منتديات جعلان - عرض مشاركة واحدة - بحث (((الحدود و أثرها في حماية الأعراض )))
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 4  ]
قديم 04-22-2006, 01:02 PM
جعلاني ذهبي


المشاركات
4,762

+التقييم

تاريخ التسجيل
Oct 2004

الاقامة

نظام التشغيل
oman

رقم العضوية
12

اسير الصحراء is on a distinguished road
غير متواجد
 
افتراضي
( الدين والعقل والنفس والمال والأعراض )

ولا يخفى على أحد الأضرار التي تنتج عن شرب الخمر وباقي المسكرات وأثرها على المجتمع وأهم هذه الأضرار(1) :

- ثبت أن الواقع تحت سلطان الخمر و باقي المسكرات أنه يسهل إخضاعه لما يراد به ، ولو أدى ذلك إلى الإضرار به وبأهله و وطنه .
- وأن الواقع تحت سلطانها يهمل أهله وأسرته ، مما يؤدي إلى أن يفقد وضعه في أسرته، و أن يفقدوا فيه الرعاية المطلوبة لهم والتفقد لشؤونهم ، فيضيعون في متاهة الحياة ويضعف شأنهم ، وبذلك تنهار الأسرة وينهار المجتمع .
- وأن الواقع تحت سلطانها علاقاته الاجتماعية مفقودة ، وكيانه في عمله ضعيف ، وقدرته على أداء وظيفته في الحياة محدودة .
- والواقع تحت سلطانها يلعب به الشيطان فيهذي ويسب ويشتم ويضرب ويقتل، وقد يطلق زوجته أو يزوج ابنته لمن ليس أهلا لذلك ، وقد يتصرف بأمواله بما يجلب الضرر عليه وعلى أسرته .

وأيضا لجريمة الزنى أضرار خطيرة على المجتمع ، أهم هذه الأضرار(3) :
- أن الزنا قد يترتب عليه ضياع أنفس لم تجن جناية ، فابن الزنى ضائع في المجتمع ،لا أب ولا أسرة ، وهذا الموقف يحوله إلى إنسان يبغض الناس و يكره المجتمع .
- إن الزنا قد يترتب عليه نسبة إنسان إلى غير أبيه و أخذه حقوق غيره .
- إن المجتمع الذي يتفشى فيه الزنا مجتمع مكتوب عليه الانهيار فإذا لم توضع عقوبة رادعة لهذه الجريمة انتشر الفساد وعم المجتمع أضرار تلحق أعراضهم وأنسابهم بل حياتهم واستقرارهم .


1. أثر تطبيق الحدود في المجتمع ، د. حسن الشاذلي ( ص/68)
2. المرجع السابق (ص/ 28)
• الجانب الصحي :
ويظهر ذلك في تحريم شرب الخمر فلا يخفى على أحد الأضرار التي يسببها شرب الخمر على صحة الإنسان ، فقد ثبت علميا أنها تضعف الجسم وتوهنه ، تفتك الأعصاب ، وتتسبب في تليف الكبد ، وضعف في القلب ، والجهاز الهضمي، والقدرة على الإنجاب وعلى ضعف الأبناء المنجبين .
كما أنها تضعف العقل ، وتؤدي إلى الجنون في كثير من الأحوال ، فضلا عن إضعافها لقوة التركيز وعمق التفكير(1) .


• الجانب الأخلاقي :
ويظهر ذلك في عقوبة القذف فهذه العقوبة تعد حارسا على المستوى الأخلاقي في المجتمع الإسلامي حتى ينهج الناس في حياتهم وصلاتهم وعلاقاتهم ، في رضاهم وسخطهم ، في هدوئهم وفورتهم ، منهجا معتدلا ، منهجا سليما ، يرضي الله تعالى و رسوله ، فهذه العقوبة تربي أخلاق المسلمين وتهذب ألسنتهم من أن تنطق فحشا، فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون المجتمع الإسلامي نقيا من الأدران ، بعيدا عن قالة السوء ، وعن فحش القول حتى تنتشر المحبة بين الناس وتتآلف القلوب ، لذلك كانت الآيات والأحاديث التي تدعو لحسن الخلق كثيرة ، ولكن مجرد الحث على الخلق الكريم دون وضع عقوبة لمن تجاوز الحد قد يؤدي إلى ضياع التوازن الأخلاقي في المجتمع ، لذلك اقتضت حكمة التشريع وضع عقوبة لمتجاوزي الحد(2).


• الجانب الأمني :
- إن إقامة الحدود تعود على المجتمع بالأمن والطمأنينة ، وتحفظ الدماء وتحقنها ،وتمنع الحياة أن تهدر، وتصون الأعراض من أن تهدر ، ويترتب على ذلك قلة الجرائم أو تركها وتجنبها فيسود الأمن والأمان في المجتمع .
- إن جرائم القتل تحتاج إلى عقوبة رادعة وزاجرة عن ارتكاب مثل هذه الجرائم وأنسب عقوبة هي عقوبة القصاص فهي أعدل عقوبة وأنسبها بأن يفعل بالجاني مثل ما فعل بالمجني عليه ، حتى تهدأ ثورة ولي الدم ولا يستشري القتل بين الناس إذا شعروا بعدم عدالة العقوبة .








