منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - البحث العلمي
الموضوع: البحث العلمي
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 97  ]
قديم 05-19-2006, 09:51 PM
عضو الشرف


المشاركات
5,596

+التقييم

تاريخ التسجيل
Dec 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
59

عطر النسيان is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
وفي اليونان برز عدد من الأطباء الذين قاموا بدراسة الطب على أسس علم التشريح فمنهم " أرسطو " الذي اعتمد في آرائه التشريحية على أسلوب التشريح المقارن . لأنه كان متعمقا ً في دراسة جسم الحيوان ، واستمر التشريح بعده زمنا ً طويلاً على الحال الذي تركه عليه أرسطو فلم يسهم من جاء بعده في تطويره (14) . وفي العصر الهليستنى تقدم علم الطب بسرعة نظرا ً للحاجة الماسة لمعالجة الأمراض الطارئة ، التي كثرت في المجتمعات التي تسودها حياة المدن . وقد شجع البطالمة الدراسات الطبية في مدرسة الإسكندرية فلقد سمحوا بتشريح الحيوانات والجثث الإنسانية وأكثر من ذلك فقد كانوا يسلمون كبار المجرمين إلى الأطباء لكي يشرحوهم وهم أحياء ، هذا التشجيع جعل من التشريح علما ً مستقلا ً بذاته ، وأنهي عصر الغموض والخرافات التي كانت مقبولة من قبل أرسطو في عام ( 285 ق –م ) (15) . لقد كان العصر الأسكندري عصر نهضة وبداية حقيقية للتشريح وأول الأسماء المشهورة التي تقابلنا في مجال التشريح منهم من هذا العصر . هيروفيل IHerophie وآرسيسترات Erasistrate قاما بتأسيس مدرستين متنافستين بالطبع ، ولكنهما موجهتان بنفس المبادئ ونفس الأساليب ، المتمشية مع مبادئ العلم الأسكندري إذ كان اهتمامهما منصبا على معرفة جسم الإنسان بدقة وعمل كل عضو فيه حتى يتمكن من التكيف مع الاستطباب في كل حالة مرضية فلقد أنشأ الأول علم التشريح والثاني علم وظائف الأعضاء (16) .

و " جالينوس " الذي خطا بعلم التشريح خطوات واسعة فكان أول من قرر أن الشرايين في الحيوان الحي تحتوى على دم لا على هواء ، كما زعم " ارازستراتوس " ولكن فاته أن يذكر دورة الدم في الأوعية التي فحصها " أبن النفيس " بعد ذلك بقرون عديدة وكان الأطباء من قبل يزعمون أن الدم يدور في الأوردة والشرايين من الداخل إلى الخارج على نسق واحد (17) .

عُرفت مؤلفات جالينوس باسم " منتخبات الاسكندرانيين" وهي جوامع لستة عشر كتابا ً ويقول :- أبو الفرج بن هندو في كتابه " مفتاح الطب " أن هذه الكتب هي التي اتخذها الاسكندرانيون من كتب جالينوس وعملوا لها جوامع وزعموا أنها تُغنى عن متون كتب جالينوس.

وظلت مؤلفات جالينوس أهم موسوعة طبية لفترة طويلة وفي الإسكندرية في عصرها المتأخر في القرن السادس الميلادي تخرج الطبيب الفيلسوف سرجيوس والطبيب إينيوس الآمدى وفي أول القرن السابع الميلادي كان هناك من الأطباء بولس الاجانيطى وإهرن وكان لكتب هؤلاء العلماء تأثيرا خطيرا في دراسات العرب الأولى (19) . وفي السنة (22هـ/642 م )دخلت الجيوش الإسلامية إلى الإسكندرية بذلك تنتهي مرحلة العصر الهلينستى بمصر لتبدأ مرحلة أخرى للحضارة والعلوم وهي مرحلة الحضارة الإسلامية .

التشريح عند العرب والمسلمين

أولا التشريح عند العرب قديما ً:-

عرف علم التشريح منذ وقت مبكر ومن الدلائل التي تشير إلى ذلك :-

1 - مدرسة الأسكندرية :- حملت الأسكندرية مشعل الحضارة العلمية قرون عديدة ، وعلى الرغم من أنها امتداد للعصر الأغريقى فأن وطنها مصر ومقرّها الأسكندرية ، ولقد لعبت دورا ً مهما ً في نقل التراث اليونانى إلى العرب ، حيث أمتزجت بها الحضارات الشرقية القديمة ( بابلية ، آشورية ، فارسية ، وفنيقيه ) ونتج عن ذلك انبثاق حضارة شرقية رائعة للعالم ، هذا وقد استفاد العرب من العلوم التي كانت موجوده في هذه المدرسة أثناء النهضة العلمية . ومن بينها علم التشريح (20) .

2- عرف أطباء العرب قديما ً، من الأعضاء ما هو متشابه الأجزاء . وسموها الأعضاء البسيطة . و هي ما نعرفة اليوم بالأنسجة . وعرفوا الأعضاء المركبة مثل اليد التي تجمع عددا ًمن الأنسجة المختلفة ، وفرقوا بين الأعصاب الحركية والحسية ، وعرفوا الاوتار والاربطة والدماغ ، وفرقوا بين الأعصاب والأوتار في مثل اصابات الرسغ . وهو تفريق مهم ولا يزال رأيهم فيه صحيحا ً (21) .

