منتديات جعلان > جعلان للتربية والتعليم والموسوعات > جعلان للتربية والتعليم | ||
((( عيون الأثر الجزء الأول والثاني ))) |
الملاحظات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
من استشهد من المسلمين يوم بدر
و استشهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر من المسلمين : عبيدة بن الحارث و عمير بن أبي وقاص ـ و كانت سنة ستة عشر أو سبعة عشر عاماً ـ و عمير بن الحمام من بني سلمة من الأنصار ، و سعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف من الأوس ، و ذو الشمالين ابن عبد عمرو بن نضلة الخزاعي حليف بني زهرة ، و مبشر بن عبد المنذر من بني عمرو ابن عوف ، و عاقل بن البكير الليثي ، و مهجع مولى عمر حليف بني عدي ، و صفوان ابن بيضاء الفهري ، و يزيد بن الحارث من بني الحارث بن الخزرج ، و رافع ابن المعلى ـ و قد تقدم الخلاف في أخيه هلال ، و حارثة بن سراقة من بني النجار ، و عوف و معوذ ابنا عفراء = أربعة عشر : ستة من المهاجرين ، و ثمانية من الأنصار ، ستة من الخزرج ، و اثنان من الأوس . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
من قتل و أسر ببدر من المشركين
و قتل من المشركين سبعون و أسر سبعون . و روينا عن طريق البخاري : حدثني عمرو بن خالد ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، قال : سمعت البراء ، قال : جعل النبي صلى الله عليه و سلم على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير ، فأصابوا منا سبعين ، و كان النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه يوم بدر أصاب من المشركين أربعين و مائة : سبعين أسيراً ، و سبعين قتيلاً . فمن مشاهير القتلى : من بني عبد شمس : حنظلة بن أبي سفيان ، قتله زيد بن حارثة ، و عبيدة بن سعيد بن العاص ، قتله الزبير ، و أخوه العاصي بن سعيد ، قتله علي و قيل غيره . و عتبة و شيبة ابنا ربيعة ، و الوليد بن عتبة ، قتلهم حمزة و عبيدة و علي كما تقدم . و عقبة بن أبي معيط ، قتله عاصم بن ثابت صبراً ـ و قيل : بل علي بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم له بذلك ـ و الحارث بن عامر بن نوفل ، قتله علي . و طعيمة بن عدي ، قتله حمزة ، و قيل بل قتل صبراً ، و الأول أشهر . و زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، و ابنه الحارث ابن زمعة ، و أخوه العقيل بن الأسود ، و أبو البختري بن العاصي بن هشام ـ و قد تقدم الخلاف في قاتله من هو ـ و نوفل بن خويلد بن أسد ، قتله علي ، و قيل الزبير . و النضر بن الحارث ، قتل صبراً بالصفراء . و عمير بن عثمان ، عم طلحة بن عبيد الله بن عثمان . و أبو جهل بن هشام . و أخوه العاصي بن هشام ، قتله عمر . و مسعود بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة . و أبو قيس بن الوليد ، أخو خالد بن الوليد . و قيس بن الفاكه بن المغيرة . و السائب بن أبي السائب المخزومي ، و قد قيل لم يقتل يومئذ ، و أسلم بعد ذلك . و منبه و نبيه ابنا الحجاج بن عامر السهمي . و العاصي و الحارث ابنا منبه بن الحجاج . و أمية بن خلف الجمحي ، و ابنه علي . و أسر يومئذ : مالك بن عبيد الله ، أخو طلحة ، فمات أسيراً . و حذيفة بن أبي حذيفة ابن المغيرة ، ثم قتل ، و قتل أخوه هشام بن أبي حذيفة . و أسر من بني مخزوم ، و من حلفائهم يومئذ أربعة و عشرون رجلاً . و من بني عبد شمس و حلفائهم اثنا عش رجلاً ، منهم عمرو بن أبي سفيان ، و الحارث بن أبي وحرة بن أبي عمرو بن أمية . و أبو العاصي بن الربيع صهر رسول الله صلى الله عليه و سلم على ابنته زينب . و أسر من بني هاشم : العباس بن عبد المطلب ، و عقيل بن أبي طالب ، و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب . و من بني المطلب بن عبد مناف : السائب بن عبيد ، و النعمان بن عمرو . و من بني نوفل : عدي بن الخيار . و من بني عبد الدار : أبو عزيز بن عمير . و من سائر قريش : السائب بن أبي حبيش ، و