منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للجامعات والكليات > جعلان للبحوثات العلمية | ||
بحث((( موسوعة سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
جمع قصي قومه من منازلهم إلى مكة
فوليها قصي ، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة ، وتملك عليهم ، وملكوه ، لأنه أقر للعرب ما كانوا عليه ، لأنه يراه ديناً لا يغير ، فأقر النسأة وآل صفوان وعدوان ، ومرة بن عوف على ما كانوا عليه ، حتى جاء الإسلام ، فهدم ذلك كله ، وفيه يقول الشاعر : قصي لعمري كان يدعى مجمعاً به جمع الله القبائل من فهر فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكاً أطاع له به قومه ، فكانت إليه الحجابة ، والسقاية ، والرفادة ، والندوة ، واللواء وقطع مكة رباعاً بين قومه ، فأنزل كل قوم منهم منازلهم . وقيل : إنهم هابوا قطع الشجر عن منازلهم ، فقطعها بيده وأعوانه ، فسمته قريش مجمعاً لما جمع من أمرهم ، وتيمنت بأمره فلا تنكح امرأة منهم ولا يتزوج رجل ولا يتشاورون فيما نزل بهم ، ولا يعقدون لواء حرب إلا في داره يعقده لهم بعض ولده . فكان أمره في حياته -وبعد موته- عندهم كالدين المتبع ، واتخد لنفسه دار الندوة . فلما كبر قصي ورق عظمه -وكان عبد الدار بكره - وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه ، وعبد العزى وعبد الدار . فقال قصي لعبد الدار : لألحقنك بالقوم ، وإن شرفوا عليك ، لا يدخل أحد منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها له ، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت . ولا يشرب رجل بمكة إلا من سقايتك ، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاماً إلا من طعامك ، ولا تقطع قريش أمراً من أمورها إلا في دارك . فأعطاه دار الندوة ، والحجابة ، واللواء ، والسقاية ، والرفادة : وهي خرج تخرجه قريش في الموسم من أموالها إلى قصي ، فيصنع به طعاماً للحاج ، يأكله من لم يكن له سعة ولا زاد ، لأن قصياً فرضه على قريش . فقال لهم : إنكم جيران الله وأهل بيته . وإن الحاج ضيف الله ، وهم أحق الضيف بالكرامة . فاجعلوا لهم طعاماً وشراباً أيام الحج حتى يصدروا عنكم . ففعلوا . وكان قصي لا يخالف ، ولا يرد عليه شئ صنعه فلما هلك أقام بنوه أمره لا نزاع بينهم . ثم إن بني عبد مناف أرادوا أخذ ما بيد عبد الدار ورأوا أنهم أولى بذلك ، فتفرقت قريش ، بعضهم معهم ، وبعضهم مع عبد الدار، فكان صاحب أمر عبد مناف : عبد شمس بن عبد مناف ، لأنه أسنهم ... وصاحب أمر بني عبد الدار : عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار ، فعقد كل قوم حلفاً مؤكداً . فأخرج بنو عبد مناف جفنة مملوءة طيباً ، فغمسوا أيديهم فيها ، ومسحوا بها الكعبة ، فسموا المطيبين وتعاقد بنو عبد الدار وحلفاؤهم فسموا الأحلاف . ثم تداعوا إلى الصلح ، على أن لبني عبد مناف السقاية والرفادة ، وأن الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار ، فرضوا ، وثبت كل قوم مع من حالفوا ، حتى جاء الله بالإسلام . "فقال صلى الله عليه وسلم : كل حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
حلف الفضول :
وأما حلف الفضول ، فاجتمعوا له في دار عبد الله بن جدعان لشرفه وسنه ، وهم: بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبد العزى، وزهرة بن كلاب ، وتيم بن مرة ، تعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها ، أو ممن دخلها ، إلا قاموا معه ، حتى ترد إليه مظلمته ، فقال الزبير بن عبد المطلب : إن الفضول تحالفوا وتعاقدوا أن لا يقيم ببطن مكة ظالم أمر عليه تحالفوا وتعاقدوا فالجار والمعتز فيهم سالم فولي السقاية والرفادة : هاشم بن عبد مناف ، لأن عبد شمس سفار ، قلما يقيم بمكة . وكان مقلاً ذا ولد وكان هاشم موسراً، وهو أول من سن الرحلتين ، رحلة الشتاء والصيف ، وأول من أطعم الثريد بمكة ، فقال بعضهم : عمرو الذي هشم الثريد لقومه قوم بمكة مسنتين عجاف ولما مات هاشم ولي ذلك المطلب بن عبد مناف ، فكان ذا شرف فيهم ، يسمونه الفياض لسماحته . وكان هاشم قدم المدينة، فتزوج سلمى بنت عمرو ، من بني النجار ، فولدت له عبد المطلب ، فلما ترعرع خرج إليه المطلب ليأتي به ، فأبت أمه ، فقال : إنه يلي ملك أبيه . فأذنت له ، فرحل به ، وسلم إليه ملك أبيه ، فولي عبد المطلب ما كان أبوه يلي . وأقام لقومه ما أقام آباؤه ، وشرف فيهم شرفاً لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبوه وعظم خطره فيهم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قصة حفر زمزم ثم ذكر قصة حفر زمزم ، وما فيها من العجائب .
