36_1_12[1].عزيزتي:
في الغالبية العظمى من الناس نجد الاتفاق والتشابه الكبير بين ما يكتبون وواقع حياتهم الخاصة ، فهم يعبرون عن واقعهم، آمالهم، أحلامهم..ولو وجدنا من يكتب أو يظهر في كتاباته عكس ماهي عليه شخصيته في الواقع ، فأعتقد بأنه يستخدم ما يكتبه لتعويض ما ينقصه في حياته الواقعية....بمعنى...
الشخص الصارم، القاسي، العصبي المزاج الذي عرف بهذه الصفات يود في قرارة نفسه لو يكون ذلك الرقيق العاطفي الهادئ الطباع ولكنه لا يستطيع ربما لكبريائه وغطرسته أو لخوفه من انتقاد الناس له في تحوله المفاجيء فتجده يعوض ها النقص بكتاباته المملوءة بالعاطفة والحنان والرقة والهدوء...وكلك فيمن يعاني انعدام الشخصية ، أو السلبية في حياته...تجده من خلال كتاباته صاحب الرأي الأول...الصارم....الواثق من نفسه..!!

أي أننا نحاول حين ينقصنا العيش في كل ما نحب أن نعيشه من الحياة ومعطياته نعوضها بالكتابة..بتصوير الغنى ونحن في قمة الفقر...أو السعادة ونحن في قمة الشقاء...أو البراءة ونحن نعاني سوء الطباع والأخلاق (لا سمح الله ) !!

ولكن.......
تظل البصمة الخاصة للكاتب تحدد ملامح شخصيته الحقيقية ولو بأقل نسبة فيما يكتب..فانت ترى رواية ذلك القاسي حين تتحدث عن الشخصية الرئيسية الحالمة..الرائعة...المملوءة بالحب للجميع..ستجد في الشخصيات الثانوية من يحمل لواء واقع الشخصية الأم(شخصية الكاتب )...فيكون هنا...مربط الفرس!!

وهنا...وميض الشخصية الواقعية يبرز بشكل متخفي غير واضح الا لمن يحسن التحليل ...

أختي العزيزة.......كثيرا ما تتفق كتاباتي مع شخصيتي الحقيقية وواقعي ولكن هناك بعض الجوانب من الشخصية ..نحرص جميعنا أن تكون ضمن ( الأسرار الشخصية ) التي لا تستهوينا المشاركة فيها...بل تظل لنا وحدنا...!

وتقبلي مني كل التقدير .