| منتديات جعلان > جعلان للأسرة > جعلان للمرأة | ||
| ((( مشاكل وحلول متجدد كل يوووم ))) | ||
| الملاحظات |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
العلاقة بالأب.. ليست مجرد طاعة
المشكلة أنا فتاة والحمد لله متدينة، لكني أكره أبي.. أكرهه لعدة صفات فيه تبعده عن كونه الأب في نظري لا أريد أن أدخل في تفاصيل صفاته إلا أنني أريد أن أعرف هل أكون بذلك عاقة؟ هو عندما يطلب مني طلبا أقوم به لكن ليس بحب أو تودد.. أكرهه ولا أحبه، ولا أستطيع أن أتودد إليه كما الفتيات اللاتي يتوددن لآبائهن، علاقتي به لا تتجاوز المصروف والمادة. هل من الشرط لبر الوالدين أن نحبهم؟ أنا أحب امي بشغف وأخدمها بحب لكن أبي لا أستطيع أن أحبه.. هل أنا عاقة والله لن يقبل مني بري بأمي ما دمت لا أحب أبي ولا أتودد إليه؟ مع العلم أنه أيضا لا يتودد لنا بالمرة وهو في الخارج ومع أقاربه مختلف تماما عما هو معنا، ففي الخارج يضحك ويظهر أنه المتفهم والأب المثالي وهو في الحقيقة ليس كذلك!! الحل أختي العزيزة.. إن من نعم الله علينا -والتي لا نشعر بها إلا بعد فقدها- حياة أبوينا ووجودهما بيننا. سؤالك يمكن الرد عليه بكلمتين: ليس هناك علاقة بين برك لوالدك وطاعتك له، وبين حبك له، فنحن مأمورون بالطاعة لا بالحب. وليس هناك علاقة أيضا بين عدم حبك له وبين تقبل طاعتك لأمك. ولكني شعرت أن المشكلة أكبر من مجرد سؤال حول العقوق أو البر، فرسالتك لم تحتوِ على أي محاولة أو إشارة إلى رغبتك في إنشاء علاقة مع أبيك! ليس الأمر مقصورا على الطاعة وحسن المعاملة، فنحن مأمورون بالمصاحبة بالمعروف للأب الذي يدعونا للكفر، على ألا نطيعه في ذلك فقط! لقد قرن الله عبادته ببر الوالدين حين قال: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، إعلاء لشأنهما، ولم يقرن عبادته بطاعتهما.. فنجده يأمرنا بــ"لا تقل لهما أف"، "ولا تنهرهما"، "وقل لهما قولا كريما"، "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة"، "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" حبيبتي.. إن أبوينا مدفوعان لحبنا بالفطرة، ونحن كالنحلة نمتص رحيق وعافية وجهد واهتمام أبوينا في صغرنا لنرحل عنهم ونتركهم حين نكبر قليلا لنلتفت إلى زهور أخرى أكثر نضجا وبريقا (زوج أو أصدقاء أو عمل أو...) ونجدهما مع ذلك سعيدين! ولهذا أوصينا نحن بهما أكثر مما أوصوا هم بنا.. ولهذا ندعو لهما بالرحمة فالله يظل أرحم بهما منا في كبرهما وأقدر على جزائهما منا على ما بذلاه لنا. وانظري لقوله تعالى: "ربكم أعلم بما في نفوسكم" "إن تكونوا صالحين" أي بارين بأبويكم "فإنه كان للأوابين غفورا" أي لمن يخطئ في حق أبويه ويسيء لهما ثم يرجع إلى الله تائبا، فسيجده تعالى غفورا رحيما. إن حب الآباء لأبنائهم فطرة لا خلاف عليها، فما من أب لا يحب أولاده لكن كل ما هناك أن منهم من يجيد التعبير ومنهم من لا يملك هذا الفن. لم ترغبي في الخوض في تفاصيل صفات والدك، ولا أنا أيضا.. فلا أريد أن أخوض فيما ذكرت من أشياء تصدر عنه، فليس هنا المجال لمحاسبته على تقصيره –إن كان قد قصر- في حقكم، فلا نعلم كم بقي في أعمارنا ولا في أعمار آبائنا حتى نتحاسب ونلوم.. وكل ما يمكن أن أقوله لك أن تعيدي أنت النظر وتبدئي بالمبادرة، لن أفرض حب والدك ولكن انظري ما أسباب قسوته معك وحاولي تلافيها، وارفقي به، ورحبي به، وبشي في وجهه، وتبسمي له، وأعينيه، إن مناولته كوب ماء مع ابتسامة ترضيه عنك –وإن لم يقل ذلك- بالدنيا وما فيها.. لكن بادري واحتسبي واصبري، وراجعي ما نشر على صفحتنا من استشارات حول علاقة الأبناء بائهم.. فقد تجدي فيها ما يفيد.. وأهلا بك دوما.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
كل شيء في أوانه أحلى
المشكلة خطبت فتاة ملتزمة ومؤدبة والحمد لله (وكتبنا الكتاب على أن يتم الزفاف بعد 16 شهرا إن شاء الله)، ومنذ أول أسبوع من خطبتنا ازدادت علاقتنا دفئا، فرحت أقبلها وأداعبها، فكانت تتفاعل وكانت عضلاتها ترتخي جدا في أثناء ذلك؛ حتى إنني لا أستطيع الكلام معها ولا تستطيع رفع يديها؟ فما هذه الحالة هل هي طبيعية أم لا؟ وكيف الخروج من هذه الحالة؟. ثم سافرت بعد مرور أسبوع ولي عودة بعد 6 أشهر، هل الوضعية التي تركتها عليها عادية؟ بصراحة أنا خائف عليها أحيانا تقول لي عبر الهاتف "أنا محتاجة لك كثيرا"، أعتقد أنها لا تمارس العادة السرية، فهل أجعلها تمارس العادة السرية لتفرغ تلك الطاقة؟. علما بأني قد سافرت بعد أسبوع من خطبتنا.. هل ما قمت به كان خطأ؟ هل تؤيدون فكرة مداعبة الجسد في أثناء فترة الخطوبة وفترة مكوثي عندها؟ مع العلم أن عملي خارج البلد الذي تقيم به خطيبتي، كما أنها طالبة جامعية. شاكرا لكم جهودكم. الحل أخي الكريم: بارك الله لك في زوجتك وجمعك وإياها على الخير. في البداية أجد أنه من المهم أن أؤكد لك على أن كل امرأة كيان متفرد وله خصوصيته.. وأن التغيرات المصاحبة للإثارة الجنسية تختلف من امرأة لأخرى والدراسات والأبحاث المتوافرة في هذا الأمر قليلة... ومعظمها تركز على استجابة الجهاز التناسلي، وتقيس التغيرات عند المرأة على ما يحدث عند الرجل، وندرة الأبحاث والدراسات التي تتناول هذا الأمر سببت قصورا في فهم الطبيعة الجنسية للمرأة، ولقد فصلت من قبل في هذا الأمر في استشارتين سابقتين، وهما: "سؤال لكل الرجال: الجنس عند المرأة" و"مشكلات المرأة الجنسية رؤية جديدة"، ومن الواضح أن التغيرات التي تحدث لزوجتك هي تغيرات طبيعية مصاحبة للإثارة... وعلى هذا فلا تقلق من هذه التغيرات. والشق الثاني من سؤالك يتطرق لجزئية حدود المداعبة في فترة عقد القران... وقبل أن أرد على سؤالك أرجو منك أن ترد أنت على سؤالي بكل صدق مع نفسك.. ما هي حدود المداعبة التي ستسمح بها لأختك بعد عقد قرانها؟ هل ستقبل أن يدخل بها زوجها بدون علمكم؟!! لا أعتقد أن هناك من يقبل بهذا الأمر.. ولا أعتقد أنك أنت نفسك ستقبل بهذا الأمر لأختك أو لابنتك... وبالتالي فدخولك بزوجتك بدون علم ومباركة أهلها يعتبر أمرا غير مقبول لك وللأهل وللمحيطين وهو صورة من خيانة الأمانة وعدم الوفاء بالعهد الذي تعهدت به لأهل زوجتك وأنت تعقد عليها وتوافق ضمنيا على الاستمرار في العقد مع تأجيل الدخول بالزوجة... ومن يريد إتمام الزواج ولا يقدر على الانتظار فعليه أن يمتلك الشجاعة الكافية ليعلنها بكل صراحة: "نحن نريد إتمام الزواج ولا نطيق الانتظار".. ومعنى هذا أن أي تصعيد في المداعبة بينكما لن ينتهي حاليا بالعلاقة الكاملة.. وأي أنك تصعد من حدة استثارتكما بدون أن يحدث إشباع كامل لشهوتكما المثارة؛ ويذكرني هذا الحال بحال الظمآن الذي يحاول أن يرتوي من ماء البحر فلا يزيده ماء البحر بملوحته إلا عطشا... وذلك لأن الاستثارة المتصاعدة بدون إشباع وتفريغ لها مشاكلها عليكما معا. ولا أحسب أنك تريد أن تتسبب في مشاكل لك ولزوجتك، وهذه المشاكل لن تختفي بتفريغ شحنة الإثارة عن طريق ممارسة العادة السرية؛ وذلك لأن ممارسة العادة السرية تصنع نوعا من البرمجة عند ممارسها؛ وهو ما قد يعيق الاستمتاع بالعلاقة الزوجية، وعند الزواج يحتاج الإنسان لنوع من إعادة البرمجة ليعتاد على الممارسة الطبيعية بين الزوجين وهذا قد يستغرق بعض الوقت والجهد. أخي الكريم: ما أردت أن أقوله لك.. هو أن أفضل الحلول على الإطلاق هو الدخول بزوجتك طالما أنكما لا تستطيعان صبرا.. فإذا كانت الظروف غير مواتية لإتمام هذا الزواج.. فالأفضل لكما معا أن تستثمرا فترة العقد هذه في دعم الترابط بينكما والاستمتاع بالمشاعر والتعبيرات الرومانسية وفي التخطيط لحياتكما الزوجية، مع الاكتفاء بالمداعبات الخفيفة، وعلى أن تؤجل المداعبات من النوع الثقيل لما بعد الزفاف. ومن المهم أن تدرك أن سفرك الطويل وعودتك لفترات قصيرة يحتاج منكما أن تستغلا هذه الفترات الاستغلال الأمثل لتتمكنا من التعارف العميق والخوض في رحلة معرفة الآخر بعمق وذلك حتى يحدث بينكما التواؤم والتناغم والتكامل الضروري لإقامة علاقة زوجية ناجحة ومستقرة. أخي الكريم: دعواتي أن يتم الله عليك زواجك بالخير وأن يبارك لك في زوجك.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
