وهــم أردت فـكان مـاأرداني *** يـوم اعـتقدت بـقاء أمـر فاني
كـل الأمـاني في فؤادي أن أرى *** خــلا وفـيا صـادق الأيمان
مـاء الـسماء إذا أتـى لقفارنا *** أضـحت تـعج بـأبهج الألوان
مالي أرى أهل الشكيمة في الورى *** يـسعون نـحو رقـيقة الوجدان!
بـشـراسة وضــراوة لـمقاتل *** ونـسـو بـأن الـكر لـلفرسان
الأسـد فـي الـبيداء أسـد ندها *** مـالـلأسود مـنـازل الـغزلان!
مـاللنساء عـلى الـقتال جـلادة *** هـنَّ الـزجاج هو الرقيق أواني
مـالي أرى ذاك الأبـي من ابتغى *** كـل الـسمو وخـلف الـمتداني
يـرنـوإلي بـقـسوة وفـظاظة *** وشـراسـة لـمقاتل ذي شـان
فـيهز قـلبي فـي أصـول قراره *** ويـذر كـل الـرعب في أركاني
لـيزيل أحـلام الأمـان بـخافقي *** ويـحـيل واحاتـي إلـى نـيران
يـاصاحبي إنـي هجرت مساكنا *** فـيها الـمرابع جـنة الأوطـان
وعـمدت نـحو دويحة في قاحل *** أجـني الـتأمل يـستكين كـياني
ادعـو الإلـه واسـتعين بـهديه *** وأسـيـح فـي مـلكوته بـأمان
وأغـيب من فرط السعادة شاكرا *** مـتـبسما بـنـسائمٍ وسنان
حـتـى إذا غـابت وراء جـبالنا *** شـمس الـنهار ذكـرته بلساني
وعـقدت تـسبيح الإلـه ممجدا *** أحـصيت ذكـري والأداة بـناني
وشـكرته وسـرحت فـي عليائه *** بـنـجومها وصـفائها بـجناني
ونـسيت أوجـاع الـخلائق كلهم *** وحـمـدته وغـفوت كـالولدان
فـي خـلوتي ذقت السعادة والهنا *** وسـعيت أرجـو جـنةالرضوان
وغـفرت كـل أسـية من صاحب *** فـضـلا لـربـي أنـه عـافاني
يـاقومي إنـي قد هجرت مرابعا *** فـيها الصراع على الدني الفاني
مـالي أراكـم تـهرعون لخلوتي *** هـلا ابـتعدتم تـاركين مـكاني ؟!
صـولوا وجولوا في جميع بقاعها *** خـلـوا رمالي واتـركوا قـيعاني