ان للصراحة بين العروسين المقبلين على الزواج اهمية كبيرة ودورا مهما في تجنب امكانية حدوث سوء فهم او مشاكل مستقبلية بينهما وكذلك للتعرف على الآخر بشكل عميق وتقريب وجهات النظر والبدء من أرضية مشتركة.
ولكن ما هو واقع هذه الصراحة بين الخطيبين ؟ .... للأسف نسمع ونقرأ العديد من المشاكل بين من دخلوا في فترة الملكة او عقد القران ، هذه المدة والتي تمتد في بعض الحالات الى شهور طويلة ، المفترض فيها ان تقرّب بين الزوجين اكثر بحيث يتعرفان على بعضهما مما يسهل عليهما التواصل والتعامل بعد اتمام الزواج .
لا ينبغي ان تكون هذه الفترة فترة احلام وردية فقط فلا بد ان يأتي الوقت الذي سيضطران فيه الى ازالة الاقنعة فما الذي سيظهر تحتها ؟ احتمال كبير ان يظهر اختلافات في وجهات النظر سببها الغموض منذ البداية ،وقد تكون خطيرة خصوصا تلك التي تتعلق بالعلاقة الحميمة بين الزوجين ، فمثلا برودة احد الطرفين او عدم تفاعله مع حماس الطرف الآخر، مما يدفع بهما الى مشاكل قد تكون نتائجها خطيرة في حالة كان الزوج لا يلتزم بالدين والاخلاق الرادعة عن السقوط في الخيانة الزوجية.
وللوقاية من هذا كله لا بد ان تكون المكاشفة والصراحة بين المقبلين على الزواج وبالدرجة الكافية وبأسلوب لبق بعيد عن الاسفاف ، فلماذا يتناقش المقبلين على الزواج حول تجهيزات حفل الزفاف وبتفاصيلها كاعداد بطاقات الافراح وقائمة المعزومين واصناف الطعام التي ستقدم في الحفل ، وتنهمك العروس بتجهيز الملابس والمكياج وكل ما يخصها من استعدادات، ويبدأ العريس بالانهماك في تجهيز منزل الزوجية وسرعان ما تنضم له عروسته لاختيار اثاث ذلك المنزل، بينما لا يستعدان للعلاقة الحميمة ؟ نفسيا على الاقل ، فنراهما يتحدثان حول كل شيء الا عن اهم علاقة تجمعهما ، تبقى غامضة من اي ملامح او مؤشرات ويبقى العريس في حالة ترقب مصحوب بالقلق ، وتبقى العروس في حالة مزيج مشاعر مغلّفة بالقلق من المجهول الذي ينتظرها، لذلك من الافضل ان يبادرا بالحديث عن الرغبات المباحة وهذا ليس حراما او عيبا ما داما قد عقد قرانهما ، لا بد مثلا للعريس ان يوضح لعروسته رغباته بالتحديد وما الذي يتوقعه ويتأمله منها من تفاعل ومشاركة وتحضيرات وان يوضح اهمية هذه العلاقة بالنسبة له ، وهذا كله سيضع العروس في حالة تصور لما ستكون عليه تلك العلاقة وبالتالي تتشجع للبوح عما بداخلها وتعرف ان كانت على استعداد لمجاراة زوجها في نشاطه ورغباته ، من الافضل عدم التستر بستار الخجل ولكن هذا لا يعني ان تتم المصارحة بدون خجل ولكن المقصود هو الاسلوب اللبق في التحاور فممكن جدا ان يكون الشخص صريحا ولبقا بنفس الوقت، اقول هذا لأنه بالفعل سيتم التمهيد للعروسين معا ، وستعرف العروس ما الذي يتوقعه زوجها منها ، فمثلا ان كانت من النوع الذي يكره او ينفر من العلاقة الحميمة وانما دافعها للزواج هو الابتعاد عن العنوسة وطمعا في الانجاب والامومة وصدف ان كان زوجها من النوع الذي يضع العلاقة الحميمة في سلم اولوياته ، في هذه الحالة ستظلمه معها،فلا بد ان يتم تدارك الامر منذ البداية منعا لحصول نتائج مؤسفة ابرزها الطلاق .
مع الامنيات لجميع المقبلين على الزواج بالتوفيق والسعادة.