أحبه ويحبني .. والمشكلة أمه
المشكلة أنا فتاة في أوائل العشرينيات من عمري، مؤهل متوسط، وأعمل في شركة قطاع خاص. من خلال عملي تعرفت على مهندس (زميلي في العمل)، والموضوع تطور بنا ووصل إلى تبادل للمشاعر. وهو يريد أن يرتبط بي بشكل رسمي، ولكن والدته غير موافقة، وأسبابها هي: 1- أني دبلوم وهو مهندس، مع أنها تعرف أني سأكمل دراستي من السنة القادمة إن شاء الله. 2- أنها تريد بنتا مستواها المالي والاجتماعي عال جدا، مع أنهم يعيشون في المستوى الطبيعي الذي يعيش فيه أي إنسان. 3- أن شكلي لا يعجبها. أنا رأيتها وتكلمت معها ورأت أني لا أنفع ابنها للأسباب السابقة، وهو يريدني ومقتنع بي جدا، وأنا أيضا أريده ومقتنعة به، لكننا نريد رضا أمه وموافقتها، وهي مصممة على الرفض، فماذا نفعل؟. وفي الوقت نفسه أتاني عريس في البيت وأهلي يغصبونني عليه، ولا أعرف ماذا أفعل. أتمنى الاهتمام وسرعة الرد لخطورة الموضوع، فعلا نحن نريد بعضنا لكن أمه ترفض، ولا نستطيع أن نبتعد عن بعض، وفي الوقت نفسه لا نريد عمل شيء غصبا عنها، لكنها مصممة. وعندما يتكلم معها تقول هذا رأيي، وأنا أريد راحتك، وعندما يقول لها: أنا أريد رضاك تقول أنا لن أعيش لك العمر كله؛ فما الحل يا ترى؟ يغصب عليها ويحضرها فعلا ويتكلم بشكل رسمي في البيت ثم نراضيها بعد ذلك، أم يسمع كلامها ونبتعد عن بعض؟. أرجوكم ساعدوني، أنا تعبت، وفعلا لا أعرف ماذا أفعل، حياتنا مرتبطة ببعض جدا ولا نقدر على البعد.. قولوا لي ما الحل؟. الحل الأخت الكريمة، سوف أبدأ معك الحكاية من نهايتها... وأقول لك: لو تأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له كزوج المستقبل.. لو حدث هذا بالفعل... فليتمسك كل منكما بالآخر، وعلى هذا الشاب أن يخوض معركته حتى النهاية لإقناع والدته بما يريد، ولا أحسبها ستستمر في رفضها لو وجدت منه إصرارا على رأيه وتمسكا باختياره ولو بذل جهدا في إقناعها بمبررات عقلانية أنكِ الاختيار الأنسب له. والمهم في قصتكما هو أن يتأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له بالفعل، خصوصا أن الحب يعمي العيون عن عيوب المحبوب، وأن رفض الأهل يجعل كل واحد منكما يركز على هذا الرفض وكيفية تجاوزه وكيفية التعامل معه، ولا يسمح لكما هذا الانشغال بالتعرف على الآخر وميزاته وعيوبه. وهناك سؤالان محوريان لا بد من الإجابة عليهما قبل أن نناقش معا مشكلة رفض أمه لزواجكما، والسؤال الأول هو: كيف يمكن أن يتأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له؟ أما السؤال الثاني فيبحث في مقدار توافر النضج اللازم لإدارة علاقة زوجية مستقرة عندكما؟. والإجابة على هذين السؤالين لا تعتبر إجابة سهلة وميسرة، ولكنها تحتاج للكثير من التدقيق والتمحيص؛ وذلك لأن الفروق الفردية بين البشر كثيرة ومتنوعة حسب الطباع والصفات الشخصية وحسب البيئات التي أثرت في كل منا، وحسب توقعات كل واحد منا ورؤيته للزواج. ومن المؤكد أن ما يناسبك قد لا يناسب غيرك، وما يمكن لغيرك تحمله قد لا تستطيعين أنت تحمله، والبداية تكون برحلة صادقة للتعرف على النفس والتبصر بمزاياها وعيوبها، والتعرف على ما يلائمها ويتوافق معها ويكملها من صفات في شريك الحياة، ثم تأتي المرحلة الثانية بالتعرف على الآخر والبحث عن عيوبه ومزاياه، مع التأكد من إمكانية حدوث التكامل والتوافق بين طرفي العلاقة. والسؤال الثالث الذي يحتاج لإجابات صادقة منكما هو: هل أنتما بالفعل مؤهلان لإدارة حياة زوجية وأسرية؟ هل تدركان قيمة ومعنى الحياة الزوجية؟ ما هو مفهوم الزواج في نظر كل واحد منكما؟ وهل هناك توقعات مسبقة ترسم صورة متخيلة للحياة الزوجية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع؟ وهل تمتلكان بالفعل المهارات المؤهلة لإدارة حياة زوجية مستقرة، ومن هذه المهارات مهارات التواصل بين الزوجين.. ومهارات التفاوض وحل المشكلات والتعامل مع الأزمات وإدارة الخلافات والاختلافات، وهل يمكنكما بالفعل إدارة الأسرة بمسئولياتها وباقتصادياتها؟ وهل عندكما من المهارات ما يؤهلكما للقيام بأعباء الوالدية على أفضل صورة ممكنة؟ أسئلة كثيرة.. تبحث عن إجابات وتبحث عن جهد وحركة لاكتساب هذه المهارات. فإذا تأكدتما من توافر النضج ومن قدرتكما على التعايش والتوافق معا، وإذا تأكدتما من هذه الأمور، فعليه أن يخوض معركته مع والدته ليؤكد لها أنه لا يحب غيرك وأنه لن يسعد إلا معك، وأنه هو الذي يتزوج ولهذا فالقرار قراره، وأنه لا يريد إلا رضاها من أجل أن يحقق سعادته. ويمكنه أن يستعين بمن له تأثير عليها من الأهل أو الأصدقاء، وأحسب أنها لن تصمد طويلا أمام إصراره. وتقصيره وتقاعسه عن إقناعها قد يعني أنه أصبح غير راغب فيك، وهنا يمكنك أن تقبلي بغيره إذا توافرت فيه الشروط السابقة، مع دعواتنا أن يبارك الله لك وأن يقدر لك الخير حيث كان
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
كيف يعيش الفصام بيننا وكأنه عادي!
المشكلة بعد قراءة الكثير من المشاكل التي على صفحاتكم والتي أتمنى أن يوفقكم الله لما يحبه ويرضاه، ويجعل ذلك العمل لكم ولا يجعله عليكم يوم القيامة. المشكلة ليست مشكلتي، ولكنها مشكلة أختي الكبرى؛ فهي تختلف اختلافا كبيرا عن المشاكل التي أراها غالبا على صفحاتكم. كانت أختي في طفولتها تعيش دائما منفردة، تشعر أنها أقل من غيرها، وأن أولاد أخوالها أفضل منها. كنا نعيش في مستوى جيد، ثم مرضت أمي فانتقلنا من القاهرة إلى بلدتنا الأصل وهي قرية بيتنا فيها متواضع، فتولد عندها إحساس دائم بالنقص وعدم التكيف مع عيشة القرية؛ حيث إنها كانت تحب الكوافير والماكياج وتحب اللبس القصير، وكانت تسعد بهذه الحياة التي تعودت عليها وأحبت أن تعيشها. وفي القرية لم يكن لها أي أصحاب، فهي لا تعتقد بأنهم في مستواها وكانت تمتعض إذا أحست بأن هناك من هو أفضل منها، كما أنها كانت تغار من أختي الصغرى بشدة، فكانت إذا رأت أمي تفعل لأختي الصغرى شيئا لا بد وأن يكون لها مثل هذا الشيء. كانت أمي -رحمها الله- تعامل أختي الكبرى وأخي الأكبر بقسوة بالغة، فقد كانت كثيرة الضرب لهما، كانت تعتقد أنها تحسن التربية. كما كانت أمي قريبة جدا من أخوالي؛ وهو ما جعلنا جميعا مرتبطين بهم، ونتمنى دائما أن نكون مثلهم، ونحيا حياتهم حتى إننا صرنا نشمئز من الحياة التي نعيشها. أبي كان مسافرا كل هذا الوقت، ولكنه في الحقيقة كان بجوار أمي في مرضها ولم يتركها حتى توفاها الله، وكانت أختي حينها في الصف الثالث الإعدادي. توفيت أمي في