![]() |
والجهل يعالج بإثباته أولا من خلال تخطئته وإبراز الصواب أي بالعلم والمناظرة والمناصحة وقد ناظر ابن عباس الخوارج بأمر على رضي الله عنه فرجع منهم أربعة آلاف .
وبعث عمر بن عبد العزيز رحمه الله من يناظرهم في عهده فرجع منهم ألفي إنسان وهكذا على أهل العلم فتح صدورهم ومجالسهم للسؤال والإجابة على أسئلة الشباب وشبها تهم والاقتراب منهم والنزول إلى ميدانهم لرفع الجهل عنهم ولقطع الطريق على من يتصدر من غير أهل الاختصاص . ثانيا : الهوى المؤدي للتعسف في تأويل النصوص ولي أعناق الآيات والأحاديث طلبا للشهرة والرياسة والزعامة وقد وافق ذلك نفسية مريضة منحرفة فهي تميل إلى العنف والحدة والانحراف مما يؤدي إلى إسقاط الثقة بالعلماء ، ويستقل الإنسان بنفسه وفهمه ورأيه . ثالثا : أسباب تتعلق بالمجتمع والدولة : إن الانحلال الخلقي المدعوم أحيانا بالقانون تحت غطاء الحرية هو أحد أسباب حصول التطرف و الغلو . فمظاهر الرذيلة التي يشاهدها المسلم خاصة في المجتمعات الإسلامية في الشارع والمدرسة والجامعة والإعلام الرسمي والصحافة والإذاعة والأسواق من ناحية ،والاستهزاء بالدين وحملته وتشويه صورته ومحاربته، ومحاصرة رجل الدين في فكره وإغلاق منافذ التعبير عليه ،كل ذلك من أسباب نشوء التطرف والإرهاب وردة الفعل القاسية وإن كانت غير مبررة إلا أننا نبحث في الأسباب . |
رابعا : أسباب سياسية :
تتعلق بواقع الأمة الخارجي من احتلال أراضيها وقتل أبنائها وهتك عرض بناتها ومصادرة ثرواتها وكشف أستارها وإسقاط هيبتها فما يحصل في أفغانستان والعراق وفلسطين لا شك أنه سينعكس انتقاما في نفوس الشباب وسيكون وقودا صالحا للاشتغال متى ما أتيحت الفرصة . ولعل آخر هذه الأمور هو تدنيس المصحف الشريف في قاعدة غونتانامو بكوبا وقاعدة باغرام بأفغانستان واعتراف القوات الأمريكية بذلك ، هذا على المستوى الخارجي . وعلى المستوى الداخلي : فإن الزج بآلاف الشباب في السجون والمعتقلات تحت غطاء المحاكمات الصورية ومداهمة منازلهم وحرق سمعتهم والتشهير بهم ومنعهم من ممارسة حرية التعبير بل حتى حرية العبادة كالحجاب أو اللحية أو الصلوات في المساجد أو المطالبة بتطبيق الشريعة وتعرضهم لأقصى درجات التعذيب والإهانة وسحق الإنسانية كل ذلك كفيل في أن يولد لنا تطرفا وغلوا وإرهابا . خامسا : الأوضاع الإقتصادية : ونخاطب بها أولئك النافذين الذين استكثروا على شعوبهم أن يشاركوهم الحياة فاستأثروا بالثروات والمؤسسات والشركات وعاشوا حياة البذخ والسرف من السرقات والرشاوى والنفوذ واستغلال السلطة في ظل وجود طبقة محرومة تعيش دون مستوى الفقر ، بل تصل إلى |
حد العدم ولا تملك شيئا ولا يمكنهم الحصول على شيء إلا من خلال التسول وإراقة ماء الوجه ، وإهدار كرامة الإنسان بل بعضهم اضطر إلى بيع عرضه والتخلي عن شرفه من أجل أن يعيش ، فماذا نتوقع من ألوف من الجامعيين العاطلين عن العمل وآلاف من البنات العازبات عن الزواج بسبب نقص ذات اليد لدى الشباب مع ارتفاع تكاليف الحياة والمعيشة ، إنه وبحكم الطبيعة البشرية سيرتفع مستوى الحقد والحسد والتحامل والتطرف والنقمة على الآخر الغني الذي كان سبب غناه هو استئثاره بالسلطة أو ربما أنه من أبناء وسلالة فلان أو من الحزب الحاكم أو غيره ، ولك أن تتصور ما يفعل الفقر في الإنسان من أمراض جسدية يعجز عن علاجها وأمراض نفسية يورثها الفقر والهم والتفكير بالغد وعدم قدرة على التعليم بل ولا على العيش ، ويوافق ذلك هوى في النفس ومجاميع عاطلة تتوافق نفسيا مع بعضها من حيث مبدأ التحامل على النظام بسبب الفقر والفاقة وعدم العدالة في توزيع الثروات مما يؤجج روح العداء ويذكي نار التطرف والغلو تحت مسمى الدين أو غيره .