3- كما عرف الأطباء القدماء عن طريق التشريح وظائف الأعضاء في جسم الإنسان ، وذكروا أن أجسام البشر تشتمل على سوائل مهمه جدا ً كالدم والبلغم والمخاط (22).
.

كما لو نظرنا إلى فائدة الحجامة والفصد والعروق التي تفصد من الناحية التشريحية ، والتي مارسها العرب بشكل واسع منذ وقت مبكر ، لأدركنا أن الأطباء العرب كانت لهم بعض المعلومات الجيدة في هذا المجال .فقد عرفوا منذ القديم عدد العروق المتواجدة في جسم الإنسان والتي عادة ما تفيد لعلاج بعض الأمراض . ووصفوها وصفا ً جيدا ً ومن ذلك قوله ،،، القيفال والأكحل والباسليق ، وهو عند الرفق من البدن ناحية الإبط والقيفال(24) من الجانب الوحشي ويمشي إلى البدن ناحية الكف ، أما الأكحل فإنه شعبة متوسطة بين القيفال والباسليق وحبل الذراع ، وهو الزند االأعلى من اليدين ، والإسليم مكانة في ظهر الكتف مع الخنصر والبنصر ، والصافن (25) مكانه على الكتف الأيسر .

أما عرق النسا فعند الكعب من الجانب الوحشى ، وعرق الجبهه وهو المنتصب في وسط الجبهه. وهو عرق الغضب . والأخذعان العرقان اللذان يكونان على الصدغين والودجين والعنق وعرقان تحت اللسان هما الضفدعان ويسميان أيضاً الحالبين . أما منافعهما .فيفصد القيفال للمعدة لأنه يخفف الدم من فوق التراقى، وفصد الباسليق يفيد في جذب الدم الردئ من الصدر والبطن ، وأما الاكحل جذب الدم من البطن ، وأما الاكحل منفعة للكلى والأرحام ، ومنفعة عرق النسا الورك إلى القدم . ومنفعة لأسليم الأيمن من الكبد والأيسر للحال، ومنفعة عرق الودجين من ضيق النفس ، أما تحت اللسان فللحوانيق ، أما عرق الجبهه فمن وجع العينين لاسيما إذا حدث من مرض صعب ، وأما الصدغان فللصداع والشقيقة (26) .

ثانيا ً علم التشريح في المؤلفات العربية :-

أ‌- في كتب اللغة :-اهتم اللغويون الاقدمون بموضوع الإنسان فألفوا الرسائل في أسماء أعضائه وتبينوا الصفات المختلفة التي تعترى هذه الأعضاء واهتمامهم بالإنسان الذي ظهر من خلال تآليفهم اللغويه يشبه اهتمامهم بالحيوان . فقد ذكروا في مؤلفاتهم الألفاظ الدالة على كل جزء صغير أو كبير في جسم الإنسان وفي جسم الحيوان ، وربما سبقت عنايتهم بالحيوان على اختلاف أنواعة في هذا الشكل من التأليف ، فقد ألفوا في الحشرات ، وفي الخيل والابل والوحش . وكتب التراجم تشير إلى عدد مما كتب في هذا المجال فمن ذلك ما نجده عند " أبى عبيدة " مثلا ً في وصف جسم الحصان حيث يقول في وصف عنقه عُرفه وشكيرةهوعُرشاه وعلباواه وصليفه ولد يداه ودايانه ونخاعه وخرزته ومذمره وخششاواه ومذمره ولباه ، وسالفاه ومذبحه وحجرته وشواربه وبلعومه ومريئه وقصرته وجرانه ودسيعه ولبانه . فإما عرفه فما نبت من الشعر أعلى عنقه ما بين منسجه وقذاله يقال للمعرف السبب ، وكما وصفوا الحارك والكتفين والصدر والقوائم الاماميه في الخيل فقال فالحارك يسمى الغارب وتسميه العرب الكاهل ومركزه بين الظهر والعنق وهو ملتقى لوحتى الكتفين ومرتفع نتوءات بعض الفقرات الظهرية ، ويستحب في الغارب أو لحارك بروزه أو أرتفاعه وشدته وخلوه من الدهن (27) .

ووصف علماء اللغة عظام القوائم التي لا ترى بالعين في قولهم وعن الفصل الوظيف والرسغ والحافر . يتركب من ثلاثة عظام تسمى السلاميات متصلة ببعضها من الأعلى إلى الأسفل بمفاصل ، ويسمى السلامى الأول . والذي يليه السلامى الثانى والأخير السلامى الثالث ، السلاميات تقابل عظام الاصابع عند الإنسان . واتصالها يكون على الوجه التالى يصل الطرف العلوى من السلامى الأول ( وهو أعلى السلاميات ) بالوظيف من الأعلى ويسمى موضع اتصالها مفصل الزر . كما أن طرفه السفلى يتصل بالطرف العلوى من السلامى الثانى من الأسفل . ويسمى موضع اتصالها " مفصل الاكليل " ويتصل الطرف السفلى من السلامى الثانى بالطرف العلوى الثالث والعظم الزورفي من الخلف ويسمى موضع اتصالها مفصل التاجى . يتألف الرسغ من السلامى الأول وقسم من السلامى الثانى . أما القسم الثانى من السلامى الثالث كله فيكونان في داخل علبة الحافر




توقيع عطر النسيان

من دون توقيع