الاسباب اللتي تعدى اسامة بن لاندن لتفجير امريكا فهي
فهو انعدام المساواة الذي وسم العولمة الحديثة بما وسع الهوة بين أغنياء العالم وفقرائه. وهنا يرى هاليدي, ومن دون أن ينزلق إلى تحميل العولمة كل الشرور التي يعاني منها عالم اليوم, أن هذه العولمة نفسها تحمل في طياتها ما يكرس الوضع القائم من حيث انتشار الظروف الظالمة والمعيشية القاسية في حق مئات الملايين من الناس بما يوفر بيئات مولدة للعنف والتطرف.
أما ضمن مجموعة الأسباب المباشرة والخاصة بالدول الإسلامية فإن هناك أزمة يطلق عليها "أزمة آسيا الغربية", أزمة تطال الدول العربية وإيران وباكستان وأفغانستان تحديداً. تتجسد هذه الأزمة من خلال عدة مظاهر, أو حقائق عبر هذه الدول: أولها تحول الصراعات والأزمات التي ضربت هذه المجتمعات والدول كلا على حدة إلى صراعات وأزمات مترابطة وتؤثر في بعضها البعض بشكل وثيق. وثانيها هشاشة دولة ما بعد الاستقلال واستمرار أزمة الشرعية في هذه المجتمعات, وثانيها انبعاث "الأصوليات" الإسلامية وسيادة التطرف العابر للحدود فيها وعبرها. كل ذلك, معطوفاً على الخلفية التاريخية التي توفرها مجموعة الأسباب الأولى, آل إلى تنام مضطرد للعداء للولايات المتحدة وسياستها. مجموع ذلك كله خلق الأجواء الطبيعية لبروز تعبيرات التطرف القصوى التي تجسدت أبشعها في تفجيرات نيويورك وواشنطن. وهذا وإن كان يساعدنا على فهم خلفيات تلك الجريمة فهو لا يبرر بحال قيامها كما لا يقلل بأي حال آخر من وحشيتها وقسوتها البالغة جراء استهدافها عن سابق قصد وتخطيط لمنشآت مدنية تعج بآلاف المدنيين.