غياب أبي الذي عاد بعد وفاتها بشهر ليستقر معنا، وفي هذه الفترة اعتبرت أختي الكبرى نفسها أمنا، كانت تنظف البيت وتطبخ بالتناوب مع أبي، وفي الوقت نفسه تذهب للمدرسة، ولكنها لم تحصل على مجموع جيد يؤهلها لدخول الثانوية العامة، فدخلت دبلوم التجارة وسط الناس الذين تعتبرهم فلاحين وتشمئز من غالبيتهم. وبعد سنة تزوج أبي، وخلال هذه السنة حدثت مشاكل كثيرة بينه وبين أخوالي، مرة لأن أبي كان يريد أن يتزوج بخالتي، فكانت النتيجة طرده من البيت، ومرات بسبب ميراث أمي، وكان أبي يحذرنا دائما من الذهاب إلى بيت جدي. ثم تزوج أبي بأخرى لم تطقها أختي نهائيا، لا أعرف لماذا مع أنها امرأة خدومة وكانت والحق يقال تخدمنا كثيرا وتتعب على خدمتنا، وكنا نادرا ما نساعدها في شيء في المنزل، وهي التي تقوم بكل شيء حتى غسيلنا -نسأل الله أن يكرمها ويثيبها على ذلك- أختي كانت تعتبرها فلاحة، وترى أن أبي أخطأ بزواجه بأخرى، وكأنه ليس له الحق فيه، واعتقدت أنه استغنى عنا... إلخ. أضف إلى ذلك أن المصاريف التي كانت تأخذها أختي بالكاد تكفي مواصلات المدرسة، فلا يوجد مصروف، والمرتب بالكاد يكفينا. نشأنا في بيئة بعيدة عن التدين، لا نعرف شيئا عن الإسلام إلا الصلاة نادرا وفقط، والتليفزيون هو المصدر الوحيد الذي نستمد منه كل ثقافتنا، ثم بدأ أبي يختلط بأناس من جماعة التبليغ وبدأ يخرج معهم ويترك البيت وليس به ولا مليم؛ ليهرب من هموم الدنيا. وقد اختلطت في صغري وترعرعت في هذه الجماعة، وبدأت أحب الدين وأسمع كلام الرسول، وبدأت ثقافتي الدينية تزداد وهمومي تجاه ديني تزداد أكثر، وكنت أرى بعض السلبيات داخل المنزل؛ فأبي كان لا يعلم أختي شيئا من الدين، ولا يتناقش معها، ولا يحاول أن يقنعها بأن ما كنا فيه خطأ، فأصبحت تعتقد بداخلها أن أبي لجأ إلى الدروشة لضيق ذات اليد، وأنه لو فتح عليه باب من الدنيا لترك ما هو فيه وانشغل به. ثم انضم أخي الأكبر للجماعة وكان سلوكه منفرا بكل المقاييس، ولولا أني أعاشر الناس لكرهت الدين. كان أخي قبل أن ينضم للجماعة يردد ألفاظا بذيئة جدا في المنزل، ثم تحول ليكون أقوى منفر من الدين؛ يضع رائحة كريهة يقول إنها تذهب الشياطين، ثم بدا ينشط في صلة الرحم وهو ليس له باع في الدين، فيوقع نفسه في الشبهات ولا يستطيع أن يثبت أنه على حق. وأختي لا تطيق منظره ولا أسلوبه، تشعر أنه يذهب ليسيء لنا عند أخوالنا، وهذا على ما أعتقد كان له أثر كبير. وبدأت الحياة تسير على هذا المنوال؛ أخ لا يعرف كيف يدعو للإسلام في البيت، وأخت منزوية، وأب لا يستطيع أن يلبي احتياجاتها ولا يعلمها أمور دينها. أبي لا يحب المشاكل ولا يتدخل لحلها، ومشاكل أختي كثيرة.. أنا مع صغر سني كنت أهينها إهانة لاذعة؛ لأني لم أتأدب ولا يوجد مراقب علينا. لا نهتم بنظافة البيت أبدا، كل شيء في البيت عادي! لا مبادئ ولا أساسيات.. حياتنا في البيت فوضى، لا رقيب ولا حسيب، ولكم أن تتخيلوا معاناة زوجة أبي منا، فهي غير متعلمة وكنا نهينها كثيرا، كانت تعمل وتجد في خدمتنا لكنها كانت تفتقد فن التذوق التي كانت تمتلكه أمي في تنظيف البيت وإعداد الطعام على الرغم من مرضها، ولكنها تشكر على ما قدمته لنا من خدمات. تسير الحياة وأختي تتكلم وتتعايش معنا، بيت حواره عبارة عن إهانات وشتائم.. فحمار وجاموسة كلمات استبدلنا بها اسمها واسم أخي الكبير، يعني بالعربي نعيش في "حظيرة" من جميع النواحي. ويظل أبي سلبيا للغاية، ومع أنه جامعي إلا أني كنت أحس في عقله بقصور أو ملل، يريد أن يستريح منا فرمى الجمل بما حمل، لكن أحسن ما فيه أنه رفع يده عنا جميعا، عرف أن التربية ليست بالضرب.. فاستبدله بالسلبية! وعلى الرغم من ذلك فهو في نظر الناس رجل متدين وبيته بيت جيد، هو معروف بهذه السمعة الطيبة ومشهور في وسط البلد بحكم مهنته (يعمل مدرس علوم). أخي الأكبر مشكلة وحده، أريد أن أبعث لكم رسالة خاصة به، هي قريبة من مشكلة أختي، وأختي الصغرى أيضا بعد زواجها في مشاكل دائمة. تقدم لخطبة أختي شاب ولكنها رفضت بحجة أنها تريد أن تربينا، ثم تقدم لخطبتها آخر من قرية بجوارنا فحضر خالي الاتفاق وكان صاحب طموحات عالية، فطلب من الشاب أشياء كثيرة فخرج بلا رجعة، ثم مكثنا فترة من الزمن وتقدم شاب آخر يكبرها بـ13 سنة، كانت أختي تتمنى لو تزوجت أحد أبناء أخوالي، وكانت تحب أحدهم بالذات، ولكنها وافقت على الزواج بعد أن فقدت الأمل في أن تنال ما تريد. في البداية أعجبني تفكير هذا الرجل، ولكني بدأت أشعر بالضيق منه، فكان بعد كتب الكتاب يطلب من أختي قفل الباب، ولكني كنت أفتحه ويحاول إخراجي من الغرفة وأنا لا أخرج؛ لأني كنت أخاف على أختي ولا أثق بها؛ فأنا أعرف أنها هوائية، وكنت أكثر من مرة أراهم في وضع سيء، ولما كانت تحادثه في التليفون كنت أقطع الخط لأني ضقت ذرعا من هذا الرجل. المهم تم الزواج وجهز أبي أختي بجهاز جيد جدا بالنسبة لبنات سنها، في السنة الأولي أختي عاشت بدون مشاكل مع زوجها، كانت تعيش في بيت العائلة -لها شقتها الخاصة ولكنها تأكل وتشرب مع أهل زوجها ويتقاسمون العمل- هذه السنة رأيت أختي بحالة جيدة فلبست النقاب، وصارت تسمع القرآن وتصلي وكان زوجها يحثها على ذلك، ولكنها مع تغير البيت كانت عندما توجه لها أي إهانة تكتم في نفسها ولا ترد ولا تستطيع الدفاع عن نفسها. رزقت أختي بطفل، وسافر زوجها وتركها تعيش مع عائلته بمفردها يتقاسمون بين "السلايف" العمل في الطبخ والغسيل وغيره، ولكنها كانت تكره انتقادهم لها وسخريتهم منها. هي تحس بوخز الضمير أو بتأنيب، بدأت تسرح كثيرا، تكره الأكل مع العائلة، لم تعد تنزل لهم، لم تعد تهتم بالولد، تشاهد التلفاز بكثرة، كنت كلما ذهبتُ إلى زوجها يبدأ ببث ما يعانيه معها من مشاكل ولا يتوانى عن تجريحها أمامنا، سافر زوجها مرة أخرى فجاءت لتعيش معنا فترة لتستجم مع طفلها لعل نفسيتها ترتاح؛ لأنها كانت تجلس وحدها كثيرا، فأخذت غرفة وجلست بها ولكنها لم تكن تهتم بنظافتها نهائيا لحد لا يطاق على الرغم من أن بيتنا ليس بدرجة النظافة، فإن رائحة الغرفة كنت لا تطاق فهي تقضي كل وقتها نائمة، لا تغير للطفل مكان فضلاته حتى ضقنا ذرعا بها وطلبنا منها المغادرة. ورجعت إلى بيتها بعد شهر مكثته عندنا، فما كنا نطيق أن نذهب إلى شقتها بسبب القذارة التي كانت تعيش فيها، لا تريد أن تفعل شيئا مع عائلة زوجها، انفصلت عنهم، كانت تبخل على نفسها بالطعام وكأنها لا تريد أن تأكل، مكثت على هذه الحالة تقريبا تسعة شهور، وحيدة.. تنام وتأكل القليل، ابنها يربى في بيت العائلة، انفصل عنها تماما، لم يعد يحبها، تعيش وحيدة لا أعرف في ماذا تفكر.. ولا ماذا تريد؟ في آخر مرة ضاق زوجها ذرعا من السرحان وعدم الاهتمام به، حتى انتهى الأمر بأن طلقها وخطب غيرها، ولكنها رفضت الطلاق والخروج من شقتها مع أن أهل الزوج يريدون إخراجها.. تخيلوا مدى الإهانة! وهي لا تريد الخروج!. ثم عادت معنا إلى البيت، وهناك أصبح أبي يهينها، وأخي أيضا، وأنا لا أتكلم لأن كثرة شكاوي زوجها لي جعلني أعتقد أنها جانية، كما أنها رفضت حضانتها لولدها، وبعد سنتين من الإهانات والتجريحات، ذهبنا بها لطبيب نفساني لكنه لم يكن يتكلم معها ولا يترك لها مجالا للكلام؛ لأنها كانت ترفض في الأصل الذهاب للطبيب، وكل ما كان يفعله هو كتابة العلاج! لم نر تحسنا فتوقفنا عن الذهاب، ومنذ فترة وأنا أحاول أكسر الحواجز بيني وبين جميع من في البيت، والحمد لله نجحت وبدأت أتعامل مع أختي وأحاول إخراجها من الحالة التي تحياها. وبفضل الله تمكنت من التقرب منها وأصبحت تقبل مني الكلام، وتسأل عني مع أنها لا تعير أحدا أي اهتمام، ثم بدأت تتحسن بعد فترة اهتمام بها، وأحسست أنها ستنتبه لنفسها، ولكنها رجعت مرة أخرى لما كانت عليه. المشكلة التي تواجهني في الحوار معها: 1- إحساس بالنقص. 