ورقة الضياع
الضياع الأكبر هو أن يضيع الإنسان داخل نفسه ويصير مثل ورقة تائهة في مهب الريح لا تكاد تتقاذفها ريح حتى تتلقفها ريح اخرى ومشكلتنا الكبرى إننا ضائعون داخل الضياع إننا نقبع في سجون أبسط أحكامها المؤبد فقد أغلقت كل الأبواب التي دخلنا منها وللأسف لانعلم من الذي أغلقها سجون ضياعنا مفاتيح أبوابها بأيدينا ولكننا لانقوى على فتحها فأيدينا مغلغلة بقيود كثيرة ألا يعطي هذا الخوف منا بأن السجان خائف وضعيف وبأننا من السهل التغلب عليه؟ فمن يتكرم علينا ويعطينا حبة خردل في هذه الأرض القاحلة الضياع سجن إن كان صغيرا فتلك مصيبة وإن كان كبيرا فإن المصيبة أعظم ومن كثرة السجون التي نقبع بها ماعدنا نعلم عندما نخرج من سجن هل أننا خرجنا إلى الحرية أم إننا خرجنا إلى سجن آخر بعض الإخوة البشر قد تحولوا إلى طفيليات وصاروا لايقدرون على العيش إلا على أطلال ضياع الآخرين يوجد ضائعون أحياء ويوجد ضائعون اموات أما الضائعون الأحياء فهم من لديهم الطاقة على العطاء ولكنهم لايعرفون كيف يعطون أما الضائعون الأموات فهم من يفكرون دوما بالأخذ ولايعرفون أي معنى للعطاء هذه الأجواء وهذا الكلام ممل أليس كذلك؟ لأني إن لم أعرف حجم وشكل عدوي وأحس من الأعماق به فلن أقدر على التخلص من قيوده أتمنى أن أكون رسمت صورة لهذا الضياع الذي يلاحقنا إن كان أحد منكم أو حواليكم يعاني من هذا الوباء الخبيث وإن كنتم قادرين على مد يد العون له أو لهم فعندها سنكون معا قد قتلنا الضياع