أمراض القلوب .... علاجه
--------------------------------------------------------------------------------
من أمراض القلوب الكبر 4
علاج الكبر
إن الكبر من المهلكات ، ومداوته فرض عين ، وفي معالجته مقامات :
الأول :ـــ في إستئصال أصله ، وذلك بأ، يعرف الإنسان نفسه ويعرف ربه
فإنه إذا عرف نفسه حق المعرفة يكفيه أن ينظر في أصل وجوده
بعد العدم من تراب ، ثم من نطفة، ثم من نطفة خرجت من مخرج
البول ، ثم علقة ، ثم من مضغة فصار شيئاً مذكوراً ، بعد أن كان
جماداً لا يسمع ولا يبصر ، ولا يحس ولا يتحرك ، فقد إبتدأ بموته
قبل حياته ، وبضعفه قبل قوته ، وبفقره قبل غناه ، فمن هذا بدايته
فأي وجه لكبره وفخره ؟
الثاني :ــ فيما يعرض من التكبر بالأنساب ، فمن أعتراه الكبر من جهة
النسب ، فليعلم أن هذا تعزز بكمال غيره ، ثم يعلم أباه وجده
فإن أباه القريب نطفة قذرة ، وأباه البعيد تراب ، ومن إعتراه
الكبر بالجمال ، فلينظر إلى باطنه نظر العقلاء ، ولا ينظر إلى
ظاهره نظر البهائم ، ومن تكبر بسبب العلم ، فليعلم أن حجة الله
على العالم ألد من الجاهل ، وليتفكر في الخطر العظيم الذي هو
بصدده ، وليعلم أيضاً أن الكبر لا يليق [ إلا ] بالله سبحانه ، وإنه
إذا تكبر صار ممقوتاً بغيضاً عند الله تعالى ، وقد أحب الله منه أن
يتواضع .