هكذا أنت يا رجلاً
يتمدد بين دمى
تتنزه فى صفحات العمر
وتسقط دمعًا فوق فمى
هكذا أنت دوما تذهلنى
وتفاجئ ظلى بالأضواء وبالوهج
وتفتت خوفى بين يديك وتسقينى
دفئًا ذهبيًا يُورق بى
يتسلق أغصانى
ويزين نافذة الأيام بأجمل وجهٍ فى مدنى
هكذا أنت تظهر حين تريد وتمنح قلبى ألفَ حياة
وتغيب كذلك حين تريد لأركضَ خلف تلال الآه
أتحسس وجهَك فى وجهى
وأعانق صوتك فى صدرى
وأعاود طبعَ مئات الصور لأنفاسِك
وأعلقها للشوق على جدران القلب ليسألَها
عن حلمٍ يسكن فيك ويسكننى
عن وقتٍ يسمح للكفين بأن تتشابَك ثانيةً
فى آخرِ دربٍ للرؤيا
هكذا أنت دومًا أجمل قيدٍ يعتقنى
ويحررنى من ذاتى كى أرضى
أتوارى فى أجزائك
من مجهولٍ يفزعنى
وعبوس وجوه مدينتنا
هكذا أنت
أعشق فيك غدى
وصمودى فى لحظات الشك
ورعشةِ أفكارى فى برد الوحدة والذكرى
أتلمس بين زوايا النفس جميعَ مداراتِك
وأحاديثِك
وبقايا ابتساماتٍ تتجولُ فى ثغرى
كلما جَمُدَت فوقَه العبرات
هكذا أنت لا بل بعض منك فهل يُعقل؟
أن أغفلَ عنك ولو لحظات
أن يخبو فى صدرى نغمٌ
يتشربنى
ويخدرنى
كى أذهلَ عن صوتِ الآهات
وضجيجِ الصمت السائر فى ركب الساعات
هل يُعقل أن أتمنى الموتَ ولى فى حضنِ يديك خلود؟
لم تبقَ لدىّ خياراتٌ
فبقائى فى ذكراك حبيبى، وموتى فى نسيانك أنتْ
هكذا أنت يا من تؤرخنى خطواتُك فوق ثرى عمرى
وتزلزلنى أفكارُ الغربةِ عنك ، وتثقلنى بهمومٍ أعشق وطأتَها
وألِفتُ السيرَ برفقتها
فى دربٍ يحمل لى أخبارًا عنك
هكذا أنت ، جاء الدورُ عليك الآن لتخبرَنى عنّى