عندما ترفض الحروف أن تتشكل لتكون اجمل الكلمات…
عندما تعلن الإضراب والتحدي ..
عندما تعلن العصيان …وتهدد بانتفاضة تحرق التشكيل والتنوين برفعه ونصبه …
عندما تعلن السكون حين تشتد الأزمات…
عندما تصرح بالمجهول ..
وترفع الأسفل إلى الأعلى …
وتنطق بضمير مستتر خلف ستار من صخور …
عندما تفقد هذه الحروف معانيها ..
لن يكون هناك حاجة لتتشكل .. لن يكون مبرر لها كي تكوّن أي كلمة أو جملة..
ستظل أحرفا متقطعة تبحث عن ضمير متصل ليوصل بين شرايينها الجافة…
فهل ستتحرر الحروف من قيدها … هل ستنطلق من جديد رافضة كل ممنوع؟
هل ستعود حرة؟ أم أنها عبودية بلباس جديد
هل تعرف ما هي الحرية؟ أم أنها ببغاء أخرى تنضم إلى نفس المكتبة المغلقة
هل هو الغد المشرق أم انه خيال ماض سبق الحاضر ومحى ظل الأوهام…
هل هي نسمة ربيع أم صلوة نار خرجت من قلب بركان يستعد للثورة..
هل هي هي أم أنها لم تعد تدري من هي؟
فيا أيتها الحروف.. تجمعي ببعثيتك المعتادة … تشكلي كما تريدين أنتِ..
أنيري ظلمة الليل بنجومك المتلألئة في دنياك أنتِ…
وأطفئي من يحاول إطفاءك ..
أنا في الانتظار
فلا تتعثري
تقدمي
وعندما تصلين ستجدينني أول المغادرين ..
سأبحث عن مرفأ آخر .. أوقف فيه أشرعتي … وانتظر مدا آخر ليجذبني من جديد…
إلى اين؟ لا ادري ربما إلى جمل أخرى تختلف في التكوين!
أو..
ربما إلى جمل لا تعترف بإعراب ولا نظام…
إلى جموع لا تعترف بواقع ولا ماض ولا حاضر ..
لا تعرف مستقبلا ولا تنتظر الأمل…
تبحث عن حلم قد نام في ليل طويل … مازال يسدل ستائره المخملية الحمراء …
ربما لن احتاج إلى نظارة بعد الآن …
سأرى حروفي دون عيون …
ستكون أشعتها أقوى من أن توقفها حواجز أو سدود …
سأعود إليك أو ربما ستعودين أنت لي …
وربما سنلتقي يوما في الطريق!!!!
تقبلوا تحياتي
صمت الزوايا