2- هي عنيدة بطريقة لا توصف، لو قلت لها: افعلي ذلك وهي ذاهبة لتفعله لن تفعله. 3- أفقها ضيق جدا، وتمل بسرعة رهيبة. 4- لا تتكلم نهائيا وتكتفي فقط بسماعي. كنت أضيع ساعات أحل فيها مشاكل بنات الناس، وإن شاء الله أضيع الساعات لأخرج أختي مما هي فيه. لكن المشكلة الآن أنها أصبحت تصاب بانهيار عصبي "صراخ متواصل"، وتذكر مواقف لها وحوارات، وتريد أن ترجع لبيت زوجها. لا أعرف هل تفعل ذلك للفت انتباهنا لها أم أن هذا نابع من داخلها؟ ولكننا منعناها مما تريد، وذهبنا بها لطبيب آخر وقال لنا: إن عندها انهيارا عصبيا، وأعطاها علاجا هدأها قليلا، لكنها لا تنام، وطوال اليوم تسير على قدميها وهي تفكر. لا أعرف ماذا أفعل؟ لست مستعجلا على الرد، لكن يهمني استيعابكم للمشكلة والرد عليها. الحل الابن الكريم أهلا وسهلا بك على صفحتنا وشكرا على رسالتك التي تعدت 2500 كلمة وقد اختصرناها قدر الإمكان، أعطيتنا فيها كثيرا من المعلومات وفرغت من شعورك بالذنب تجاه ما مضى من إهمال أو عدم فهم منك لأختك أو حالتها وظروفها، وتعلو نبرة لوم الذات في ثنايا إفادتك، وأحسب أنك والحمد لله عائد من حالة الخواء والضياع المعرفي النفسي التي يعيشها شباب كثيرون اليوم، عائد مصر على التوبة والصلاح والشعور بأهمية مساعدة الآخرين وذي القربى أولى بالطبع، فأهلا بك، وبحالة أختك. أنت يا بني مشكورا فصلت أكثر من اللازم لما نقدمه نحن عبر الإنترنت، بل لعل الجزء الأخير من إفادتك عن حالتها من حيث اعتبرت أنت أنه تدهور، هذا الجزء يكفي بعد معاينة الحالة نفسها طبعا للوصول إلى تشخيص غالب وكتابة عقاقير لازمة، وإلى جانب المعاملة الطيبة فقط تتناول أختك العقاقير حتى تستعيد القدرة على التواصل ثم بعد ذلك قد تحتاج العملية العلاجية أن تحكي هي تفاصيل طفولتها ومراهقتها وشبابها وزواجها وما تلاه. أما الآن فألزم ما يلزم هو العلاج المادي!. وأختك كما تشكل الانطباع عن حالتها لدي تعاني من أعراض اكتئابية وذهانية مختلطة قد تمثل نوبات اكتئاب ذهاني Psychotic Depression وهو اكتئاب شديد إضافة إلى أعراض ذهانية كالأفكار الوهامية وربما الهلاوس السمعية أو البصرية، أو تمثل اضطراب فصامٍ وجداني Schizoaffective Disorder من النوع الاكتئابي، وقد تمثل عملية ذهانية فصامية Schizophrenic Disorder تصحبها أعراض فصامية سالبة .. الله أعلم. لكن المشكلة الصارخة في حالتها هي غياب الدعم الاجتماعي السليم التوجه! فأنا يبدو لي أنك الوحيد الذي يهتم بها.. أليس كذلك؟ ووالله إني لأشفق عليك من حملٍ كهذا خاصة وأنت نزَّاع للوم نفسك يا بني. كيف تمضي معاناتها بينكم وفي بيت زوجها وبين أهل زوجها وابنها كيف تمضي معاناتها سنوات هكذا وتهجرها حماتها ويسافر زوجها ويهجرها ابنها.. وكل ذلك ولا أحد ينبس ببنت شفة أن هذا مرض نفسي! لست أصدق والله، هل مجتمعنا يقبل اضطرابات السلوك إلى هذا الحد، حد السلوك الذهاني المزمن، أختك يا أخي واضحة الكره لحياتها أمامكم، وفاقدة الرغبة في كل شيء وأهم شيء وهو أمومتها. وها هي تبتلى بطلاق زوجها لها وتصرخ أرفض الطلاق، وأنتم مشكورون مهتمون فقط بمسألة الإهانة والكرامة، فأين السواء والسلامة النفسيان والعقليان للأخت موضوع القضية؟ ثم ها هي تتخلى عن حضانتها لطفلها، وتهمل نفسها وما حولها وتبقى ذاهلة لا تتواصل مع أحدٍ بطيب، أليس في كل ذلك علامات واضحة على اضطراب أفكارها يا أخي؟ أختك كما أخمن تحبُّ وليدها لكنها لا تثق بنفسها كأم صالحة لتربيته ورعايته، أختك تحتاج إلى برنامج دعمٍ علاجي عقاري نفسي اجتماعي، أنت مسئول عن جزءٍ كبير منه وربما بعض من أهلك أو كلهم إن هداهم الله، لكنكم جميعا لا تصلحون للقيام به بمفردكم دون مساعدةٍ من متخصص في الطب النفسي، فإذا كنتم قد هديتم إلى طبيب نفسي فلماذا لم تواصلوا العلاج معه؟ إن الصورة التي تصفها يا بني بقولك: (المشكلة التي تواجهني في الحوار معها، 1-إحساس بالنقص "وأضيف لك عدم الشعور بقيمة لشيء" 2-هي "عندية" بطريقة لا توصف لو قلت لها افعلي ذلك وهي ذاهبة لتفعله فلن تفعله، هذا قد يكونُ أحد الأعراض الجامودية Catatonic Symptoms للاكتئاب الشديد أو الذهان، 3-خلقها ضيق جدااااا تمل بسرعة رهيبة "لأنها غالبا تشعر بثقل في حركة الأفكار في عقلها وتفتقرُ إلى التركيز، وتحاول ربما فتفشل فيزيدها ذلك استثارة وغضبا" 4-لا تتكلم نهائيا تكتفي فقط بسماعي، وطبعا أنت الوحيد الذي تتواصل هي معه أي أنها تقريبا لا تتكلم، وقد تصل الحالة إلى الخرس الجامودي Catatonic Mutism"! وناوي حضرتك تعالجها بنفسك؟؟، وهي ترفض العلاج لدى الطبيب النفسي لأنه لا وقت لديه لسماع الكثير؟ أحسب أن وقت السماع أصلا ليس الآن المهم الآن هو التدخل العلاجي العاجل!. إن العقاقير العلاجية المضادة للذهان والمضادة للاكتئاب لازمة في حالة كهذه، ويجب أن نصبر عليها أياما أو أسابيع حتى يظهر أثرها العلاجي الصحيح، وبعض أعراض الاكتئاب الذهانية يتأخر زوالها ربما حتى عن أعراض الاكتئاب، وربما احتاج الأمر حتى إلى علاج كهربي إذا استشعر طبيبها المعالج خطرا على حياتها كأن تكونَ لديها أفكار أو تخيلات انتحارية أو أن تكونَ حالتها الجسدية بائسة بشكل أو بآخر، بل إن أختك – والله المستشار العدل- تحتاج لا إلى مجرد علاجٍ لدى طبيب نفسي بل قد يرى ذلك الطبيب النفسي علاجها داخل مستشفى نفسي لتضمن بإذن الله سرعة تحسنها. أتمنى أن تصلك رسالتي هذه، فأنت تقول إنك غير مستعجل على الرد وأقول أنا إنني مستعجل جدا أن يصلك ردي وأن يهديك الله ويهدي من يهديك إليه من الأطباء النفسيين إلى خير سبيل لتخليصها من الحالة الحرجة التي تعيشها، وتابعني سريعا بالتطورات يا بني.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
خلطة قلق واكتئاب ووسوسة ؟!.. ربما
المشكلة أنا طالب جامعي في السنة الثالثة، تجول دائما في بالي أفكار خواطر كثيرة لا أدري إن كنت صائبا فيما أفكر به أو لا، ويسود المزاج العام عندي تشاؤم وخوف من المستقبل وسأبدأ بتفصيل ذلك. أشعر دائما بخوف من المستقبل وعدم الاطمئنان لما هو قادم، فمثلا حينما أنوي القيام بعمل ما في المستقبل، وأشعر بأنني سأكون سعيدا حينما أنجز هذا العمل، في هذه اللحظات أشعر بقدر من السرور، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة ويحل مكانها التشاؤم والنكد، وقد تسألون كيف يحدث ذلك، يخطر ببالي إن الأمور لن تبقى على حالها، فمثلا أتخيل بأن في الفترة القادمة سأكون مصابا بمرض معين ينغص هذه الفرحة والسعادة أثناء القيام بهذا العمل أو شيء يمكن أن يحقق لي السعادة. مثل هذه التخيلات وغيرها تجعلني أن أحس بأنني لست إنسانا سعيدا في هذه الدنيا، بل جعلتني لأن أستطرد بأن سنة الحياة هي الشقاء والتعاسة، وأن هذه الدنيا ليس فيها إلا المصائب والهموم والمشاكل، وأن ليس هناك سعادة حقيقية في الدنيا، بل السعادة في الدنيا هي خرافة أو أسطورة تتمثل أمام