منتديات جعلان

منتديات جعلان (http://www.jalaan.com/index.php)
-   جعلان للبحوثات العلمية (http://www.jalaan.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   بحث((( التكافل الاجتماعي ))) (http://www.jalaan.com/showthread.php?t=10747)

اسير الصحراء 05-12-2006 12:46 AM

بحث((( التكافل الاجتماعي )))
 

المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحدهُ لا شريك له، وأشهدُ أن محمداً عبدهُ ورسوله، أما بعد.
أحدث الإسلام انقلاباً واسعاً في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في الحياة الجاهلية، والتي كانت تتمحور في جملتها حول النزوع إلى الفردية، والصراع، والاستحواذ، والظلم، والعنصرية، وحرمان الضعفاء من كل الحقوق حتى الكرامة الإنسانية، لهذا قرر الإسلام التكافل بين أفراده في جميع مجالاته المتعددة، الأدبي، العلمي، العبادي، المعيشي.......... وغيرها.
وذلك لإيجاد مجتمع متعاون مترابط، فالناس فيه ليسوا على نسق واحد في العلم والمستوى المعيشي، بل يتفاوتون في أوضاعهم وأحوالهم فمنهم الفقير، المريض، اليتيم، العاجز، العالم، الجاهل، الغني، فيحتاجون إلى تنظيم دقيق يرتب لهم أمور معيشتهم، ويرعى أحوالهم، ويهتم بشؤونهم، ويحقق التوازن بين مختلف فئات المجتمع دون خلل أو تقصير، حتى يشعر كل فرد بعضويته الكاملة في المجتمع، ويقوم بعمل ما عليه من واجبات وينهض بأعبائه.
من هذا المنطلق جاء هذا البحث الصغير في حجمه، والمتواضع في محتواه، كُلفتُ به من قِبل الأستاذ الفاضل د. طارق الطواري في مقرر حديث موضوعي، ليكون تدريباً عملياً لطالبات على كيفية إعداد البحوث العلمية وكتابتها، في محاولة للارتقاء بمستوى الطالبة العلمي، وهذا لا يتأتّى إلا بمداومة المطالعة والنظر في الكتب العلمية التي تناولت شتى العلوم الشرعية بالشرح والإسهاب.

اسير الصحراء 05-12-2006 12:46 AM

وقد قسمت البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة.
 المقدمة: وهي التي بين أيديكم.
 المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام، وفيه ثلاثة مطالب.
• المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
• المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل الاجتماعي.
• المطلب الثالث: المفهوم العام لمعنى التكافل.
 المبحث الثاني: أنواع التكافل الاجتماعي.
• النوع الأول: التكافل الأدبي.
• النوع الثاني: التكافل العلمي.
• النوع الثالث: التكافل السياسي.
• النوع الرابع: التكافل العبادي.
• النوع الخامس: التكافل الأخلاقي.
• النوع السادس: التكافل الاقتصادي.
• النوع السابع: التكافل الجنائي.
• النوع الثامن: التكافل الحضاري.
• النوع التاسع: التكافل المعيشي
 المبحث الثالث: الفئات التي تستحق التكافل المعيشي.
• أولاً: كفالة اليتيم.
• ثانياً: رعاية اللقيط.
• ثالثاً: رعاية أصحاب العاهات.
• رابعاً: الشواذ والمنحرفين.
• خامساً: الشيوخ والمطلقات والأرامل.

اسير الصحراء 05-12-2006 12:47 AM

• سادساً: رعاية المنكوبين والمكروبين
• سابعاً: ابن السبيل
 المبحث الرابع: الوسائل العملية في تحقيق التكافل.. وفيه مطلبين.
• المطلب الأول: مسؤولية المجتمع، وتنقسم إلى قسمين.
• القسم الأول: على سبيل الوجوب ويشمل:
1- فريضة الزكاة.
2- النذور.
3- الكفارات.
4- صدقة الفطر.
• القسم الثاني: على سبيل التطوع ويشمل:
1- الوقف الخيري.
2- الوصية.
3- الهدية أو الهبة.
4- العارية.
• المطلب الثاني: مسؤولية الدولة.. وتنقسم إلى:
1- تأمين موارد المال.
2- توزيع المال على المستحقين.
 الخاتمة وفيها أهم النتائج.
 فهرس المراجع والمصادر.
هذا والله أسأله التوفيق والسداد في القول والعمل، فإن أصبت فمن الله وحمد وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله منه.
والله ولي التوفيق
الباحثة
مضاوي المطيري

