منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - البحث العلمي
الموضوع: البحث العلمي
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 32  ]
قديم 05-19-2006, 09:25 PM
عضو الشرف


المشاركات
5,596

+التقييم

تاريخ التسجيل
Dec 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
59

عطر النسيان is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
باستعراض تاريخ الامراض العقلية نجد أن الحضارات القديمة وهي المصرية واليونانية والرومانية والفارسية والهندية والصينية كانت تسيطر عليها النظريات التى تقوم على معتقدات الجن والشياطين أما الفترة الواقعة بين هذه الحضارات القديمة و حتى عصر النهضة الأوربية فأنها تمثل هوة وفراغا عرف بالعصور المظلمة وهذه تعكس الوضع فى أوربا ولكنها لا تمثل بأي شكل من الأشكال ما كان منجزاتهم هي أساس العلم الحديث .

إن كثيرا من الدارسين قاموا بدراسات واكتشافات فيما قدم هؤلاء المسلمون ، أي الطب الحديث والعلم والفن والأدب والحضارة والثقافة ... الخ .

بالاختصار لقد سكن الجزيرة العربية فى القرن السادس بعد الميلاد قوم من البدو أو أشباه البدو ، ولكن فى أقل من خمسين سنة تحول هؤلاء الرحل من البدو إلى أمة موحدة على يد أبيهم محمد rصلى الله عليه وسلم إن العلماء والأطباء المسلمين فى ذلك الوقت كانوا متحررين من أي معتقدات ونظريات عن الأرواح الشريرة كتلك التى كانت تسود العالم المسيحي ، ولهذا فلقد نجح هؤلاء المسلمون فى الوصول بطريقة مباشرة وبملاحظات إكلينيكية إلى الامراض النفسية والعقلية ، لقد كان فى مقدورهم كتابة التقرير وتقرير الملاحظات الموضوعية على الأعراض وبهذا كانوا أول من توصل إلى التشخيص الموضوعي بلا تحيز ، وبهذا فان الممارسة والتدريب الإسلامي والأطباء المسلمين قدموا الرعاية والعلاج الى المرضى النفسيين بطريقة إنسانية مخالفة تماما لم كان يجري فى الغرب من " طرق للمسحورين " .
إن هدف النظام الإسلامي والأمة الإسلامية هو تحقيق السعادة وأفضل سبل الرخاء الى الافراد روحيا وماديا في ظل حكم الله سبحانه وتعالى ، ففي الاسلام : الله هو الحاكم الأعلى ، والفرد خليفته ، كما جاء فى القرآن .

( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض آإله مع الله قليلا ما تتذكرون )
ان الله هو الواحد الذى يعبد ويطاع فليس للإنسان سيد آخر غير الله جل جلاله ، فليس هناك بين الناس سيد وعبد ، ولهذا فليس فى الإسلام حاكم مطلق أو ديكتاتور مطلق ، لا أسياد ولا عبيد ولهذا لا مكان للظلم فى المجتمع الإسلامي ، ان قواعد السلوك السليمة للمؤمنين جاءت فى القرآن كما ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فإن تنازعتم فى شئ فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، ذلك خير وأحسن تأويلا )صدق الله العظيم .

ولهذا فإن مجتمعنا من المؤمنين لهو مجتمع متجانس ومنسجم وعادل ، انه مجتمع مفتوح ولكنه آمن بأفراده ، ان المؤمنين الذين يكونون مثل هذا المجتمع لا يعانون من الشعور بالذنب أو القلاقل العاطفية وتمتعون بالإيجابية فى علاقاتهم مع أنفسهم ومع الآخرين إن نظام الأسرة المترابطة والمجتمع المتآخي على المحبة والتعاطف يوفران ضمانا للتناصح والتراحم بين الأفراد منذ ولادتهم حتى مماتهم .