الحارث بن عامر ابن عثمان بن أسد ، و خالد بن هشام أخو أبي جهل ، و صيفي بن أبي رفاعة ، و أخوه أبو المنذر بن أبي رفاعة ، و المطلب بن حنطب ، و خالد بن الأعلم ، و هو القائل : و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا و لكن على أقدامنا تقطر الدما و هو أول من فر يوم بدر ، فأدرك و أسر . و عثمان بن عبد شمس بن جابر المازني حليف لهم ، و هو ابن عمة عتبة بن غزوان ، و أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة ، و أبو قيس بن الوليد أخو خالد بن الوليد ، و عثمان بن عبد الله بن المغيرة ، و أبو عطاء عبد الله بن أبي السائب ابن عائد المخزومي ، و أبو وداعة بن صبيرة السهمي ـ و هو أول أسير فدي منهم ـ و عبد الله بن أبي بن خلف الجمحي ، و أخوه عمرو ، و أبو عزة الجمحي ، و سهيل بن عمرو العامري ، و عبد بن زمعة بن قيس العامري ، و عبيد الله بن حميد بن زهير الأسدي . هؤلاء المشاهير من الأسرى و القتلى ، نقلت ذلك عن أبي عمر ، و لو لا خشية الإطالة لأتيت عليهم . و كان الفداء من أربعة آلاف ، إلى ثلاثة آلاف ، إلى ألفين إلى ألف درهم . و روينا عن ابن سعد ، " أخبرنا الفضل بن دكين ، حدثنا إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، قال : أسر رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر سبعين أسيراً ، و كان يفادي بهم على قدر أموالهم ، و كان أهل مكة يكتبون ، و أهل المدينة لا يكتبون ، فمن لم يكن عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم ، فإذا حذقوا فهو فداؤه " . و روينا عنه قال : " أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا هشام بن حسان ، حدثنا محمد بن سيرين ، عن عبيدة ، ان جبريل نزل على النبي صلى الله عليه و سلم في أسارى بدر ، فقال : إن شئتم قتلتموهم ، و إن شئتم أخذتم منهم الفداء ، و يستشهد قابل منكم سبعون . قال : فنادى النبي صلى الله عليه و سلم في أصحابه ، فجاؤوا ـ أو من جاء منهم ـ فقال : إن هذا جبريل يخيركم بين أن تقدموهم فتقتلوهم ، و بين أن تفادوهم و يستشهد قابل منكم بعدتهم ، فقالوا : بل نفاديهم فنتقوى به عليهم ، و يدخل قابل منا الجنة سبعون ، ففادوهم " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ذكر من أسلم من أسرى بدر بعد ذلك
العباس بن عبد المطلب ، عقيل بن أبي طالب ، نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، أبو العاص بن الربيع ، أبو عزيز بن عمير العبدري ، السائب بن أبي حبيش ، خالد بن هشام المخزومي ، عبد الله بن أبي السائب ، المطلب بن حنطب ، أبو وداعة السهمي ، عبد الله بن أبي بن خلف الجمحي ، وهب بن عمير الجمحي ، سهيل بن عمرو العامري ، عبد الله بن زمعة ـ أخو سودة ـ قيس بن سائب المخزومي ، نسطاس مولى أمية بن خلف . و يذكر أن العباس ـ و كان جسيماً ـ أسره أبو اليسر كعب بن عمرو ـ و كان دميماً ـ فقيل للعباس : لو أخذته بكفك لوسعته كفك . فقال : ما هو إلا أن لقيته فظهر في عيني كالخندمة ـ و الخندمة : جبل من جبال مكة ـ . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فضل من شهد بدراً
روينا من طريق البخاري : " حدثني إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي ، عن أبيه ـ و كان أبوه من أهل بدر ـ قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين ـ أو كلمة نحوها ـ قال : كذلك من شهد بدراً من الملائكة " . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
ما قيل من الشعر في بدر
