بعد طول اشتياق ... بعد كل العناء لأبعد عن تعاليمك
عدت أليك ....
أحمل ذكرياتي ... أشكو قسوة أيامي ... أحن لدفء أبوتك .
آه كم اشتقت ...
لهمسات أصدافك بأذني
ومداعبة مياهك الصافيه
وتناثر رمالك الذهبية بين أناملي
أيها البحر : اقرا صمتي ... المس ذاتي .... تعلم مكنوني !!
بنيتي : أنسيتي تعاليمي ؟؟!!
أيها البحر : أنت دفء أيامي وحنان طفولتي انزع الجروح بين جوراحي بقوة أمواجك دعني اسمع الحان البراءة التي عهدتها لأني عدت اليك طير جريح عشق الوطن وقدم مشاعره الصادقه بصمت الأنين .
وها أنا الآن مكسورة الجناح فاقبلني ؟؟!
بنيتي : أتذكرين درسي الأول الأزلي ؟!
أنا أحمل الدفء والحب بين رمالي كما احمل القسوة في أعماقي ،،، فكم من أرواح أغرقتها ورميتها على شاطئي .
فلست محل الثقة بنيتي !!
أيها البحر : أنسيت كم احتضنت أفراحي ؟ ورسمت البسمة في وجوه العاشقين وكنت الملتقى للعيون التي ترقب النجوم والاحاديث بيت عينان يسامران القمر ؟!
بنيتي : أتذكرين عندما أتيتي تركضين بشوق إلي فجرحتك أصدافي وغسلت دموعك رمالي ؟
أتذكرين كدتي تغرقين في مياهي ولولا رحمة القدر لتقاذفتك أمواجي بعيدا ؟!
أيها البحر : ولكن ؟؟!!
بنيتي : أترين الشمس الحارقة وأنا أحتضنها عند الغروب تابعي المدى في مياهي تلمسين السلام ومع هذا عرفت منذ الأزل بأني
الدفء والسلام ،،، والغدر والخيانه .
أيها البحر : ؟؟!
بنيتي : أنتي انسانه تبحثين عن أمل السلام والأمان في دنياك .
تشعلين شمعة وتجاهدين كي لا تنطفيء ... وتنطفيء
تأخذك الزلات فتجرحين ،،، وتخطئين ،،، وتصرخين ،،، وتندمين
ثم تعودي لتلملمي أوراقك من جديد وتبثين طيبتك مع رحيق الورد وهي تلامس قطرات الندى بأشراقة الصباح .
قصدك تقديم مشاعر صادقة بلا مقابل وتعيدين كتابة التاريخ بأنه لازالت القلوب النابضة تشع بالأمان ،، بالإخلاص ..
وتناجين حبك البعيد لتأخذيه بعيدا لدنيا أحلامك فتخشين جرحه وأنتي تروين له قصة أحزانك وعشق البعد والوطن بلا أرض وسر الألم بينكم يزيد المسافة ويسلمكم نسيم محبتكم لدنيا الواقع المحتوم القاسي .
بنيتي : أنتي الحب والسلام ،، والجرح والآلام مثلي فقدمي الصدق ولو باعدتك المسافة وأكتبي على قبر أيام وحدتك ومدفن عمرك قيثارة حلم وجريحة غرامك وسيري على دربي وسنلتقي بنيتي ومياهي تغسل قبرك وهي تتكسر لتروي حكايتك !!!
دمت ايها البحر رمزا لحب خالص صادق أبدي