منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - الطفولة ...ومعوّقات الإبداع
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 07-05-2006, 02:11 PM
جعلاني فضي


المشاركات
3,382

+التقييم

تاريخ التسجيل
Nov 2005

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
1438

ريم الفلا is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
إن الدراسات التربوية في العديد من البلدان أوضحت أن من أسباب معوّقات الإبداع في المجال التربوي والتعليمي :
أولا : التدريس التقليدي :الذي من جملة جوانبه أن يجلس التلاميذ مسمّرين في مقاعدهم في حجرة اكتظوا فيها ويصل عددهم إلى الخمسين وفي أحسن الحالات ، الأربعين كما هو الحال عندنا .وأن يمتصّ هؤلاء المعرفة الملقاة لهم كما يمتصّ الإسفنج الماء دون مشاركة عملية ، ممّا يعوق النشاط الإبداعي ونموّ القدرات الإبداعية .وساهم نمطُ القيادة التربوية لدي مديري المؤسسات التعليمية الاتباعي المقلِّد والمعادي للتجديد ، بل المقاوم لكل إصلاح لأن أغلب المقبلين على الإدارة التعليمية عندنا هدفهم الحافز المادي ، والتهرّب من التدريس ، وهالة المنصب ، وليس الهدف الحرص على تطوير الأداء التربوي والتعليمي .
يرى أغلب المدرسين وقد يشاركهم في ذلك العديد من المديرين ـ واقع موجود عايشنه وخبرناه ـ أن تنمية قدرات التلاميذ والطلاب الإبداعية عملٌ شاقٌّ ومضنٍ .فالتلميذ أو الطالب المبدع لا يرغب في السير مع أقرانه في مناهج تفكيرهم ، وقد يكون مصدر إزعاج للمعلم والمدير معا ، وغالبا ما يرفض التسليم بالمعلومات السطحية التي تُعرضُ عليه . كما يسبب بعض هؤلاء التلاميذ والطلاب حرجا لبعض المعلمين والأساتذة بأسئلتهم الغير المتوقّعة ، والحلول البديلة والمخالفة والغريبة أحيانا التي يقترحونها لبعض المشكلات العلمية والمعرفية المطروحة .كما أن المدرسة التي يسيطر عليها جوّ الصرامة المبالغ فيه والتسلّط غالبا ما تكون أقلّ المدارس في استثمار الإبداع وقدرات التفكير الإبداعي لدى تلاميذها أو طلاّبها .
ثانيا : ضخامة المناهج : كثرة المواضيع والمحاور بالمناهج الرسمية المقررة للمستويات التعليمية ، تعوق غالبا المدرسين عن تنمية القدرات الإبداعية لدى تلاميذهم وطلابهم ، خاصة عندما يشعرون بأنهم ملزمون بإنهاء المادة الدراسية من ألفها إلى يائها . والسلطة التربوية تريد ذلك ، والأولياء لا تهمهم المعرفة كغاية في حدّ ذاتها بقدر ما يهمهم أن ابنهم انتقل أو تحصّل على الشهادة ...وللعلم لا يوجد في الأدب التربوي ما يؤكد أن إكمال تدريس مادة تعليمية ما ، تعني أن التلاميذ قد استوعبوها وامتلكوها وتمثلوها .
ثالثا : تصميم المناهج والكتب الدراسية : تشير الدراسات التقويمية للمناهج في العالم العربي عموما إلى أن المناهج والكتب المدرسية المعتمدة لم تصمّم على أساس تنمية الإبداع .والأدب التربوي في مجال الإبداع يؤكد على الحاجة إلى مناهج تدريسية وبرامج تعليمية هادفة ومصمّمة لتنمية التفكير الإبداعي لدى التلاميذ
برامجنا غالبا ما تخلو من فرص التجريب العلمي والرياضي والأدبي والفني وحتى إن وجدت يتخلّى عنها المدرس ويتجاهلها ، وإن قام بها يتولاّها بنفسه كنشاطات مخبرية أو يعوّضها برسوم ومخطّطات على السبورة.
رابعا : النظرة إلى الإبداع : يعتقد بعض المدرسين خطأً أن القدرات الإبداعية لدى التلاميذ والطلاب موروثة ومحصورة في عائلات معيّنة دون غيرها ، وأن بيئة التعلّم أثرها قليل ومحدودٌ في تنمية القدرات الإبداعية .ويرى البعض الآخر أن الموهبة تكفي دون تدريب للإبداع .كذلك هناك عدد كبير من المدرسين ، وبخاصة ذوي الاتجاهات السلبية نحْو الإبداع لا يعرفون أساليب الأداء الفعّال في التدريس ولا الطرق التربوية المساعدة على اكتشاف المواهب وتنميتها ، ويسكنهم الخمول إلى درجة أن معارفهم وطرائقهم التي استهلّوا بها حياتهم المهنية تتآكل سنة بعد أخرى .ركنوا إلى مقولة : " ليس في الإمكان أبدع ممّا كان "
