقـد النهـر اسمـــه ، ولا خصـائصـه ، فـلا يجعـل ( النيـل ) ( دجـــلة ) ، ولا ( دجلـة ) ( الكنـج ) ، ولا ( الكنـج ) ( نهـر ( التـايمـس ) .
وكـذلـك الإنسـان تبقـى شخصيتـه ثـابتـة ، فـلا يصيـر ( محمـد ) ( عليـا ) ، ولا تصيــر ( سلمـى ) ( ليلـى ) .
أحبـابـي رواد منتـدانـا المتـألـق ....
لنـرجـع القهقـرى بـذكـريـاتنـا فـي طـريق العمـر ، لا لنجتـر آلام المـاضـي ونقـف عنـدهـا ، نبكـي أيـامنـا ، وننـدب حظـنـا ...
ولكــــــن .... للنصـح .... ومحـاسبـة النفـس .... ولصغـارنـا .... وأيضـا ( لنجـــد ـ إذا قـرأنـاهـا ـ يـومـا ( أنفسنــــــــا ) التــــي فقـدنـاهــــا )
اللهـم اجعـــل أيـامنــا سعـادة .... ( آميــــــن )