منتديات جعلان - ارجو المساعده................

لا شك إن الحديث عن ولاية من ولايات السلطنة الحبيبة حديث ذو خصوصية وذو شجون ، فهو الحديث عن التاريخ العريض والتراث العظيم والجغرافيا والمناخ والتضاريس والأصالة والمج والحاضر المزدحم بمعطيات الخير والنماء والسخاء وولاية جعلان بني بوعلي هي واحدة من ثلاث ولايات تشكل ما يعرف بجعلان وهي إحدى ولايات السلطنة الواقعة ضمن سلسلة من ولايات المنطقة الشرقية وتمتاز هذه الولاية بموقعها الجغرافي المتميز فهي تطل من جهة الشرق على بحر العرب مباشرة وتحدها من الجنوب ولاية مصيرة ومن الشمال ولايتا جعلان بني ابو حسن وصور ومن الغرب رمال ال وهيبة وتبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 350كم ،وتقدر مساحتها بحوالي 30 ألف كيلومتر مربع ، وعدد سكانها حسب إحصاءات التعداد العام للمساكن والسكان والمنشئات لعام 2003م 51.444 ألف نسمة...

لهذه الولاية العريقة خصوصيتها ومميزاتها المتعددة ، فهي بلد الشراع والمجداف وللنج والبدن والهوري والقارب الحديث ، وهي بلد النخيل والافلاج والعيون ، وبلد النسيج والتجارة والصياغ والصناعات الحرفية ، تضم بين حناياها الرمال والسيوح والجبال والشواطئ والبحار والوديان والسهول ، وتزخر في حاضرها بالكثير من معطيات العهد الزاهر والمبارك ، وعندما نتحدث تفصيلا عن هذه الخصوصيات والمميزات نرى انه توجد في ولاية جعلان بني بو علي حوالي 137 قرية منتشرة حسب مساحتها الشاسعة ، ما بين سهول ووديان وشواطئ ساحلية، ولنبدأ من عمق مركز الولاية حيث واحات النخيل الخضراء المحفوفة بحوالي 13 فلجا ، وإحدى وخمسين عينا ، فمن اشهر هذه والافلاج فلج البلحيس وفلج الظاهر والمزلج والزباد وفلج الجديد وفلج حمد ، وغيرها من والافلاج الأخرى ، ونخلة البودعن الشهير هي من مميزات ولاية جعلان بني بو علي حيث تعتبر النوعية الوحيدة من مزروعات النخيل المنتشرة بأعداد هائلة في الولاية والتي تقدر بحوالي 150 ألف نخلة ، ولثمرة هذه النخلة خصوصيتها من حيث لذة الطعم وكبر الحجم ، ومردودها الصحي ، فهي مضرب مثل عند الأهالي ومحل تنافس وتفاخر بينهم جميعا ، إذ تبلغ قيمة جراب التمر من هذه النوعية 20 ريالاً عمانياً ، هذا بالإضافة إلى وجود العديد من المعالم الأثرية والتاريخية في مركز الولاية مثل قلعة ال حمودة الشهيرة التي يعود تاريخ بناؤها إلى ما قبل450عاماً وبالرغم من مرور هذه السنوات وما صاحبها من عوامل طبيعية متعددة لا تزال شامخة ببنائها قائمة الجوانب والأركان مزدانة بتصميمها المعماري العماني الرائع ، وهي متخذة الآن شعاراً للولاية ، كذلك يوجد جامع اثري تاريخي يسمى جامع ال حمودة يعود تاريخ بناؤه إلى ما قبل 400 عام ويمتاز هذا الجامع بتصميمه المعماري المميز حيث يوجد بأعلاه ما يقارب من51 قبة ، كذلك يوجد بالولاية ما يقارب من 9 أبراج قائمة ببنائها القديم إلى الآن ، هذا بالنسبة للمعالم التاريخية ..
أما فيما يتعلق بالصناعات التقليدية والمهن الحرفية والتراثية التي اشتهرت بها الولاية منذ القدم ولا يزال التمسك بها قائم على الوجه الأكمل بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة وتشجيع حكومته الرشيدة لأرباب المهن والصناعات الحرفية العمانية التقليدية فهي كثيرة وعديدة ومن أهمها مهنة الصياغة والتجارة والحدادة والنسيج والصناعات السعفية وصناعة السفن ومهنة صيد الأسماك التي تعّد من أبرز وأنشط المهن الحرفية بالولاية إذ ما يقارب 70% من أبناء المناطق الساحلية التابعة للولاية والممتدة عبر شريط ساحلي يبلغ طوله170كم ، ابتداء من الخويمة جنوبا إلى منطقة الدفة شمالا مرورا بنيابة الاشخرة ومنطقة أصيلة والصلبة والسويح والبندر الجديد والحدة والرويس والخبة .. ولهذه المناطق مميزاتها الطبيعية والجمالية والبيئية المتنوعة مثل الشواطئ الرملية الناعمة والكهوف الأثرية الرائعة ونسيمها البارد على مدار العام خاصة في فصل الصيف المعهود بارتفاع درجات حرارته مما جعلها تعّد منتجعا سياحيا خلابا ترتاده قوافل السياح من داخل وخارج الولاية بحثا عن قضاء أمتع الأوقات وأسعدها ...

--------------------------------------------------------------------------------

هذا بالإضافة إلى وجود عدد من الوديان ومناطق البادية التابعة للولاية مثل مناطق اليديعة وتوابعها والتي تمتاز بكثافة أشجار الغاف والأعداد الهائلة من الأغنام المحلية والإبل العمانية الأصيلة ، كذلك أودية سال وأبو مدره وابوفشيغه والمخينج والرويضة ، والتي تشتهر بجمالها الطبيعي الأخاذ من حيث الخضرة والأعشاب والحشائش وكثافة أشجار السمر والأراك والسدر والمياه المتدفقة ، وهي لا تقل أهمية من حيث تدفق قوافل السياح عن غيرها من مناطق الولاية الساحلية ، فآلاف الأسر تقضي معظم عطلاتها بين أحضان الطبيعة الساحرة لتلك الوديان والبوادي ... ولقد شهدت الولاية من معطيات عصر النهضة ، نهضة الخير والعطاء والنماء التي أرسى قواعدها وفجر ينابيع معطياتها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، تقدما حضاريا وتنمويا واجتماعيا في مختلف مجالات الحياة ،في مجال التعليم حيث إن ولاية تشهد كل عام تزايدا في عدد المدارس بمختلف مراحلها ، كذلك حظيت الولاية منذ السبعينات بإنشاء مستشفى مركزي بالولاية بالإضافة إلى العديد من المراكز الصحية المنتشرة في قراها وكان أخرها إنشاء المجمع الصحي بمركز الولاية ، وكذلك الحال بالنسبة لخدمات الكهرباء والمياه والبريد والبرق والهاتف والإرسال التلفزيوني والخدمات البيطرية والإسكان والبلدية والمنشئات الشبابية ، وتعبيد الطرق والضمان الاجتماعي والمساعدات السكنية، كلها شهدت تطورا ونموا ملحوظا خلال عمر النهضة المباركة، فقد حظيت الولاية والمناطق التابعة لها بنصيب وافر من هذه المعطيات الحكومية بقدر جعلها تنعم بشتى وسائل الراحة والرفاهية ، ويترأس جميع هذه المؤسسات مكتب الوالي ، فهو همزة الوصل بين المواطن وهذه المؤسسات والجهات الحكومية ...

.