سادسا : الفراغ الروحي الذي يحيط بالشباب : إن عدم وجود ما يشبع رغبات الشباب خاصة إذا وافق ذلك بطالة وعدم وجود سبل الرزق وكسب العيش ، كفيل في ضياعهم وربما انحرافهم مما يسهل توجيههم واستغلالهم من قبل أي إنسان كان وحسب رغبته وخططه وربما كان هذا الفراغ سببا للجريمة والإفساد في المجتمع وقد قالوا : إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة |
المبحث الثاني
مظاهر التطرف والغلو إنه من الطبيعي لهذه الظاهرة أن تورث آثارا سيئة منها : 1. الإفراط في التدين لإثبات الذات وإظهارها بأنها مميزة عن الآخرين . 2. التفريط الذي يؤدي إلى الكفر والإلحاد فلا يبقى للإنسان فضيلة في نفسه وقد يلجأ للهروب من الواقع ويتعاطى المخدرات والمسكرات كعلاج لهذا الواقع المرير . 3. التعصب للرأي وعدم الإعتراف بالرأي الآخر ، مما يؤدي إلى إلزام الناس بما لم يلزمهم الله به وقد يؤدي ذلك إلى الغلظة والخشونة وإيذاء الآخرين . |
المبحث الثالث
علاج التطرف والغلو أولا : لابد من تمكين العلماء الربانيين المخلصين والمشهود لهم بالعلم والإخلاص والتجرد وعدم التبعية أو التعصب من توجيه الجماهير وفتح القنوات الإعلامية لهم وأن يكونوا مرجعية حقيقية صادقة مخلصة للحاكم والمحكوم . كما لابد من إجراء حوارات ولقاءات ومناظرات مع من يحمل فكرا فيه غلو أو تطرف أو عرضت عليه شبهة بقصد تشخيص المشكلة ومعالجتها ، بعيدا عن المزايدات والتشهير وكيل التهم واستباق الأحكام والبحث عن مكاسب دنيوية. ثانيا : لابد من إنشاء لجان تضم خبراء من الشرعيين والنفسانيين والاجتماعيين والاقتصاديين والأمنيين والإعلاميين لمعالجة ظاهرة الغلو والتطرف في المجتمعات ، عبر دراسات علمية وميدانية جادة غير منحازة . ثالثا : محاسبة المجتمع والدولة على ما يضخه الإعلام من انحراف خلقي وما يخالف العقيدة والآداب ومنع المساس بالدين وأهله ومعرفة أن الحريات المنفلتة لا تولد إلا ردة فعل منفلتة غير منضبطة . رابعا : تحسين الأوضاع السياسية الخارجية التي تجلب على الدول مواقف معادية والداخلية التي تسمى بالمواقف الأمنية بعدم التضييق على حريات الناس المنضبطة واحترام المخالف وإلغاء المحاكم الصورية التي تغطي على رغبات النظام في تصفية الخصوم والتعسف في حقهم . |
خامسا : تحسين الوضع الاقتصادي للشباب بتوزيع الثروات بالشكل العادل وإتاحة فرص العمل والإبداع والمشاركة وإعادة تأهيل الشباب ليكون فردا صالحا في مجتمعه وأمته والقضاء على هاجس الرزق وانتظار الفتات واستغلال هذا الفقر من قبل البعض لتجنيد الشباب لتحقيق أهدافا وغايات غير مشروعة .