إن مجتمعا من المؤمنين بالمعنى الحقيقي يستطيع السيطرة على معظم المشاكل العاطفية والنفسية التى يعاني منها الجنس البشري هذه الأيام ، ان المستشفيات والعيادات المعالجة للأمراض العقلية فى العالم الغربي الآن مملوءة بمرضي مشاكلهم نتاج لمجتمع مريض ان التحلل الاجتماعي والمعنوي والديني كذلك تفكك أواصر الحياة الأسرية فى الغرب تركت جميعها الفرد غربيا فيمن حوله بينما نجد الإسلام يشعر الفرد بهويته الإسلامية واضحة وصريحة، لا حساسة بذاته كانسان وليس عددا ، فالمجتمع الإسلامي يوفر الوقاية والعلاج للأمراض الاجتماعية فالإسلام مصدر للصحة النفسية والعقلية وليس مصدرا للأمراض العقلية والنفسية .

بدون الدخول فى التفاصيل دعونا نلقي نظرة على ما جاء فى الحديث والقرآن يتعلق بالموضوع ، الله جل جلاله يذر فى القرآن العلاج في الايات التالية :

( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين )

( الموعظة ) فى هذه الآية يعني به القرآن نفسه ، فالقرآن الكريم فى حد ذاته علاج للأمراض النفسية والروحية التى تصيب الإنسان مما لا شك فيه أن الإيمان بالله فى حد ذاته يمكن أن يكون أفضل دواء وعلاج لمعظم الاضطرابات النفسية ، أنه يدخل الطمأنينة على قلوبنا ونتوكل على الله ونترك الأ مر له .

( ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آيه من ربه ، قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .

وأن المرض النفسي يشار له أكثر من مرة هنا بمرض في القلب فمثلا هنا يشرح الحالة النفسية للمنافقين قائلا :
( في قلوبهم مرض فزادهم مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )
في عبارات العلاج والدواء هنا يقول جل شأنه :-
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا .
علاوة على آيات أخرى تناولت نفس الموضوع فإن الحديث كالعادة يعطي حقائق واضحة بخصوص الداء والدواء فإن النبي محمد يبلغنا أن لكل داء دواء علمنا به أم لم نعلم
إن فرائض الإسلام الخمس الأساسية هي : الإيمان ( الشهادة ) ، الصلاة ، صوم رمضان الزكاة، والحج ، لكل من هذه الفرائض .

منافع روحية وعقلية ونفسية وبدنية للمؤمن ان التحليل الموضوعي وفهم الفلسفة والمعني الكامن فى هذه الأسس الخمس توضح لنا الحقيقة التالية :

فلو أن هذه الفروض لم تفرض علينا من الله سبحانه وتعالى باسم الدين الإسلامي الحنيف لكانت لو وضعت بقانون وضعي كطريقة علاج لكان لها التأثير المفيد الناجح تماما ولكانت كذلك خير وقاية ودواء لمختلف الأمراض النفسية والبدنية .

إن القرآن الكريم يفسره الحديث قد كرر أكثر من مرة ذكر المجهول عكسا للمعلوم والمعرفة عكسا للجهل ، والآن تحي مسئولية الإنسان ليجعل من المجهول معلوما ومن الجهل علما ومعرفة لقد كان هذا دائما هو التحدي الذي يواجهه الجنس البشري وهؤلاء الذين قبلوا التحدي هم الذين سادوا الزمن لقد تجاهلنا نحن المسلمين هذه الحقيقة خلال السنوات الألف الماضية من تاريخنا لذا تجدنا نعمل تحت نير المفاهيم والأيديولوجيات الغربية .

إن ما تحتاجه الآن هو فهم للسلوك البشري بطريقة علمية فى ضوء القرآن والحديث ، وان علي علماء النفس المسلمين وكذلك المحللين النفسيين ومن يعملون فى مختلف جوانب المهنة تطوير علم النفس الإسلامي ووضع خطوط عريضة ترشد الأمة الإسلامية وبهذا يحولون المجهول الى معلوم ويبدلون الجهل بالمعرفة .

