--------------------------------------------------------------------------------
قصيدة كتبتها فتاة قد حرمها أبوها من الزواج طمعا في المال ، فسطرت أبياتا يندى لها الجبين ، وتقشعر منا الأجساد ، لتكون بعد ذلك عبرة لمن أراد أن يعتبر...
لما كتبت رسالتي ببناني
والدمع مذراف له العينان
أرسلتها للوالد الغالي الذي
قد ضمني برعاية وحنان
أرسلتها والدمع خط مدادها
وكتبتها من واقعي الحيران
فلقد كتمت من الهموم ولم أزل
متفطرا قلبي من الكتمان
لما رأيت مفارقي قد أضمرت
بالشيب إن الشيب كالنيران
يا والدي لا تحرمنَّ شبيبتي
فلقد مضى عمر من الأحزان
لما أرى الأطفال تذرف دمعتي
ويئن قلبي من لظي الحرمان
لما أرى غيري تعيش وزوجها
وبنيَّها قد نام في الأحضان
لما أراها والحنان مع ابنها
ينتابني شيء يدك جناني
يا والدي لا تقتلني بالأسى
قتلا بغير مهند وسنان
يا والدي قد سنّ ربي هكذا
لا بد من زوج ومن ولدان
هذا قضاء الله حكم عادل
قد سنَّه ربي على الإنسان
إن كنت تبغي راتبي ووظيفتي
فخذ الذي تبغي بلا أثمان
إن كنت تبغي بيع ابنتك للذي
دفع الكثير فذاك أمر ثان
هذا ورب البيت بيع كاسد
بيعي كبيع الشاه والخرفان
أبتاه حسبك لا تضع مستقبلي
أو ما كفى ما ضاع من أزمان؟
إن لم تزل لم تلتفت لرسالتي
فاعلم بأنَّ الله لن ينساني
يوم القيامة نلتقي لحسابنا
عند الإله الواحد الديان
أتت جهنم والملائكة حولها
وعلاك ألسنة من النيران
فهناك تعلم حق كل بنية
سجنت بلا حق ورا القضبان
:(