ثم ذكر قصة نذر عبد المطلب ذبح ولده ، وما جرى فيها من العجائب . ثم ذكر الآيات التي لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ولادته ، وبعدها وما جرى له وقت رضاعه وبعد ذلك . ثم ذكر كفالة أمه له ، ثم كفالة جده ، ثم كفالة عمه أبي طالب . ثم ذكر قصة بحيرى الراهب وغيرها من الآيات . ثم ذكر تزوجه خديجة ، وما ذكر لها غلامها ميسرة ، وما ذكرته هي لورقة ، وقول ورقة : لججت وكنت في الذكرى لجوجاً لهم طالما بعث النشيجا إلى آخرها . . . ثم ذكر حكمه صلى الله عليه وسلم بين قريش في الحجر الأسود عند بنائها الكعبة . وذكر قصة بنائها . وما فيها من العجائب |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر أمر الحمس
وذكر أمر الحمس - وقال : إن قريشاً ابتدعته رأياً رأوه ، فقالوا : نحن بنو إبراهيم ، وأهل الحرم ، وولاة البيت ، فليس لأحد من العرب مثل حقنا، فلا تعظموا أشياء من الحل مثلما تعظمون الحرم ، لئلا تستخف العرب بحرمتكم . فتركوا الوقوف بعرفة ، والإفاضة منها ، ومع معرفتهم أنها من المشاعر ، ومن دين إبراهيم . ويرون لسائر العرب أن يقفوا بها ، ويفيضوا منها ، إلا أنهم قالوا: نحن أهل الحرم ، فلا ينبغي لنا أن نخرج منه . نحن الحمس . و الحمس أهل الحرم . ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من أهل الحرم ، مثل ما لهم بولادتهم إياهم ، أي : يحل لهم ما يحل لهم ، ويحرم عليهم ما يحرم عليهم . وكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك . ثم ابتدعوا في ذلك أموراً ، فقالوا : لا ينبغي للحمس أن يقطوا الأقط ، ولا أن يسلوا السمن وهم حرم ، ولا يدخلوا بيتاً من شعر ، ولا يستظلوا إلا في بيوت الأدم ما داموا حرماً . ثم قالوا : لا ينبغي لأهل الحل أن يأكلوا من طعام جاءوا به من الحل إلى الحرم ، إذا جاءوا حجاجاً أو عماراً ، ولا يطوفوا بالبيت إذا قدموا -أول طوافهم- إلا في ثياب الحمس ، فإن لم يجدوا منها شيئاً طافوا بالبيت عراة ، فإن لم يجد القادم ثياب الحمس : طاف في ثيابه ، وألقاها إذا فرغ من طوافه ، ولم ينتفع بها ولا أحد غيره . فكانت العرب تسميها اللقى وحملوا على ذلك العرب ، فدانت به . أما الرجال : فيطوفون عراة . وأما النساء : فتضع المرأة ثيابها كلها إلا درعاً مفرجاً ثم تطوف فيه ، فقالت امرأة وهي تطوف : اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فلم يزالوا كذلك حتى جاء الله بالإسلام ، فأنزل الله : " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " ، وأنزل فيما حرموا : " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم " إلى قوله : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " إلى قوله : " لقوم يعلمون " . وذكر حدوث الرجوم ، وإنذار الكهان به صلى الله عليه وسلم ، ونزول سورة الجن وقصتهم |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر إنذار اليهود
ثم ذكر إنذار اليهود ، وأنه سبب إسلام الأنصار ، وما نزل في ذلك من القرآن ، وقصة ابن الهيبان ، وقوله : يا معشر يهود ، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع ؟، وقوله : إنما قدمت هذه البلدة أتوكف خروج نبي قد أظل زمانه ، وهذه البلدة مهاجره إلى آخرها . ثم ذكر قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه . ثم ذكر الأربعة المتفرقين عن الشرك في طلب الدين الحق ، وهم : ورقة بن نوفل ، وعبيد الله بن جحش ، وعثمان بن الحويرث ، وزيد بن عمرو بن نفيل . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
وصية عيسى عليه السلام باتباع محمد صلى الله عليه وسلم
