منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - شوفوا الفرق الاعجازي بين القلب والفؤاد
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 01-18-2007, 09:31 PM
شاعر


المشاركات
3,223

+التقييم

تاريخ التسجيل
Dec 2006

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
3002

راشد بن شملان is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
بين القلب والفؤاد 2/ 3

: : * : : التأمل : : * : :

من خلال تأمل ما سبق يمكن أن نستبين نقاطاً مهمّة :

أولاً : أن الفؤاد ليس هو القلب أو هو أعم من القلب والقلب أخصّ .

يدل على ذلك :
1 - موضع آية سورة القصص .

2 - أن الله جل وتعالى جعل القلب هو أمير الجوارح فقال : " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " وفي نصّ الحديث الصحيح : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " ولم يرد في نصّ واحد وصف الفؤاد بأنه أمير الجوارح أو عليه المعوّل .

3 - أن الله جعل الفؤاد وسيلة من وسائل المعرفة ، وذلك من أنه يقرن في الذكر بينه وبين السمع والبصر ، كما جاء في قوله : " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والبصر والفؤاد لعلكم تشكرون " فالسمع وهو الخبر، والبصر وهو الحس، والفؤاد يشمل العقل بالمعنى الأخص .

4 - حديث النبي صلى الله عليه وسلم في وصف أهل اليمن ، فقال " أضعف قلوباً وأرق أفئدة " والتفريق في سياق واحد له دلالته .

5 - دليل اللغة . على ما ذكره صاحب القاموس المحيط .

السؤال : إذا لم يكن " الفؤاد " هو " القلب " فماذا وأين يكون ؟!

نلاحظ عند قراءتنا للآيات السابقة والتي ورد فيها ذكر " الفؤاد " نقف أمام حقيقتين مهمّتين :


الأولى : أن ذكر " الفؤاد " في القرآن كثيراً ما يأتي ذكره مقروناً بـ ( السمع والبصر ) .!

والسمع والبصر يشيران إلى مناطق عقلية عليا في قشرة المخ ، وتتعامل هذه المناطق مع المسموعات والبصريات بكفاءة عالية ، هذا الاقتران المتكرر في القرآن يدلنا على وجود علاقة عضوية بين السمع والبصر والفؤاد !

الثانية : أن " الفؤاد " في القرآن جاء على صيغة الجمع " أفئدة " أكثر من وروده بصيغة الإفراد " فؤاد " !!

ومن خلال هاتين الحقيقتين نستطيع أن نخرج بالدلالات التالية :
1 - أن الفؤاد وسيلة من وسائل الإدراك والمعرفة ، دلّ على هذا اقترانه بالسمع والبصر في الذكر .
2 - أن الفؤاد يقع في ( المخ ) ، وهذا الذي يكشف لناالعلاقة العضوية بين السمع والبصر والفؤاد .
3 - أن الفؤاد في المخّ عدّة أجزاء وعدّة مناطق ، بدليل أنه ذُكر في القرآن على صيغة الجمع " أفئدة " في نحو عشرة مواضع .

وبهذا يمكن القول : بأن الفؤاد محلٌّ :

- للشعور !
- للإدراك .
- للتخزين .

ويجعلنا نطمئن إلى هذه النتيجة هو ما ورد في الأحاديث النبوية ايضا من التفريق بين القلب والفؤاد ، ووصف الفؤاد بأوصاف شعوريةعاطفية ، كحديث القوم الذين يدخلون الجنةأفئدتهم كأفئدة الطير :
الشعور العاطفي أو الغريزي لعله - والله أعلم - هو سرّ تشبيه أفئدة بعض من يدخل الجنة بأفئدة الطير .
قال النووي : قيل مثلها في رقتها وضعفها ..وقيل في الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفاً وفزعاً كما قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} وكان المراد قوم غلب عليهم الخوف كما جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم، وقيل المراد متوكلون والله أعلم .
فالخوف ..
والهيبة ..
والتوكل ..
معاني شعورية عاطفية وبعضها غريزي !