إن الدين الإسلامي وتعاليم نبيه صلوات الله عليه لتظهر لنا بوضوح الاتجاه الصحيح للدراسة والبحث فى مجال السلوك البشري للأفراد والجماعات ان قصص القرآن تعطي أمثلة ونماذج للسلوك المنحرف والسلوك السوي الذى يجب ان يجتذبه المسلم .

إن الإسلام دين الفطرة وكما يقول بوهري فان مغزى الدين فى فهم السلوك البشري وتشكيل شخصية الإنسان هو " ان الإسلام ينظر للدين كمنهج وأسلوب يمكن الإنسان من ان يحيا الحياة الدنيا بنجاح هنا على الأرض وليمكنه كذلك من الفوز فى الحياة الأبدية في الآخرة .
وبكل أسف فإن الاتجاه الحالي فى علم النفس الغربي يدعو لعكس ما تنادي به أيدلوجية الإسلام .

ان علماء النفس المسلمين تلقوا تعليمهم فى الغرب وعلى منهج علم النفس ينقلون الى مجتمعهم التأثير العكسي والمضاد نتيجة لتعليم غير سليم .
يقول البدري " ان النظريات والممارسات الناتجة عن الحضارة الغربية المسيحية واليهودية
قد سيطرت لمدة طويلة على أقسام العلوم الاجتماعية بالجامعات فى البلاد الإسلامية ، كما أن وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزيون ساعدت على تأكيد مفاهيم أجنبية وغريبة في أذهان الجماهير الإسلامية .

وحتى نفهم نظريات الشخصية كما جاءت فى العلوم الغربية ، ولمقارنتها مع ما جاء في الإسلام علينا أن ننظر في طبيعة الإنسان والغرض من خلقه ، وكذلك نظرة الله والقرآن والكتب السماوية الأخرى للإنسان ، وعلينا البحث عن العلاقة بين النظريات المختلفة حتى نجد إمكانية الاستفادة منها فى علم النفس الإسلامي وفى الواضح أن بعض النظريات النفسية الغربية قد تخلصت من التحيز والتعصب الديني وهذه يمكن الاستفادة منها لتكوين وجهة النظر الإسلامية (في ضوء القرآن والحديث من أجل فهم السلوك البشري .

ومن الحقائق العلمية أننا عندما نواجه آلة جديدة فلن يمكننا ان ندرك طريقة تشغيلها بمجرد النظر إليها ، والأسلوب الصحيح هو دراسة برنامج أو إرشادات الشركة المنتجة لنتعرف على طريقة الاستخدام .

وهذا هو المبدأ نفسه ينطبق على دراسة السلوك البشري .
إن علم النفس فى الغرب فى الوقت الحاضر يقوم أساسا على مفاهيم عن الإنسان وضعها إنسان آخر مثل أبو قراط وأفلاطون وأرسطو ومن بعدهم من المفكرين .

لقد قام هول وليندزي بحصر أربعة مصادر أساسية أثرت على علم النفس في الغرب اليوم ولا سيما نظريات الشخصية وهي : -

الملاحظة الإكلينيكية ، منج جستالف ، علم النفس التجريبي ونظريات التعلم ، وكذلك طريقة القياس السيكولوجي .

و بالطبع هناك اختلافات واضحة بين النظريات السابقة ثم يستطرد هاك ولندزي " أن الفروق الواضحة بين نظريات الشخصية توحي بأن ما يقال تفصيليا وبدقة على أي من نظريات الشخصية لا يجوز تطبيقه علي نظرية أخرى ".

من المهم جدا هنا إيضاح حقيقة هامة ، ألا وهي أن أيا من هذه النظريات أ و أيا من علماء النفس الغربيين وواضعي النظريات لم يذكر إطلاقا به حقيقة ما قاله خالق الإنسان عن خلقه أو عند تعريفه للشخصية أو عن معياره للسلوك السوي ، هذا المدخل الروحي أو الكوني لفهم السلوك البشري يجب أن يكون موضوعيا وشموليا ومحايدا ودقيقا ليتفق مع الطريقة العلمية السليمة .




توقيع عطر النسيان

من دون توقيع