ذات يوم ..
رأيت طفلا يبكي .. امام محل لبيع الحيوانات والطيور ..
كان يلح على ابيه ان يشتري له طائرا حتى يستأنس به وبصوته العذب ..
بعد فترة ليست بطويلة .. لبى الأب طلبه ..ودخل المحل ليشتري ..
عصفور بمنظر جميل وصوت رنين ..
كل ذلك ليدخل السرور إلى قلب ولده الصغير ..
كان العصفور في قفص مع انثاه ..
هنا قال له البائع إن اراد ان يستمتع بتغريد العصفور فعليه ان يشتريه دون انثاه ..
لانه ببعدها يزغرد وجدا .. يكثر حركة وحيوية لانه حائر .. ويغرد انغام الحنين ..
اما ان اشتراه مع انثاه .. فسوف يروي بها الحنين ..وتخف حيويته .. وبذلك يقل تغريده ..
هكذا لن يملأ البيت ببهجة العصافير .. والأهم .. بأنه سيدفع مال مضاعفا ..
فكر الأب ..
وقرر ان يدفع مالا مضاعفا ويشتري العصفور وانثاه ..لانه لا يرضى ان يفرح قلب ولده ويعذب طائر صغير ..لا يحسن الشكوى ولا يعرف التعبير ..
هنا فكرت .. ما بال هذا الإنسان ..
يشتري راحته في الحياة بالمشي على جراح و عواطف الأحياء ..
مال بال هذا الإنسان ..
يرمي بجوع المساكين والم المستضعفين حتى يتخم بطنه بطعام مما لذ وطاب وينعم بالترف والإسترخاء ..
حسب البعض ..
إن نحيب الأيتام .. وغربه الأرامل .. غناء كنار فرح .. واهات الناس ..بلابل تطرب
يرقصهم صوت الرصاص .. قذائف الموت ..و تطربهم نزف الجراح ..
حسبوا تنهدات الموت من شفاة المفجوعين .. قصائد فرح واناشيد عرس ..
هل رأيتم الفرق .. بين تلك الإنسانية التي تحسب لعواطف الحنين والشوق على مستوى طائر ..
وبين قلوب وحشية .. تنعم بجرحات الناس ..ودماء الشعوب ..