بسم الله الرحمن الرحيم


يقال: قل لي من تصاحب .. أقل لك من أنت ؟

لكني أقول : أخبرني ما همك الأول الذي يهمك ويشغلك .. أقل لك من أنت فالإنسان ابن همه .. وهمه هو محركه

فحين يكون الهم سماوياً صرفا تكون الثمرات لا أجمل ولا اسمى ولا أروع ولا أطيب منها

بالمقابل حين يكون الهم أرضيا بحتا صرفا .. تكون الثمرات غير ناضجة بل ما أكثر ما تكون مرة المذاق كالعلقم

همك يا عزيزي الذي يسكنك .. ويحتل شرايينك .. ويجرى في دمك .. يمسي ويصبح معك .. وينتصب في عينك كالشوكة ..

إن لم يكن هما لله وفي الله وبالله وهمك يناطح الجبال ويععانق السحاب فإنك على خطر عظيم وعليك أن تبادر في فزع إلى مخازنك لجرد دفاترك ..وتقليب ملفاتك .. وإعادة تنظيم أوراقك ... ومراجعه حسباتك .قبل حلول رسل الله فجأة ، ليتسلموا منك الأمانة .


حين يكون همك وشاغلك الذي يشغلك تافها فأنت في عناء وأي عناء وشقاء ما بعده شقاء . فقيمة الإنسان في هذه الحالة معروفة لا تحتاج إلى بيان .. فهو أشبه بالكلب الذي رمىله عظما يابسا ليس به الا رائحة اللحم فلا هو من اكل اللحم ولا هو من بحث عن اللحم

كثيرة هي الهموم والإهتمامات التي تطوف حول الفرش وأقصد فرش الشهوات فتلك في المكان الدون حيث وضعت نفسها .. ومن رضي بالدون ، فهو دون .. رغم أنفه... فعلى سبيل المثال أتعجب كثيرا من تلك العقول السقيمة ( أعتذر ) التي تتلهف لمتابعه أخبار الحثالات ويصبح جل همهم متابعتهم فعلى سبيل المثال برنامج ستار أكاديمي أو تلك القنوات الغنائية أو ما شابه من سفاسف الأمور التي يترفع الانسان عنها كيف لشخص عاقل أن يجعل من هذة التافهه والسخافة والإنحطاط سواء كان شغله الشاغل وهمه
ولكن أرى جواب تعجبي في قصيده منذر بن سعيد البلوطي يقول فيها

انْعِقْ بِمَا شِئْت تَجِد أَنْصَارَا * * * وَزُمَّ أَسْفَارًا تَجِد حِمَارَا
يَحْمِل مَا وَضَعْت مِنْ أَسْفَار * * * يَحْمِلهُ كَمَثَلِ الْحِمَار
يَحْمِل أَسْفَارًا لَهُ وَمَا دَرَى * * * إِنْ كَانَ مَا فِيهَا صَوَابًا وَخَطَا
إِنْ سُئِلُوا قَالُوا كَذَا رَوَيْنَا * * * مَا إِنْ كَذَبْنَا وَلَا اِعْتَدَيْنَا
كَبِيرهمْ يَصْغُر عِنْد الْحَفْل * * * لِأَنَّهُ قَلَّدَ أَهْل الْجَهْل

فعلا عرفت هنا بأن لك ساقط لاقط ولك أمر تافه أشخاص أهتموا به

تتفقون معي يا سادة يا كرام أن حاصل ضرب الصفر في صفر يساوي صفرا ..!!
لكن هذا الإنسان الصفر نفسه .. بشحمه ودمه وأعصابه ..حين يقرر أن ينتفض على نفسه ، ويثور على أهوائها ،ويحمل سيف المجاهدة في وجه شهواتها التي تبعده قليلا أو كثيرا عن الله سبحانه .. ليصبح همه هما أخرويا يشده إلى السماء إذا فتح عينيه ، أو أغمضهما ..إذا تكلم أو صمت ، إذا كتب أو قرأ .. إذا قام أو قعد

هذا الإنسان الصفر ؟؟ يصبح عند ذاك رقما صعبا ، في معادلة الحياة ..تضعه في أي خانة كانت ، فإذا جميع الخانات من حوله أصبحت ذات قيمة عظيمة لم تكن فيها من قبل ..!!

قال علماؤنا رحمهم الله :من الهمم همم تطوف حول العرش _ عرش الرحمان _تلك هي الهمم العالية الراقية التي يحبها الله ويرضى عنها .. ويزكيها ويرقيها فهذه همم تطوف حول العرش
وكما تعرفون يا سادة يا كرام أنه شتان بين الثرى والثريا
فلنرقى بأنفسناااااااا