منتديات جعلان

منتديات جعلان (http://www.jalaan.com/index.php)
-   جعلان للمواضيع العامة (http://www.jalaan.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   أطفالنا : سُعداء أم تُعساء ؟؟؟ (http://www.jalaan.com/showthread.php?t=49152)

الهااشمي 11-02-2010 08:56 AM

أطفالنا : سُعداء أم تُعساء ؟؟؟
 
[frame="1 80"]
أطفالنا : سُعداء أم تُعساء ؟؟؟
د . ياسر عاجوقة


أخوتي وأخواتي الأعزاءْ عندما يُرزق أحدنا بأبناءْ , فإنهم يصبحون في مقام رعايته الأولْ وكل اهتماماته ( حتى بنفسه )
لصالحهم تتحولْ , وتراه لا يكل ولا يملْ حتى يجد لمشاكلهم الحلْ .
فمنذ سنين بعيدة أذكر أننا عشنا طفولة سعيدة على الرغم من أن وسائل الترفيه الحالية كانت غير موجودة ومدن الملاهي كذلك لم تكن معهودة , وفي خضم هذا التساؤل والجدلْ رحت أقارن الذي كان بالذي تبدّلْ , وقد انتابني شعور أيها الأحباءْ بأن أطفالنا ليسوا بسعداءْ , فهل الأبوة والشفقة وراء هذا الشعور والدافعْ ؟؟ أم أن هذا الأمر هو عام وواقعْ ؟؟ ويا ترى ماذا ينقص أطفالنا اليومْ وعلى من يقع التقصير في تربيتهم واللومْ ؟؟ .

اسمحوا لي بدايةً أن أرجع عقوداً في الذاكرة كي أنقل لكم صوراً لا تزال في ذهني حاضرة :
كانت الأسر بمعظمها كثيرة العددْ وتعيش بالمتوفر من المؤن والمددْ , عيشةً هانئة رضيّة لأن النفوس كانت على الفطرة والسجيّة , والحياة ليست كما هي اليوم صاخبة ومعقّدة والناس ليست بمتطلباتها مقيّدة .

في معظم الأوقات كنا في أحضان الطبيعة لذلك كانت أجسامنا على الأمراض منيعة , فنشاهد أصناف الحيواناتْ ونركض وراء أجمل الفراشاتْ فنقضي بذلك أمتع اللحظاتْ .

كانت أهالينا تقبل ولا تمانعْ في نزولنا للّعب في الشارعْ , لكن ضمن أوقات محددة وضوابطْ لا نستطيع خرقها ضاربين بها عرض الحائطْ , لأن ذلك يعني تعرضنا للعقابْ والذي سنصبح بموجبه " مقصوفي الرقابْ " .

لم تتعوّد نفوسنا البريئة على التلفّظ بأية كلمة بذيئة , أما إذا تصرف أحدنا بتصرف غير محمودْ فكان يُلاقي من الآخرين أقسى الردودْ , وكنا تذهب فنبلّغ إساءته لأبيه والذي يبادر لمعاقبته فوراً فيربّينا بذلك ويربّيه فهو يعتبرنا جميعاً مثل بنيه .

كنا ندعوا أصدقاءنا لبيوتنا كي تعمّ الألفة بيننا والحبْ ويتعرّف عليهم أولياء أمورنا عن قربْ .

إذا تسببنا بإزعاج لأحد الجيرانْ كوقوع خطأ ليس بالحسبانْ , كنا لا نستطيع أن نحدّق في عينيه ونبادر للإعتذار منه قبل أن تنطق شفتيه .

إذا رأى أحدنا أستاذه في الشارع كان يُصاب بالوجلْ ويتوارى عن الأنظار ويدخل بيته على عجلْ , ويُعد نفسه في اليوم التالي كأول تلميذ يُتسمّع إليه وينال جزاءه إذا أخفق على يديه .


أما حال أطفالنا اليوم فلا تبهج ولا تسرْ ويجب أن نعترف بذلك ونقرْ , وكيف لهذا الجيل أن يكون عماد المستقبلْ وهو يهزأ من نصائح الكبار وبها لايقبلْ , وذلك كله يعود لوجود بعض التقصير والخللْ في أسلوب حياتنا ونمط تربيتنا الذي أصيب بالشللْ :

فصارت معظم العائلات اليوم "بالأرقام والأعدادْ" لا تشجّع كثرة الأولادْ , مع ذلك تشاهدها تستعين بالمربيات والخادماتْ لرعاية أولادها من بنين وبناتْ , أما الآباء والأمهاتْ فتجدهم مشغولين بالأعمال أو بالزياراتْ .

أصبح القليل من الطلاب من يخرج من الحصّة حافظا ولدرس أستاذه مردداً ولافظا , ولم يعد الأهل متقبلين لمقولة : أن لهم العظمْ وللمدرّس اللحمْ وللتلميذ العلمْ , وإذا عاد الطالب إلى البيت يصطدم مع أهله بصعوبة المنهاجْ ولمساعدة أستاذ مختص يحتاجْ , فتراه يشعر بالملل والضيقْ وللدراسة وكتابة الوظائف لا يطيقْ .

أضحت الآلة وجهة الطفل الدائمة وابتعد عن الطبيعة التي كانت قائمة , حتى في مأكله ومشربه وانسحب ذلك على تعلّمه وملعبه , وهذا ما جعله انطوائياً أنانياً لا يرغب بمحيطه بالإندماجْ وتراه معكّراً لا يشعر بالإبتهاجْ , ذلك مهما قدمت له من مغرياتْ وحققت له من أمنياتْ , لأنه يشعر بأن كل ما حوله هو مصطنعْ ويتوق لرؤية وجه طفولته الحقيقي الغير مقنّعْ , ويشتهي أن ينطلق إلى الحياة برجليه وبيديه يُعاركْ ويكتسب الخبرات مع أقرانه ويُشاركْ .

أثّرت بعض المحطات الفضائية بالإضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية , كذلك بعض وسائل الاتصالْ بشكل سلبي على نشأة الأطفالْ لأنهم تعلموا مايصدر عنها من أقوالْ وأفعالْ , وإذا كان الأب فيما مضى عند نزول ابنه إلى الشارعْ يجد من يأتيه بأخباره ولتوجيهه يُسارعْ , فإنه اليوم بحاجة لألف مراقب ومتابعْ كي يأمن على ولده وهو داخل المنزل قابعْ .
* نقلاً عن سيريا نيوز

[/frame]

الخواطر 11-02-2010 11:59 AM

كلامه صحيح :::
تسلم ع هالطــــــــــــرح،،،،


الساعة الآن 07:43 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][