اسير الصحراء 05-12-2006 12:47 AM

المبحث الأول: بيان مفهوم التكافل في الإسلام
المطلب الأول: تعريف التكافل في اللغة والاصطلاح.
لمادة (كَفَلَ) في اللغة اشتقاقات عديدة ومعاني كثيرة منها ما يلي( ):
1- الكِفْلُ: بالكسر، الضِعْفُ والنَّصيب، ومنه قول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَءَامِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَكُمْ نُورَاً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ).
2- الكفيل: بمعنى الشاهد والرقيب، ومنه قوله تعالى:
.. وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقِيتاً( ).
أي شاهداً ورقيباً، وقد تأتي بمعنى الضامن.
3- الكافل: بمعنى العائل والضامن، ومنه قوله تعالى:
.. إذ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون َ( )؛ أي أيهم يعيلها ويضمن معيشتها. الجمع كفلٌ وكفلاء.
وعلى ضوء الاشتقاقات اللغوية السابقة لمادة كفل يكون المعنى الاصطلاحي لكلمة التكافل الاجتماعي هو: [ن يتضامن أبناء المجتمع ويتساندوا فيما بينهم سواء أكانوا أفراداً أو جماعات، حُكَّاماً أو محكومين على اتخاذ مواقف إيجابية كرعاية الأيتام، نشر العلم،......وغير ذلك، بدافع من شعور وجداني عميق ينبع من أصل العقيدة الإسلامية، ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، وتعيش الجماعة بمؤازرة الفرد،


----------------------------------------------

( ) القاموس المحيط للفيروز آبادي (ص/ 1518) بتصرف يسير. وانظر التكافل الاجتماعي في الإسلام الأستاذ عبد الله علوان (ص/ 15).
( ) سورة الحديد، الآية: 28.
( ) سورة النساء، الآية: 85.
( ) سورة آل عمران، الآية: 44.

اسير الصحراء 05-12-2006 12:48 AM

حيث يتعاون الجميع ويتضامنون لإيجاد المجتمع الأفضل، ودفع الضرر عن أفراده]( ).
وعرَّف الشيخ محمد أبو زهرة التكافل بقوله: (أن يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يكون كلِ قادر أو ذي سلطان كفيلاً في مجتمعه، يمده بالخير، وأن تكون كل القوى الإنسانية في المجتمع متلاقية في المحافظة على مصالح الآحاد، ودفع الأضرار، ثم في المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي وإقامته على أُسس سليمة)( ).
فيتبين لنا من التعريفات السابقة أن نظام التكافل الإسلامي في مغزاه أن يشعر كل فرد في المجتمع أن عليه واجبات لهذا المجتمع يجب عليه أن يقوم بها ويؤديها على أكمل وجه، وإن قصَّر في أدائها فقد يؤدي ذلك إلى تفكك المجتمع وانهياره.
كما يشعر أن له حقوقاً يجب على القوَّامين عليه أن يعطوا كل ذي حقٍ حقه من غير تقصير أو إهمال.
* التكافل والتعاون.
التكافل في معناه أقوى من التعاون، فالتعاون الذي أمر الله به في القرآن الكريم بقوله سبحانه:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تََعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان ( )
يشمل ما فيه مصلحة الأفراد جميعاً، ويعود عليهم بالنفع.
أما التكافل الاجتماعي الذي يتميز به الإسلام يعني تمتد يد المساعدة من القوي للضعيف ومن العالم للجاهل، ومن الغني للفقير، ومن الواجد لمن لا يجد، بلا مقابل أو اشتراك أو تضحية من الطرف الآخر، ولا ينظر إلى ما يقدمه الفقير أو المحتاج، بل ينظر إلى ذلك تحقيق لما أمر الله به وأوجبته الآيات القرآنية

--------------------------------------

( ) التكافل الاجتماعي في الإسلام، الأستاذ عبد الله علوان (ص/ 15).
( ) التكافل الاجتماعي في الإسلام، للإمام محمد أبو زهرة (ص/ 4).
( ) سورة المائدة، الآية: 2.