(1) أثر تطبيق الحدود في المجتمع ، د حسن الشاذلي (ص / 68)
(2) المرجع السابق (ص/34)


• الجانب الاقتصادي :
إن في إقامة الحدود – وبخاصة حد السرقة – له آثار إقتصادية هامة ، منها :
أولا :إن السرقة تؤدي بالإنسان إلى سد حاجته بمال الغير ، وإلى شل يده عن العمل الشريف، وشل تفكيره عن الكسب الحلال ، لذلك احتاج إلى من يكون قاسيا معه ، وهذه القسوة و الشدة ستمنعه من السرقة بل وستحوله من عاطل إلى عامل مجتهد وتجعل إرادته المحطمة إرادة بناءة (1) .
ثانيا : إن بإقامة الحدود تطمئن النفوس ، وتنصرف إلى العمل المثمر ، والإنتاج الذي ينشر الرخاء في ربوع الأمة ، فتتسع الأرزاق وتكثر البركة ، وهذه الفائدة تدرك بالمشاهدة ، فإن البلاد التي ينتشر فيها الأمن يكثر رخائها ويعمهم الرزق ، والبلاد التي يشيع الذعر والفزع والاضطراب يقل خيرها وتكثر فيها الأزمات(2) .



• الجانب الديني :
ويظهر ذلك في عقوبة حد الردة ، فهذه العقوبة شرعت لحفظ الدين، وضمانا لمسيرته، فالمرتدون أخطر على الإسلام من غير المسلمين ، لأنهم يشوهون الدين ، ويدسون عليه ما لا يوجد فيه ، وقد يخدعون الكثير ممن لا معرفة لهم بالإسلام ، إذ فرق كبير بين مسلم يرتد ، ثم يهاجم الإسلام ، وبين غير مسلم يهاجم الإسلام ، إذ الأول يدس سمومه تحت ستار علمه بحقيقة الدين ، وينفث أحقاده مدعيا خبرته بتعاليم هذا الدين و أحكامه مما يجعل مستمعه أقرب إلى تصديقه من شخص غير مسلم ، ولما كانت خطورة المرتد بهذه المثابة كانت عقوبته بقدر جنايته فعقوبة الردة شرعت حفاظا على الدين و ردا للطامعين في الدخول في الإسلام بغية تحقيق أغراض معينة ، ثم عودتهم بعد تحقيقها إلى كفرهم(3) .














(1) أثر تطبيق الحدود في المجتمع ، د . حسن الشاذلي ( ص/ 62)
(2) أثر تطبيق الحدود ، الغزالي خليل عيد (ص/ 161)
(3) أثر تطبيق الحدود في المجتمع ، د. حسن الشاذلي ( ص/ 15)


ثانيا : العواقب الوخيمة الناجمة عن إهمال الحدود


إذا ضيعت حدود الله، أو أسقطت أو فرق فيها بين الشريف و الوضيع،أو شفع فيها الشافع أو قبلت الشفاعة بعد أن رفعت إلى الحاكم، فإن ذلك يؤدي إلى أمور و عواقب وخيمة ، من أهمها(1) :

1ـ اجتراء الناس على محارم الله ، ومواقعتهم لحمى الله ، والله يغار أن تنتهك محارمة أو يعتدي على حماه .

2ـ ومن يجترئ على حدود الله يصير معاديا له ومحادا لرسوله . ومن حاد الله و رسوله وقع في الذلة والمهانة {إن الذين يحادون الله و رسوله أولئك في الأذلين}(2).

3ـ من أخذ بحكم غير حكم الله فقد والى أصحاب ذلك الحكم ، وعادى الله ورسوله، ومن أخذ بحكم الله فقد والاه . وقد حكم الله لمن والاه وكان من حزبه بالقوة والنصر والغلبة، كما قضى على من انضم إلى حزب الشيطان بالذلة والاندحار{ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}(3).
4ـ وباجتراء الناس على المحارم ، وامساك الأمة عن إقامة الحدود ، والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر تلحقهم اللعنة كما لحقت بني إسرائيل الذين قال الله فيهم {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم...}(4)

5ـ وبذلك تكون الأمة مؤلفة من عنصرين (عصاة) متمردون على ربهم ، وعلى أمتهم ، وعلى مجتمعهم ، و (ضعفة) خانعون منافقون لا يأمرون بخير ولاينهون عن شر وأمة تتألف من هذين الفريقين لا يرجى لها فلاح ، ولا يتحقق لها احترام ولاتقدير.

6ـ والنتيجة لذلك : وقوع الأزمات الطاحنة ، والكوارث المدمرة ، والاحتراب بين الجماعات والطوائف ، ولذلك آثاره في ضيق الرزق، ونغص الحياة ، وسوء العاقبة.