الناس بأنها واقع وحقيقة، وأن السعادة هي سراب يلحق به الناس ولا يمكن بلوغه، فبعضهم يحاول الوصول إلى السعادة عن طريق جمع الأموال أول التحصيل العلمي وغيرها، وكلها كما أعتقد أوهام، فلا يمكن تحقيق سعادة بجمع مال، أو بزواج، أو بتحصيل علمي. وذلك كما أعتقد أو حسب فهمي الشخصي لهذه الدنيا أنه حينما تصل إلى هدفك المنشود الذي تعتقد بأن سعادتك في هذه الدنيا تتخفى وراءه لا بد من ظهور شيء ما ينفص الفرح والسرور والاطمئنان الذي كنت تلهث وراءه لدى الوصول إلى هدفك. مثل هذه الأفكار لا تجعلني أعيش الدنيا كما تجري على حالها في الوقت الذي أعيش فيه، بل أعيش الحاضر ممزوجا بالمستقبل القادم المخيف والمليء بالمشاكل والأحزان والهموم. وهذه الأفكار بدورها قتلت روح الطموح والأمل في نفسي بعدما كانت تعج بالأمل والطموح، وأشعر بأنني كما يقال قلبي أصفر أو ذبل، إنني لست أتمتع بروح الشباب الذي يفتح قلبه لدنيا. وفيما يلي بعض الأفكار والهواجس التي تؤرقني وتسلب سعادتي إن كان هناك ما يسمى سعادة:- لدي رهاب شديد من الإصابة بالمرض مستقبلا، وأكثر الأمراض التي أرهبها هي الأمراض الجلدية أجلكم الله منها، فأنا على سبيل المثال لا أخاف من الموت أو أي مرض قاتل مثل السرطان أو الإيدز عافاكم الله بقدر خوفي من الأمراض الجلدية، فمثلا حينما أسمع أو أرى أن فلان مصاب بمرض جلدي، أشعر بخوف ونكد شديدين، بل أبدأ بالتفكير بأني سوف أكون مستقبلا مصابا بهذا المرض، وهذا أكثر الأشياء التي تعزز النضرة التشاؤمية للمستقبل، فمثلا حينما أفكر في اليوم الذي أتخرج به من الجامعة، كم ستكون سعادتي في ذلك اليوم، ولكن سرعان ما تزول هذه الفرحة لدى حضور الهواجس التي تخبرني بأني سوف أكون مصابا بهذا المرض أو ذاك. ونتيجة لخوفي الشديد من مثل هذه الأمراض، أشعر بأنني أعيش المرض وأنني مصاب به، علما بأني لست مصابًا به فعليًّا. لأشعر أن هناك إنسانا سعيدًا في الدنيا، فمثلا حينما أرى إنسانًا ميسور الحال ماديا، ويعمل، ولا شيء ينقصه، تخطر في بالي الكثير من الأسئلة حول هذا الوضع؛ هل هذا إنسان سعيد؟ إن كان سعيدًا فهل تستمر فرحته؟ ربما يمرض مرضًا خطيرًا فتزول السعادة التي يشعر بها، أو بفقد أحد أقربائه أو كذا أو كذا وغيرها من الأسئلة التشاؤمية. إن ما يعزز مثل هذه الأفكار في مخيلتي هو أن ليس هناك كمال في الدنيا، فإذا كنت سعيدا ببعض الأمور في الدنيا، تكون هناك أمور أخرى تسلب منك هذه الفرحة والسعادة. أسمع كثيرا بشيء اسمه الراحة النفسية، هل هناك شيء اسمه الراحة النفسية أو الطمأنينة بالرغم من الظروف التي يمر بها الإنسان في حياته، هل هذا يتعارض مع الآية الكريمة التي تقول إن الإنسان خلق في كبد. إن كان هناك راحة نفسية فكيف هي طريقة الوصول إليها، كيف هي الطريقة التي تجعلك ألا تفكر كثيرا بالمستقبل وعدم الخوف منه. وأخيرا هذه مجمل الأفكار التي تجول في خاطري، وهناك سؤالا أخيرا؛ هل عن طريق تعزيز الإيمان بالله وقراءة القرآن يمكن للمسلم أن يتخلص من الكثير من المشاكل التي يواجهها في حياته؟ هل مثل هذه الأفكار تدل على ضعف إيمان صاحبها بالله تعالى، أنا أصلي وأقرأ القرآن وملتزم والحمد لله، ولكن كيف هي الطريقة المثلى لأن أتوكل على الله في كل أموري، وألا تشعر بأن ليس هناك هم طالما أن الله يقف بجانبك، صدقوني أنا أحس بأني أفتقر لمثل هذا الشيء. وختاما.. أرجو من حضرات المستشارين الكرام أن يقفوا على كل كلمة وعبارة وردت في الرسالة وإبداء الرأي فيها للمساعدة في حل المشكلة التي أمر بها. وأنا أحيانا أفكر في زيارة طبيب الأمراض النفسية، ولكن حالتي المادية سيئة للغاية، وأنا طالب جامعي لدي الكثير من الالتزامات المادية، سيما كما هو معروف أن التداوي بالعيادات النفسية مكلف جدًّا، والأدوية التي توصف من قبل الأطباء مكلفة أيضا. وبارك الله فيكم وجزاكم ألف خير.. ابنكم المعذب.. الحل الابن العزيز أهلا وسهلا بك.. وألف سلامة لقلبك الشاب الذي تتهمه بالاصفرار والذبول، لا قدر الله، ليست الأمور طبعا بهذا الشكل والإنسان الذي خلقه الله عز وجل في كَبَدٍ حيث قال جل وعلا: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (سورة البلد: 4)، لم يكن ذلك دافعا للهمود وتهذيب الطموح والشك في إمكانية وجود السعادة بل دعينا إلى العمل فقد قال أيضا سبحانه: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (سورة التوبة: 105)، وكذلك دُعينا إلى السير في الأرض والتدبر والتأمل فقال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أو آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (سورة الحـج: 46)، وأحسب قراءة القرآن متأنية واستلهام معانيه قدر إمكانك واقترابك من الله وتدينك يجعلك أقدر على مواجهة كثير من كروب الحياة واقرأ عن دور الإيمان في الوقاية من الأمراض النفسية الخفيفة . وأما الطريقة التي تفكر فيها وتجتر أفكارا من أفكارٍ بشأنها فتذكرني ببيت شاعرنا المكتئب أبي العلاء المعري حين قال: "تعبٌ كلها الحياة فما أعجب *** إلا من راغب في ازدياد" فهذا تفكير اكتئابي لا بد أن تعالج نفسك منه، أضف لذلك أنك تفكر بطريقة الاجترار الوسواسي بينما سماتٌ من شخصيتك ربما تميل إلى مزيج من القلق والاكتئاب وهذا بوجه عام قد يكونُ سمات شخصية فعلا، وقد يكونُ تغيرا طرأ عليك ونستطيع اعتباره شكلا من أشكال خلطة القلق والاكتئاب أو ربما شكلا من أشكال عسر المزاج، وقد تكون الأفكار السلبية عن العادة والطموح والحياة والوصول إلى الأهداف، والتي تمثل منغصات محتوى مشاعرك وأفكارك من نوع الأفكار السلبية والقهرية. ويبدو أن الفكرة تتسلط عليك غالبا لتخرجك من تخيلاتك أو أفكارك أو أحلام يقظتك الطيبة، وكذلك حين تنظر لغيرك فتراه سعيدًا أو ناجحًا، فأنت بدلا من أن تغبطه تتشاءم له! هذا إن كان ملحًا ومتكررًا ومزعجًا لك لا تستطيع التخلص منه فإنه وسواس قهري. كذلك فإن جزءًا من الميل للتشاؤم يبدو في طريقة تفكيرك وهو ما قد يرتبط بالاكتئاب أو بالوسوسة أو بسمات الشخصية القسرية . يعني بصراحة شديدة أنت وفي ضوء الانشغال الوسواسي بالمرض الجلدي، وهو شكل من أشكال وسواس المرض، وفي حالتك قد يكونُ مرتبطا بالميل إلى التشاؤم، أيضا وكلها سماتٌ من سمات الموسوسين قد تكونُ عارضة في حياتك وما دامت معيقة لك فلابد من طلب العلاج منها لدى طبيب نفسي، ويمكنك أن تبحث عن طبيب يستطيع تقديم العلاج المعرفي والسلوكي اللازمين لعلاجك، ويختار أيضا عقَّارًا علاجيًّا رخيصًا من مجموعة الماسا إذا اقتضى الأمر. ولكن تذكر أننا نهينا عن الطيرة والتشاؤم، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك، وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك))، قالوا: يا رسول الله، ما كفارة ذلك؟ قال: ((أن يقول أحدهم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك))أخرجه أحمد والطبراني وصححه الألباني. الانطباع الأقوى لدي يا بني هو أن لديك نزوعا للوسوسة، ومزيجا من القلق والاكتئاب، وأخشى أن يؤثر ذلك على دراستك كما أتوقع أنك قرأت، وعرفت كيف يحدث ذلك من خلال ما أحلتك إليه من روابط أتمنى أن تقرأ أيضا ما بداخلها من روابط، ولكن المهم هو أن العلاج من ذلك ممكن بفضل الله والشفاء نعمة منه يمنحها لمن يشاء، فاكبح جماح مخاوفك واطلب العلاج وعلى الله الشفاء، وتابعني بأخبارك .