خامسا : عوامل أخرى محبطة للإبداع : 1 ـ التدريس الموجه فقط للنجاح والتحصيل المعرفي المبني على الحفظ والاستظهار .2 ـ الاختبارات المدرسية وأوجه الضعف فيها .3 ـ النظرة المعادية للتساؤل وروح البحث والاكتشاف لدى التلميذ ، واللذان غالبا ما يُقابلان بالعقاب والقسوة من المدرسين .4 ـ الفلسفة التربوية السائدة في المجتمع ونظرته ومدى تقديره للمبدعين .
سادسا : اعتبارات أخرى : أغلب المدرسين يغفلون أو يتجاهلون أن أغلب التلاميذ والطلاب على اختلاف أعمارهم وعروقهم مبدعون إلى حدّ ما ، بمعنى أن قدرات التفكير الإبداعي موجودة عندهم جميعا مهما اختلفت أعمارهم وعروقهم وأجناسهم .كما أنهم متفاوتون في القدرات الإبداعية (10)، بمعنى أن الفروق الموجودة بينهم هي فروق في الدرجة لا في النوع ، أو هي فروقٌ كمية لا كيفيةٌ .كما أن للبيئة أهمية كبيرة في تنمية الإبداع والتفكير الإبداعي ، من خلال تأثيرها على الصحة العقلية والقدرات الإبداعية للمتعلم .فالمتعلمون يتعلمون بدرجة كبيرة وفاعلية في البيئات التي تهيئ شروط تنمية الإبداع ، فقد تتوفر عند المتعلم القدرات الإبداعية التي تمكّنه من الإبداع ، إلاّ أن البيئة ( البيت ، المدرسة ، مجموعة الرفاق ، المجتمع بتركيبته المتنوعة ومؤسساته المختلفة ) قد لا تتوفر فيها التربة الصالحة للإنتاج الإبداعي الخلاّق.
المنهاج متطور ّ .. ولكن ... !
قد تكون البرامج والمناهج التعليمية متطورة ، ووُضعت من قبل اختصاصيين في مستوى عال من التأهيل والتخصّص لكنها وُضِعتْ بين يدي المدرس الغير الكفء والمدير العاجز عن استيعابها وتبليغها ، والغير المتحمس لها حتى يتابعها ميدانيا ، فإن هذه المناهج والطرائق والأساليب البيداغوجية لن تتحقق غاياتها المنتظرة .
لنُلقِ نظرة على ملمح التلميذ الجزائري المنتظر من خلال المناهج الجديدة المتأتية من الإصلاح التربوي الذي دخل حيز التطبيق بداية من الموسم الدراسي : 2003/2004 بدءا بالسنة الأولى من التعليم الابتدائي من جهة والسنة الأولى من التعليم المتوسط من جهة أخرى .ويتواصل في الموسم الدراسي المقبل في السنة الثانية من التعليم الابتدائي والسنة الثانية من التعليم المتوسط .
جاء في كتاب مناهج السنة الثانية من التعليم الابتدائي الصادر في شهر ديسمبر سنة 2003 عن وزارة التربية الوطنية ، في الصفحة السادسة تحت عنوان " ملمح التخرّج من التعليم القاعدي " والمقصود بهذا المصطلح ـ مرحلة التعليم الابتدائي . جاء ما يلي :
تهدف التربية القاعدية أو( الأساسية ) الإجبارية إلى تنمية شاملة للمتعلم ، في المجال الوجداني ، والمجال الحسّي الحركي ، والمعرفي ، ومعنى ذلك أنه ينبغي أولاً استهداف ازدهار الشخصية ، بحيث يتمّ التأكيد على إيقاظ :
ـ الفضول ، التساؤل ، الاكتشاف .
ـ الرغبة في الاتصال بين الأفراد .
ـ الرغبة في التفتح على المحيط .
ـ حبّ العلم ، والتقنية والتكنولوجيا ، والفنون .
ـ الإحساس والشعور الجمالي .
ـ روح الإبداع والفكر الخلاّق .
ـ روح الاستقلالية والمسؤولية .
ـ الشعور بالانتماء إلى المجتمع .
ـ الشعور بالهوية الثقافية من خلال كل تركيباتها .
ـ الثقة بالنفس ، وفي تنمية الشخصية .
ـ تنمية الضمير الأخلاقي والمدني والديني .
ـ تنمية روح المُواطنة والقيم السامية للعمل .