منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل فيمن كان على نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن عليه
كان بلال على نفقاته ، ومعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي على خاتمه ، وابن مسعود على سواكه ونعله ، وأذن عليه رباح الأسود وأنسة مولياه ، وأنس بن مالك ، وأبو موسى الأشعري . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في شعرائه وخطبائه صلى الله عليه وسلم
كان من شعرائه الذين يذبون عن الإسلام : كعب بن مالك ، وعبدالله بن رواحة ، وحسان بن ثابت ، وكان أشدهم على الكفار حسان بن ثابت وكعب بن مالك يعيرهم بالكفر والشرك ، وكان خطيبه ثابت بن قيس بن شماس . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في حداته الذين كانوا يحدون بين يديه صلى الله عليه وسلم في السفر
منهم عبد الله بن رواحة ، وأنجشة ، وعامر بن الأكوع وعمه سلمة بن الأكوع . وفي صحيح مسلم : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاد حسن الصوت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رويداً يا أنجشة ، لا تكسر القوارير " . يعني ضعفة النساء . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في غزواته وبعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم
غزواته كلها وبعوثه وسراياه كانت بعد الهجرة في مدة عشر سنين ، فالغزوات سبع وعشرون ، وقيل : خمس وعشرون ، وقيل : تسع وعشرون وقيل غير ذلك ، قاتل منها في تسع : بدر ، وأحد ، والخندق ، وقريظة ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف . وقيل : قاتل في بني النضير والغابة ووادي القرى من أعمال خيبر . وأما سراياه وبعوثه ، فقريب من ستين ، والغزوات الكبار الأمهات سبع : بدر ، وأحد ، والخندق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، وتبوك . وفي شأن هذه الغزوات نزل القرآن ، فسورة ( الأنفال ) سورة بدر ، وفي أحد آخر سورة ( آل عمران ) من قوله : " وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال " [ آل عمران : 121 ] إلى قبيل آخرها بيسير ، وفي قصة الخندق ، وقريظة ، وخيبر صدر ( سورة الأحزاب ) ، وسورة ( الحشر ) في بني النضير ، وفي قصة الحديبية وخيبر سورة ( الفتح ) وأشير فيها إلى الفتح ، وذكر الفتح صريحاً في سورة ( النصر ) . وجرح منها صلى الله عليه وسلم في غزوة واحدة وهي أحد ، وقاتلت معه الملائكة منها في بدر وحنين ، ونزلت الملائكة يوم الخندق ، فزلزلت المشركين وهزمتهم ، ورمى فيها الحصباء في وجوه المشركين فهربوا ، وكان الفتح في غزوتين : بدر ، وحنين . وقاتل بالمنجنيق منها في غزوة واحدة ، وهي الطائف ، وتحصن في الخندق في واحدة ، وهي الأحزاب أشار به عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في ذكر سلاحه وأثاثه صلى الله عليه وسلم
كان له تسعة أسياف : مأثور ، وهو أول سيف ملكه ، ورثه من أبيه . والعضب ، وذو الفقار ، بكسر الفاء ، وبفتح الفاء ، وكان لا يكاد يفارقه ، وكانت قائمته وقبيعته وحلقته وذؤابته وبكراته ونعله من فضة . والقلعي ، والبتار ، والحتف ، والرسوب ، والمخذم ، والقضيب ، وكان نعل سيفه فضة ، وما بين حلق فضة . وكان سيفه ذو الفقار تنفله يوم بدر ، وهو الذي أري فيها الرؤيا ، ودخل يوم الفتح مكة وعلى سيفه ذهب وفضة . وكان له سبعة أدرع : ذات الفضول : وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي على شعير لعياله ، وكان ثلاثين صاعاً ، وكان الدين إلى سنة ، وكانت الدرع من حديد . وذات الوشاح ، وذات الحواشي ، والسعدية ، وفضة ، والبتراء والخرنق . وكانت له ست قسي : الزوراء ، والروحاء ، والصفراء ، والبيضاء ، والكتوم ، كسرت يوم أحد ، فأخذها قتادة بن النعمان ، والسداد . وكانت له جعبة تدعى : الكافور ، ومنطقة من أديم منشور فيها ثلاث حلق من فضة ، والإبزيم من فضة ، والطرف من فضة ، وكذا قال بعضهم ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم شد على وسطه منطقة . وكان له ترس يقال له : الزلوق ، وترس يقال له : الفتق . قيل : وترس أهدي إليه ، فيه صورة تمثال ، فوضع يده عليه ، فأذهب الله ذلك التمثال . وكانت له خمسة أرماح ، يقال لأحدهم : المثوي ، والآخر : المثني ، وحربة يقال لها : النبعة ، وأخرى كبيرة تدعى : البيضاء ، وأخرى صغيرة شبه العكاز يقال لها : العنزة يمشي بها بين يديه في الأعياد ، تركز أمامه ، فيتخذها سترة يصلي إليها ، وكان يمشي بها أحياناً . وكان له مغفر من حديد يقال له : الموشح ، وشح بشبه ومغفر آخر يقال له : السبوغ ، أو : ذو السبوغ . وكان له ثلاث جباب يلبسها في الحرب . قيل فيها : جبة سندس أخضر ، والمعروف أن عروة بن الزبير كان له يلمق من ديباج ، بطانته سندس أخضر ، يلبسه في الحرب ، والإمام أحمد في إحدى روايتيه يجوز لبس الحرير في الحرب . وكانت له راية سوداء يقال لها : العقاب . وفي سنن أبي داود عن رجل من الصحابة قال : رأيت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم صفراء ، وكانت له ألوية بيضاء ، وربما جعل فيها الأسود . وكان له فسطاط يسمى : الكن ، ومحجن قدر ذراع أو أطول يمشي به ويركب به ، ويعلقه بين يديه على بعيره ، ومخصرة تسمى: العرجون ، وقضيب من الشوحط يسمى : الممشوق . قيل : وهو الذي كان يتداوله الخلفاء . وكان له قدح يسمى : الريان ، ويسمى مغنياً ، وقدح آخر مضبب بسلسلة من فضة . وكان له قدح من قوارير ، وقدح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه بالليل ، وركوة تسمى : الصادر ، قيل : وتور من حجارة يتوضأ منه ، ومخضب من شبه ، وقعب يسمى : السعة ، ومغتسل من صفر ، ومدهن ، وربعة يجعل فيها المرآة والمشط . قيل : وكان المشط من عاج ، وهو الذبل ، ومكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثاً في كل عين بالإثمد ، وكان في الربعة المقراضان والسواك . وكانت له قصعة تسمى : الغراء ، لها أربع حلق ، يحملها أربعة رجال بينهم ، وصاع ، ومد ، وقطيفة ، وسرير قوائمه من ساج ، أهداه له أسعد بن زرارة ، وفراش من أدم حشوه ليف . وهذه الجملة قد رويت متفرقة في أحاديث . وقد روى الطبراني في معجمه حديثاً جامعاً في الآنية من حديث ابن عباس قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سيف قائمته من فضة، وقبيعته من فضة ، وكان يسمى : ذا الفقار ، وكانت له قوس تسمى : السداد ، وكانت له كنانة تسمى : الجمع ، وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى : ذات الفضول ، وكانت له حربة تسمى : النبعاء ، وكان له محجن يسمى : الدقن ، وكان له ترس أبيض يسمى : الموجز ، وكان له فرس أدهم يسمى : السكب ، وكان له سرج يسمى : الداج ، وكانت له بغلة شهباء تسمى : دلدل ، وكانت له ناقة تسمى : القصواء ، وكان له حمار يسمى : يعفور ، وكان له بساط يسمى : الكن ، وكانت له عنزة تسمى : القمرة ، وكانت له ركوة تسمى : الصادرة ، وكان له مقراض اسمه : الجامع ، ومرآة وقضيب شوحط يسمى : الموت . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في دوابه صلى الله عليه وسلم
