منتديات جعلان > جعلان للأسرة > جعلان للصحة والطب > جعلان لعلم النفس وتطوير الذات | ||
الأعــتذار !.. |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
VIP
غير متواجد
|
الأعــتذار !..
الأعتذار أدب اسلامي ينفي منك شعور الكبرياء ،
وينفي من قلب أخيك الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، أو إساءة الظن بك، حين يصدر منك ما ظاهره الخطأ. ومع أن الاعتذار بهذا المعنى حسن، فالأحسن منه أن تحذر من الوقوع فيما يجعلك مضطرًا للاعتذار.. فقد جاء في الوصية الموجزة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: " ولا تكلم بكلام تعتذر منه غدًا " . فإن زلت قدمك مرة فإنه : " لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة " . وعندئذ فإن من التواضع ألا تكابر في الدفاع عن نفسك، بل إن الاعتراف بالخطأ أطيب للقلب، وأدعى إلى العفو. ولن ينقص من منزلتك أن تعترف بخطئك.. وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: " إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" . ولا تنتظر من نفسك أن تسيء لتعتذر، بل يمكن أن يكون الاعتذار توضيحًا للموقف، أو بيانًا للقصد.. فقد كان الأنصار عند فتح مكة، قد توقعوا ميل النبي صلى الله عليه وسلم للإقامة مع قومه في مكة بعد الفتح، فقالوا: " أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ".. كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم ". فأقبلوا إليه يبكون، ويعتذرون بأنهم قالوا ما قالوه لحرصهم على إقامته معهم في المدينة، فقالوا: " والله ما قلنا الذي قلنا إلا لضنّ بالله ورسوله " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم " . وإذا جاءك من يأمرك بالمعروف، فاقبل منه، ووضح عذرك إن كان لك عذر .. وهذا شأن المسلم في دفع سوء الظن، وإثبات براءته حين يكون بريئًا بحق , وكان هذا الخلق صفة مميزة لمجتمع الصحابة رضي الله عنهم يروي الإمام أحمد: أن عثمان بن عفان جاء يعتب على ابن مسعود في أمور سمعها عنه، فقال: " هل أنت منته عمَّا بلغني عنك؟ فاعتذر بعض العذر ". ويمكن أن يكون الاعتذار دفعًا لاعتراض، أو إزالة لشبهة قد تثور.. وما أعظم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين جاء يوم الجابية يوضح للناس أسباب عزل خالد بن الوليد، فقال: "...وإني أعتذر إليكم من عزل خالد بن الوليد..". وما أعظم المجتمع الذي يجرؤ أحد أفراده أن يعلن عدم قبوله لعذر الأمير قائلاً له: " والله ما أعذرت يا عمر بن الخطاب...". وقد يدعوك موقف من المواقف إلى الشدة، التي قد يظنها الناس منك غلظة، فما أجمل أن تبين دواعي شدتك، حتى لا يفسرها أحد بأنها سوء خلق منك. فمن تغلب على نفسه فاعتذر، فتغلب أنت على كبريائك فاعذُر.. فقد عدَّ ابن القيم قبول عذر المعتذر من التواضع، ويقول في ذلك: " من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته ... وعلامة الكرم والتواضع: أنك إذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه ولا تحاجّه " . وتلقي الأعذار بطيب نفس، وبالعفو والصفح، يحض الناس على الاعتذار وسوء المقابلة للمعتذر وتشديد اللائمة عليه يجعل النفوس تصر على الخطأ، وتأبى الاعتراف بالزلل، وترفض تقديم المعاذير همسه .. إن بادر المسيء بالاعتذار .. بادر أنت بقبول العذر والعفو عما مضى لئلا ينقطع المعروف
|
خِطِـِـروشـِـِـهہ |
مشاهدة ملفه الشخصي |
إرسال رسالة خاصة إلى خِطِـِـروشـِـِـهہ |
البحث عن كل مشاركات خِطِـِـروشـِـِـهہ |
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي |
الانتقال إلى العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|