منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( زاد المعاد ))) الأجزاء 1.2.3.4.5 |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
عمرة عائشة من التنعيم
فصل ولم يتعجل صلى الله عليه وسلم في يومين ، بل تأخر حتى أكمل رمي أيام التشريق الثلاثة ، وأفاض يوم الثلاثاء بعد الظهر إلى المحصب ، وهو الأبطح ، وهو خيف بني كنانة، فوجد أبا رافع وقد ضرب له فيه قبة هناك ، وكان على ثقله توفيقاً من الله عز وجل ، دون أن يأمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، ورقد رقدة ثم نهض إلى مكة، فطاف للوداع ليلاً سحراً، ولم يرمل في هذا الطواف، وأخبرته صفية أنها حائض ، فقال : "أحابستنا هي" فقالوا له : إنها قد أفاضت قال : "فلتنفر إذا". ورغبت إليه عائشة تلك الليلة أن يعمرها عمرة مفردة ، فأخبرها أن طوافها بالبيت وبالصفا والمروة قد أجزأ عن حجها وعمرتها ، فأبت إلا أن تعتمر عمرة مفردة، فأمر أخاها عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم ، ففرغت من عمرتها ليلاً ثم وافت المحصب مع أخيها، فأتيا في جوف الليل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فرغتما"؟ قالت : نعم ، فنادى بالرحيل في أصحابه ، فارتحل الناس ، ثم طاف بالبيت قبل صلاة الصبح . هذا لفظ البخاري . فإن قيل : كيف تجمعون بين هذا، وبين حديث الأسود عنها الذي في الصحيح أيضاً ؟ قالت : "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم نر إلا الحج . فذكرت الحديث ، وفيه : فلما كانت ليلة الحصبة، قلت : يا رسول الله يرجع الناس بحجة وعمرة، وأرجع أنا بحجة ؟ قال : أوما كنت طفت ليالي قدمنا مكة ؟ قالت : قلت : لا. قال : فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم ، فأهلي بعمرة ثم موعدك مكان كذا وكذا، قالت عائشة : فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مصعد من مكة ، وأنا منهبطة عليها، أو أنا مصعدة وهو منهبط منها ". ففي هذا الحديث ، أنهما تلاقيا في الطريق ، وفي الأول ، أنه انتظرها في منزله ، فلما جاءت نادى بالرحيل في أصحابه . ثم فيه إشكال آخر، وهو قولها : لقيني وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة عليها ، أو بالعكس ، فإن كان الأول ، فيكون قد لقيها مصعداً منها راجعاً إلى المدينة، وهي منهبطة عليها للعمرة، وهذا ينافي انتظاره لها بالمحصب . قال أبو محمد بن حزم : الصواب الذي لا شك فيه ، أنها كانت مصعدة من مكة ، وهو منهبط ، لأنها تقدمت إلى العمرة، وانتظرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جائت ، ثم نهض إلى طواف الوداع ، فلقيها منصرفة إلى المحصب عن مكة ، وهذا لا يصح ، فإنها قالت : وهو منهبط منها، وهذا يقتضي أن يكون بعد المحصب ، والخروح من مكة ، فكيف يقول أبو محمد: إنه نهض إلى طواف الوداع وهو منهبط من مكة ؟ هذا محال . وأبو محمد، لم يحج . وحديث القاسم عنها صريح كما تقدم في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتظرها في منزله بعد النفر حتى جاءت ، فارتحل ، وأذن في الناس بالرحيل ، فإن كان حديث الأسود هذا محفوظاً، فصوابه : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا مصعدة من مكة، وهو منهبط إليها، فإنها طافت وقضت عمرتها، ثم أصعدت لميعاده ، فوافته قد أخذ في الهبوط إلى مكة للوداع ، فارتحل ، وأذن في الناس بالرحيل ، ولا وجه لحديث الأسود غير هذا ، وقد جمع بينهما بجمعين آخرين ، وهما وهم . أحدهما : أنه طاف للوداع مرتين : مرة بعد أن بعثها، وقبل فراغها ، ومرة بعد فراغها للوداع ، وهذا مع أنه وهم بين ، فإنه لا يرفع الإشكال ، بل يزيده فتأمله . الثاني : أنه انتقل من المحصب إلى ظهر العقبة خوف المشقة على المسلمين في التحصيب ، فلقيتة وهي منهبطة إلى مكة، وهو مصعد