اسير الصحراء 05-12-2006 12:48 AM

المطلب الثاني: الدليل الشرعي والعقلي لنظام التكافل في الإسلام.
لنظام التكافل الاجتماعي في الإسلام أدلة شرعية، وأخرى عقلية وهي كما يلي:
* الأدلة الشرعية.
وهي ترجع إلى القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة، أما بالنسبة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية سأقتصر على ذكر بعض منها لأنها كثيرة جداً وحصرها صعب، نظراً لتوسع موضوع التكافل، وأنه يشمل في عناصره مدلولات كثيرة مثل: الإحسان، الرحمة، البر، الإنفاق، الإخاء، التعاون، وما إليها.
أ- الآيات الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
1- قال الله تعالى:
يَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ( ).
2- قال الله تعالى:
لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ ءَامَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّنَ وَءَاتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَءَاتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ( ).
3- وقال الله عزَّ وجل:
وَأَنفِقُوافِي سَبِيل اللّهِ وَلاتُلقُوابِأيّدِيكُم

---------------------------------------

( ) سورة البقرة، الآية: 215.
( ) سورة البقرة، الآية: 177.
( ) سورة البقرة، الآية: 195.

اسير الصحراء 05-12-2006 12:48 AM

إلَى التّهلُكَة وَأَحسِنُوا إِن اللّه يُحِبُ المُحسِنِين ( ).

4- قال الله تعالى:
.. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ( ).
5- قال الله تعالى:
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( ).
6- قال الله عزَّ وجل:
وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّر تَبْذِيراً( ).
7- قال الله تعالى:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ ( ).
ب- الأحاديث الواردة في معنى التكافل الاجتماعي في الإسلام:
---------------------------------------------------

( ) سورة المائدة، الآية: 2.
( ) سورة التوبة، الآية: 71.
( ) سورة الإسراء، الآية: 26.
( ) سورة الحجرات، الآية: 10.
( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب البر والصلة والآداب – باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم – (ص/ 1396) – حديث رقم (2585).
( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب البر والصلة والآداب – باب تحريم الظلم – (ص/ 1394) – حديث رقم (2580).

اسير الصحراء 05-12-2006 12:49 AM

- عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى»( ).
2- عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلِمُهُ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً سَتَره الله يوم القيامة»( ).
3- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نفَّس عن مسلم كربةً من كُرَب الدنيا نَفَّسَ الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»( ).
4- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه، [يعني السبابة والوسطى]»( ).
5- عن جرير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَرحَم الله من لا يَرحمُ النَّاس»( ).
6- عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك بين أصابعه»( ).
7- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه»( ).
8- عن عبد الله بن أبي قتادة، أن أبا قتادة طلب غريماً له فتوارى عنه

-----------------------------------------

( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب الآداب – باب في المعونة للمسلم – (ص/ 741) – حديث رقم (4946).
( ) أخرجه الترمذي في سننه – كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم – باب ما جاء في رحمة اليتيم وكفالته (ص/348) – حديث رقم (1918) ، قال الشيخ الألباني رحمه الله: (حديث صحيح). انظر صحيح سنن الترمذي (2/348).
( ) أخرجه البخاري – كتاب التوحيد – باب قول الله تبارك وتعالى: قُلْ ادْعُوا الله أو ادعوا الرحمن أيَّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى  - (ص/ 1269) – حديث رقم (7376).
( ) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب المظالم – باب نصر المظلوم – (ص/ 394) – حديث رقم (2446) .
( ) أخرجه أبو داود في سننه – كتاب الآداب – باب في النصيحة والحياطة – (ص/ 373) –حديث رقم (4918 )، قال الشيخ الألباني رحمه الله :(إسناده حسن). انظر صحيح سنن أبي داود (3/207).

