رجل أنا
عن عالمي غادري أيتها الجميلة …فما عدت كما السابق تسحرينني بجمالك…عن طريقي ابتعدي حتى لا أصدمك…فقد غدت أهوى الحوادث المدمرة…وعن قلبي تنحي لامرأة أخرى..لضحية أخرى…فقد تلقى من السعادة قليلا ومن الحزن والكابة كثيرا…لا تستغربي فاني لا أحب الاستقلال بواحدة…بل أني أعشق التغيير..مثلكن مثل ثيابي التي أبدلها يوميا…
رجل أنا…ألا تفهمين معنى هذا…أحس بالملل والسام دائما…أنسى الماضي عندما أرى الحاضر يتمختر أمامي …أهوى الألوان المختلفة…الشخصيات المتنوعة…اللهجات الغريبة ..والأعمار المتقاربة…أحب كل هذا أنت تطالبينني بالحب ….فما هو الحب …أنا لم أعرفه ولن أفعل..فحياتي على هذا النحو ولن أتبدل …لا تلومينني أن لم أخبرك منذ البداية أنك فريستي وإلا لما كنت كذلك ..ولا حتى استمتعت أنا بمعرفتك كفاكهة حلوة المذاق وجميلة المنظر….
فقط لا تصدقي الرجل فينا حين يسمعك كل ما تريدينه أن يقال لك …فهذه حيلنا التقليدية لتقييدك…فما هناك مجنون لليلى…وعنترة استهوى الشهرة باسم عبلة….حتى روميو تظاهر بالحب أمام جولييت…وأمام الكل…ولكنهم في النهاية ماهم إلا رجال يستغلون النساء..
فانهضي من أحلام اليقظة…ولا تحلمي كثيرا…وغيري لونك المفضل من الوردي إلى الأسود الكالح…وفي الأعراس اطربي الحضور برقصة الموت …ودعي العزاء صديقك ولا تفرحي …كيلا يلتهمك ذئب آخر غيري …رجاء …فأني لا احب دموع التماسيح…فهي تزعجني …فلا تبدئي بالبكاء …فهو الفصل الوحيد الذي أكرهه من المسرحية….
احمدي ربك ..أنني أبقيت فيك رمق الحياة التي تتمتعين بها في اللحظة التو …واحمديه أيضا أنني لم أرميك علنا فقد أعلمتك به أولا …فلا تستغربي فأنت تعلمين ماذا فعلت تفاحة حواء بآدم…فما هو إلا انتقام ليس إلا …وما هذا إلا القيل والبقية تأتي ….
36_3_9[1].