إلى العقبة ، وهذا أقبح من الأول ، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يخرج من العقبة أصلاً ، وإنما خرج من أسفل مكة من الثنية السفلى بالإتفاق . وأيضاً : فعلى تقدير ذلك ، لا يحصل الجمع بين الحديثين . وذكر أبو محمد بن حزم ، أنه رجع بعد خروجه من أسفل مكة إلى المحصب ، وأمر بالرحيل ، وهذا وهم أيضاً ، لم يرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وداعه إلى المحصب ، وإنما مر من فوره إلى المدينة . وذكر في بعض تآليفه ، أنه فعل ذلك ، ليكون كالمحلق على مكة بدائرة في دخوله وخروجه ، فإنه بات بذي طوى، ثم دخل من أعلى مكة، ثم خرج من أسفلها ، ثم رجع إلى المحصب ، ويكون هذا الرجوع من يماني مكة حتى تحصل الدائرة ، فإنه صلى الله عليه وسلم لما جاء ، نزل بذي طوى، ثم أتى مكة من كداء، ثم نزل به لما فرغ من الطواف ، ثم لما فرغ من جميع النسك ، نزل به ، ثم خرح من أسفل مكة وأخذ من يمينها حتى أتى المحصب ، ويحمل أمره بالرحيل ثانياً على أنه لقي في رجوعه ذلك إلى المحصب قوماً لم يرحلوا ، فأمرهم بالرحيل ، وتوجه من فوره ذلك إلى المدينة . ولقد شان أبو محمد نفسه وكتابه بهذا الهذيان البارد السمج الذي يضحك منه ، ولولا التنبيه على أغلاط من غلط عليه صلى الله عليه وسلم . لرغبنا عن ذكر مثل هذا الكلام ، والذي كأنك تراه من فعله أنه نزل بالمحصب ، وصلى به الظهر، والعصر ، والمغرب ، والعشاء، ورقد رقدة، ثم نهض إلى مكة، وطاف بها طواف الوداع ليلاً، ثم خرح من أسفلها إلى المدينة، ولم يرجع إلى المحصب ، ولا دار دائرة ففي صحيح البخاري : عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلى الظهر، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، ورقد رقدة بالمحصب ، ثم ركب إلى البيت ، وطاف به . وفي الصحيحين : "عن عائشة . خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكرت الحديث ، ثم قالت : حين قضى الله الحج ، ونفرنا من منى، فنزلنا بالمحصب فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال له : اخرج بأختك من الحرم ، ثم افرغا من طوافكما، ثم ائتياني ها هنا بالمحصب . قالت : فقضى الله العمرة، وفرغنا من طوافنا في جوف الليل ، فأتيناه بالمحصب . فقال : فرغتما؟ قلنا : نعم . فأذن في الناس بالرحيل ، فمر بالبيت فطاف به ، ثم ارتحل متوجهاً إلى المدينة ". فهذا من أصح حديث على وجه الأرض، وأدله على فساد ما ذكر ابن حزم ، وغيره من تلك التقديرات التي لم يقع شيء منها، ودليل على أن حديث الأسود غير محفوظ ، وإن كان محفوظاً ، فلا وجه له غير ما ذكرنا وبالله التوفيق . وقد اختلف السلف في التحصيب هل هو سنة، أو منزل اتفاق؟ على قولين . فقالت طائفة: هو من سنن الحج ، فإن في الصحيحين عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أراد أن ينفر من منى : "نحن نازلون غداً إن شاء الله بخيف ، بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر". يعني بذلك المحصب ، وذلك أن قريشاً وبني كنانة ، تقاسموا على بني هاشم ، وبني المطلب ، ألا يناكحوهم ، ولا يكون بينهم وبينهم شيء حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقصد النبي صلى الله عليه وسلم إظهار شعائر الإسلام في المكان الذي أظهروا فيه شعائر الكفر، والعداوة لله ورسوله ، وهذه كانت عادته صلوات الله وسلامه عليه ، أن يقيم شعائر التوحيد في مواضع شعائر الكفر والشرك ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تبنى مسجد الطائف موضع اللات والعزى . قالوا: وفي صحيح مسلم : عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر، وعمر ، كانوا ينزلونه . وفي رواية لمسلم ، عنه : أنه كان يرى التحصيب سنة . وقال البخاري عن ابن عمر : كان يصلي به الظهر، والعصر، والمغرب ، والعشاء، ويهجع ، ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك . وذهب آخرون ، منهم ابن عباس ، وعائشة، إلى أنه ليس بسنة، وإنما هو منزل اتفاق ، ففي الصحيحين : عن ابن عباس ، ليس المحصب بشيء ، وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون أسمح لخروجه . وفي صحيح مسلم : عن أبي رافع ، لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل بمن معي بالأبطح ، ولكن أنا ضربت قبته ، ثم جاء فنزل . فأنزل الله فيه بتوفيقه ، تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة" ، وتنفيذاً لما عزم عليه ، وموافقة منه لرسوله صلوات الله وسلامه عليه . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
بحث في الدخول بالكعبة
ها هنا ثلاث مسائل : هل دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت في حجته ، أم لا؟ وهل وقف في الملتزم بعد الوداع ، أم لا ؟ وهل صلى الصبح ليلة الوداع بمكة ، أو خارجاً منها ؟ فأما المسألة الأولى، فزعم كثير من الفقهاء وغيرهم ، أنه دخل البيت في حجته ، ويرى كثير من الناس أن دخول البيت من سنن الحج اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والذي تدل عليه سنته ، أنه لم يدخل البيت في حجته ولا في عمرته ، وإنما دخله عام الفتح ، ففي الصحيحين عن ابن عمر قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقة لأسامة، حتى أناخ بفناء الكعبة، فدعا عثمان بن طلحة بالمفتاح، فجاءه به ، ففتح ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسامة، وبلال ، وعثمان بن طلحة، فأجافوا عليهم الباب ملياً ، ثم فتحوه . قال عبد الله : فبادرت الناس ، فوجدت بلالاً على الباب . فقلت : أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بين العمودين المقدمين . قال : ونسيت أن أسأله ، كم صلى . وفي صحيح البخاري عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لما قدم مكة ، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، قال : فأمر بها فأخرجت ، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ". قال : فدخل البيت ، فكبر في نواحيه ، ولم يصل فيه. فقيل : كان ذلك دخولين ، صلى في أحدهما ، ولم يصل في الآخر . وهذه طريقة ضعفاء النقد، كلما رأوا اختلاف لفظ ، جعلوه قصة أخرى ، كما جعلوا الإسراء مراراً لإختلاف ألفاظه ، وجعلوا اشتراءه من جابر بعيره مراراً ، لاختلاف ألفاظه ، وجعلوا طواف الوداع مرتين لاختلاف سياقه ، ونظائر ذلك . وأما الجهابذة النقاد، فيرغبون عن هذه الطريقة ، ولا يجبنون عن تغليط من ليس معصوماً من الغلط ونسبته إلى الوهم ، قال البخاري وغيره من الأئمة : والقول قول بلال ، لأنه مثبت شاهد صلاته ، بخلاف ابن عباس . والمقصود : أن دخوله البيت إنما كان في غزوة الفتح ، لا في حجه ولا عمره ، وفي صحيح البخاري ، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال : قلت لعبد الله بن أبي أوفى: أدخل النبي صلى الله عليه وسلم في عمرته البيت ؟ قال : لا . وقالت عائشة : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندي وهو قرير العين ، طيب النفس ، ثم رجع إلي وهو حزين القلب، فقلت: يا رسول الله خرجت من عندي وأنت كذا وكذا . فقال : إني دخلت الكعبة، ووددت أني لم أكن فعلت ، إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي ، فهذا ليس فيه أنه كان فيه حجته ، بل إذا تأملته حق التأمل ، أطلعك التأمل على أنه كان في غزاة الفتح ، والله أعلم ، وسألته عائشة أن تدخل البيت ، فأمرها أن تصلي في الحجر ركعتين . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
بحث الوقوف بالملتزم