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
التكافؤ ومقومات الاختيار.. أين هما؟
المشكلة السلام عليكم.. عرفتها من صغري حين كان عمرها 6 أعوام، كنا نلعب ونجري وكل شيء، كانت جارتي. جرت الأيام وكبرت فأحسست أنها الحضن الذي أقطن بداخله، أحببتها وكبرنا معا تحدثت مع أمها في كل شيء على العلاقة التي بيننا فرحبت كثيرا كثيرا، ولكنني أرى بعض العوائق: 1-الفارق المادي فهى من أسرة ثرية جدا، وأنا فقير ومن أسرة فقيرة. 2-الفارق العلمي فهى في الفرقة الأولى من إحدى كليات القمة، وأنا خريج لإحدى المدارس الفنية منذ عام 2000. 3-فارق العادات والتقاليد فأرى أن عاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيرا عنهم وبالذات معها هي. هي عصيبة وعندية جدا، مع العلم أنها تحبني بقوة، وضحت كثيرا من أجلي، ووقفت معي في كل مشاكلي، أحببتها وصارت تجري في عروقي ودمي. رفض أهلي الارتباط بها، وأمي كانت تقترح علي أن أتزوج بأخرى ترى أمي فيها كل جميل فاقترحت أمي علي أن أتركها وأن أتزوج البنت الفقيرة المتدينة الطيبة الجميلة، وما لبست أن توفيت أمي بعدما طلبت مني هذا الطلب بعدها بيوم، ولكن يا إخوتي افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذى كل الحنان والحب الذي افتقدته. وأنا أحبها فهي فيها كل الصفات الحسنة ولكنها ثرية جدا. ماذا أفعل إخوتي أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؟ ندمتكثيرا على عدم وعي أهلي لي أن أكمل دراستي رغم أن والدتي ووالدتي من خريجي كليات القمة ويمتلكون ثقافات متعددة. انغمست في العمل من صغري كان حينها عمري 10 سنوات، قضيت عمري كله في العمل وانهمكت فيه، والآن أنا أعمل لكنني فقير أو بالمعنى الأصح أنا متميز بالنسبة للمستوى الفقير جدا. والدها سيرفضني قطعا؛ لأنه يرى أن تتزوج بغني ومتعلم وأن يكون "بزنس مان" مثله - هذا استشففته من كلامها خلال عامين كاملين، فأنا أريد أن أتزوجها لا أن أتزوج غيرها، وهي وافقت أن تتزوجني على إمكاناتي هي وأمها فهما الاثنتان رحبا كثيرا بفكرة الارتباط. فقولوا لي ماذا أفعل لكي أتزوج بها؟ مع العلم أنني مصاب بنوع من أنواع الاكتئاب المزمن!!!! لأني أرى كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أيضا غير مرتاح وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس. هذاملخص بسيط جدًّا لقصة عمرها أكثر من 12 عامًا مع تلك الفتاة الملتزمة. أشكركم على مجهوداتكم المبذولة وأرجو الرد سريعا أرجوكم؛ لأن حالتي النفسية تزداد سوء يوما بعد يوم أريد أن أبني ولا أعرف فأدلونى إخوتي الأفاضل الحل الأخ الفاضل.. أهلا بك على صفحتنا "مشاكل وحلول الشباب للشباب" تأخرنا عليك كثيرا فاعذرنا.. ولكن نشكر لك صبرك علينا.. أثارت المعلومات التي ذكرتها في رسالتك تساؤلات كثيرة في نفسي.. فاسمح لي أن أراجعها معك، ولكن دعنا بداية نراجع معا ما ذكرناه على صفحتنا مرارًا حول مقومات الزواج الناجح والاختيار السليم والتي منها وأهمها التكافؤ، والقبول، والاختيار على أساس العقل مع عدم تجنيب العاطفة، بل الموازنة بينهما عند الاختيار. يا أخي.. التكافؤ أساسي في كل شيء، في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، وما ذكرت من معلومات خاصة بهذا الجانب لم ألمس فيها أي توافق، بالإضافة إلى أنها جميعها لصالح الفتاة وهو الأمر غير المضمون العواقب، قد لا تشعر بمشكلة هذه الفروق الآن، ولكنك قد لا تحتمل نتائجها بعد أشهر من الزواج، ليس الحب –رغم أهميته- هو ما يبنى عليه الزواج، فهي أعلى منك ماديا واجتماعيا وعلميا. غير أن بينكما اختلافاتٍ في العادات والتقاليد... هل تذكر قصة السيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- صاحبة النسب والمكانة وهي تتزوج زيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة لاختيار النبي له... ولكن السنن الطبيعية تفرض أحكامها، إلا أن زيدًا لا يرتاح في زواجه ويسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم (إنها تتكبر عليه) والحقيقة أنها لا تتكبر، ولكنها تتعامل بطبيعتها ومكانتها ولشعور خفي في نفسه وصلت له الرسالة أنها تتكبر عليه... وربما لم يكن هذا ليحدث لو كانت العلاقة بنيت على أساس من التكافؤ بينهما.. هذا بالنسبة للعوائق التي ذكرتها في رسالتك وبدأت بها.. ولكن في سياق رسالتك أجدك تذكر أشياء أخرى تختمها بسؤال.. فها أنت تقول: "هي عصيبة وعندية جدا!"، "رفض أهلي الارتباط بها"، كما تقول "افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذه كل الحنان والحب الذي افتقدته"، وأنك "وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس".. وتتحدث عن قصة حب دامت ما يقرب من 12 سنة، اسمح لي أن أعلق عليها.. ففتاة في سنتها الأولى في الجامعة كانت طفلة منذ 12 سنة، لا يمكن الحكم على مشاعرها ووصفها بالحب! وإن افترضنا أنها كانت أكبر سنا، فهي أيضا مشاعر مراهقة لا يمكن الحكم عليها، خاصة أنها الآن في الجامعة، وقد تتغير مشاعرها أو نظرتها للزواج أو الاختيار بعد أن تتعرف على آخرين أو تحتك بالمجتمع وتتعرض لخبرات أكثر. يبدو أن مواصفات الفتاة التي تريد الزواج بها غير واضحة في ذهنك، والحب وحده غير كاف لإقامة زواج وبناء أسرة، وليس سببا ترجح به أي من كفتي ميزان الاختيار، أخشى أنك تستعيض بفتاتك عن والدتك التي افتقدتها.. فاحذر من أن تفعل ذلك، فبهذا ستفقد نفسك وفتاتك! ثم تكمل كلامك قائلا: "كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أبضا غير مرتاح".. هل يعقل هذا وبياناتك تقول إنك أنهيت دراستك منذ ست سنوات، وإنك تقول إنك تعمل منذ أن كنت في العاشرة من عمرك، أي أنك تعمل منذ 16 سنة! لم تذكر لنا ماذا تعمل، ولماذا لم تتطور، وإلى ماذا تطمح في عملك؟ وهل ستتابع دراستك أم لا؟ كل هذه أسئلة من المهم أن تجيب عليها وتكون إجاباتها واضحة أمامك. كما أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الراحة والاكتئاب، فمن الصعب أن ترى كل من حولك في تطور مستمر وأنت كما أنت، ولكن أحسب أنك إن رتبت أفكارك وجعلت لك هدفا له مدى زمني محدد، وربطته بإرادة ورغبة حقيقية في التغيير فستفعل الكثير. ويبقى سؤال أخير.. تقول إنك تعاني من اكتئاب.. فهل أنت من شخص هذا، أم أنك ذهبت بالفعل لطبيب وشخص لك هذا؟ وإن كنت ذهبت، فهل كتب لك أدوية؟ وبعد مراجعة المعلومات التي ذكرتها عنك، والتي أعدت عرضها ومناقشتها، هل تمكنت من معرفة سبب رفض والدها لك؟ وسبب الحالة النفسية التي تحياها؟ أقدر تعبك وضيقك وحاجتك للراحة والاستقرار، ولكن أعد قراءة وتقييم ما قلناه وصارح نفسك، وأعد التفكير حتى لا تظلم نفسك ولا من تحب، واستعن بالله. وقبل الختام أقول لك: إذا كنت ما زلت ترى أنك مصر على الزواج منها، فهي ما زالت في السنة الأولى من الجامعة، فإن شئت أن تطور نفسك وتعمل بجد أكثر، وكفاك تواكلا اعمل وادرس، واثبت لوالدها أنك قادر وأهل لأن تستحق الزواج بابنته، وأن بإمكانك الحفاظ عليها، ولا تنس مع كل هذا أنك تعمل لنفسك قبل كل شيء، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وتابعنا بأخبارك.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
التكافؤ ومقومات الاختيار.. أين هما؟
المشكلة السلام عليكم.. عرفتها من صغري حين كان عمرها 6 أعوام، كنا نلعب ونجري وكل شيء، كانت جارتي. جرت الأيام وكبرت فأحسست أنها الحضن الذي أقطن بداخله، أحببتها وكبرنا معا تحدثت مع أمها في كل شيء على العلاقة التي بيننا فرحبت كثيرا كثيرا، ولكنني أرى بعض العوائق: 1-الفارق المادي فهى من أسرة ثرية جدا، وأنا فقير ومن أسرة فقيرة. 2-الفارق العلمي فهى في الفرقة الأولى من إحدى كليات القمة، وأنا خريج لإحدى المدارس الفنية منذ عام 2000. 3-فارق العادات والتقاليد فأرى أن عاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيرا عنهم وبالذات معها هي. هي عصيبة وعندية جدا، مع العلم أنها تحبني بقوة، وضحت كثيرا من أجلي، ووقفت معي في كل مشاكلي، أحببتها وصارت تجري في عروقي ودمي. رفض أهلي الارتباط بها، وأمي كانت تقترح علي أن أتزوج بأخرى ترى أمي فيها كل جميل فاقترحت أمي علي أن أتركها وأن أتزوج البنت الفقيرة المتدينة الطيبة الجميلة، وما لبست أن توفيت أمي بعدما طلبت مني هذا الطلب بعدها بيوم، ولكن يا إخوتي افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذى كل الحنان والحب الذي افتقدته. وأنا أحبها فهي فيها كل الصفات الحسنة ولكنها ثرية جدا. ماذا أفعل إخوتي أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؟ ندمتكثيرا على عدم وعي أهلي لي أن أكمل دراستي رغم أن والدتي ووالدتي من خريجي كليات القمة ويمتلكون ثقافات متعددة. انغمست في العمل من صغري كان حينها عمري 10 سنوات، قضيت عمري كله في العمل وانهمكت فيه، والآن أنا أعمل لكنني فقير أو بالمعنى الأصح أنا متميز بالنسبة للمستوى الفقير جدا. والدها سيرفضني قطعا؛ لأنه يرى أن تتزوج بغني ومتعلم وأن يكون "بزنس مان" مثله - هذا استشففته من كلامها خلال عامين كاملين، فأنا أريد أن أتزوجها لا أن أتزوج غيرها، وهي وافقت أن تتزوجني على إمكاناتي هي وأمها فهما الاثنتان رحبا كثيرا بفكرة الارتباط. فقولوا لي ماذا أفعل لكي أتزوج بها؟ مع العلم أنني مصاب بنوع من أنواع الاكتئاب المزمن!!!! لأني أرى كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أيضا غير مرتاح وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس. هذاملخص بسيط جدًّا لقصة عمرها أكثر من 12 عامًا مع تلك الفتاة الملتزمة. أشكركم على مجهوداتكم المبذولة وأرجو الرد سريعا أرجوكم؛ لأن حالتي النفسية تزداد سوء يوما بعد يوم أريد أن أبني ولا أعرف فأدلونى إخوتي الأفاضل الحل الأخ الفاضل.. أهلا بك على صفحتنا "مشاكل وحلول الشباب للشباب" تأخرنا عليك كثيرا فاعذرنا.. ولكن نشكر لك صبرك علينا.. أثارت المعلومات التي ذكرتها في رسالتك تساؤلات كثيرة في نفسي.. فاسمح لي أن أراجعها معك، ولكن دعنا بداية نراجع معا ما ذكرناه على صفحتنا مرارًا حول مقومات الزواج الناجح والاختيار السليم والتي منها وأهمها التكافؤ، والقبول، والاختيار على أساس العقل مع عدم تجنيب العاطفة، بل الموازنة بينهما عند الاختيار. يا أخي.. التكافؤ أساسي في كل شيء، في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، وما ذكرت من معلومات خاصة بهذا الجانب لم ألمس فيها أي توافق، بالإضافة إلى أنها جميعها لصالح الفتاة وهو الأمر غير المضمون العواقب، قد لا تشعر بمشكلة هذه الفروق الآن، ولكنك قد لا تحتمل نتائجها بعد أشهر من الزواج، ليس الحب –رغم أهميته- هو ما يبنى عليه الزواج، فهي أعلى منك ماديا واجتماعيا وعلميا. غير أن بينكما اختلافاتٍ في العادات والتقاليد... هل تذكر قصة السيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- صاحبة النسب والمكانة وهي تتزوج زيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة لاختيار النبي له... ولكن السنن الطبيعية تفرض أحكامها، إلا أن زيدًا لا يرتاح في زواجه ويسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم (إنها تتكبر عليه) والحقيقة أنها لا تتكبر، ولكنها تتعامل بطبيعتها ومكانتها ولشعور خفي في نفسه وصلت له الرسالة أنها تتكبر عليه... وربما لم يكن هذا ليحدث لو كانت العلاقة بنيت على أساس من التكافؤ بينهما.. هذا بالنسبة للعوائق التي ذكرتها في رسالتك وبدأت بها.. ولكن في سياق رسالتك أجدك تذكر أشياء أخرى تختمها بسؤال.. فها أنت تقول: "هي عصيبة وعندية جدا!"