وحتى أهل اليمن الذين وصفوا بقوله " ألين قلوبا وأرق أفئدة " قال النووي :

قال الشيخ: وقوله صلى الله عليه وسلم: «ألين قلوباً وأرق أفئدة» المشهور أن الفؤاد هو القلب، فعلى هذا يكون كرر لفظ القلب بلفظين وهو أولى من تكريره بلفظ واحد، وقيل: الفؤاد غير القلب وهو عين القلب، وقيل: باطن القلب، وقيل: غشاء القلب. وأما وصفها باللين والرقة والضعف فمعناه أنها ذات خشية واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التذكير، سالمة من الغلظ والشدة والقسوة التي وصف بها قلوب الآخرين. أ.هـ
نلاحظ أنه وصف الفؤاد بهذه العواطف الرقيقة اللينة المستكينة ..
الأمر الذي يجعلنا نطمئن إلى أن الفؤاد ( محل للشعور والإدراك ) .

وحديث التلبينةأيضا ..
قال ابن حجر في الفتح : ومعني يرتو يقوي ومعنى يسرو يكشف، والبغيض بوزن عظيم من البغض أي يبغضه المريض مع كونه ينفعه كسائر الأدوية، وحكى عياض أنه وقع في رواية أبي زيد المروزي بالنون بدل الموحدة، قال: ولا معني له هنا، قال الموفق البغدادي: إذا شئت معرفة منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير ولا سيما إذا كان نخالة، فإنه يجلو وينفذ بسرعة ويغذي غذاء لطيفا، وإذا شرب حارا كان أجلى وأقوى نفوذا وأنمى للحرارة الغريزية، قال: والمراد بالفؤاد في الحديث رأس المعدة فإن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أعضائه وعلى معدته خاصة لتقليل الغذاء، والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها، ويفعل مثل ذلك بفؤاد المريض، لكن المريض كثيرا ما يجتمع في معدته خلط مراري أو بلغمي أو صديدي، وهذا الحساء يجلو ذلك عن المعدة، قال: وسماه البغيض النافع لأن المريض يعافه وهو نافع له . . . .









العلم الحديث رسم خريطة معقّدة للمخ وحدد من خلال هذه الخريطة مركز السمع ومركز البصر في المخ ، بعد أن كان يُظن أن مركز السمع موجود في الأذن ومركز البصر موجود في العين ، حيث فصل العلم بين العضو ومركزه . وهذا الاكتشاف يؤكد سرّا بديعاً في سياق القرآن الكريم لآيات ( السمع والبصر ) ’ فحيث ذكر السمع والبصر - الإبصار - قدّم السمع في الذكر على البصر لأن مركز السمع في المخ يتقدم مركز البصر ، وحيث ذكرت ( العين والأذن ) قُدّم ذكر ( العين ) على ( الأذن ) باعتبار تقدم ( العين ) على ( الأذن ) بالنسبة للرأس .
وقد توصلت الأبحاث العلمية الحديثة إلى تحديد مناطق " الفؤاد " في المخ فهناك ما يسمى بـ :
- حصان البحر (لأنه يشبه حصان البحر) .
- وهناك جزء يسمى اللوزة .
- وجزء آخر اسمه الزنار .
- وهناك المهاد .
وقد استطاع العلماء تحديد وظائف هذه الأجزاء :
- فالمهاد به مناطق الإحساس بالألم .
- أما الزنار فيوجد به مناطق الإحساس بألم الحريق .
- ولحصان البحر واللوزة علاقة بالذاكرة وتدميرها يفقد الإنسان القدرة على تكوين ذكريات جديدة ولكن تظل الذكريات القديمة مخزونة .
- ويوجد باللوزة أيضا جزء خاص بالعاطفة .
- أما منطقة تحت المهاد فبها مناطق الغرائز (الجوع والعطش...) .

هذا الاكتشاف يكشف لنا سرّأ قرآنيا بديعاً في سياق ذكره الفؤاد ، حيث أن صيغ الجمع ( أفئدة ) في القرآن أكثر وروداً من صيغة الإفراد ( فؤاد ) !

الأمر الذي يدل على أن الفؤاد في المخ عدّة أجزاء وعدة مناطق ، هذه الأجزاء كلها تمثل الفؤاد الذي أثبت القرآن أولا ثم العلم ثانيا وجوده في مخ الإنسان ليبقى القلب أمير الجوارح في صدر الإنسان وبذلك يصبح السمع والبصر والفؤاد من أدوات القلب ، ويرتبط قلب المخ بمايسترو الجسم وهو الغدة النخامية ، وبالتالي تتولد الأحاسيس المختلفة في المناطق المختلفة للفؤاد قبل أن تذهب إلى القشرة المخية لتتميز ، ولكن الإحساس بالألم يبدأ في منطقة المهاد ، ويتميز بأنواعه المختلفة في القشرة .