فصل وأما المسألة الثانية : وهي وقوفه في الملتزم ، فالذي روي عنه ، أنه فعله يوم الفتح ، ففي سنن أبي داود ، عن عبد الرحمن بن أبي صفوان ، قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، انطلقت ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد خرح من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا الركن من الباب إلى الحطيم ، ووضعوا خدودهم على البيت ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم . وروى أبو داود أيضاً : من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده . قال : طفت مع عبد الله ، فلما حاذى دبر الكعبة قلت: ألا تتعوذ ؟ قال : نعود من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر فقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه هكذا ، وبسطهما بسطاً ، وقال : هكذا رأيت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . فهذا يحتمل أن يكون في وقت الوداع ، وأن يكون في غيره ، ولكن قال مجاهد والشافعي بعده وغيرهما: إنه يستحب أن يقف في الملتزم بعد طواف الوداع ويدعو، وكان ابن عباس رضي عنهما يلتزم ما بين الركن والباب ، وكان يقول : لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ، والله أعلم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
بحث في موضع صلاة الصبح صبيحة ليلة الوداع
فصل وأما المسألة الثالثة : وهي موضع صلاته صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح صبيحة ليلة الوداع ، ففي الصحيحين : عن أم سلمة، قالت : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي ، فقال: " طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" . قالت : فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت ، وهو يقرأ بـ " والطور * وكتاب مسطور " فهذا يحتمل أن يكون في الفجر وفي غيرها ، وأن يكون في طواف الوداع وغيره ، فنظرنا في ذلك ، فإذا البخاري قد روى في صحيحه في هذه القصة، أنه صلى الله عليه وسلم لما أراد الخروج ، ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت ، وأرادت الخروج ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت صلاة الصبح ، فطوفي على بعيرك ، والناس يصلون" ، ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت . وهذا محال قطعاً أن يكون يوم النحر، فهو طواف الوداع بلا ريب ، فظهر أنه صلى الصبح يومئذ عند البيت ، وسمعته أم سلمة يقرأ فيها بالطور . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ارتحاله إلى المدينة
فصل ثم ارتحل صلى الله عليه وسلم راجعاً إلى المدينة ، فلما كان بالروحاء ، لقي ركباً ، فسلم عليهم ، وقال : "من القوم"؟ فقالوا : المسلمون، قالوا : فمن القوم؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفعت امرأة صبياً لها من محفتها ، فقال : يا رسول الله؟ ألهذا حج ؟ قال : "نعم ، ولك أجر". فلما أتى ذا الحليفة ، بات بها ، فلما رأى المدينة ، كبر ثلاث مرات ، وقال : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " . ثم دخلها نهاراً من طريق المعرس ، وخرح من طريق الشجرة والله أعلم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل في الأوهام
فمنها: وهم لأبي محمد بن حزم في حجة الوداع ، حيث قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس وقت خروجه "أن عمرة في رمضان تعدل حجة " وهذا وهم ظاهر ، فإنه خروجه فإنه إنما قال ذلك بعد رجوعه إلى المدينة من حجته ، إذ قال لأم سنان الأنصارية ما منعك أن تكوني حججتي معنا ؟ قالت : لم يكن لنا إلا ناضحان ، فحج أبو ولدي وابني على ناضح ، وترك لنا ناضحاً ننضح عليه . قال : "فإذا جاء رمضان فاعتمري ، فإن عمرة في رمضان تقضي حجه " : هكذا رواه مسلم في صحيحه . وكذلك أيضاً قال هذا لأم معقل بعد رجوعه إلى المدينة، كما رواه أبو داود، من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن جدته أم معقل ، قالت : لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، وكان وكان لنا جمل ، فجعله أبو معقل في سبيل الله ، فأصابنا مرض ، فهلك أبو معقل ، وخرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فرغ من حجته ، فقال : "ما منعك أن تخرجي معنا"؟ فقالت : لقد تهيأنا، فهلك أبو معقل ، وكان لنا جمل وهو الذي نحج عليه ، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله . قال : "فهلا خرجت عليه ؟ فإن الحج في سبيل الله ، فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمري في رمضان ، فإنها كحجة" . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
من الأوهام أنه خرج لست بقين من ذي القعدة
ومنها وهم آخر له ، وهو أن خروجه كان يوم الخميس لست بقين من ذي القعدة ، وقد تقدم أنه خرج لخمس ، وإن خروجه كان يوم السبت . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ومنها وهم آخر لبعضهم أنه خرج يوم الجمعة بعد الصلاة
ومنها وهم آخر لبعضهم ، ذكر الطبري في حجة الوداع أنه خرج يوم الجمعة بعد الصلاة . والذي حمله على هذا الوهم القبيح ، قوله في الحديث : خرج لست بقين ، فظن أن هذا لا يمكن إلا أن يكون الخروح يوم الجمعة، إذ تمام الست يوم الأربعاء، وأول ذي الحجة كان يوم الخميس بلا ريب ، وهذا خطأ فاحش ، فإنه من المعلوم الذي لا ريب فيه ، أنه صلى الظهر يوم خروجه بالمدينة أربعاً ، والعصر بذي الحليفة ركعتين ، ثبت ذلك في الصحيحين . وحكى الطبري في حجته قولاً ثالثاً: إن خروجه كان يوم السبت ، وهو اختيار الواقدي ، وهو القول الذي رجحناه أولاً ، لكن الواقدي ، وهم في ذلك ثلاثة أوهام ، أحدها : أنه زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم خروجه الظهر بذي الحليفة ركعتين ، الوهم الثاني : أنه أحرم ذلك اليوم عقيب صلاة الظهر، وإنما أحرم من الغد بعد أن بات بذي الحليفة ، الوهم الثالث : أن الوقفة كانت يوم السبت ، وهذا لم يقله غيره ، وهو وهم بين . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ومنها وهم أنه صلى الله عليه وسلم ، تطيب هناك قبل غسله ، ثم غسل الطيب عنه لما اغتسل
ومنها وهم للقاضي عياض رحمه الله وغيره ، أنه صلى الله عليه وسلم ، تطيب هناك قبل غسله ، ثم غسل الطيب عنه لما اغتسل . ومنشأ هذا الوهم ، من سياق ما وقع في صحيح مسلم في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم طاف على نسائه بعد ذلك ثم أصبح محرماً ". والذي يرد هذا الوهم ، قولها : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه ، وقولها : كأني أنظر إلى وبيص الطيب ، أي : بريقه في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم ، وفي لفظ : وهو يلبي بعد ثلاث من إحرامه ، وفي لفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا أراد أن يحرم ، تطيب بأطيب ما يجد ، ثم أرى وبيص الطيب في رأسه ولحيته بعد ذلك ، وكل هذه الألفاظ ألفاظ الصحيح . وأما الحديث الذي احتج به ، فإنه حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ، عنها: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطوف على نسائه ثم يصبح محرماً. وهذا ليس فيه ما يمنع الطيب الثاني عند إحرامه . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ومنها وهم آخر أنه صلى الله عليه وسلم أحرم قبل الظهر
فصل ومنها: وهم آخر لأبي محمد بن حزم أنه صلى الله عليه وسلم أحرم قبل الظهر وهو وهم ظاهر، لم ينقل في شيء من الأحاديث ، وإنما أهل عقيب صلاة الظهر في موضع مصلاه ، ثم ركب ناقته ، واستوت به على البيداء وهو يهل ، وهذا يقيناً كان بعد صلاة الظهر، والله أعلم . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|