، "رفض أهلي الارتباط بها"، كما تقول "افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذه كل الحنان والحب الذي افتقدته"، وأنك "وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس".. وتتحدث عن قصة حب دامت ما يقرب من 12 سنة، اسمح لي أن أعلق عليها.. ففتاة في سنتها الأولى في الجامعة كانت طفلة منذ 12 سنة، لا يمكن الحكم على مشاعرها ووصفها بالحب! وإن افترضنا أنها كانت أكبر سنا، فهي أيضا مشاعر مراهقة لا يمكن الحكم عليها، خاصة أنها الآن في الجامعة، وقد تتغير مشاعرها أو نظرتها للزواج أو الاختيار بعد أن تتعرف على آخرين أو تحتك بالمجتمع وتتعرض لخبرات أكثر. يبدو أن مواصفات الفتاة التي تريد الزواج بها غير واضحة في ذهنك، والحب وحده غير كاف لإقامة زواج وبناء أسرة، وليس سببا ترجح به أي من كفتي ميزان الاختيار، أخشى أنك تستعيض بفتاتك عن والدتك التي افتقدتها.. فاحذر من أن تفعل ذلك، فبهذا ستفقد نفسك وفتاتك! ثم تكمل كلامك قائلا: "كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أبضا غير مرتاح".. هل يعقل هذا وبياناتك تقول إنك أنهيت دراستك منذ ست سنوات، وإنك تقول إنك تعمل منذ أن كنت في العاشرة من عمرك، أي أنك تعمل منذ 16 سنة! لم تذكر لنا ماذا تعمل، ولماذا لم تتطور، وإلى ماذا تطمح في عملك؟ وهل ستتابع دراستك أم لا؟ كل هذه أسئلة من المهم أن تجيب عليها وتكون إجاباتها واضحة أمامك. كما أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الراحة والاكتئاب، فمن الصعب أن ترى كل من حولك في تطور مستمر وأنت كما أنت، ولكن أحسب أنك إن رتبت أفكارك وجعلت لك هدفا له مدى زمني محدد، وربطته بإرادة ورغبة حقيقية في التغيير فستفعل الكثير. ويبقى سؤال أخير.. تقول إنك تعاني من اكتئاب.. فهل أنت من شخص هذا، أم أنك ذهبت بالفعل لطبيب وشخص لك هذا؟ وإن كنت ذهبت، فهل كتب لك أدوية؟ وبعد مراجعة المعلومات التي ذكرتها عنك، والتي أعدت عرضها ومناقشتها، هل تمكنت من معرفة سبب رفض والدها لك؟ وسبب الحالة النفسية التي تحياها؟ أقدر تعبك وضيقك وحاجتك للراحة والاستقرار، ولكن أعد قراءة وتقييم ما قلناه وصارح نفسك، وأعد التفكير حتى لا تظلم نفسك ولا من تحب، واستعن بالله. وقبل الختام أقول لك: إذا كنت ما زلت ترى أنك مصر على الزواج منها، فهي ما زالت في السنة الأولى من الجامعة، فإن شئت أن تطور نفسك وتعمل بجد أكثر، وكفاك تواكلا اعمل وادرس، واثبت لوالدها أنك قادر وأهل لأن تستحق الزواج بابنته، وأن بإمكانك الحفاظ عليها، ولا تنس مع كل هذا أنك تعمل لنفسك قبل كل شيء، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وتابعنا بأخبارك.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
التكافؤ ومقومات الاختيار.. أين هما؟
المشكلة السلام عليكم.. عرفتها من صغري حين كان عمرها 6 أعوام، كنا نلعب ونجري وكل شيء، كانت جارتي. جرت الأيام وكبرت فأحسست أنها الحضن الذي أقطن بداخله، أحببتها وكبرنا معا تحدثت مع أمها في كل شيء على العلاقة التي بيننا فرحبت كثيرا كثيرا، ولكنني أرى بعض العوائق: 1-الفارق المادي فهى من أسرة ثرية جدا، وأنا فقير ومن أسرة فقيرة. 2-الفارق العلمي فهى في الفرقة الأولى من إحدى كليات القمة، وأنا خريج لإحدى المدارس الفنية منذ عام 2000. 3-فارق العادات والتقاليد فأرى أن عاداتنا وتقاليدنا تختلف كثيرا عنهم وبالذات معها هي. هي عصيبة وعندية جدا، مع العلم أنها تحبني بقوة، وضحت كثيرا من أجلي، ووقفت معي في كل مشاكلي، أحببتها وصارت تجري في عروقي ودمي. رفض أهلي الارتباط بها، وأمي كانت تقترح علي أن أتزوج بأخرى ترى أمي فيها كل جميل فاقترحت أمي علي أن أتركها وأن أتزوج البنت الفقيرة المتدينة الطيبة الجميلة، وما لبست أن توفيت أمي بعدما طلبت مني هذا الطلب بعدها بيوم، ولكن يا إخوتي افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذى كل الحنان والحب الذي افتقدته. وأنا أحبها فهي فيها كل الصفات الحسنة ولكنها ثرية جدا. ماذا أفعل إخوتي أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؟ ندمتكثيرا على عدم وعي أهلي لي أن أكمل دراستي رغم أن والدتي ووالدتي من خريجي كليات القمة ويمتلكون ثقافات متعددة. انغمست في العمل من صغري كان حينها عمري 10 سنوات، قضيت عمري كله في العمل وانهمكت فيه، والآن أنا أعمل لكنني فقير أو بالمعنى الأصح أنا متميز بالنسبة للمستوى الفقير جدا. والدها سيرفضني قطعا؛ لأنه يرى أن تتزوج بغني ومتعلم وأن يكون "بزنس مان" مثله - هذا استشففته من كلامها خلال عامين كاملين، فأنا أريد أن أتزوجها لا أن أتزوج غيرها، وهي وافقت أن تتزوجني على إمكاناتي هي وأمها فهما الاثنتان رحبا كثيرا بفكرة الارتباط. فقولوا لي ماذا أفعل لكي أتزوج بها؟ مع العلم أنني مصاب بنوع من أنواع الاكتئاب المزمن!!!! لأني أرى كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أيضا غير مرتاح وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس. هذاملخص بسيط جدًّا لقصة عمرها أكثر من 12 عامًا مع تلك الفتاة الملتزمة. أشكركم على مجهوداتكم المبذولة وأرجو الرد سريعا أرجوكم؛ لأن حالتي النفسية تزداد سوء يوما بعد يوم أريد أن أبني ولا أعرف فأدلونى إخوتي الأفاضل. الحل الأخ الفاضل.. أهلا بك على صفحتنا "مشاكل وحلول الشباب للشباب" تأخرنا عليك كثيرا فاعذرنا.. ولكن نشكر لك صبرك علينا.. أثارت المعلومات التي ذكرتها في رسالتك تساؤلات كثيرة في نفسي.. فاسمح لي أن أراجعها معك، ولكن دعنا بداية نراجع معا ما ذكرناه على صفحتنا مرارًا حول مقومات الزواج الناجح والاختيار السليم والتي منها وأهمها التكافؤ، والقبول، والاختيار على أساس العقل مع عدم تجنيب العاطفة، بل الموازنة بينهما عند الاختيار. يا أخي.. التكافؤ أساسي في كل شيء، في المستوى الديني والمادي والاجتماعي والفكري والثقافي والعلمي والعمري أيضا، وما ذكرت من معلومات خاصة بهذا الجانب لم ألمس فيها أي توافق، بالإضافة إلى أنها جميعها لصالح الفتاة وهو الأمر غير المضمون العواقب، قد لا تشعر بمشكلة هذه الفروق الآن، ولكنك قد لا تحتمل نتائجها بعد أشهر من الزواج، ليس الحب –رغم أهميته- هو ما يبنى عليه الزواج، فهي أعلى منك ماديا واجتماعيا وعلميا. غير أن بينكما اختلافاتٍ في العادات والتقاليد... هل تذكر قصة السيدة زينب بنت جحش –رضي الله عنها- صاحبة النسب والمكانة وهي تتزوج زيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- طاعة لاختيار النبي له... ولكن السنن الطبيعية تفرض أحكامها، إلا أن زيدًا لا يرتاح في زواجه ويسرّ للنبي صلى الله عليه وسلم (إنها تتكبر عليه) والحقيقة أنها لا تتكبر، ولكنها تتعامل بطبيعتها ومكانتها ولشعور خفي في نفسه وصلت له الرسالة أنها تتكبر عليه... وربما لم يكن هذا ليحدث لو كانت العلاقة بنيت على أساس من التكافؤ بينهما.. هذا بالنسبة للعوائق التي ذكرتها في رسالتك وبدأت بها.. ولكن في سياق رسالتك أجدك تذكر أشياء أخرى تختمها بسؤال.. فها أنت تقول: "هي عصيبة وعندية جدا!"، "رفض أهلي الارتباط بها"، كما تقول "افتقدت أمي وكل شيء في حياتي فأعطتني الفتاة هذه كل الحنان والحب الذي افتقدته"، وأنك "وأريد أن ألبس رداء الحنان الذي افتقدته طول حياتي من كل الناس".. وتتحدث عن قصة حب دامت ما يقرب من 12 سنة، اسمح لي أن أعلق عليها.. ففتاة في سنتها الأولى في الجامعة كانت طفلة منذ 12 سنة، لا يمكن الحكم على مشاعرها ووصفها بالحب! وإن افترضنا أنها كانت أكبر سنا، فهي أيضا مشاعر مراهقة لا يمكن الحكم عليها، خاصة أنها الآن في الجامعة، وقد تتغير مشاعرها أو نظرتها للزواج أو الاختيار بعد أن تتعرف على آخرين أو تحتك بالمجتمع وتتعرض لخبرات أكثر. يبدو أن مواصفات الفتاة التي تريد الزواج بها غير واضحة في ذهنك، والحب وحده غير كاف لإقامة زواج وبناء أسرة، وليس سببا ترجح به أي من كفتي ميزان الاختيار، أخشى أنك تستعيض بفتاتك عن والدتك التي افتقدتها.. فاحذر من أن تفعل ذلك، فبهذا ستفقد نفسك وفتاتك! ثم تكمل كلامك قائلا: "كل الناس متطورة ومنتجة وأنا مهما تطورت أو مهما أنتجت فأنا أبضا غير مرتاح".. هل يعقل هذا وبياناتك تقول إنك أنهيت دراستك منذ ست سنوات، وإنك تقول إنك تعمل منذ أن كنت في العاشرة من عمرك، أي أنك تعمل منذ 16 سنة! لم تذكر لنا ماذا تعمل، ولماذا لم تتطور، وإلى ماذا تطمح في عملك؟ وهل ستتابع دراستك أم لا؟ كل هذه أسئلة من المهم أن تجيب عليها وتكون إجاباتها واضحة أمامك. كما أنه من الطبيعي أن تشعر بعدم الراحة والاكتئاب، فمن الصعب أن ترى كل من حولك في تطور مستمر وأنت كما أنت، ولكن أحسب أنك إن رتبت أفكارك وجعلت لك هدفا له مدى زمني محدد، وربطته بإرادة ورغبة حقيقية في التغيير فستفعل الكثير. ويبقى سؤال أخير.. تقول إنك تعاني من اكتئاب.. فهل أنت من شخص هذا، أم أنك ذهبت بالفعل لطبيب وشخص لك هذا؟ وإن كنت ذهبت، فهل كتب لك أدوية؟ وبعد مراجعة المعلومات التي ذكرتها عنك، والتي أعدت عرضها ومناقشتها، هل تمكنت من معرفة سبب رفض والدها لك؟ وسبب الحالة النفسية التي تحياها؟ أقدر تعبك وضيقك وحاجتك للراحة والاستقرار، ولكن أعد قراءة وتقييم ما قلناه وصارح نفسك، وأعد التفكير حتى لا تظلم نفسك ولا من تحب، واستعن بالله. وقبل الختام أقول لك: إذا كنت ما زلت ترى أنك مصر على الزواج منها، فهي ما زالت في السنة الأولى من الجامعة، فإن شئت أن تطور نفسك وتعمل بجد أكثر، وكفاك تواكلا اعمل وادرس، واثبت لوالدها أنك قادر وأهل لأن تستحق الزواج بابنته، وأن بإمكانك الحفاظ عليها، ولا تنس مع كل هذا أنك تعمل لنفسك قبل كل شيء، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.. وتابعنا بأخبارك.