1. أثر تطبيق الحدود ، الغزالي خليل عيد (ص/167)
2. سورة المجادلة (20)
3. سورة المائدة (54)
4. سورة المائدة (78)
المبحث الخامس : الشبه التي تثار في سبيل إقامة الحدود و الرد عليها


الشبهة الأولى : قال أهل الزيغ والضلال :( أن الشريعة الإسلامية يجب أن تصان وتحترم فلا تكون تحت يد من يعبث فيها ولا يصونها ، ونحن نخشى من أن تستغل استغلال سيء ، ويعبث فيها من لا يخاف الله ولا يخشى عقابه فصيانة لها لا تطبق)

الرد على هذه الشبهة :

لا يجوز أن تهمل التشريعات و الحدود التي أنزلها الله بحجة الخوف ممن لا يصونها فهذا عذر يتعذر به من يريد تحكيم القوانين الوضعية على حكم الله تعالى ولو أنه أمعن النظر في العقوبات الإسلامية لوجد أن العقوبات قد وضعت على أساس طبيعة الإنسان ، (فإن من طبيعته أن يخشى و يرجو فلا يأتي عملا إلا بقدر ما يرجو من المنافع ، ولا يبتعد عن عمل إلا بقدر ما يخشى من مضاره فإذا هو يوازن بين ما في الفعل من منفعة وما يترتب عليه من ضرر فإن رجحت كفة المنافع أقدم عليه وإن رجحت كفة المضار أحجم عنه وهذه طبيعة ملازمة له في جميع أعماله سواء كانت مباحة أو محظورة فهو يقدم على لما ينتظره من منفعة تعود عليه منها ولا يتجنبها إلا لما يخشى على نفسه من ضرر يعود عليه منها ، إذن كلما اشتدت العقوبة على الجريمة ابتعد الناس عنها ولاسيما إذا كانت واجبة التنفيذ ولا محيص عنها ولا بديل لها أخف منها بعكس ما إذا خففت العقوبة بالجريمة دون النظر إلى المجرم فإن ذلك يبعثه على اليأس من الخلاص منها فيحل دون وقوعه فيها)(1).
ولا يخفى على أحد أن العقوبات الوضعية غير رادعة ولا تمنع من إرتكاب الجرائم بدليل كثرة الجرائم وازديادها مع مرور الزمن ، فعقوبة السجن- وهي أقصى عقوبة تصل إليها القوانين الوضعية - أخف وأقل ضررا من عقوبة القطع أو الجلد أو الرجم .
فكون أن هناك من يعبث في القوانين ولا يصونها لا يجوز أن يكون سببا في تعطيل حكم الله تعالى ،ففي كل نظام أو قانون يوجد من يعبث فيه ولا يصونه فإن وجدت هذه الفئة فإن عرفوا بتلاعبهم بالشريعة عوقبوا وأقيم عليهم حكم الله ، أما إذا لم يعرفوا ولم يكشفوا فجزائهم على الله تعالى وحسابهم عليه وحده .
ويبقى دور ولاة الأمور في اختيار المعروفين بالصلاح والاستقامة ليكونوا القائمين على حدود الله ، أما أن تهمل شريعة الله تعالى وحدوده لهذه الأسباب فهذا باطل مردود ، فإهمال حكم الله تعالى كليا وعدم العمل به يترتب عليه الكثير من المفاسد أهمها :
- أن الذين يقومون بتعطيل شريعة الله و يمنعون إقامة حكم الله في الأرض سوف تلحقهم اللعنة كما لحقت بني إسرائيل الذين قال الله فيهم : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون )(2)
كما يمنعوا من الخير والبركة لقوله صلى الله عليه وسلم :
(إقامة حد بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا)(3)
هذا فضلا عن أن إقامة الحدود تعتبر نوعا من العبادة لله تعالى بامتثال أمره ، والاحتكام إلى شرعه .

(1) تطبيق الحدود ، د. عبد السميع إمام ( ص/310)
(2) المائدة : 78
(3) أخرجه المنذري في الترغيب و الترهيب – (3/ 170) – حديث رقم (3532)
الشبهة الثانية :زعموا أن في أقامة الحدود ضربا عنيفا من القسوة العاتية التي تتنافى مع الإنسانية الرحيمة ومع المشقة التي يجب أن يتحلى بها الناس ،و التي تساير المدنية الحديثة ،والحضارة الراقية المهذبة .....



مناقشة هذه الشبهة والرد عليها :

كل ما في هذه العبارة كلمتان : أنها قسوة ،أن القسوة لا تليق بالإنسان ...
وصحيح أن في إقامة الحدود مظهرا من مظاهر الشدة التي يسمونها قسوة،ولا بد لكل عقوبة أن يكون فيها مظهر قسوة حتى ضرب الرجل لولده تأديبا و تهذيبا يمكن أن يقال :إن فيه مظهر قسوة،و إذا لم تشمل العقوبة على شيء من القسوة فأي أثر لها في الزجر .
ثم هناك سؤال ما الذي حمل على هذه القسوة ؟التي تخالفها الإنسانية الرقيقة المهذبة؟




توقيع اسير الصحراء
((( لمحبي الأناشيد الأسلامية أتمنى دخولكم متجدد )))