قال حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه : ألم تر أمراً كان من أعجب الدهر و للحين أسباب مبينة الأمر و ما ذاك إلا أن قوما أفادهم فحانوا تواص بالعقوق و بالكفر عشية راحوا نحو بدر جميعهم و كانوا رهوناً للركية من بدر و كنا طلبنا العير لم نبغ غيرها فساروا إلينا فالتقينا على قدر فلما التقينا لم تكن مثنوية لنا غير طعن بالمثقفة السمر و ضرب ببيض يختلي الهام حدها مشهرة الألوان بينة الأثر و نحن يركنا عتبة الغي ثاوياً و شيبة في قتلى تجرجم قي الجفر و عمرو ثوى فيمن ثوى من حما بهم فشقت جيوب النائحات على عمرو جيوب نساء من لؤي بن غالب كرام تفر عن الذوائب من فهر أولئك قوم قتلوا في ضلالهم و خلوا لواء غير محتضر النصر لواء ضلال قاد إبليس أهله فخاس بهم إن الخبيث إلى غدر و قال لهم إذ عاين الأمر واضحا برئت إليكم ما بي اليوم من صبر فإني أرى مالا ترون و إنني أخاف عقاب الله و الله ذو قسر فقدمهم للحين حتى تورطوا و كان بما لم يخبر القوم ذا خبر فكانوا غداة البئر ألفاً و جمعنا ثلاث مئين كالمسدمة الزهر و فينا جنود الله حين يمدنا بهم في مقام ثم مستوضح الذكر فشد بهم جبريل تحت لوائنا لدا مأزق فيه مناياهم تجري فاد الرجل : فيداً و فوداً : مات ، و أفاده الله . و الجفر : البئر غير المطوية . و المسدمة : من قولهم ، فحل سدم إذا كان هائجاً و المأزق : موضع الحرب و من الناس من ينكرها لحمزة . فأجابه الحارث بن هشام المخزومي ألا ياقوم للصبابة و الهجر و للحزن مني و الحزازة في الصدر و للدمع من عيني جود كأنه فريد هوى من سلك ناظمه يجري على البطل الحلو الشمائل إذ ثوى رهين مقام للركية من بدر فلا تبعدن يا عمرو من ذي قرابة و من ذي ندام كان ذا خلق غمر فإن يك قوم صادفوا منك دولة و لابد للأيام من دول الدهر فقد كنت في صرف الزمان الذي مضى تريهم هواناً منك ذا سبل وعر في أبيات . و مما يعزى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأبيات : ألم تر أن الله أبلى رسوله بلاء عزيز ذي اقتدار و ذي فضل بما أنزل الكفار دار مذلة فلاقوا هواناً من أسار و من قتل فأجابه الحارث بن هشام : عجبت لأقوام تغنى سفيههم بأمر سفاه ذي اعتراض و ذي بطل تغنى بقتلى يوم بدر تتابعوا كرام المساعي ، من غلام و من كهل مصاليت بيض ، من ذؤابة غالب مطاعين في الهيجا ، مطاعيم في المحل أصيبوا كراماًفلم يبيعوا عشيرة بقوم سواهم نازحي الدار و الأهل كما أصبحت فيكم بطانة لكم بدلاً منا فيا لك من فعل عقوقاً و إثماً بيناً و قطيعة يرى جوركم فيها ذوو الرأي و العقل فإن يك قوم قد مضوا لسبيلهم و خير المنايا ما يكون من القتل فلا تفرحوا أن تقتلوهم فقتلهم لكم كائن خبلاً مقيماً على خبل في أبيات ذكرها . و قال ضرار بن الخطاب الفهري : عجبت لفخر الأوس و الحين دائر عليهم غداً و الدهر فيه بصائر و فخر بني النجار إن كان معشر أصيبوا ببدر كلهم ثم صائر فإك يك قتلى غودرت من رجالنا فإنا رجالا بعدهم سنغادر و تردي بنا الجرد العناجيج وسطكم بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر و وسط بني النجار سوف تكرها لنا بالقنا و الدارعين زوافر فنترك صرعى تعصب الطير حولهم و ليس لهم إلا الأماني ناصر و تبكيهم من أرض يثرب نسوة لهن بها ليل عن النوم ساهر و ذلك أنا لا تزال سيوفنا بهن دم ممن يحاربن مائر فإن تظفروا في يوم بدر فإنما بأحمد أمسى جدكم و هو ظاهر و بالنفر الأخيار هم أولياؤه يحامون في اللأواء و الموت حاضر يعد أبو بكر و حمزة فيهم و يدعي علي وسط من أنت ذاكر أولئك لا من نتجت من ديارها بنو الأوس و النجار حين تفاخر و لكن أبوهم من لؤي بن غالب إذا عدت الأنساب كعب و عامر هم الطاعنون الخيل في كل معرك غداة الهياج الأطيبون الأكابر العناجيج : جياد الخيل ، واحدها عنجوج . و مائر : متردد. و مما قاله حسان بن ثابت الأنصاري : تبلت فؤادك في المنام خريدة تشفي الضجيع ببارد بسام كالمسك تخلطه بماء سحابة أو عاتق كدم الذبيح مدام أما النهار فلا أفتر ذكرها و الليل توزعني بها أحلامي أقسمت أنساها و أترك ذكرها حتى تغيب في الضريح عظامي بل من لعاذلة تلوم سفاهة و لقد عصيت على الهوى لوامي إن كنت كاذبة الذي حدثتني فنجوت منجي الحارث بن هشام ترك الأحبة أن يقاتل دونهم و نجا برأس طمرة و لجام في أبيات : يعير الحارث بن هشام بالفرار ، و كان الحارث يقول : الله يعلم ما تركت قتالهم حتى رموا فرسي بأشقر مزبد و علمت أني إن أقاتل