سادسا : ضرورة العدل وإعطاء الناس حقوقهم : سواء كانت حقوقا مالية أو سياسية أو اجتماعية أو شخصية والقضاء على الظلم أو تقليصه فإن المجتمعات لا يمكن أن يترعرع فيها الأمن وقد ساد الظلم ومن الظلم سرقة أقوات الناس وأخذهم بالظنة وتعذيبهم ومصادرة عقولهم ، وعد أنفاسهم وأخذهم بجريرة غيرهم ، فإن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة . سابعا : ملء الفراغ الروحي لدى الشباب من خلال : 1. عقد الندوات والمؤتمرات التثقيفية على مدار السنة . 2. تنشيط الرياضة ودعم الأندية . 3. تفعيل دور المساجد والمراكز الدينية في توعية الناس . 4. إقامة المعسكرات الصيفية للتثقيف والترويح . |
الخاتمة
إنه لا يمكن معالجة أي ظاهرة من الظواهر إلا بمعرفة أسباب نشأتها ، فإذا تبين أن التطرف والغلو سببه إما الجهل بأحكام الله وإما اتباع الهوى ، وإما الانحراف من خلال الحريات المفتوحة في المجتمع أو الإفساد الإعلامي ، وإما للمواقف السياسية التي تتخذها الدولة دون مراعاة العواقب ، وإما بسبب الظلم والتعسف الأمني في استخدام السلطة ، وإما بإغلاق قنوات الحوار وإلغاء الآخر ، ومصادرة حقه في الحياة والعيش والمشاركة ، وإما بسبب الفقر والحاجة والبطالة مع وفرة المال بيد الطبقة الحاكمة مما يؤدي إلى العزوبة والبطالة والفراغ الروحي والتفكير في الانتقام والجنوح إلى التطرف . إذا علمنا أسباب الغلو والتطرف سهل علينا وضع الحلول والدراسات لمعالجة هذه الظواهر التي هي في كثير منها وليدة واقع مرير كبر مع الأيام وتراكم عبر المواقف . ولا شك أن عودة الشريعة حكما في العالم الإسلامي والخلافة الراشدة جامعة للأمة لهو كفيل في القضاء على كثير من مشاكل أمتنا . والله نسأل الهداية للجميع . وصلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم |
المراجع
1. ظاهرة التطرف والغلو في الدين للعميد الركن يوسف أحمد أبو حجر . 2. مفهوم التطرف قراءة في شروط الوسطية للدكتور : أحمد صدقي الدجاني . 3. الغلو في الدين في حياة المسلمين ، للأستاذ عبد الرحمن اللويحق . 4. واقعنا المعاصر للأستاذ : محمد قطب . 5. حقيقة التطرف للدكتور : سلمان العوده ( شريط ) . 6. من الإرهابي للأستاذ وجدي غنيم ( شريط ) . 7. إرهاب المتطرفين للشيخ عبد الوهاب الطريري ( شريط ) . 8. الإسلام والإرهاب للشيخ أحمد القطان ( شريط ) . 9. حقيقة التطرف للدكتور عمر عبد الكافي ( شريط ) . |
الفهرس
الموضوع الصفحة المقدمة 3 الوقفة الأولى : التعريفات 4 الوقفة الثانية : لماذا الحديث عن التطرف والغلو 7 الوقفة الثالثة : يجب أن يكون واضحا 9 المبحث الأول 10 أسباب التطرف والغلو 10 أولا : الجهل 10 ثانيا : الهوى المؤدي للتعسف 11 ثالثا : أسباب تتعلق بالمجتمع والدولة 11 رابعا : أسباب سياسية وأمنية 12 خامسا : أوضاع اقتصادية 12 سادسا : الفراغ الروحي 13 المبحث الثاني 15 أولا : تمكين العلماء الربانيين 15 ثانيا : إنشاء اللجان المتخصصة 15 ثالثا : محاسبة المجتمع والدولة 15 رابعا : إصلاح الأوضاع السياسية والأمنية 15 خامسا : تحسين الأوضاع الاقتصادية 15 سادسا : ضرورة العدل وإعطاء الناس حقوقهم 16 سابعا : ملء الفراغ الروحي لدى الشباب 17 الخاتمة 17 المراجع 18 الفهرس 19 |
الف شكر
الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر الف شكر |
الساعة الآن 10:55 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
][ ملاحظة: جميع المشاركات تعبر عن رأي الكاتب فقط ولا تمثل راي ادارة المنتدى بالضرورة، نأمل من الجميع الالتزام بقوانين الحوار المحترم ][