اسير الصحراء 05-12-2006 12:49 AM

وجده فقال: أني معسر، فقال: آلله؟، قال: آلله؟، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سَرَّه أن يُنجِيَهُ الله من كربِ يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه»( ).
9- عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: قلت يا رسول الله، أَلي أجرٌ إن أنفقت على بني أبي سلمة؟ إنما هم بني، قال صلى الله عليه وسلم: «انفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم»( ).
10- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إني أُحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة»( ).
ج- الإجماع:
أجمعت الأمة الإسلامية على أن المسلمين في كل زمان ومكان قد أجمعوا على التعاون والتكافل والتساند، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوف، ونشر العلم، وتبادل الود والرحمة والشفقة فيما بينهم، والتعاون الشامل في الصالح العام، والتعاون الكامل في حالتي الشدة والرخاء.
ومما يدل على أن الأمة الإسلامية مجمعة على تحقيق التكافل والتعاون في جميع ميادين الحياة، ما حدث في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله حيث كان الرجل يخرج بزكاة ماله فلا يجد مستحقاً يأخذها منه، فعدم وجود الفقر والفقراء في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز تأكيد أن الناس كانوا متعاونين متضامنين، يسعى بذمتهم أدناهم، يعطي غنيهم فقيرهم ويعطف قويهم ضعيفهم، وهم يد على سواهم.

-----------------------------------------------

( ) أخرجه مسلم في صحيحه – كتاب المساقاة والمزارعة – كتاب فضل إنقاذ المعسر – (ص/ 845) – حديث رقم (1563).
( ) أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الزكاة – باب الزكاة على الزوج والأيتام في الحجر – (ص/238) – حديث رقم (1563).
( ) أخرجه ابن ماجه في سننه – كتاب الآداب – باب حق اليتيم – (ص/ 310) – حديث رقم (3678) قال الشيخ الألباني رحمه الله: (إسناده حسن). انظر صحيح سنن ابن ماجه (3/217).

اسير الصحراء 05-12-2006 12:50 AM

الدليل العقلي.
قال الأستاذ عبد الله علوان: (من المعلوم بداهةً وعقلاً أن المجتمع الذي يقوم على التعاون، ويتحقق بين أفراده التكافل، ويسود في أرجائه الشعور بالمحبة والإخاء والإيثار والأخوة، فهو مجتمع حصين متين متماسك، لا تؤثر فيه معاول الهدم، ولا تزعزه نكبات الأيام.
ومما لا يختلف فيه اثنان أنه يجب أن يتأمن لكل فردٍ من الأمة الحد الأدنى في المعيشة والدعاية، حيث يتهيأ له الغذاء الصالح، والمسكن الصالح، وأسباب التعليم ووسائل الصحة والعلاج.. وغير ذلك من الأمور الضرورية والحيوية. ولا شك أن الأفراد جميعاً حين يدفع الضرر عنهم، ويُسَدّ خلل العاجزين منهم، يعيشون في طمأنينة من العيش، وسعادة هانئة في الحياة، وإلا تعرضوا لنتائج لا تحمد عقباها، قد تصل في كثير من الأحيان إلى الانتحار وارتكاب الجرائم واللجوء إلى أوكار الرذيلة والفساد، والإسلام بتشريعه السامي، ومبادئه الخالدة قد عالج هذه المشاكل بحلول علمية، ونظم تشريعيه لتحقيق العيش الأكرم والمستقبل الأفضل لبني الإنسانية جمعاء وقضى على الفقر، والجهل، والمرض، والبطالة.. بوسائل إيجابية متكاملة تحقق للفرد سعادته، وللأسرة كفايتها، وللمجتمع سلامته)( ).


الساعة الآن 06:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][