واحداً أقتل و لا ينكي عدوي مشهدي فصددت عنهم و الأحبة فيهم طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد و كان الأصمعي يقول : هذا أحسن ما قيل في الاعتذار عن الفرار ، و كان خلف الأحمر يقول : أحسن ما قيل في ذلك أبيات هبيرة بن أبي وهب المخزومي : لعمرك ما وليت ظهري محمداً و أصحابه جنباً ، و لا خيفة القتل و لكنني قلبت أمري ، فلم أجد لسيفي مساغاً إن ضربت ، و لا نبلي و قفت ، فلما خفت ضيعة موقفي رجعت لعود كالهزبر أبي الشبل و إن تقاربا لفظاً و معنى ، فليس ببعيد من لأن يكون الثاني أجود من الأول ، لأنه أكثر انتفاء من الجبن ، من خوف القتل ، و إنما علل فراره بعدم إفادة و قوفه فقط ، و ذلك في الأول جزء علة ، و الجزء الآخر قوله : أقتل . قوله : رموا فرسي بأشقر مزيد ، يعني الدم ، و يحتمل أن يكون ذلك مقيداً بكون مشهده لا يضر عدوه ، و مع ذلك فالثاني أسلم من ذلك معنى و أصرح لفظاً . و مما قاله حسان رضي الله عنه : لقد علمت قريش يوم بدر غداة الأسر و القتل الشديد بأنا حين تشتجر العوالي حماة الحرب يوم أبي الوليد قتلنا ابني ربيعة يوم سارا إلينا في مضاعفة الحديد و فر بها حكيم يوم جالت بنو النجار تخطر كالأسود و ذلت عند ذاك جموع فهر و أسلمها الحويرث من بعيد و قالت قتيلة بنت الحارث أخت النضر بن الحارث : يا راكباً إن الأثيل مظنة من صبح خامسة و أنت موفق أبلغ بها ميتاً بأن تحية ما إن تزال بها النجائب تخفق مني إليك و عبرة مسفوحة جادت بواكفها و أخرى تخنق هل يسمعن النضر إن ناديته أم كيف يسمع ميت لا ينطق أمحمد يا خير ضنو كريمة في قومها و الفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت و ربما من الفتى و هو المغيظ المحنق أو كنت قابل فدية فلننفقن بأعز ما يغلوا به ما ينفق فالنضر أقرب من أست قرابة و أحقهم إن كان عتق يعتق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه لله أرحام هناك تشقق صبراً يقاد إلى المنية متعباً رسف المقيد و هو عان موثق فيقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لو بلغني هذا الشعر قبل قتله لمننت عليه " . و كان فراغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدر في عقب رمضان أوائل شوال . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
فصل
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله : فلما أوقع الله بالمشركين يوم بدر ، و استأصل وجوههم ، قالوا : إن ثأرنا بأرض الحبشة ، فلنرسل إلى مليكها يدفع إلينا من عنده من أتباع محمد ، فلنقتلهم بمن قتل ببدر . قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا ابن السرح ، حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : بلغني أن مخرج عمرو بن العاص و ابن أبي ربيعة إلى أرض الحبشة فيمن كان بأرضهم من المسلمين ، كان بعد وقعة بدر ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم مخرجهما ، بعث عمرو بن أمية من المدينة إلى النجاشي بكتاب . قلت : و قد تقدم القول عند ذكر الهجرة إلى أرض الحبشة أن توجه عمرو بكتابي رسول الله صلى الله عليه و سلم في المحرم سنة سبع يدعوه في أحدهما إلى الإسلام و الثاني في تزويجه عليه الصلاة و السلام أم حبيبة ، و قيل : في شهر ربيع الأول منها ، و قيل في سنة ست . حكاه أبو عمر عن الواقدي . و أما عمرو بن أمية فشهد بدراً و أحداً مع المشركين و أسلم بعد ذلك ، و كان أول مشهد شهده بئر معونة ، فأسرته بنو عامر يومئذ ، فقال له عامر بن الطفيل : إنه كان على أمي نسمة ، فاذهب فأنت حر عنها ، و جز ناصيته ، و بعثه أيضاً رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي سفيان بن حرب بهدية إلى مكة ، و سيأتي ذكر كتاب النبي صلى الله عليه و سلم إلى النجاشي مع عمرو عند ذكر كتب النبي صلى الله عليه و سلم إلى الملوك في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى . و هذا الفصل ذكره أبو عمر في هذا الموضع من كتابه في المغازي و فيه نظر . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
