حيث تمتشق الفراشات السحاب وينام الضباب على أوراق الشجر
جاء هاجسٌ من فجاج السهول والوديان كي يزيح عنا ضجيج الحزن
في الطريق إلى صلالة
لأجلك يا صلالة قد أتيت
وجئت أعانق الأفراح جئت
أطرز لهفتي فيثار شوقي
وتهفو مهجتي ولكِ صدحتُ
ففيك يضمخ الحب الأكيد
وأني في هواك قد غويت
فأنت البهجة الغراء تزهو
عبيرا قد سقاني فارتويتُ
تغار مدائن الريحان منك
ومثلك يا صلالة ما رأيتُ
قطوفك هزها فوح الجنوب
وعلى ألحانكِ النشوى رقصتُ
عطاك الله ثوب النور حسنا
وحبي في هواك قد سكبتُ
ترانيما تنادي أن هلموا
وهمي عند رؤياك طويتُ
فيسقيني زلالك شهد وجد
فأثمل باسما فرحا طربتُ
فضمي مهجتي اطفي لهيبي
فحضنك يا صلالة قد هويتُ
مناجاة
إليك أفرُّ أيا مُدن الضبابِ
أفتش عن مفازات الإيابِ
لعلي إن أتيت بدمع حزنٍ
مسحتِ القلبَ من طول اكتئابي
ورطب فوحك الأخاذ جوفي
وبدد بالرؤى طرقَ الغيابِ
وكفكف باللقاءِ جروح صبٍ
بسقيا ماطراتٍ من سحابِ
وهزَّ الوجد مختالا يغني
فأنشد قلبنا لحن الربابِ
ومالت نحو سعد الحظ دربي
وأحيا في الفؤاد لنا صوابي
فأرخى بوحنا واختال سعدي
وفاح العمر مزهوا شبابي
أول صباح في صلالة
صباح الخير يا أرض الجنوبِ
أيا ريحانة الحب الطروبِ
أيا فجرا تهلل في فؤادي
وأيقظني وشتت لي كروبي
وأبعد غمتي فازداد فرحي
فخط النور في عمق الدروبِ
كأن صباحك الوضاء سحرٌ
يضمد جرح أغنية الغروبِ
فيحكي مع شمال العز حرفا
فيسري شرقنا نحو الجنوب ِ
ليبقى فوحك المزدان عرسا
ويسري هاجسا في ذي القلوبِ
الأماكن التي تنعش في ظفار كثيرة ...
هذه بعض ما رأته العين وارتاحت له النفس
دربات
دربات تزهو كلما ظهرا
غيم تساقط يحمل المطرا
يروي بطاحا هزها شجن
حتى تراها جنة خضرا
المغسيل
خذني لشطٍ موجهُ شبقٌ
مغسيلُ فيها يزأرُ البحرا
يدنو إليك معانقا فرحا
حتى تراه ينثر القطرا
لكنه في الأصل فيض سنا
ينبوع ماء ثار وانفجرا
أتين
أتينٌ يا سهول الورد هلي
وتيهي درة بالفوح طلي
أزيحي اصفرارا في قليبي
وفكي نبضنا ثم استحلي
وغني بانسجام في ربوع
تهاطل غيمها زهرا وفلِّ
لنجني من رضابكِ كلَّ خيرٍ
وننعم بالسكينة في محلي
ضلكوت
ضلكوت فوق الغيم مسكنها
نامت ورب الكون يرعاها
تهفو لأحضان النجوم الزغب
والطيب فوحٌ قد تغشاها
بين الجبال تنام في رغدٍ
والنور شعشع من محياها
مدينة الحق
يممت صوب الشرق والغربِ
حتى تهادى سهلها الطربِ
وكأنها بين الجبال البيض
حوراء موئل نشوة الإربِ
ساقت لنا أسطولُ بهجتها
حتى أزاحت غائم الكربِ
على سفح جبل الخروج من ظفار
وحتى النهاية صلالة جنة ........
سنرجع لا لن نقول وداعا
ليوم يهدهد سُعد اللقاء
فأنت جنانٌ حباك الإلهُ
وأنت الأمان وأنت البهاء
سنرجعُ حتما إليك سريعا
لنشرب منك صفاءَ النقاء
بركان