يمامة الروض ما للروض ينتحب ما بال شمس الضحى في ثغرها العتب
مال أرى الزهر قد صامت روائحه أصابه الباس ام حفت به الكرب
مال الفراشات تدنو ثم تسألني متى تخاصمنا الاحزان والريب
حتى البلابل في اوكارها هجعت فغاب عن روضها تغريدها العذب
كل الدروب بشوك الحزن قد زرعت والروض طوقه البركان واللهب
أفي الوجود مكان نحن نجهله في دربه يتجلى الأنس والطرب ؟
تأوه الروض من حولي وجاوبني وكان يستر دمعا كاد ينسكب
نوائب الدهر جابت كل منعطف ففاض منها الأسى والبؤس والودب
تغلغل الشك في قلبي فاحرقه إذ فرق التوأمين المال والذهب
وحطم اليأس حلما كنت انشده حتى غدوت عن الأنوار أنتقب
وهالني من ذوى بأس تقهقرهم أوصالهم من حفيف النخل ترتعب
الخوف صاحبنا والحقد مزقنا وحل ما بيننا الأضغان والرهب
همست في اذن الراوي وقلت له لا باس إن الخطوب يهدها التعب
إن التشاؤم داء العاجزين فلا تدعه في واحة الأحباب ينتصب
صبرا جميلا فإن النحل أوعدنا سيسرع الخطو حتى ينتهي الأرب
وذلك خيط السنا والفجر أنشدنا لحنا جميلا فزال الهم والحرب