سرية عمير بن عدي
روينا عن ابن سعد قال : ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد ، لخمس ليال بقين من شهر رمضان ، على رأس تسعة عشر شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي ، و كانت تعيب الإسلام و تؤذي النبي صلى الله عليه و سلم و تحرض عليه ، و تقول الشعر ، فجاءها عمير ابن عدي في جوف الليل ، حتى دخل عليها بيتها ، و حولها نفر من ولدها ، نيام ، منهم من ترضعه في صدرها ، فحبسها بيده ، و كان ضرير البصر ، و نحى الصبي عنها ، و وضع سيفه على صدرها حتى أنفده من ظهرها ، ثم صلى الصبح مع النبي بالمدينة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أقتلت ابنة مروان ؟ " قال : نعم ، فهل علي في ذلك من شيء ، فقال " لا ينتطح فيها عنزان فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم و سمى رسول الله صلى الله عليه و سلم عميراً البصير " . قيل : و كان أول من أسلم من خطمة عمير بن عدي ، و كان يدعى القارىء ، كان إمام قومه و قارئهم . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
سرية سالم بن عمير
روينا عن ابن سعد ، قال : ثم سرية سالم بن عمير إلى عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخاً كبيراً قد بلغ عشرين و مائة سنة ، و كان يهودياً ، و كان يحرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم و يقول الشعر ، فقال سالم بن عمير ـ و هو أحد البكائين و ممن شهد بدراً ـ علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه ، فأمهل يطلب له غرة ، حتى كانت صائفة ، فنام أبو عفك بالفناء ، و سمع به سالم بن عمير فوضع السيف على كبده ، ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش ، و صاح عدو الله ، فثاب إليه ناس ممن هم على قوله ، فأدخلوه منزله و قبروه . فقالت أمامة الزيدية في ذلك : تكذب دين الله و المرء أحمداً لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمني حباك حنيف آخر الليل طعنة أبا عفك خذها على كبرة السن البيتان عن غير ابن سعد . و كان أبو عفك ممن نجم نفاقه حين قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحارث بن سويد بن الصامت . و شهد سالم بدراً و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان ، و قال فيه موسى بن عقبة : سالم بن عبد الله . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
غزوة بني سليم
قال ابن إسحاق : فلم قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة ـ يعني من بدر ـ لم يقم إلا سبع ليال ، حتى غزا بنفسه يريد بني سليم . قال ابن هشام : و استعمل على المدينة سباع ابن عرفطة الغفاري ، أو ابن أم مكتوم . و قال ابن إسحاق : فبلغ ماء من مياههم يقال له الدر ، فأقام عليه ثلاث ليال ، ثم رجع إلى المدينة و لم يلق كيداً . |
جعلاني ذهبي
![]() ![]() ![]() ![]()
![]() غير متواجد
|
![]()
غزوة بني قينقاع
قال ابن سعد : و كانت يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهراً من مهاجره . قال ابن إسحاق : و كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم جمعهم بسوق بني قينقاع ، ثم قال : " يا معشر يهود ! احذروا من الله مثل ما نول بقريش من النقمة ، و أسلموا ، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل ، تجدون ذلك في كتابكم و عهد الله إليكم " . قالوا : يا محمد ! إنك ترى أنا قومك ! و لا يغرنك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب ، فأصبت لهم فرصة ، إنا و الله لو حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس . فحدثني مولى لآل زيد بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ـ أو عن عكرمة ـ عن ابن عباس ، قال : ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيهم : " قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آية