|
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
غير متواجد
|
فتنة في الأرض
المشكله أنا فتاة في الخامسة والعشرين من عمري، تقدم لي رجل في السادسة والثلاثين لم أكن أعرفه من قبل، ولكن كانت تبدو عليه علامات التدين والتقوى، وكان من يعرفه يمدح فيه. ولم يمض وقت طويل حتى عقدنا القران، وبعد العقد اتضح لي أنه كثير القلق والتوتر، سيء الظن، يعمل من كل شيء بسيط مشكلة كبرى، وكنت أتحمله لعل الله يجعل فيه الخير، ولكنه أراد الانفصال بعد مضي شهر واحد من العقد. أنا وعائلتي نحاول الصلح؛ لما في ذلك من ضرر أن أصبح مطلقة بعد شهر واحد، ولكن دون جدوى، وإذ بصديق عمره الذي زكاه لنا قبل العقد يقول لنا: إنه يعاني من اللبس، وأن "قرينته" تعكر عليه حياته إذا فكر في الارتباط، وهي من تسببت في فسخ خطوبتين له من قبل، وأنه ظن أنها سوف تتركه في حالة عقد القران، ولكن اشتدت عليه، ولذلك هو يريد الطلاق. وبغض النظر عما قاله صديقه فقد وافقنا على طلبه، وظللنا شهرا آخر في خلافات حول حقوقي المادية التي يساومني عليها؛ إما التنازل وإما عدم التطليق، حتى تركت له كل شيء وطلقني بعد مضي شهرين فقط من العقد، وبعدها تحدث إلينا شخص آخر، وأكد أنه فعلا ملبوس ومصاب بالصرع أيضا. فهل هذا يمكن فعلا أن يحدث أم أنهم يكذبون علينا، وإن كان هذا حقا فلِمَ لم يصارحني في بداية الأمر، أليس هذا غشا منه ومن صديقه الذي يعرف حقيقته وأخفى علينا عندما سألناه عنه قبل العقد؟. الآن أنا في حالة نفسية سيئة؛ حيث إنه كان يبدو عليه التدين ولكن ما يفعله ينافي هذا، ومن عجائب الزمن أن صديقه الذي ضللنا يخطب الجمعة في المساجد، فإذا كانت هذه الفئة من أهل الدين الذي تخدع وتغش، فكيف بالأشخاص العاديين!!. أنا لا أصدق ما يحدث، فمثل هؤلاء فتنة في الأرض.. أرجو النصح في مشكلتي. الحل ليس في الأمر لبس ولكنْ متاجرة ونصب باسم الدين أو ما أسميه بظاهرة "الدين العشوائي" الذي يهتم أصحابه بالمظاهر والأشكال ثم تأتي التعاملات لتفضحهم، وهم إلى جانب المظاهر يدخلون في الدين أعاجيب وغرائب مثل قضية اللبس؛ هروبا من مواجهة أنفسهم بعجزهم على أن يواجهوا الحياة بالتزام وأخلاق حقيقية. وكما أقول لعملائي الذين يأتون وهم يعلقون أزماتهم ومشكلاتهم النفسية على الجن والمس واللبس: إن مِنَ الجن مِنْ كثرة الافتراء عليه من قبل الإنس، ومن كثرة ما حمله الإنسان من خطاياه رحل عن أرضنا هاربا مما يُفعل به. إن هذا الرجل الذي يماطلك في حقوقك حتى يضطرك إلى إبرائه من حقوقك ويطلقك بعد شهرين هو رجل ظالم ولا علاقة للجني بظلمه. إن الجني لم يطلب منه أن يماطلك في حقوقك، فلو كان صحيحا أنه ملبوس كما يدعي صديقه لأحس بالذنب؛ لأنه يطلقك رغما عنه حسب ادعائه، ولأعطاك حقوقك كاملة، وربما أيضا تعويضا عما اقترفه في حقك، ولكن الحقيقة هو أنه عاجز عن التكيف مع الزواج؛ لأنه مريض بسوء الظن والشك كما تصفينه في رسالتك. ولكننا بدلا من أن نقول: هذا مريض بالشك، نقول: هذا ملبوس. والشك المرضي يؤدي بصاحبه إلى عدم القدرة على الثقة بأحد، وهو عندما يطلقك فليس لأن قرينته تمنعه من الزواج، ولكن لأن مرضه يمنعه من ذلك، وبدلا من طلب العلاج نهرب إلى عالم عشوائي من الجن الذي يتحكم في تصرفاتنا ويمنع عنا حياتنا الطبيعية، وهذا أمر لا يقبله عقل ولا شرع، ولكنه الخلط والتهريج في التعامل مع المشكلات. لا تحزني أيتها الابنة العزيزة، فلقد تخلصت من مريض كان سيحول حياتك إلى جحيم بشكه المرضي؛ وخاصة أنه لا ولن يعترف بمرضه، والذين من حوله يزيدون من غيه ورفضه للعلاج بوصفه بالملبوس، وما فعله صاحبه يدخل فعلا في باب الغش والخداع، ولن يغني عنه أنه خطيب للجمعة، ولكن لا تقعي في التعميم باعتبار كل المتدينين غشاشين؛ فالمتدين الحقيقي لا يغش ولا يخدع، وعليك أن تكوني حذرة في المرة القادمة، واتخذي الأسباب الصحيحة في السؤال عن شخص من يتقدم إليك مهما بدا مِنْ مظهر مَنْ يزكيه لك؛ لأن كثيرا من الناس لا يدركون أن أمر تزكيتهم لشخص للزواج يدخل في باب الشهادة، وأن من يكذب في هذا الأمر أو يكتم أمرا يعلمه إنما يدخل في إطار الشهادة الزور؛ فالشهادة الزور ليست أمام المحكمة فقط ولكن في كل ما يطلب من الإنسان أن يبدي رأيه فيه، ويكون لديه ما يقوله بصدق وشفافية فلا يقوله أو ينقصه أو يدلس فيه . وأيضا مع شهادة من يزكيه يجب أن تسألي أنت بمعرفتك كل معارفه في عمله وفي مكان سكنه وزملاء دراسته، والسؤال يكون أيضا عن أهله، ولا تخدعك المظاهر. واسألي عن المعاملات، فكما قال عمر بن الخطاب: هل سافرت معه؟ هل تعاملت معه بالدرهم والدينار؟ لعلك رأيته في المسجد يصلي ويهز رأسه هكذا؟ وهو يسأل الرجل عن معرفته برجل، فلما كانت إجاباته أنه لم يتعامل معه قال له: اذهب فإنك لم تعرفه. السؤال يكون لمن سافر معه، وتعامل معه، ورآه في أحواله المختلفة. إن جمع المعلومات الصحيحة هو الطريق السليم إلى قرار صحيح، وإن الأخذ بالمظاهر والأشكال لا يغني عن الجوهر والمضمون شيئا. إنك ظُلمت في هذا الموقف، وسيعوضك الله خيرا، ولا تتصوري أن هذا الشخص الذي خدعك سيظل في خداع الناس كثيرا، فسيكشفه الله مهما أظهر غير ما يبطن. لا تفقدي ثقتك في أصحاب الفهم الصحيح للدين وأنه المعاملة؛ فهم ما زالوا موجودين؛ فالخير في أمة الإسلام إلى يوم القيامة. ولا تحزنك كثرة العشوائيين من أصحاب تدين المظاهر والعبادات من غير معاملة حقيقية؛ فهم إلى زوال {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ}.
|
| انواع عرض الموضوع |
الانتقال إلى العرض العادي |
العرض المتطور |
الانتقال إلى العرض الشجري |
|
|