فمن الخيل : السكب . قيل : وهو أول فرس ملكه ، وكان اسمه عند الأعرابي الذي اشتراه منه بعشر أواق : الضرس ، وكان أغر محجلاً ، طلق اليمين ، كميتاً . وقيل : كان أدهم . والمرتجز ، وكان أشهب ، وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت . واللحيف ، واللزاز ، والظرب ، وسبحة ، والورد . فهذه سبعة متفق عليها ، جمعها الإمام أبو عبدالله محمد بن إسحاق بن جماعة الشافعي في بيت فقال : والخيل سكب لحيف سبحة ظرب لزاز مرتجز ورد لها أسرار أخبرني بذلك عنه ولده الإمام عز الدين عبد العزيز أبو عمرو ، أعزه الله بطاعته . وقيل : كانت له أفراس أخر خمسة عشر ، ولكن مختلف فيها ، وكان دفتا سرجه من ليف . وكان له من البغال دلدل ، وكانت شهباء ، أهداها له المقوقس . وبغلة أخرى . يقال لها : فضة . أهداها له فروة الجذامي ، وبغلة شهباء أهداها له صاحب أيلة ، وأخرى أهداها له صاحب دومة الجندل ، وقد قيل : إن النجاشي أهدى له بغلة فكان يركبها. ومن الحمير عفير ، وكان أشهب ، أهداه له المقوقس ملك القبط ، وحمار آخر أهداه له فروة الجذامي . وذكر أن سعد بن عبادة أعطى النبي صلى الله عليه وسلم حماراً فركبه . ومن الإبل القصواء ، قيل : وهي التي هاجر عليها ، والعضباء ، والجدعاء ، ولم يكن بهما عضب ولا جدع ، وإنما سميتا بذلك ، وقيل : كان بأذنها عضب ، فسميت به ، وهل العضباء والجدعاء واحدة ، أو اثنتان ؟ فيه خلاف ، والعضباء هي التي كانت لا تسبق ، ثم جاء أعرابي على قعود فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن حقاً على الله ألا يرفع من الدنيا شيئاً إلا وضعه " وغنم صلى الله عليه وسلم يوم بدر جملاً مهرياً لأبي جهل في أنفه برة من فضة ، فأهداه يوم الحديبية ليغيظ به المشركين . وكانت له خمس وأربعون لقحة ، وكانت له مهرية أرسل بها إليه سعد بن عبادة من نعم بني عقيل . وكانت له مائة شاة وكان لا يريد أن تزيد ، كلما ولد له الراعي بهمة ، ذبح مكانها شاة ، وكانت له سبع أعنز منائح ترعاهن أم أيمن . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في ملابسه صلى الله عليه وسلم
كانت له عمامة تسمى : السحاب ، كساها علياً ، وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة . وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ، ويلبس العمامة بغير قلنسوة . وكان إذا اعتم ، أرخى عمامته بين كتفيه ، كما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن حريث قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه . وفي مسلم أيضاً ، عن جابر بن عبدالله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة سوداء . ولم يذكر في حديث جابر : ذؤابة ، فدل على أن الذؤابة لم يكن يرخيها دائماً بين كتفيه . وقد يقال : إنه دخل مكة وعليه أهبة القتال والمغفر على رأسه ، فلبس في كل موطن ما يناسبه . وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية قدس الله روحه في الجنة ، يذكر في سبب الذؤابة شيئاً بديعاً ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة ، لما رأى رب العزة تبارك وتعالى ، فقال : " يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : لا أدري ، فوضع يده بين كتفي فعلمت ما بين السماء والأرض . . . " الحديث ، وهو في الترمذي ، وسئل عنه البخاري ، فقال صحيح . قال : فمن تلك الحال أرخى الذؤابة بين كتفيه ، وهذا من العلم الذي تنكره ألسنة الجهال وقلوبهم ، ولم أر هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره . ولبس القميص وكان أحب الثياب إليه ، وكان كمه إلى الرسغ ، ولبس الجبة والفروج وهو شبه القباء ، والفرجية ، ولبس القباء أيضاً ، ولبس في السفر جبة ضيقة الكمين ، ولبس الإزار والرداء . قال الواقدي : كان رداؤه وبرده طول ستة أذرع في ثلاثة وشبر ، وإزاره من نسج عمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر . ولبس حلة حمراء ، والحلة : إزار ورداء ، ولا تكون الحلة إلا اسماً للثوبين معاً ، وغلط من ظن أنها كانت حمراء بحتاً لا يخالطها غيره ، وإنما الحلة الحمراء : بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود ، كسائر البرود اليمنية ، وهي معروفة بهذا الإسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر ، وإلا فالأحمر البحت منهي عنه أشد النهي ، ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المياثر الحمر وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ريطة مضرجة بالعصفر ، فقال : ما هذه الريطة التي عليك ؟ فعرفت ما كره ، فأتيت أهلي وهم يسجرون تنوراً لهم ، فقذفتها فيه ، ثم أتيته من الغد ، فقال : يا عبد الله ما فعلت الريطة ؟ فأخبرته ، فقال : هلا كسوتها بعض أهلك ، فإنه لا بأس بها للنساء " . وفي صحيح مسلم عنه أيضاً ، قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين . فقال : " إن هذه من لباس الكفار فلا تلبسها " وفي صحيحه أيضاً عن علي رضي الله عنه قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس المعصفر . ومعلوم أن ذلك إنما يصبغ صبغاً أحمر . وفي بعض السنن أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فرأى على رواحلهم أكسية فيها خطوط حمراء ، فقال : " ألا أرى هذه الحمرة قد علتكم ، فقمنا سراعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى نفر بعض إبلنا ، فأخذنا الأكسية فنزعناها عنها " . رواه أبو داود . وفي جواز لبس الأحمر من الثياب والجوخ وغيرها نظر . وأما كراهته ، فشديدة جداً ، فكيف يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه لبس الأحمر القاني ، كلا لقد أعاذه الله منه ، وإنما وقعت الشبهة من لفظ الحلة الحمراء ، والله أعلم . ولبس الخميصة المعلمة والساذجة ، ولبس ثوباً أسود ، ولبس الفروة المكفوفة بالسندس . وروى الإمام أحمد ، وأبو داود بإسنادهما عن أنس بن مالك أن ملك الروم أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم مستقة من سندس ، فلبسها ، فكأني أنظر إلى يديه تذبذبان . قال الأصمعي : المساتق : فراء طوال الأكمام . قال الخطابي : يشبه أن تكون هذه المستقة مكففة بالسندس ، لأن نفس الفروة لا تكون سندساً . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل آخر فيما يتعلق بلباسه
فصل وكان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نسج من القطن ، وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان ، وذكر الشيخ أبو إسحاق الأصبهاني بإسناد صحيح عن جابر بن أيوب قال : دخل الصلت بن راشد على محمد بن سيرين وعليه جبة صوف ، وإزار صوف ، وعمامة صوف ، فاشمأز منه محمد ، وقال : أظن أن أقواماً يلبسون الصوف ويقولون : قد لبسه عيسى ابن مريم ، وقد حدثني من لا أتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس الكتان والصوف والقطن ، وسنة نبينا أحق أن تتبع . ومقصود ابن سيرين بهذا أن أقواماً يرون أن لبس الصوف دائماً أفضل من غيره ، فيتحرونه ويمنعون أنفسهم من غيره ، وكذلك يتحرون زياً واحداً من الملابس ، ويتحرون رسوماً وأوضاعاً وهيئات يرون الخروج عنها منكراً ، وليس المنكر إلا التقيد بها ، والمحافظة عليها ، وترك الخروج عنها . والصواب أن أفضل الطرق طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم التى سنها ، وأمر بها ، ورغب فيها ، وداوم عليها ، وهي أن هديه في اللباس : أن يلبس ما تيسر من اللباس ، من الصوف تارة ، والقطن تارة ، والكتان تارة . ولبس البرود اليمانية ، والبرد الأخضر ، ولبس الجبة ، والقباء ، والقميص ، والسراويل ، والإزار ، والرداء ، والخف ، والنعل ، وأرخى الذؤابة من خلفه تارة ، وتركها تارة . وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك . وكان إذا استجد ثوباً ، سماه باسمه ، وقال : " اللهم أنت كسوتني هذا القميص أو الرداء أو العمامة ، أسألك خيره وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " . وكان إذا لبس قميصه ، بدأ بميامنه . ولبس الشعر الأسود ، كما روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود . وفي الصحيحين عن قتادة قلنا لأنس : أي اللباس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : الحبرة . والحبرة : برد من برود اليمن . فإن غالب لباسهم كان من نسج اليمن ، لأنها قريبة منهم ، وربما لبسوا ما يجلب من الشام ومصر ، كالقباطي المنسوجة من الكتان التي كانت تنسجها القبط . وفي سنن النسائي عن عائشة أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بردة من صوف ، فلبسها ، فلما عرق ، فوجد ريح الصوف ، طرحها ، وكان يحب الريح الطيب . وفي سنن أبي داود عن عبد الله بن عباس قال : لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل ، وفي سنن النسائي عن أبي رمثة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وعليه بردان أخضران . والبرد الأخضر : هو الذي فيه خطوط خضر ، وهو كالحلة الحمراء سواء ، فمن فهم من الحلة الحمراء الأحمر البحت ، فينبغي أن يقول : إن البرد الأخضر كان أخضر بحتاً ، وهذا لا يقوله أحد . وكانت مخدته صلى الله عليه وسلم من أدم حشوها ليف ، فالذين يمتنعون عما أباح الله من الملابس والمطاعم والمناكح تزهداً وتعبداً ، بإزائهم طائفة قابلوهم ، فلا يلبسون إلا أشرف الثياب ، ولا يأكلون إلا ألين الطعام ، فلا يرون لبس الخشن ولا أكله تكبراً وتجبراً ، وكلا الطائفتين هديه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال بعض السلف : كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب : العالي ، والمنخفض وفي السنن عن ابن عمر يرفعه إلى النبى صلى الله عليه وسلم : " من لبس ثوب شهرة ، ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ، ثم تلهب فيه النار " وهذا لأنه قصد به الإختيال والفخر ، فعاقبه الله بنقيض ذلك ، فأذله ، كما عاقب من أطال ثيابه خيلاء بأن خسف به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة . وفي الصحيحين عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جر ثوبه خيلاء ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة " وفي السنن عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم قال : " الإسبال في الإزار ، والقميص والعمامة ، من جر شيئاً منها خيلاء ، لم ينظر الله إليه يوم القيامة " وفي السنن عن ابن عمر أيضاً قال : ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار ، فهو في القميص ، وكذلك لبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ، ويحمد في موضع ، فيذم إذا كان شهرة وخيلاء ويمدح إذا كان تواضعاً واستكانة ، كما أن لبس الرفيع من الثياب يذم إذا كان تكبراً وفخراً وخيلاء ، ويمدح إذا كان تجملاً وإظهاراً لنعمة الله ، ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، فقال رجل : يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسناً ، ونعلي حسنة ، أفمن الكبر ذاك ؟ فقال : لا ، إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق ، وغمط الناس " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في هديه في الأكل
فصل وكذلك كان هديه صلى الله عليه وسلم ، وسيرته في الطعام ، لا يرد موجوداً ، ولا يتكلف مفقوداً ، فما قرب إليه شئ من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافه نفسه ، فيتركه من غير تحريم ، وما عاب طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ، كما ترك أكل الضب لما لم يعتده ولم يحرمه على الأمة ، بل أكل على مائدته وهو ينظر . وأكل الحلوى والعسل ، وكان يحبهما ، وأكل لحم الجزور ، والضأن ، والدجاج ، ولحم الحبارى ، ولحم حمار الوحش ، والأرنب ، وطعام البحر ، وأكل الشواء ، وأكل الرطب والتمر ، وشرب اللبن خالصاً ومشوباً ، والسويق ، والعسل بالماء ، وشرب نقيع التمر ، وأكل الخزيرة ، وهي حساء يتخذ من اللبن والدقيق ، وأكل القثاء بالرطب ، وأكل الأقط ، وأكل التمر بالخبز ، وأكل الخبز بالخل، وأكل الثريد ، وهو الخبز باللحم ، وأكل الخبز بالإهالة ، وهي الودك ، وهو الشحم المذاب ، وأكل من الكبد المشوية ، وأكل القديد ، وأكل الدباء المطبوخة ، وكان يحبها وأكل المسلوقة ، وأكل الثريد بالسمن ، وأكل الجبن ، وأكل الخبز بالزيت ، وأكل البطيخ بالرطب ، وأكل التمر بالزبد ، وكان يحبه ، ولم يكن يرد طيباً ، ولا يتكلفه ، بل كان هديه أكل ما تيسر ، فإن أعوزه ، صبر حتى إنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع ، ويرى الهلال والهلال والهلال ، ولا يوقد في بيته نار . وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة ، وهي كانت مائدته ، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ، ويلعقها إذا فرغ ، وهو أشرف ما يكون من الأكلة ، فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة ، والجشع الحريص يأكل بالخمس ، ويدفع بالراحة . وكان لا يأكل متكئاً ، والإتكاء على ثلاثة أنواع ، أحدها : الإتكاء على الجنب ، والثاني : التربع ، والثالث : الإتكاء على إحدى يديه ، وأكله بالأخرى ، والثلاث مذمومة . وكان يسمي الله تعالى على أول طعامه ، ويحمده في آخره فيقول عند انقضائه : " الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا " . وربما قال : " الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم ، من علينا فهدانا ، وأطعمنا وسقانا ، وكل بلاء حسن أبلانا ، الحمد لله الذي أطعم من الطعام ، وسقى من الشراب ، وكسا من العري ، وهدى من الضلالة ، وبصر من العمى ، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلاً ، الحمد لله رب العالمين " . وربما قال : " الحمد لله الذي أطعم وسقى ، وسوغه " . وكان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه ، ولم يكن لهم مناديل يمسحون بها أيديهم ، ولم يكن عادتهم غسل أيديهم كلما أكلوا . وكان أكثر شربه قاعداً ، بل زجر عن الشرب قائماً وشرب مرة قائماً . فقيل : هذا نسخ لنهيه ، وقيل : بل فعله لبيان جواز الأمرين ، والذي يظهر فيه - والله أعلم - أنها واقعة عين شرب فيها قائماً لعذر ، وسياق القصة يدل عليه ، فإنه أتى زمزم وهم يستقون منها ، فأخذ الدلو ، وشرب قائماً . والصحيح في هذه المسألة : النهي عن الشرب قائماً ، وجوازه لعذر يمنع من القعود ، وبهذا تجمع أحاديث الباب ، والله أعلم . وكان إذا شرب ، ناول من على يمينه ، وإن كان من على يساره أكبر منه . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في هديه في النكاح ومعاشرته صلى الله عليه وسلم أهله
صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم قال : " حبب إلي ، من دنياكم : النساء ، والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة " هذا لفظ الحديث ، ومن رواه حبب إلي من دنياكم ثلاث ، فقد وهم ، ولم يقل صلى الله عليه وسلم : ثلاث والصلاة ليست من أمور الدنيا التي تضاف إليها . وكان النساء والطيب أحب شئ إليه ، وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة ، وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره ، وأباح الله له من ذلك ما لم يبحه لأحد من أمته . وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة ، وأما المحبة فكان يقول : " اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما لا أملك " فقيل : هو الحب والجماع ، ولا تجب التسوية في ذلك ، لأنه مما لا يملك . وهل كان القسم واجباً عليه ، أو كان له معاشرتهن من غير قسم ؟ على قولين للفقهاء . فهو أكثر الأمة نساء ، قال ابن عباس : تزوجوا ، فإن خير هذه الامة أكثرها نساء . وطلق صلى الله عليه وسلم ، وراجع ، وآلى إيلاء مؤقتاً بشهر ، ولم يظاهر أبداً ، وأخطأ من قال : إنه ظاهر خطأ عظيماً ، وإنما ذكرته هنا تنبيهاً على قبح خطئه ونسبته إلى ما برأه الله منه . وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة ، وحسن الخلق . وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها . وكان إذا هويت شيئاً لا محذور فيه تابعها عليه ، وكانت إذا شربت من الإناء أخذه ، فوضع فمه في موضع فمها وشرب ، وكان إذا تعرقت عرقاً - وهو العظم الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها ، وربما كانت حائضاً ، وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها ، وكان يقبلها وهو صائم ، وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه يمكنها من اللعب ، ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده ، وهي متكئة على منكبيه تنظر ، وسابقها في السفر على الأقدام مرتين ، وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة . وكان إذا أراد سفراً ، أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها ، خرج بها معه ، ولم يقض للبواقي شيئاً ، وإلى هذا ذهب الجمهور. وكان يقول : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " . وربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن . وكان إذا صلى العصر ، دار على نسائه ، فدنا منهن واستقرأ أحوالهن ، فإذا جاء الليل ، انقلب إلى بيت صاحبة النوبة ، فخصها بالليل . وقالت عائشة : كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم ، وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعاً ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو في نوبتها ، فيبيت عندها . وكان يقسم لثمان منهن دون التاسعة ، ووقع في صحيح مسلم من قول عطاء أن التي لم يكن يقسم لها هي صفية بنت حيي ، وهو غلط من عطاء رحمه الله ، وإنما هي سودة ، فإنها لما كبرت وهبت نوبتها لعائشة . وكان صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة ، وسبب هذا الوهم - والله أعلم - أنه كان قد وجد على صفية في شئ ، فقالت لعائشة : هل لك أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ، وأهب لك يومي ؟ قالت : نعم ، فقعدت عائشة إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم ، في يوم صفية ، فقال : " إليك عني يا عائشة ، فإنه ليس يومك فقالت : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأخبرته بالخبر ، فرضي عنها " . وإنما كانت وهبتها ذلك اليوم وتلك النوبة الخاصة ، ويتعين ذلك ، وإلا كان يكون القسم لسبع منهن ، وهو خلاف الحديث الصحيح الذي لا ريب فيه أن القسم كان لثمان ، والله أعلم . ولو اتفقت مثل هذه الواقعة لمن له أكثر من زوجتين ، فوهبت إحداهن يومها للأخرى ، فهل للزوج أن يوالي بين ليلة الموهوبة وليلتها الأصلية وإن لم تكن ليلة الواهبة تليها ، أو يجب عليه أن يجعل ليلتها هي الليلة التي كانت تستحقها الواهبة بعينها ؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره . وكان صلى الله عليه وسلم يأتي أهله آخر الليل ، وأوله ، فكان إذا جامع أول الليل ، ربما إغتسل ونام ، وربما توضأ ونام . وذكر أبو إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة أنه كان ربما نام ، ولم يمس ماء وهو غلط عند أئمة الحديث ، وقد أشبعنا الكلام عليه في كتاب تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته . وكان يطوف على نسائه بغسل واحد ، وربما اغتسل عند كل واحدة ، فعل هذا وهذا . وكان إذا سافر وقدم ، لم يطرق أهله ليلاً ، وكان ينهى عن ذلك . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|