في فئتين التقتا " ـ أي أصحاب بدر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و قريش ـ " فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار " [ آل عمران : 12 ـ13 ] قال : و حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، أنهم كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم و بين رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حاربوا فيما بين بدر و أحد ، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزلوا على حكمه . قال ابن هشام : و ذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة ، عن أبي عون ، قال : كان من أمر بني قينقاع أن امراة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع ، و جلست إلى صائغ ، فجعلوا يريدونها على كشف و جهها ، فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوءتها ، فضحكوا منها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ، و كان يهودياً ، و شدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم على اليهود ، فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم و بين بني قينقاع ، و تبرأ عبادة بن الصامت من حلفهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و تشبت به عبد الله بن أبي فيما روينا عن ابن إسحاق ، عن أبيه ، عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت . قال : و فيه و في عبد الله نزلت : " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض " إلى قوله : " فإن حزب الله هم الغالبون " [ المائدة : 51 ـ 56 ] . و روينا عن ابن سعد ، قال : و كانوا قوماً من يهود حلفاء لعبد الله بن أبي بن سلول ، و كانوا أشجع يهود ، و كانوا صاغة ، فوادعوا النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي و الحسد ، و نبذوا العهد و المدة ، فأنزل الله تعالى : " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين " [ الأنفال : 58 ] فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا أخاف من بني قينقاع . فسار إليهم و لواؤه بيد حمزة بن عبد المطلب ـ و كان أبيض و لم تكن الرايات يومئذ ـ و استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر ، و حاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة ، و كانوا أول من غدر من اليهود ، و حاربوا و تحصنوا في حصنهم ، فحاصرهم أشد الحصار ، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب ، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، على أن لرسول الله صلى الله عليه و سلم أموالهم ، و أن لهم النساء و الذرية ، فأنزلهم ، فكتفوا ، و استعمل على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي ، فكلم ابن أبي فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ألح عليه ، فقال : " حلوهم لعنهم الله و لعنه معهم ، و تركهم من القتل ، و أمر بهم أن يجلوا من المدينة " ، و تولى ذلك عبادة بن الصامت ، فلحقوا بأذرعات ، فما كان أقل بقاءهم بها . و ذكر ما تنفل رسول الله صلى الله عليه و سلم من سلاحهم ، و سيأتي ذكرنا له ، و خمست أموالهم ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية الخمس ، و فض أربعة أخماس على أصحابه ، فكان أول ما خمس بعد بدر . و كان الذي ولي قبض أموالهم محمد بن مسلمة . انتهى ما وجدته عن ابن سعد . كذا و قع صفية الخمس ، و المعروف أن الصفي غير الخمس ، و روينا عن الشعبي ، من طريق أبو داود ، قال : كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم سهم يدعى الصفي يختاره قبل الخمس . و عن عائشة رضي الله عنها كانت صفية رضي الله عنها من الصفي . فلا أدري أسقطت الواو أو كان هذا قبل حكم الصفي ، و الله أعلم . و كانوا أربعمائة حاسر ، و ثلاثمائة دراع ، و كانوا حلفاء الخزرج . |
انواع عرض الموضوع |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|