ثم ذكر وصية عيسى ابن مريم . عليه السلام باتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، وما أخذ الله على الأنبياء من الإيمان به والنصر له، وأن يؤدوه إلى أممهم ، فأدوا ذلك ، وهو قول الله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " الآية . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ذكر قصة بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقصة في الصحيحين ، وفيها : "أن أول ما أنزلفمن فهم أن هذه أول آية أرسله الله بها ، عرف أنه سبحانه أمره أن ينذر الناس عن الشرك الذي يعتقدون أنه عبادة الأولياء ليقربوهم إلى الله قبل إنذاره عن نكاح الأمهات والبنات ، وعرف أن قوله تعالى : " وربك فكبر " أمر بالتوحيد قبل الأمر بالصلاة وغيرها ، وعرف قدر الشرك عند الله وقدر التوحيد . فلما أنذر صلى الله عليه وسلم الناس استجاب له قليل . وأما الأكثر فلم يتبعوا ولم ينكروا ، حتى بادأهم بالتنفير عن دينهم وبيان نقائصه وعيب آلهتهم ، فاشتدت عداوتهم له ولمن تبعه ، وعذبوهم عذاباً شديداً ، وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم . فمن فهم هذا : عرف أن الإسلام لا يستقيم إلا بالعداوة لمن تركه وعيب دينه وإلا لو كان لأولئك المعذبين رخصة لفعلوا . وجرى بينه وبينهم ما يطول وصفه ، وقص الله سبحانه بعضه في كتابه . ومن أشهر ذلك : قصة عمه أبي طالب لما حماه بنفسه وماله وعياله وعشيرته ، وقاسى في ذلك الشدائد العظيمة ، وصبر عليها ، ومع ذلك كان مصدقاً له ، مادحاً لدينه : محباً لمن اتبعه ، معادياً لمن عاداه ، لكن لم يدخل فيه ، ولم يتبرأ من دين آبائه ، واعتذر عن ذلك بأنه لا يرضى بمسبة آبائه ، ولولا ذلك لاتبعه ، ولما مات وأراد النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار له أنزل الله عليه : " ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم " . فيا لها من عبرة ما أبينها ؟ ومن عظة ما أبلغها ! ومن بيان ما أوضحه ! لما يظن كثير ممن يدعي اتباع الحق فيمن أحب الحق وأهله ، من غير اتباع للحق لأجل غرض من أغراض الدنيا . عليه : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " إلى قوله : " ما لم يعلم "، ثم أنزل عليه : " يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر* والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر " ". |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
قصته صلى الله عليه وسلم مع قريش حين قرأ سورة النجم
ومما وقع أيضاً : قصته صلى الله عليه وسلم معهم لما قرأ سورة النجم بحضرتهم - فلما وصل إلى قوله : " أفرأيتم اللات والعزى* ومناة الثالثة الأخرى " ، ألقى الشيطان في تلاوته : تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى ، وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً ، وتلقاها الصغير والكبير منهم ، وقالوا كلاماً معناه : هذا الذي نريد ، نحن نقر أن الله هو الخالق الرازق ، المدبر للأمور ، ولكن نريد شفاعتها عنده ، فإذا أقر بذلك فليس بيننا وبينه أي خلاف . واستمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، فلما بلغ السجدة سجد وسجدوا معه ، وشاع الخبر : أنهم صافوه ، حتى إن الخبر وصل إلى الصحابة الذين بالحبشة ، فركبوا البحر راجعين ، لظنهم أن ذلك صدق ، فلما ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاف أن يكون قاله فخاف من الله خوفاً عظيماً ، حتى أنزل الله عليه : " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " إلى قوله : " عذاب يوم عظيم " . فمن عرف هذه القصة ، وعرف ما عليه المشركون اليوم ، وما قاله ويقوله علماؤهم ، ولم يميز بين الإسلام الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين دين قريش الذي أرسل الله رسوله ينذرهم عنه ، وهو الشرك الأكبر: فأبعده الله ، فإن هذه القصة في غاية الوضوح ، إلا من طبع الله ، على قلبه وسمعه ، وجعل على بصره غشاوة ، فذلك لا حيلة فيه ، ولو كان من أفهم الناس ، كما قال الله تعالى في أهل الفهم الذين لم يوفقوا : " ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء " الآية . ثم لم أراد الله إظهار دينه ، وإعزاز المسلمين : أسلم الأنصار -أهل المدينة- بسبب العلماء الذين عندهم من اليهود ، وذكرهم لهم النبي وصفته ، وأن هذا زمانه وقدر الله سبحانه أن أولئك العلماء الذين يتمنون ظهوره وينتظرونه ، ويتوعدونهم به - لمعرفتهم أن العز لمن اتبعه- يكفرون به ويعادونه ، فهو قول الله سبحانه : " ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين " . فلما أسلم الأنصار أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بمكة من المسلمين بالهجرة إلى المدينة ، فهاجروا إليها . وأعزهم الله تعالى بعد تلك الذلة ، فهو قوله تعالى : " واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره " الآية |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فوائد الهجره والمسائل التي فيها كثيرة
وفوائد الهجره ، والمسائل التي فيها كثيرة ، لكن نذكر منها مسألة واحدة ، وهي : أن ناساً من المسلمين لم يهاجروا ، كراهة مفارقة الأهل ، والوطن والأقارب ، فهو قوله تعالى : " قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين " . فلما خرجت قريش إلى بدر خرجوا معهم كرهاً ، فقتل بعضهم بالرمي ، فلم علم الصحابة أن فلاناً قتل ، وفلاناً قتل ، تأسفوا على ذلك ، وقالوا : قتلنا إخواننا ، فأنزل الله تعالى فيهم : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض " إلى قوله : " وكان الله غفورا رحيما " . فليتأمل الناصح لنفسه هذه القصة ، وما أنزل الله فيها من الآيات ، فإن أولئك لو تكلموا بكلام الكفر ، وفعلوا كفراً ظاهراً يرضون به قومهم : لم يتأسف الصحابة على قتلهم ، لأن الله بين لهم -وهم بمكة- لما عذبوا قوله تعالى : " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " . فلو سمعوا عنهم كلاماً أو فعلا يرضون به المشركين من غير إكراه ، ما كانوا يقولون : قتلنا إخواننا |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
تفسير قوله تعالى : " قالوا فيم كنتم "
ويوضحه قوله تعالى : " قالوا فيم كنتم " ، ولم يقولوا : كيف عقيدتكم أو كيف فعلكم ؟ بل قالوا : في أي الفريقين كنتم ؟ فاعتذروا بقولهم : " كنا مستضعفين في الأرض "، فلم تكذبهم الملائكة في قولهم هذا ، بل قالوا لهم : " ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها " ، ويوضحه قوله : " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا " . فهذا في غاية الوضوح ، فإذا كان هذا في السابقين الأولين من الصحابة ، فكيف بغيرهم ؟ ولا يفهم هذا إلا من فهم أن أهل الدين اليوم لا يعدونه ذنباً ، فإذا فهمت ما أنزل الله فهماً جيداً ، وفهمت ما عند من يدعي الدين اليوم ، تبين لك أمور : منها : أن الإنسان لا يستغني عن طلب العلم ، فإن هذه وأمثالها لا تعرف إلا بالتنبيه . فإذا كانت قد أشكلت على الصحابة قبل نزول الآية ، فكيف بغيرهم ؟ ومنها : أنك تعرف أن الإيمان ليس كما يظنه غالب الناس اليوم ، بل كما قال الحسن البصري - فيما روى عنه البخاري : " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال" . نسأل الله أن يرزقنا علماً نافعاً ، ويعيذنا من علم لا ينفع . قال عمر بن عبد العزيز : يا بني ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ، ولكن الخير : أن تعقل عن الله ثم تطيعه . ولما هاجر المسلمون إلى المدينة ، واجتمع المهاجرون والأنصار : شرع الله لهم الجهاد ، وقبل ذلك نهوا عنه ، وقيل لهم : " كفوا أيديكم "، فأنزل الله تعالى : " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " ، فبذلوا أنفسهم وأموالهم لله تعالى رضي الله عنهم ، فشكر الله لهم ذلك ، ونصرهم على من عاداهم مع قلتهم وضعفهم ، وكثرة عدوهم وقوته |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|