ثامناً: التكافل الحضاري.
(كل ما يفيد الجماعة من عمل دنيوي أو ديني، سياسي أو اقتصادي، زراعي أو تجاري، علمي أو أدبي، وهو من البر الذي يحبه الله لعباده، ويرغب لهم أن يتعاونوا عليه)( ).
فالعمل النافع للمجتمع محبوب عند الله تعالى، وهو من البر الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتعاون ونتضامن في تحقيقه، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ( ).
تاسعاً: التكافل المعيشي.
يُقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين والاهتمام بمعيشتهم من طعام وغذاء وكساء ومسكن وحاجات اجتماعية لا يستغني عنها أي إنسان في حياته.
وسمي هذا النوع من التكافل بالمعيشي، لأنه يتعلق بكفالة المجتمع لمعيشة هؤلاء معيشة كريمة تليق بكرامة الإنسان.
وهذا اللون من التكافل هو ما أطلق عليه – خطأ – التكافل الاجتماعي والواقع أنه لون من ألوانه.
قال د. مصطفى السباعي: (وتخصيصه باسم التكافل الاجتماعي، خطأ ناشئ من أخذنا هذه التسمية عن الغربيين، فإن الغربيين لا يلزمون أنفسهم الآن بتكافل المجتمع مع الأفراد إلا في شؤون المعيشة المادية فحسب من طعام ولباس وسكن.. أما ما عدا ذلك من نواحي التكافل الاجتماعي فلا يعرفونه ولا يؤمنون به في هذه الحضارة)( ) .
وسأذكر في المبحث القادم عن أهم الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
-----------------------------
( ) المصدر السابق.
( ) سورة المائدة، الآية: 2.
( ) التكافل الاجتماعي في الإسلام د. مصطفى السباعي (ص/ 187).