منتديات جعلان

منتديات جعلان (http://www.jalaan.com/index.php)
-   جعلان للمواضيع العامة (http://www.jalaan.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الفاصلة.. المعنى الآخر لأداة الترقيم (http://www.jalaan.com/showthread.php?t=41412)

العنابي 11-17-2009 09:54 AM

الفاصلة.. المعنى الآخر لأداة الترقيم
 
الفاصلة، كما هي معروفة، احد أدوات الترقيم المهمة في قواعد اللغة العربية، ولا يستقيم المعنى بشكل سلس، ومفهوم إلا من خلال وجود هذه الأداة في مواقعها الصحيحة، وبهذا تكتسب هذه الأداة أهمية كبيرة نظرا للدور الذي تقوم به في استقامة المعنى للكلام المكتوب، ولذلك يحرص العارفون بها، وبأهميتها، وبمواقعها في النص المكتوب، على استحضارها بصورة متواصلة، ويؤصلون فعل الكتابة من خلال هذه الأداة، وأدوات الترقيم الأخرى الكثيرة، والتي يأتي في مقدمتها: إشارات الاستفهام، والتعجب، والنقطة، والفاصلة المنقوطة، والنقطتين، والقوسين، وغيرها الكثير.
هذا الطرح لا يعالج أدوات الاستفهام وأدوارها المهمة، ولكن يتلمس المعنى الآخر لمفهوم الفاصلة، وهي المسافة الزمنية، أو الجغرافية للحيلولة دون تداخل المفاهيم من جانب، وللحيلولة دون تداخل الاختصاصات، وقد تصل إلى التفاعلات في بعض الأحيان.
فإلى أي حد يستحضر احدنا هذه "الفاصلة"؛ وهو يقوم بمختلف الممارسات سواء على المستوى الشخصي، أو المستوى الجمعي الذي يربطه بالآخرين؟ هناك من يعطي هذا الاستحضار أهمية قصوى حتى يضع حدودا معنوية بين ما له، وما للآخرين، بين المساحة المتاحة له لممارسة فعل معين، وبين مساحات الآخرين الذين يمارسون أفعالهم أيضا، بين مساحة الحرية المتاحة له، وبين مساحة حرية الآخرين، بين الواجب الذي يقوم، وبين الواجب الذي يقوم به الآخرون، بين انجازه، وبين انجاز الآخرين، وقس على ذلك أمورا كثيرة.
إنها الفاصلة بكل تجلياتها ومعانيها، قد تكون "الفاصلة" شيئا رمزيا غير ملموس، وهنا يختلف الناس في تقدير المسافة التي تفصلهم عن الآخرين بغض النظر عن مستوى الوعي الذي يصل إليه المجتمع، ففي تقدير الكثير من المنظرين أن أفراد المجتمع الواعين أكثر إحكاما لمسافات هذه الفاصلة، وأكثر وعيا لمستوى التداخلات التي تحدث، ولذلك يضعون اعتبارات الأمانة، والحرص على حقوق الآخرين، وتفعيل توادهم أكثر خصبا في المجتمعات الواعية، وهذا الأمر ليس دقيقا – للأسف – لان النفس البشرية لها أجندة خاصة لا تخضع لهذا التقييم، حيث تأتي الممارسات المختلفة التي يقوم بها الناس على خلاف من هذه الصورة الواعية التي يرسمها المنظرون، حيث ترى في المقابل، أن هناك أناس ليس عندهم درجة الوعي بالصورة المأمولة، ولكن أفعالهم تسمو بأنفسهم إلى درجات الكمال، قد لا يستحضرون الفاصلة في رسم المسافات المختلفة، ولكنهم يمارسون الفعل الحقيقي لمعنى هذه الفاصلة.
مشكلة الكثيرين منا هي المعايشة المؤقتة للمعاني التي تحملها الكتب، وتضعها القواعد المختلفة لغوية كانت، أو علمية خلال العلاقة المتأججة بين الكتاب كأحد أوجه الإرسال، وبين المتلقي كأحد أوجه الاستقبال، وعندما تنقضي هذه العلاقة بعد لحظتها تتوزع مختلف المعاني في الفضاء حيث "تذروها الرياح".
وكما تشكل هذه الأداة من أدوات الترقيم في لغتنا العربية هذه الأهمية عند استحضار الفعل الذي نقوم به، كذلك تشكل بقية الأدوات هذه الأهمية فالنقطة – على سبيل المثال – تقف، في معناها، بالفعل عند مساحة معينة لا يجوز أن يتجاوزها من يقوم بفعل ما، وإلا اكتسح مساحات الآخرين المحرمة عليه، ولذلك قيل في أدب السلوك: "إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب"، والسكوت في هذه الحالة معناه الوقوف عند نقطة معينة لا يجوز تجاوزها وإلا سقط احدنا في وحل القول، وهذا أمر معاب، وكل هذه الأدوات على اختلاف معانيها تشكل مناخات إنسانية رائعة، وإذا قدر لأحدنا أن يستحضرها كان له فضل السبق في تقنين حياته بصورة رائعة تسمو به إلى مراتب العليين في القول، والعمل.

راعيه الطير 11-17-2009 03:54 PM

السلام عليكم
طرح طيبت سلم خويه

ظبي الرواشد 11-17-2009 08:49 PM

تسلم ع الموضوعـ الطيبـ

مدمـرة القلـوب 11-17-2009 09:07 PM

يعطيــــــــــــــــــــــــــــــك العافية

موضوع رووووووعة

والفاصلة ارووووووع

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


الساعة الآن 12:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][